أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وعد العسكري - الدرفش















المزيد.....

الدرفش


وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 05:24
المحور: الادب والفن
    


استيقضت في الساعة الرابعة من صباح يوم من الأيام المصادف أحد أيام شهر كانون الثاني للعام ألفين وواحد .. توجهت مسرعاً لبراد الماء لأروي ضمئي من تعب ألم بي بعد هرولة وجري سريع في إحدى أحياء بغداد القديمة والشبيه بمنطقة باب الشيخ أو الكاظمية القديمة .. ثم فتحت علبت سكائري التي كانت في حينها من نوع عربي يمانية الصنع وبدأت أراجع أفكاري متذكراً كل صغيرة وكبيرة عشتها في هذا الحلم الجميل الغريب والمخيف بعض الشيء !! .
بدأت قصة الحلم حينما كنت أتجول فوق سطوح المباني سيراً في الهواء ثم وقعت عيني على شيء غريب في أحد السطوح وتجسدت الغرابة في شخصية فتاة ليست على قدر من الجمال كانت في الثلاثينات من العمر .. كانت تلك الفتاة العازبة والتي عرفتها عزوبيتها من ملامحها الأنثوية التي لم تدس فيها أنامل رجل على ما بدى لي .. رأيت تلك الفتاة تنشر على حبل الغسيل المخصص للملابس رأيتها تنشر أوراقاً رسمية على شكل قطع من الأوراق ذات الحجم المتوسط B5 وكان شعار جمهورية العراق واضحا في تلك الوريقات الغير مبللة ورأيتها تضع قارصات الغسيل على الورقات وتجعلها تتدلى من الحبل !! غرابة الموقف هذا جعلتني في دوار شديد وأن الأرض قد دارت بي آلاف المرات في ثوانٍ مما جعلني أتكأ على الجدار القريب مني لأسند جسدي وحيرتي التي في رأسي عن غريب فعل الفتاة هذا مما جعلني أسألها لماذا تنشرين أوراقاً رسمية على حبل الملابس ؟ ثم استدارت إلي متعجبة من سؤالي وكأن سؤالي في غير محله أو كأنني لم أعرف ماذا يجري بالضبط وحينها أجابتني وهي صامتة .. أين أنت تعيش !! وازداد الدوار ونمت حيرتي شيئا فشيئا حتى سقطت من أعلى الجدار على أحد البيوت الخلفية أو الملاصقة للدار لكنني لم أسقط هكذا بل سقطت على إثنان أو يزيد من أكياس الحنطة التي كانت مركونة أسفل الجدار الذي كان متكئي . حينها جريت مسرعاً داخل فناء أو باحة الدار الخلفية بغية لا يراني أهل الدار ويصرخون بوجهي من أنت ويثيرون الأسئلة تلو الأسئلة ! وجريت في ممر ضيق عرضه متران وارتفاعه متران ونصف المتر وطوله أربعة أمتار ونصف إلى أن وصلت خارج المنزل ورأيت نفسي في حي قديم من أحياء بغداد القديمة .. ثم جريت مسرعاً لأحد المنازل القريبة مني والتي كانت تقع على يدي الشمال وسبب اختياري لهذا المنزل هو إعجابي الشديد بباب المنزل التي كانت في عمرها التاسع والتسعون بعد المئة !
ثم طرقت باب الدار بأناملي طرقات بالكاد تكاد تسمع وإذا بفتاة جميلة جداً ترتدي السواد تفتح لي باب المنزل وبقيت مندهشة مني لماذا أحدق في وجهها وعلى ما يبدو تمالكتها الحيرة من أمري ما سبب التحديق في وجهها وبقينا هكذا قرابة الدقيقتين وطول هذه المدة لم تسألني شيء وكأنها تعرفني وتفاجأت بمقدمي إليهم ! إلى أن سمعت صوت إمرأة في الخمسنات من عمرها تنادي من هذا يا بنتي ولم تجبها أيظاً ! ثم سمحت لنفسي بالدخول للمنزل وكأنني أعرف أهل البيت جيدا وتوجهت الى المرأة المنادية ذات الصوت المنهك وسأتني من أنت فأجبتها عن إسمي ثم سألتني ماذا تريد فأجبتها !! وبعدها عجزت عن التحدث معها باللغة العربية فتحدثت معها باللغة العبرية التي أجيدها أكثر من العربية لغتي الأم ثم اختلط لساني بلغة آرامية جميلة جداً ولربما كانت إحدى لهجات آرام القديمة وكنت أتحدث معها ببراعة مطلقة وكأني أحد أبناء عمومتنا الساميين من يهود وآراميين .. والجميل في الموضوع كانت تسألني بالعربية أحياناً وبدوري أجيبها بلغة سامية قديمة جداً حتى أن المرأة العجوز قد أحبتني على براعتي وظرافتي بالحديث معها ... ثم قالت لابنتها التي سلبت قلبي أقبلي ياابنتي وأدخليه لم أعر أية اهتمام إلى أين سأدخل بل كان جل همي أن الفتاة هي من ستدخلني وستكون قريبة مني .. ثم نظرت إلي الفتاة وكلمتني صامتة بعينها أقبل فسرت خلفها وتبعتها وكانت بضعة أمتار قليلة جدا تفصل بيننا إلى أن أسرعت الخطى متبعا خطواتها واحساس غريب تملكني بأن هذه الفتاة هي التي ستنير دربي الذي بدى مظلماً حين السقوط .. وأثناء الخطوات التي خطيتها نظرت إلى السماء قائلاً سامحني يارب بلدي أهم من روحي .. ثم دخلت وراء الفتاة إلى معبد حجري كأنه سرداب من سراديب بغداد القديمة ومن بين بعض أحجار جدرانه المرصوصة يخرج شعاع من النور الذي يكاد يكون كالدخان الكثيف والمحبوس في غرفة ضيقة حتى أنني حينما تبعت الفتاة إلى داخل المعبد وجدت نفسي كمن يسبح بدخان أشبه بالماء إلا أنه كان نور على نور ومن ثم تهت في دوامة كبيرة أفقدتني الوعي ورمتني فجأة في باحة البيت الكبيرة والمكشوفة كبيت بغدادي قديم يكاد يشبه البيت الذي كنت قد دخلته في المرة الأولى إلا أنه في هذه المرة خرجت كمصرع يدور حول نفسه فاتحاً ذراعيه ويدور حول نفسه بسرعة عالية وأقدامي ترتفع فوق الأرض بنصف متر تقريبا وخرجت مجرداً من ملابسي إلا سروالأ عسكرياً بلون خاكي يغطي نصفي السفلي ثم توقف دوران جسدي وسقطت على الأرض على ركبتي ورأسي إلى الأسفل وحينما رفعت رأسي وجدت باحة المنزل القديمة عبارة عن زهور جميلة وجميلة جداً إلا أنه قد غابت عني الفتاة ووالدتها العجوز المسنة ثم صحيتي من هذا الحلم الجميل والمثير على صرخات والدتي المسنة تناديني إنهض يا بيني إنها الساعة السابعة صباحاً ... وبقيت إلى يومي هذا أسأل نفسي ما هذه الغرابة في الموضوع وأين اختفت الفتاة ... دارت الأيام تلعن سلفها وجاء يوم وذهب يوم إلى أن رن هاتفي المحمول وإذا بصوت فتاة رقيقة جدا ومهذبة ويكاد الخجل من صوتها يخنقها وهي تعاكسني بكلمات بريئة لم تظهر عليها علامات الخبرة والتمرس في المعاكسات وكأنني الفتى أو الشاب الأول الذي تكلمه بحياتها ثم دار حديث لطيف بيننا وبعدها طلبت منها أن أتصل بها في موعد آخر ولم تمانع والسبب في ذلك هو خجلها وعدم تمرسها في الحديث مع الشباب لكن الجميل في الموضوع أنها كلمتني ولم تكلم غيري من الشباب وكنت ولا أزال الشاب الأمين على هذه الفتاة التي أصبحت أغلى من روحي وتعلقت بها سرائري وكوامني واللطيف في الموضوع أنني وبعد تذكري لهذا الحلم الجميل تبين أن الفتاة التي كانت مهمومة وحزينة في الحلم والتي كانت ترتدي سواد الوحدة في الحياة هي ذاتها التي تعلق بها قلبي وتمنى الزواج بها لأنني وجدتها هي الفتاة الآرامية أو ذات الديانة القريبة من اليهودية وذات دين قديم .
عزيزي القارئ الكريم أنها الفتاة التي أحب أنها الفتاة التي كفتني وغطت عني فراقا وحزن عظيم كان قد ألم بي ، إنها الفتاة التي جعلتني في مرحلة إكتفاء في المشاعر إنها حبيبتي إنها بغداد وبغداد تجلت في قلبها في قلب فتاة في الثانية والعشرين من عمرها .



#وعد_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلم اللغات الأجنبية
- المدرس والتفكير النقدي
- خيانة إمرأة
- المرأة وعولمة الضياع
- أين أنتي ياملكتي ؟!
- دور المرأة العراقية في أواخر العهد العثماني
- وراء كل مجنون امرأة
- يا هادي الرشد
- يا واعق الدمع
- ملائكية الدمع
- دور الجامعة في المجتمع
- إمرأة ولكن
- حب سياسي
- أنادي
- رباك
- الحضيض
- خائنة الهوى
- استخدام الحاسوب في إعداد الوسائل التعليمية
- المتحولون
- تجارة الجسد


المزيد.....




- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وعد العسكري - الدرفش