|
الرد علي مذبحة غزة
سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 10:39
المحور:
القضية الفلسطينية
دائماً وكعادتنا نحتاج لمذبحة أو مآساة حتى نتذكر إننا أمام عدو لا يتورع عن قتلنا والتمتع بدماءنا وهي تنزف ، وجثامين أبنائنا وشعبنا الممزقة ، وبيوتنا المدمرة ، وزرعنا المقتلع ، هذا هو عدونا ، وهذا هو ما يصبو إليه ويريده لنا منذ أن جثم على أرضنا ، وصدورنا ، واستولي على بحرنا ، وأرضنا ، وسمائنا، وإرادتنا. غزة تعيش أجواء المذبحة ، الشهداء يتساقطون ، والجرحي ينزفون ، والثكالي تودع أبناءها بالدموع والآلام ، والرجال تترقب القادم ، ومعشر الكتاب وجدوا بالمذبحة فرصة لاستعراض العضلات الثورية ، وشحذ الهمم وكلاً نهض من قمقمه ، وأخرج رأسه من خندقه الحزبي ليتذكر إننا تحت رحمة عدو لا زال يمارس كل فنون الهمجية ضد شعب محاصر فقير ، يفترسه الألم ، مشتت ، ممزق الأرض والأوصال والوجدان. قبل عدة أيام تناولت مقال بعنوان " أيها الفلسطيني الغبي" نلت ما نلت منه من قذف واتهامات ، ولعنات ، وهناك من فرد عضلاته الوطنية ، وتمترس خلف قلبه الأعمى الذي لا يري سوي لغة المثقف السيئ المترجز الذي لا يعنيه من قاموس الألم والثورة والمقاومة سوي التلاعب بالألفاظ ، وهناك من حذفوا المقال من صحفهم وآخرون من رفضوا نشره ، يخدعون أنفسهم ، ويعبرون عن غرورهم الثقافي المتبرجز ، والسبب أن المقال تناول الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني وذكر هؤلاء أننا لازلنا تحت احتلال ، أخذتهم العزة ونسوا الكرامة. ارتكب العدو مذبحته بغزة وكان من بين الشهداء نجل القيادي في حماس محمود الزهار "حسام" وسقط مع من سقطوا من شهدائنا العظماء ، فسارع القادة لتقديم واجب العزاء للقيادي محمود الزهار سواء الرئيس محمود عباس ، أو رئيس الوزراء ، أو أعضاء المجلس التشريعي وقادة فتح ، وهنا بيت القصيد ، هل أدرك هؤلاء جميعا أن هذا العدو هو عدونا جميعاً ؟ وأن من قتل الياسين هو من قتل عرفات ؟ وإنهم جميعا سواسية أمام المخراز الصهيوني وأله موته الهمجية ؟ ربما كلمات العزاء بمنظور البعض بسيطة وتأتي من باب المجاملات الاجتماعية ، ولكنها من منظورنا فهي أكبر من كل الكلمات ، فهي الرسالة التي نرد أن تصل لهؤلاء في غزة ورام الله ، الرسالة التي غضوا النظر عنها ومارسوا القتل والموت ، والاعتقال ، والحظر وكل معاني الجريمة وأركانها ضد شبابنا وشعبنا ، فسلاحنا ليست صواريخنا ، و بنادقنا ، سلاحنا وحدتنا ، وردنا علي هذا العدو وحدتنا ، وحماية شعبنا بهذه الوحدة ، والحفاظ علي قضيتنا التي داستها أقدام العسكر المتناحر علي الغنائم المسمومة . إن ما شهدته غزة من اعتقالات وقتل ومداهمات وكذلك رام الله هو الدافع لهذا العدو أن يمارس هوايته بنا وبشعبنا وبقضيتنا من قتل ، وممارسات همجية بربرية ، مستغلا سذاجه هؤلاء الذين يبحثوا عن سلطان في أرض مسلوبة ، وسماء محتله ، وبحر مستباح . فلو علم "حسام" وأدرك أن دماءه الزكية ستكون قربان إلتقاء ووحده لهب إلي الشهادة منذ أن بدأت البندقية تقول كلمتها بين الأشقاء ، ولتضرع لله أن يكون فداءً لهذه الوحدة ، وقدم روحه محفوفة بعطر فلسطين هدية لأهلها وقادتها وأحزابها . نعم استشهد "حسام" وذهب لحيث شاء وأختار درب العظماء ، ولكنه لا زال يترقب لحظة الزفاف الحقيقية ، يترقب ماذا سيفعل قادة شعبه ؟ من حملوا الأمانة بأعناقهم ، ومن سيُسألون عنها أمام الله وشعبهم ، ومن سيدون التاريخ عنهم شهادته . إذ وحدتكم دماء "حسام" ألا توحدكم دماء شعب يُقتل يومياً ، ويذبح ، ويحاصر ويشتت؟! ورغم ذلك لا زال فينا من يسترزق من دمائنا ، ويحمل توافه الفكر والعقل والأفكار ، أولئك من وجدوا بفتنة فلسطين سوقا لترويج خزعبلاتهم ، وأرضا يصدرون بها أزماتهم النفسية ، ليدسوا السم لأبنائنا علي صفحات الصحف والمجلات ، فتارة يتحفونا باسم الإسلام ، وأخري باسم المقاومة ، وينوعوا لنا من أمراضهم النفسية ما يأمروا به من أسياد المال ، فمنهم من صنفنا ، ومنهم من منحنا شهادة البراءة والطهارة ، وآخرون من وزع علينا لقب شريف ، وعميل ، واستحضر من جعبته الخاوية كل المصطلحات التي لُقن بها . ولهؤلاء كلمة واحدة " فلسطين باقية ، بوحدتها ، بأهلها ، بأمتها ، أما أنتم ذاهبون ، تلعنكم كل الكلمات والحروف ، ذاهبون ومصيركم الجحيم ، سمومكم سترتد إلي أعناقكم ، فان أردتم الاسترزاق فأذهبوا بعيدا سماؤُنا لن تدوم لكروشكم ، وأرضنا لن تكون مستنقع لخيباتكم وأزماتكم " فلتوحدنا دماء الشهداء ... ولتوحدنا مذابح الاحتلال ... ولا عزاء للتعساء
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب ومعركة التاريخ والموروث
-
ايها الفلسطيني الغبي
-
نظام العباطة العربي الجديد
-
غزة الفقراء
-
علي شرف الذكري الاربعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
أنابوليس الواقعية والمعارضة الورقية
-
هل يصلب المسيح في غزة؟
-
ذكري الختيار ايحاء واستذكار
-
مؤتمر دمشق ترسيخ لحالة الانقسام الفلسطينية
-
خبر عاجل
-
المقاومة العراقية والمجهول
-
ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة
-
نجاد القدس لا تستصرخكم
-
غزة وموضة المفخخات
-
اتفاق في الأفق.. فتحاوي ، حمساوي
-
وعانق الفارس عروسه فلسطين -حيدر عبد الشافي في ذمة الله-
-
فصائل المقاومة الفلسطينية تتبني المصطلحات الأمريكية
-
صورة حقيقية من غزة
-
التسول في غزة مهنة أم حاجة؟!
-
حماس وفتح وأخطاء السلطة
المزيد.....
-
دراسة جديدة تثبت نظرية أينشتاين بشأن الثقوب السوداء
-
كلوب يُغادر ليفربول.. بصمة لا تمحى وعشرات الألقاب
-
جلسة برلمانية في تايوان تتحول إلى حلبة مصارعة (فيديو)
-
الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في خاركوف وخسائر أوكرانيا ت
...
-
مركز -صدى سوشال- يدعو إلى تحقيق عاجل لـ-تسريب ميتا بيانات مس
...
-
مراسلنا: إصابة 11 ضابطا وجنديا من الجيش التركي بينهم حالات ح
...
-
بولندا ستنفق 2.5 مليار دولار لتعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروس
...
-
حزب الله يستهدف ثكنة للاحتلال وإسرائيل تقصف جنوب لبنان
-
الدويري: عملية القسام شرق رفح تحتاج مهارة عالية لتنفيذها
-
الجلادون الإسرائيليون التوّاقون للفظائع
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|