أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامي الاخرس - ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة















المزيد.....

ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة *** سامي الأخرس
أحياناً يقرأ الإنسان عناوين إخبارية أو مقالات صحفية يتوقف أمامها قليلاً ، فإما أن يتجاوزها ويتجاوز ما تحمله من تحليل وأخبار ، وأحياناً أخرى يعقد العزم على الرد ، وعندما يعقد العزم للرد والدخول في سجال الحوار الراقي والمهذب ، لتصحيح بعض المفاهيم والخروج بصيغة تقنع الآخر بوجهة النظر للطرف الآخر، خاصة في ظل انحراف الإعلام والصحافة الفلسطينية خاصة والعربية عامة عن مسار الموضوعية الصحفية ، والغرق في فبركة الخبر وطبخه وفق ما يريد الأخر تذوقه ، وهو من ضمن حالة الاحتراب التي نعيش تحت صهيل خيولها ، وأزيز رصاصها ، وهدير صواريخها ، في أرض المعركة وما أكثر ضحاياها ، وجلهم من أبناء شعبنا الفلسطيني البسطاء ، أما قادة المعركة وأباطرتها كلا يتحصن ببرجه العاجي ، وتحت عيون حراسه التي تؤمن له كل سبل الراحة والطمأنينية والرفاهية والهدوء ، فلا صوت طفل يبكي يؤرق ضميره ، ولا صرخات جائع تعذب راحته ، ولا آهات أم ثكلي تفتح جراحه ، حتى الحشرات المتطفلة والطيارة لا تستطيع اقتحام نموسيته أو نوافذ منزله المكيف .
فمن يدفع الثمن هم البسطاء ، والمواطن الذي يلهث خلف لقمة العيش التي أصبحت مغمسة بالذل والوحل ، والمحافظة على كرامته وإنسانيته التي تداس تحت أقدام أولياء الأمر وعسكرهم ، في زمن تقاسمنا فيه كل شيء الوطن ، والكرامة ، وتحولنا لزمن الإنكسارات الحزبية والوطنية التي نعيش تحت حرابها وبساطيرها.
وأعود لصلب الموضوع وهو ما جاء في مقال الدكتور محمد عبد العال بعنوان " لماذا غرد ماهر الطاهر خارج السرب؟" ولكي أتمكن من الرد بمنطق ، وبعيداً عن فكر الحزب ، وثقافة التعصب الحزبية التي أصبحت منهجا وقانوناً ، لابد من توضيح أمر هام جداً يبدأ من إنني لا أنتمي لأي حزب فلسطيني واخترت الوطن قبلة وحيدة للانتماء ، وهو الحزب الوحيد الذي أؤمن به ولا إيمان بغيرة سوي بالله جل شأنه.
أما الرد علي ما جاء في المقال فهو من باب التوضيح لبعض الحقائق والأمور الهامة التي غابت عن الدكتور محمد عبد العال في مقاله الخاص بالدكتور ماهر الطاهر .
كثيراً ما أرفض شخصياً بعض التصريحات السياسية للدكتور ماهر ولغيره من قادة الجبهة الشعبية ولكن لدرايتي من خلال التجربة التنظيمية البسيطة لي بالجبهة الشعبية أدرك أن أي تصريح يصدر يكون وفق المتعارف عليه تنظيمياً وحزبياً ترجمة لموقف المكتب السياسي أو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ولا يخرج عن نطاقها ، بعيداً عن الاجتهادات الشخصية للقادة التي لا مكان لها في ظل الانضباط الداخلي في الجبهة الشعبية ، والتي لا زالت تحتكم إليه في عملها الحزبي والسياسي ، وأي خروج عن هذا الانضباط يعرض صاحبه لأقسى العقوبات الحزبية والتي تصل في بعض الأحيان للفصل أو الطرد ، وهو ما حدث مع الشهيد وديع حداد الرجل الثاني بالجبهة الشعبية عندما لم يلتزم بقرار الجبهة الشعبية ورغم ذلك فصل من الحزب رغم موقعه ودوره الكفاحي والقيادي والثوري . وهو ما ولد مقولة " إما الانضباط وإما وديع ، فأنتصر الانضباط" وهذا يدحض عملياً ما جاء بمقال الدكتور محمد عبد العال بأن الدكتور ماهر الطاهر يغرد خارج السرب ، بل ويؤكد أن الطاهر يعبر عم موقف الجبهة الشعبية وهو الموقف الذي ليس محل نقاش في هذا المقال من ناحية صوابيته أو خطأه ، حيث لا يتسع المجال لذلك وليس هو محور مقالي هذا .
وكما جاء في مقال الدكتور محمد عبد العال أن الطاهر إرتمي بأحضان حماس وغيرها بعدما تلقي رشوة عبارة عن سيارة بيجو من نوع 407 ، وهنا قمة الاستخفاف بالعقول ، وأمر لا يمكن بأي حال أخذة بمحمل الجدية والمصداقية ، أو هضمه بسهولة وذلك للعديد من الأسباب الموضوعية والمنطقية ، حيث لا يتصور عاقل أن ماهر الطاهر الذي يمثل المكتب السياسي للجبهة الشعبية وهو اعلي المراكز القيادية وقمة الهرم ، في تنظيم تاريخي بحجم الجبهة الشعبية سيبيع نفسه وتاريخه وموقعه بسيارة مهما بلغ ثمنها ، وهذه أكذوبة لا تنطلي علي طفل رضيع لا يتجاوز العام من عمره ، ولو سلمنا جدلا وتجاوزنا عقولنا لنصدق تلك الأكذوبة فكان بالأحري بماهر الطاهر العمل بالمثل الشعبي " إن سرقت أسرق جمل ، وإن عشقت إعشق قمر " فلا يمكن سرقة بصلة ليبيع فيها تاريخه وتاريخ حزبه ، ولا يمكن لقادة أمثال نائب الأمين العام عبد الرحيم ملوح ، والأمين العام أحمد سعدات ، والمناضل أبو أحمد فؤاد أن يسمحوا لماهر الطاهر ببيع الجبهة ومواقفها بسيارة ، فلم تصل الأمور بالجبهة الشعبية وقيادتها لهذا المصاف من البلاهة . لبيع حزب ، وتاريخ ، وشهداء بسيارة .
أنا هنا لست بالمدافع عن ماهر الطاهر أو الجبهة الشعبية فهم لديهم القدرة على الدفاع وبقوة عن مواقفهم وقراراتهم الحزبية والسياسية ، ولكن هذا يأتي في معرض توضيح بعض الحقائق التي أعرفها من خلال تجربتي البسيطة في الجبهة الشعبية .
فقبل إمساك القلم والبدء بكتابة أي مقال علينا البحث عن أساليب حوارية مقنعة للقارئ ، والتمحيص جيداً والبحث في الحقائق قبل الإدلاء بمواقف ربما تساعد على بث الدعاية المسيئة والمشينة لبعض الأطراف ، وزيادة الفرقة والتشرذم ، وليس كل ما يقرأ هذه الأيام في وسائلنا الإعلامية يصدق ، فمعظم الأخبار ما هي سوي فبركات إعلامية تأتي ضمن حملات متبادلة في معركة كلنا مهزومون فيها.
فالجبهة الشعبية أعلنت موقفها الرسمي والواضح منذ زمن من خلال وجودها في منظمة التحرير الفلسطينية ، والمجلس الوطني ، والمجلس التشريعي ، حيث قالت لا لأوسلو ، ولا للتنازل عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية ، ووقفت بحزم ضد الإنقلاب الذي قادته حماس في قطاع غزة كما وقفت ضد مراسيم الرئيس أبو مازن التي صدرت في أعقاب الانقلاب ، ولا زالت تتصدي للممارسات في غزة والضفة ، وهذا من حرصها النابعة من مصلحة الوطن العليا ، وليس لمحاباة طرف على الآخر .
ولو فعلاً أرادت الجبهة الانحياز وبيع مواقفها فهي كانت ستبيع للرئيس ابو مازن كونه يمثل منظمة التحرير ، والسلطة والمصلحة تقتضي وقوف الجبهة مع الرئيس ومنظمة التحرير .
فإن كنا نحن الصغار في الوطن نرفض الرشوة ونتمسك بكلمة الوطن ومعناه ونتثبت بمبادئنا ، فهل يعقل أن يبيع القادة مواقفهم برشوي مهينة مذلة؟
نتوافق ، نختلف ، نتحاور ، ولكن هناك منطق لا بد من الاحتكام إليه بعقلانية قبل إصدار الأحكام ، فهي المرحلة وشرذماتها وتخبطها ، وأمواجها التي تعرضنا جميعاً للغرق في عرض البحر بلا أي قوارب إنقاذ تنشلنا من غفواتنا وسقطاتنا ، ستؤدي بنا إلي قاع البحر لتفترسنا اسماك القرش المتربصة بفلسطين .



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاد القدس لا تستصرخكم
- غزة وموضة المفخخات
- اتفاق في الأفق.. فتحاوي ، حمساوي
- وعانق الفارس عروسه فلسطين -حيدر عبد الشافي في ذمة الله-
- فصائل المقاومة الفلسطينية تتبني المصطلحات الأمريكية
- صورة حقيقية من غزة
- التسول في غزة مهنة أم حاجة؟!
- حماس وفتح وأخطاء السلطة
- فقراء الجبهه الشعبية وطاحونة الفساد
- ماذا لو اعتقلت وأنا مع زوجتي وابني
- قمة طهران وتوقيت تعليق عضوية الجبهة الشعبية في هيئة منظمة ال ...
- هل تغرق سفينة حماس ببحر غزة؟
- ضرائب الضفة للرواتب والخدمات وضرائب غزة للسلاح والأعراس الجم ...
- إن كان التطرف دينكم فالتسامح عقيدتنا
- أين أبي
- عقول ساسة العراق وأقدام اللاعبين
- رساله إلي الرفيق عبد الرحيم ملوح
- مشاهد إعلامية حذاء هنية قضية وطنية
- السلطة التشريعية الفلسطينية بغيبوبة قاتله
- عبدالباري عطوان أدعوك للاستماع لقصيدة أريد أبي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامي الاخرس - ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة