أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - إدوارد سعيد المفكر البنيوي .. والسياسي الاكاديمي















المزيد.....

إدوارد سعيد المفكر البنيوي .. والسياسي الاكاديمي


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 605 - 2003 / 9 / 28 - 06:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



 شريد الملّمات  الراديكالية الصعبة في تحليل الظواهر الكبرى
د. سيّار الجميل
مؤرخ عراقي / كندا
"فلسطين ليست ارض شعب واحد بل شعبين لا يمكن لاحدهما الغاء الآخر او طرده منها وعليهما ان يتعايشا بسلام ووئام"
                                                                 ادوارد
مقدمة :
     يعد ادوارد سعيد واحدا من كبار مثقفي هذا العالم وهو اكاديمي متميز طارت شهرته في الافاق مذ نشر كتابه المعروف " الاستشراق " الذي تميز بمنهجه البنيوي في تحليل ظاهرة تاريخية كبرى في تاريخ العلاقات الانسانية .. كما واشتهر بمواقفه الراديكالية من اسرائيل ووقوفه محللا ومنتقدا جملة من المواقف السياسية للقضية الفلسطينية في عدة كتب ومقالات نشرها في امهات الصحف العالمية .. ولعل اهم ما يميز هذا الرجل كثرة كتاباته واسهابه في تحليلات متنوعة وكلها تنبعث من نظرة او رؤية واحدة . وهو استاذ الادب المقارن في جامعة كولومبيا وله معرفة بالموسيقي ولقد اشتهر بين اقرانه في الولايات المتحدة الامريكية بأنه كاتب المؤلفات الغزير الانتاج .. فضلا عن ان افكاره جميعها هي مثيرة لكل من يقرأها اذ يحفز بقلمه التفكير ويؤجج بمواقفه الحماسة او الشعور العاتي بالصدمة. ولم يكن احد يتخيل ان لم يتكهن بان هذا المثقف الرفيع الذي يبدو واضحا للجميع كم تعب على نفسه انه سيحاول تقديم نفسه من خلال تمتعه بكتابة سيرته بقلمه واثارة شغفنا بعمته ميليا او جدته منيرة.
لقاء واحد فقط
     لم اعرفه عن قرب ابدا ، بل التقيت به من بعيد الزمن في واحد من المؤتمرات الفكرية التي عقدت في المانيا الغربية العام 1987 عندما كنت استاذا زائرا بجامعة كيل ، وفي القسم النظري من سوسيولوجيا المعرفة وليس القسم العلمي ، اذ كان مدعوا كضيف وتحادثنا قليلا في مسألة الاستشراق التي لم يكن يعتبرها ظاهرة تاريخية في حياة الثقافة البشرية ابدا والتي ولدت ونضجت بواسطة الانعكاس الثنائي في التاريخ بين الشرق والغرب ، واصر ان يعتبرها بنية استعمارية فاشرت على الرجل وقت ذاك  ان يقرأ جملة من الاعمال الاستشراقية المتنوعة التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمفهوم  " الاستعمار " ولا ادواته وخصوصا في النمسا وروسيا وغيرهما ، فأبى ايضا فسألته : هل تعرف متى ولد مفهوم الاستعمار تاريخيا ؟ فتضايق مني كثيرا ، قلت له مستطردا : لقد عرفه العالم كمفهوم بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية واعتقد بأن ظاهرة الاستشراق هي اقدم بكثير من مفهوم الاستعمار ! اجاب مبتسما : هل جئت لتتعرف بي ام لتمتحني ؟ قلت : وهل يضيرك احد يخالفك الرأي ؟ قال : لا ، بل زاد احترامي لك  كعربي يحاورني ولا يمجدّني ، وبعد برهة قصيرة طلع على المنصة والقى كلمة بالمناسبة وكانت مختصرة ولكنها مليئة بالكلمات المؤثرة  وهو يرمقني باحترام ..
عالم ادوارد سعيد :
     كان انيقا ورشيقا قبل سنوات ولكن فوجىء الجميع لاحقا بأنه كان يحس بأن شيئا خطيرا يسري في جسده وقد انتظر الاكتشاف المذهل بأنه مصاب بسرطان الغدد اللمفاوية المزمن في سن السادسة والخمسين العام 1991، وعلمت من واحد من اعز اصدقائه انه واجه مرضه بكل شجاعة ، ولكن اندفع بشكل شره نحو الكتابة ، ربما لكي يهرب الى الذكريات او يجد فيها موردا لمكافحة مرضه اللعين . فقرر سعيد بعث طفولته وشبابه من دون احساس بالحنين، وبشغف المنقّب عن الاثار والمأثورات الجميلة ، وبدا وكأنه الحريص على فك رموز نسيج الماضي. ومن يريد ان يستكشف عالم ادوارد سعيد عليه ان يتعمق كثيرا في الذي كتبه من نصوص وذكريات في كتابه " خارج المكان " الذي نشر بالانكليزية بعنوان اصلي هو ( =  Out of place  ) وبالفرنسية تحت عنوان ( = A contre - voie ) . انها سيرة انسان غير اعتيادي ابدا ، ويشعرك دوما بأنه كائن يلازمه شعور على الدوام وفي كل مكان بأنه زائح ومتباعد جدا عن المعايير السائدة، انه يعلمك بطريق خفي انه غير الآخرين. انه يشعرنا بأنه نتاج عبقرية اكثر من مكان نزح اليه وعاش في كنفه ثم غادره بسرعة .. وقد علقت في ذهنيته كل مصوراته وتشيؤاته وبشكل لا يمكن ان يغسل ابدا !! ونتذكر ونحن نقرأه ان ليس له من شبيه في سيرته الغنية .
وقفة مختزلة عند سيرته
    ولد إدوارد سعيد في مدينة القدس ، فهو يحمل عبقها الى العالم كله ، وفيها  أكمل تعليمه المدرسي لما قبل الثانوي او الجامعي الجنسية؟ اميركي لان والده المولود ايضا في القدس هاجر الى الولايات المتحدة العام 1911 حيث تطوع في الجيش الاميركي وعاد الى فلسطين العام 1917 حاملا الجنسية الاميركية. واكمالا للتنوع، تنتسب العائلة منذ زمن طويل الى المذهب البروتستانتي وانتقل منها إلى مصر لإتمام تعليمه الثانوي كان ذلك في 1/1/ 1935، حيث تشرّب وعيه بقوة مصر الثقافية في مرحلة ما بين الحربين العظميين وعائلته وهي مقيمة في القاهرة حيث جمع الوالد النابغ في مجال التجارة ثروة لا بأس بها بحيث تمكن ادوارد الشاب (يكره اسمه الاول هذا كرها شديدا) من ارتداء بزة التلامذة الانكليز والالتحاق بالمؤسسات البريطانية حيث كان الاساتذة الانكليز وفي الاجواء السوداء التي رافقت تفكك الامبراطورية يدرّسون باحتقار ابناء البورجوازية الكوسموبوليتية القاهرية الذين لم يكونوا يشعرون بأي انتماء الى الجمهور البلدي.   وكانت هجرته من مصر إلى الولايات المتحدة الامريكية لها اسبابها المعلنة والخفية ، فلقد حدثني واحد من اصدقائه قائلا بأن ادوارد عاش طفولة قاسية مع اب فظ لا يرحم ، وعليه فان عواطفه كانت مع امه .. وانه كان يكره اسمه كراهية عمياء نظرا لما اصابه منه من تعقيدات في وسط مجتمع عربي بالقاهرة خصوصا .. وانه كان قد احدث مشادة عنيفة مع واحد من معلميه . وعليه ، فلقد غادر في العام  1957 الى امريكا حيث درس هناك وتحرر من قبضة المجتمع ومن سطوة التقاليد ومن قهر العائلة ، لقد جابه التحدي هناك واستجاب له بعد ان رفض ماضيه في السنوات الاولى ، ثم يتبلور انتماؤه لفلسطين في السنوات الللاحقة .  لقد نال البكالوريوس من جامعة برنستن، كما نال الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة هارفرد. واشتغل محاضرا واستاذا في عدد من الجامعات اذ استقر في آخرها اي في جامعة كولومبيا بنيويورك. وحصل ادوارد سعيد على جائزة بويدوين لكفاءته ، ثم عمل أستاذا زائراً في جامعة هارفرد 1974، وزميلاً في جامعة ستانفورد اذ انتدبه "مركز الدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية 75-76، وأستاذا زائراً في جامعة هوبكنز، وخصوصا بعد ان طارت شهرة كتابه " الاستشراق " .. وعرف عن الرجل انه كان ولم يزل يدافع ضد العنصرية وضد الامبريالية وضد كل خصوم الثقافة العربية، ويدافع عن الإنسان العربي، وعن كل إنسان في مواجهة الاستشراق العنصري والعنصريات السياسية أو الاعتقادية، ونالت كتبه بالإنكليزية أو بالفرنسية التي نشرها بمضمون عربي تداولا واسع النطاق إذ جعل قضايا العرب في صميم أعماله وهو الخارج من عباءة التخصص في الادب ليس الا . وبعد أكثر من اربعين عاما امضاها في نيويورك كتب يقول : "ما زلت اشعر نفسي بعيدا عن بيتي". بالطبع لم يستولِ عليه شعور الانتماء في اي مكان. ادوارد سعيد: الشريد المطلق.  في سعيه الى هويته الراسخة، لا يحاول ادوارد سعيد خلق وحدة اصطناعية وذلك بسبب ما يعتري جذوره الجغرافية والعاطفية من تداخل متشعب. وفي هذه الاستعادة المتعرجة لمسيرة حياته يسهل الادراك لماذا اعتبرت افكاره شاذة في اغلب الاحيان. فبالنسبة الى البعض تقتضي العبقرية تبسيط الواقع الكثيف والشائك، اما بالنسبة الى ادوارد سعيد فإنها تقوم على استيعاب مستمر للتعقيدات، وها هو كتابه وبطله المتعدد الشكل يساعدنا في فهم افضل للشرق العاصي على التبسيط.    
وقفة عند اعماله

     لقد اصدر ادوارد سعيد العشرات من الاعمال الرصينة ونشر المئات من المقالات ذائعة الصيت ، ففي سنة 1966 أصدر كتابه الأول "جوزيف كونراد" ورواية السيرة الذاتية ، واصدر العام 1975  بدايات القصد والمنهج، وفي العام 1987، الاستشراق (بالإنكليزية)، ومنها نقل إلى العربية سنة 1981 وكانت الطبعة الرابعة، 1995 ثم الى الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والتركية والفارسية والماليزية واليابانية .. الخ 1979،ثم اصدر كتابه " مسألة فلسطين " 1980، وكتابه " الأدب والمجتمع " 1981، وكتابه " تغطية الإسلام " 1983، وكتابه " العالم /النص/ الناقد "، 1986، وكتابه " بعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية " ، 1988 ، وايضا " لوم الضحية " ، 1991، وايضا " متتاليات موسيقية " 1993، وكتابه " الثقافة والإمبريالية "  1998، وأيضا " صور المثقف  أو : تمثيلات المثقف " 1994، وكتابه " سياسة التجريد، والإسلام الأصولي "  (مع برنارد لويس ) 1995 ، وأيضا : " غزة-أريحا: سلام أمريكي " و "السلام والسخط "  1996، وله : " تعقيبات على الاستشراق الحداثة: ملحق الميديا والهوامش والحداثة: رايموند ويليامز وإدوارد سعيد ... الخ
    هذا هو الكوكتيل الصعب الذي هو بحاجة الى جهود نقدية واسعة للسيطرة عليه ، سألني واحد من اصدقائي المثقفين العرب مرة من المرات  : ما هي السمة التي تراها في رصيد ادوارد سعيد الفكري على مدى ربع قرن كامل وهو الربع الاخير من القرن العشرين ؟ قلت له : انه يحمل اقصى درجات التفكير اليساري الذي كان قد استلهمه اثر الحرب العالمية الثانية .. وانه لم ينجح ابدا في تغييره ابدا حتى اثر سقوط المنظومة الاشتراكية وانهيار اليسار العالمي .. ولكنه نجح في توظيفه منهجيا في دراسة اكثر من ظاهرة تاريخية ، في اخفق في توظيفه فكريا في اكثر من مقالة صحفية عن احداث سياسية ! ورصيده الفكري ايضا في تنوع ظاهر للعيان ،  ففيه ادب ونقد وسياسة وموسيقى ومجتمع وسيرة ذاتية .. انه مثقف خصب في تآليفه المتنوعة .. وله اسلوبه المتميز ايضا الذي باستطاعته ان يجذبك دوما ، ولكنه قد يخفق في بعض الاحيان لأنه لا يسمح ابدا ان يتنازل عن مستواه للاخرين ، فيبدو لهم صعب المراس .. ولكن برغم ذلك فان اسلوب ادواد سعيد الانكلواميركان هو اسهل في نفاذه الى العقول من اسلوب مفكر اخر هو محمد اركون ( الذي ساخصص له حلقة معينة في كتابي : نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ) اذ ان الاخير في اسلوبه الفرانكفوني يتجاوز الفرنسيين انفسهم في تعقيداته !
ظاهرة الاستشراق
     لعل ظاهرة الاستشراق هي من اهم الظواهر التاريخية في حياة الانسانية ، وهي تستحق المزيد من الدراسات العلمية والفلسفية والبنيوية من اجل استكشاف عناصرها الخفية وتحليل ادبياتها الواسعة وتفكيك بنيوياتها الزمانية والمكانية .. خصوصا ونحن نعلم بأن عمر الاستشراق في التاريخ يتجاوز منذ جذوره حتى اليوم أكثر من الف سنة .. ولعل اول كتاب له تميزه ظهر عن هذه الظاهرة هو كتاب سعيد الموسوم بـ " الاستشراق " (= Oreintalism  ) الذي نشره في نهاية السبعينيات من القرن العشرين والذي اثارنا وقت ذاك كثيرا ، وقد كتبه من خلال منهج جديد متبعا آليات بنيوية ليس في تفكيك ظاهرة الاستشراق ، بل في تحليل بعض الجوانب واستقطبته تلك الجوانب .. فضلا عن نظرته التي اعتقد انها كانت احادية في تفسيرها، فهو ينطلق من موقعه كاستاذ في الادب المقارن ليحاكم الظاهرة ضمن هذا البعد ، في حين هناك ابعاد لا تنتهي ابدا ، وهي بحادة الى آليات ومناهج لدراسة وتفكيك تاريخ الظاهرة والبنية الزمنية لها .. فضلا عن جغرافياتها الغربية وعناصر وجودها وميادين عملها .. وغيرها من الامور التي فاتت على كتاب ادورد سعيد . انني اشيد بجهد الرجل في تقديم رؤية فلسفية جديدة لظاهرة الاستشراق وقد اثارت جملة واسعة من ردود الفعل في كل من الشرق والغرب ، ولكن اقول بأن ادورد سعيد انطلق وبقي يعالج هذا " الموضوع " من تحت عباءة سياسية واحادية فكرية وايديولوجية راديكالية وليس من خلال مجال علمي ومعرفي مقارن .. وهذا ما يمكنني قوله في رصد بعض افكاره التي غالى فيها كثيرا ، او انه تصورها هكذا .. وهذا ما وجدناه ايضا في دراسته لظاهرة " الاسلام الاصولي " مغلبا الفكرة والادلجة على المعرفة حتى بحدودها الدنيا .
موقف وجائزة
 منحت جائزة امير استورياس ولي عهد اسبانيا هذه السنه لكل من المفكر ادوارد سعيد والموسيقار الاسرائيلي الارجنتيني الاصل دانيال بارنبويم اعترافاً بعملهما السخي والجدير بالثناء من اجل التعايش والسلام، ولنفوذهما الفني والثقافي. واشترط سعيد وضع علم فلسطين الى جانب علمي الولايات المتحدة واسرائيل خلال الاحتفال فلبي طلبه وقال في خطابه ان "فلسطين ليست ارض شعب واحد بل شعبين لا يمكن لاحدهما الغاء الآخر او طرده منها وعليهما ان يتعايشا بسلام ووئام" .ونفي امكان استمرار الهويات الى ما لا نهاية "فالتاريخ يبرز عكس ذلك ويظهر تطورات ثابتة ونتيجة اعتقاد اولئك الذين لديهم قناعات بانهم الممثلون الحقيقيون لتاريخ شعب وهويته تبرز المجموعات الاصولية التي لا تفهم الآخرين". واضاف تاريخه وتاريخ اجداده انقطع عندما تأسست دولة اسرائيل فكرس حياته "للعدالة من اجل شعب فلسطين الذي تميز تاريخه الحديث بالآلام" .  واشاد باولئك اليهود من امثال دانيال بارنبويم الذين، اجتازوا خط الاكتفاء والقبول بالأمر الواقع ليعملوا من اجل قضية هي في النهاية قضيتهم . ومن جهته، اشار الموسيقار اليهودي ان الجائزة هي اعتراف بـ "بعث الامل في حياة افضل" للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني .   وشدد على انها "لم تقدم لرجلين، بل لفكرة يمثلها عدد كبير من شبان الشرق الاوسط الذين الفوا بجهدهم الشجاع موسيقى يتبلور فيها الانسجام والحوار" .  في اشارة منه الى اعمال مجموعة "ريفان ويست ايسترن" الفنية التي يشارك فيها شباب موسيقيون يهود وعرب من دول مختلفة ويشجعها بارنبويم وادوارد سعيد بهدف تجاوز مشاكل العلاقات بين بلدانهم ومواطنيهم وايجاد حل بديل لنزاع الشرق الاوسط .
 وقال بارنبويم ان من الارجح ان هذا المشروع "لن يغير العالم" لكنه خطوة اقدم عليها مع ادوارد سعيد مضيفاً الى حياتهما "تمثل المأساة التي عاشها الشعبان اليهودي والفلسطيني خلال القرن الاخير والمهمة التي نقوم بها تمثل الامل . وهنا علينا ان نسأل : من يكون ادوارد سعيد ؟ اقول : بأن الزمن سيجيب على ذلك كله بكل تأكيد ، ولكن لابد ان اذكر اخيرا موقفه ازاء القضية العراقية .
                                       ادوارد والعراق
     كم كنت اود من الرجل الذي احترمه واعشق العديد من اعماله ان يقف وقفته الشجاعة والانسانية من مأساة الشعب العراقي على ايام العهد السابق ، وكم وصلت اليه مناشدات عدة تفسّر له عمق المأساة في عموم العراق ، لكنه بقي يربط مشكلة العراق الداخلية بكل من فلسطين والامريكان ، ويربط اسوة بغيره ايضا مأساة شعب كامل بكراهيته الشخصية للسياسة الامريكية  ويتهم كل من يعمل ضد النظام السياسي السابق بالعراق بتهم العمالة والخيانة .. ولقد انفرد الرجل الى جانب نعوم تشومسكي برأيهما المضاد من تحرير الشعب العراقي من اغلاله .. وبقي مصرا على موقفه حتى النهاية .. لقد كانت هذه قناعته ، وما علينا الا ان نحترمه ونشيد بذكراه ، فالمواقف السياسية لا تعبر بالضرورة عن المكانة العلمية .. وسنبقى نحترم جهوده الكبرى في اغناء الثقافة البشرية بالمزيد من الاعمال التي تعتبر علامات فارقة في تاريخنا الثقافي المعاصر ( وثمة مساجلات ورسائل بيني وبين الرجل طيب الذكر ستأخذ مكانها في النشر عند نشر كتابي : نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ) .

( ملاحظة : هذا المقال هو مختزل ما يخص الفقيد الراحل ادوارد سعيد من كتابي : نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ، قيد النشر في حلقات )



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أهون الحرب على النظّارة العرب ! متى يشقّ العراق طريقه الط ...
- أيها المسكونون بعذوبة العراق: كيف نشّق طريقا جديدا لنا في ال ...
- العراقيون .. الى متى ستلاحقهم اوزار العهد الاسود ؟ هل من اطف ...
- تأمل في المرجعيات : استكشاف سر خلود العراق والعراقيين
- هراطقة وليسوا بمثقفين
- العراق : متى سترسو السفينة عند الشطآن ؟
- الراحل الكبير المجاهد الامام السيد آية الله محمد باقرالحكيم ...
- ردا على د. محمد الدوري مندوب العراق في الامم المتحدة سابقا - ...
- كيف يرى ابن الموصل .... ابن النجف ؟
- مشكلات المجتمع العراقي دعوة للعراقيين فقط من اجل فهم واقعي ب ...
- ما الذي عرفته في الامام الراحل محمد باقر الحكيم ؟
- ردا على د. محمد الدوري مندوب العراق في الامم المتحدة سابقا - ...
- انتحار دولة العراق المعاصر - مكاشفات تاريخ سريالي مسكوت عنه ...
- انطباعات مرسلة الى الاخ الفاضل الاستاذ القاضي زهير كاظم عبود ...
- مزامنات دستور العراق الدائم افكار من اجل مستقبل أفضل للعراق ...
- يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي ...
- احتضار جامعة الدول العربية !! البديل : مشروع بناء منظومة حيو ...
- مزامنات - شيخوخة الزمن العربي: هل من استعادة بنيوية لكل من ا ...
- ابعدوا العراق عن دوائر الاوهام العربية
- العراق في قلب العالم 2003 أكبر رصيد من المنشورات والادبيات ا ...


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - إدوارد سعيد المفكر البنيوي .. والسياسي الاكاديمي