أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلطان الرفاعي - لاهوت التحرير الأفريقي 4 في اطار التحليل الماركسي














المزيد.....

لاهوت التحرير الأفريقي 4 في اطار التحليل الماركسي


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 12:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ن كلمة ((تحرير)) تتردد بقوة بين المصطلحات المُستخدمة في علم اللاهوت الأفريقي الحالي ، بجانب كلمتين أخريين وهما الوحدة والاستمرارية .
إن ((التحرير)) هو في صُلب الوحي اليهودي-المسيحي ؛ فقد اكتسبه المسيح لكل البشر بثمن غال ، وهو آلامه وموته وقيامته . ولكن من المهم معرفة ما معنى التحرير في واقعنا واقع كل انسان ؟
يرى بعض اللاهوتيين أن اللاهوت الأفريقي ليس الا لاهوت التحرير الذي يخص السود في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ وأما نحن فنرى أن هذه قراءة خاطئة للواقع الذي يعيشه الأفارقة ؛ فلئن كان اللاهوتيون الأفارقة يتعاطفون تعاطفا مع كل من يواجه مختلف أنواع القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، إلا أن لهم وجهة نظر أخرى .
وعلى الرغم من ذلك علينا أن نسجل أن موضوع التحرير في أفريقيا لا ينحصر في الظروف السياسية والاجتماعية وااقتصادية فحسب ، بل يزداد اللاهوتيون الأفارقة حديثا عما يسمونه ب ((الفقر الأنتروبولوجي )) ، هذا الفقر الجذري الذي يختلف عن الفقر المادي . فالفقر الذي يتحدثون عنه هو الفقر الذي يجرد الكائن البشري لا من ممتلكاته فحسب ، بل كل مما يشكل كيانه وجوهره أيضاً . وبعبارة أخرى ، ما يجرده من شخصيته وتاريخه وجذوره الأثنولوجية ، من لغته الأصلية وثقافته ، من إيمانه وقدرته الخلاقة ، من كرامته ، وطموحاته ، وحقه في الكلام--
وحنى نفهم الإطار الذي يتم فيه التحرير فهما موضوعيا تاريخيا . من المفيد أن نتوقف عند التحليل الماركسي .
إن علم اللاهوت الأفريقي جزء لا يتجزأ من لاهوت العالم الثالث ، ذلك اللاهوت المسمى (لاهوت المواقف) ، والذي ينبع من مكان وزمان معينين ويهتم بتحليل البيئة التي ينبت فيها . وكثيراً ما وصف هذا اللاهوت بأنه ماركسي . ولئن كان هذا الوصف صائبا في نظرة اللاهوت الأمريكي- اللاتيني ، إلا أنه غير صائب في نظرة اللاهوت الأفريقي . ذلك لأن التحليل الماركسي يمكن تطبيقه على المجتمع البرجوازي الرأسمالي الغربي الذي ينتمي إليه رواد لاهوت التحرير الأمريكي- اللاتيني ؛ فقد أظهروا ذلك في تحليلهم للإمبريالية الشمالية وللقهر الرأسمالي .
وأما في أفريقيا ، فإن اللاهوتيين مهتمون بوجه خاص بقضية ((الاغتراب الثقافي )) . وأما مقولات الاغتراب الماركسية فلا تنطبق بوجه كاف على مجتمع الإنسان الأفريقي . إن العبودية والسيطرة الاستعمارية والعنصرية ، التي تجسدت في مؤسسات قائمة ، جردت الشعب الأفريقي من كل شيئ ، وجعلته في وضع لا يُمكن قياسه بوضع الطبقات الكادحة ( البروليتاريا) ولما عظُم استغلالها في سائر القارات . إن كلمة (اغتراب) لا تصف وصفا أمينا هذا الوضع المحزن ؛ فوجب ابتكار مصطلح جديد يصف الوضع الأفريقي وهو (التلاشي) . فيحاول هذا المصطلح أن يُبين ما تعانيه أفريقيا من مقصد حقيقي في السيطرة والاستغلال ، من نفي لهوية الأفريقي الإنسانية ، ونفي لثقافته .

إن الاستعمار الجديد والعنصرية الجديدة ، اللذين كثيرا ما تمت ادانتهما ، يُشكلان تهديداً بارزاً في كل اتجاه ؛ وكذلك الحديث عن الاشتراكية المادية وهي نمط جديد من القضاء على الثقافة والهوية الأفريقية . ومن الغريب أن جميع الحضارات تُظهر نحو أفريقيا الأمبريالية نفسها ، فللجميع أنماط وأشكال يقترحونها على سكان أفريقيا ؛ وهم لا يرون في القارة السوداء إلا المواد الأولية ، لكن أكثرها استغلالاً هو الإنسان الأفريقي .
ولقد استخدم ماركس مقولة هيغل في ((الاغتراب)) ، كما استخدم من فلسفة التاريخ الهيغلية في الحضارات المختلفة مُصطلح ((نمط الإنتاج)) . ولكن للأسف ، فإن أفريقيا غير مذكورة عند هيغل من بين مختلف الحضارات ؛ وبالتالي فمن الطبيعي ألا يرد عند ماركس ((نمط إنتاج أفريفي)) .
ويعني هذا أنه على الأفريقيين أنفسهم أن يقوموا بتحليل مجتمعاتهم وتاريخها . فالآخرون لم يقوموا بهذا العمل بدلا منهم ولن يقوموا به . إن الموقف الناجم عن إرث العبودية ، وعن الاستعمار والإمبرياليات والعنصرية والرأسمالية الجدد التي يمارسها الأفارقة بأنفسهم على إخوتهم ، وكذلك ظهر الصراع الطبقي في أفريقيا ----إن جميع هذه القضايا ليست لها قوالب مسبقة ولا لها دراسات ؛ فأفريقيا غير واردة في خريطة الباحثين ، وإن وردت فذكرُها عابر . وحينما يتحدث الناس عن لاهوت العالم الثالث ، وعن التوجهات الاشتراكية ، يمكنهم أن يقولوا بأن على أفريقيا أن تبتكر اشتراكيتها . وتجربة مثل تجربة نيريري في تنزانيا خير دليل على ذلك الابتكار .
دمشق
16-6-2007




#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاهوت التحرير--3--لاهوت التحرير في أفريقيا
- لاهوت التحرير 2- الألم الذي يعانيه الانسان الأسود
- قراءة في فكر ديزموند توتو -1--لاهوت التحرير---لاهوت السود
- طبول المنافقين تغطي على همس المتآمرين
- برسم بعض الكتاب السوريين؛ مع الود
- رسالة الى النظام السوري عبر موقع الحوار المتمدن
- من بسيئ الى المعارضة السورية اليوم ؟؟؟
- المغرر بهم والضالين آمين !!
- قراءة في فكر هانس كينغ34 مقاييس وانحرافت في الاديان
- قراءة في فكر هانس كينغ3ديانات للسلام وللحرب
- قراءة في فكر هانس كينغ2 معضلة الدين في الأخلاق!
- قراءة في فكر هانس كينغ2 الديانات تناقضات قواسم أخلاقيات
- قراءة في فكر هانس كينغ 1-أخلاق بلا دين؟
- انخفاض في نسبة الشعور القومي
- اليكم كيف كان الوضع ؟
- ملحق فتاوى الارضاع ع ع
- حرام يا لبنان‍‍‍‍‍‍‍
- رضا الله من وطء رسول الله وغضب الله من احتقان رسول الله
- الأمة التي فقدت أعز ما تملك للمرة الألف
- يعتزمون بناء كنيسة دون ترخيص ، يا لوقاحة هؤلاء المسيحيين


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلطان الرفاعي - لاهوت التحرير الأفريقي 4 في اطار التحليل الماركسي