أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - سعد سلوم - هل ستغير المذكرات الالكترونية وجه العالم؟















المزيد.....



هل ستغير المذكرات الالكترونية وجه العالم؟


سعد سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 12:57
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


غالبا ما نسمع اليوم مصطلحات جديدة ومثيرة مثل : الاعلام البديل ، مجتمع البلوغرز ، ثقافة البلوغرز ، الصحافة الفردية ، الاعلام التفاعلي ... كتعبير عما تأتي به تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة من تغييرات ثورية قوامها نشاطات الكترونية تستخدم اخر تقنيات العصر لاستخدامها وسيلة جديدة في ميدان حرية الرأي والتعبير وكشفا عن المديات الجبارة لشبكة الانترنت من خلال ما تعرضه من الكم الهائل من الافكار والطروحات والتنوع الذي لا يمكن وضعه ضمن اطار او تقييده بحدود.
فبعد ان كانت المذكرات حصرا على المشاهير من الشخصيات السياسية والقادة التي تكشف عن جوانب غامضة من التاريخ او سير العظماء والمفكرين والفنانات اصبح للافراد العاديين الحق بكتابة مذكراتهم الشخصية والدخول في نطاق تفاعلي مع غيرهم من الافراد في جميع انحاء العالم.
ويعد البلوغ blog (كتابة المذكرات الشخصية على الأنترنت) من الظواهر الكتابية الجديدة التي أوجدتها ثورة المعلومات وهو يتوسع بسرعة هائلة مهددا بقلب عرش الصحافة المطبوعة. كما ان هناك مؤشرات توحي بأنه سيجعل السيطرة الرسمية على الحياة العامة تضعف شيئاً فشيئاً سواء من حيث تقديم النسخ الرسمية من الحقائق ، او من حيث الرقابة والتقييد على حرية الرأي والتعبير .

الصحافة المطبوعة معرضة للانقراض

في مدينة سياتل الأمريكية وفي اجتماع لاقطاب الصحافة الأمريكية لمناقشة مستقبل الصحافة المطبوعة، كشف بيل غيتس عن جهاز الكتروني جديد هو عبارة عن صحيفة الكترونية جديدة ومحسنة محمولة كفيًا، ويمكن ان ينشر في هذا الجهاز كافة محتويات الصحف المطبوعة وقد تم تجربة النسخ الأولى من هذا الجهاز، ومن المؤمل ان يقضي هذا الاختراع على الصحيفة المطبوعة ويقلل من نفقات توزيع الصحف.
سبب هذا العرض ذعرا لاباطرة الصحافة العالمية وكان الخوف يشتعل من خطر انقراض مهنة الصحافة المطبوعة اذ ان اشباح التقنيات الالكترونية الجديدة و التطورات التقنية الهائلة تبشر بهجر الصحف المطبوعة، تحت سيادة وغزو المعلومات عن طريق الحواسب والهواتف النقالة والحاسبات الكفية التي تستخدم أقلامًا معدنية للتعامل مع شاشاتها.
بيل غيتس رئيس شركة مايكروسوفت الذي تربع على عرش المؤتمر المذكور ليس كرئيس حكومة ظل الاعلام بل كمبشر ومتنبأ وامبراطور التقنية المعلوماتية ، فتحدث مع اقطاب الصحافة ساخرا ومدعما بقوة السلطة المتحولة للمعرفة غير مكتف باختراعه الجديد بل بشَر بانقراض الكتب الدراسية في المدارس الأمريكية في غضون سنوات ؛ اذ ستستبدل بالحاسبات الالكترونية، ثم التفت اثناء تصريحه النبوئي الى "وارين بافيت" صاحب شركة نشر الموسوعات المطبوعة، قائلاً إن السبب الوحيد في أنه لا يزال يطبع تلك الموسوعات هذه الأيام هو أن شكلها جميل على أرفف المكتبات!
اذن فأن البديل الفعلي للصحف المطبوعة قادم لامحالة ويعتزم الناشرون تدشينه قريبا عبر تقديم شكل جديد من الصحف الالكترونية على شكل شاشات محمولة اذ يتيح للمستخدم تحميل طبعات كاملة من الصحيفة من على شبكة الانترنت على شاشات رقمية عاكسة اكثر راحة للعين من شاشات أجهزة الكمبيوتر المحمول أو الهواتف النقالة التي تشع ضوءا .وقد عزز من هذا السعي ما تقدمه شركات عملاقة -مثل شركة سوني وشركة اي ريكس التابعة لشركة فيليبس الكترونيكس – من جيل جديد من الشاشات من انتاجهما يتميز بنقاء صورتها الشديد وكفاءتها في استخدام الطاقة مما حفز على دعم فكرة ان تصبح صحف المستقبل عبارة عن شاشات رقمية رخيصة الثمن يمكن طيها ووضعها في جيب خلفي. وتستخدم هذه الاجهزة الجديدة تكنولوجيا شاشات من شركة (اي اينك) E Ink للحبر الالكتروني وهو وسيلة عرض ابتكرها معمل الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وتنتج شركة سوني الواح حبر تعمل بالطاقة وتحتوي على كبسولات صغيرة تظهر اما اللون الابيض او الاسود ويتوقف هذا على التيار الكهربائي الذي يمر بها. ويتوقف نجاحها على قلة تكلفتها فاذا تحقق الوصول بتكلفة الوحدة من هذا المنتج لتكون أقل من تكلفة الاشتراك (في صحيفة) لعام واحد فستغزو العالم .

الدخول في عصر الاعلام التفاعلي

هل الصحف المطبوعة التي جلست على عرش الاعلام منذ اخترع غوتنبرغ المطبعة الاولى تدخل خريف عمرها ؟
هذا السؤال الذي يثير البحوث الاكاديمية والمهنية والذي انبثق منذ ظهرت المواقع الاخبارية على شبكة الانترنت في اوائل التسعينات ما يزال يقض مضجع اباطرة الصحافة المطبوعة ويشي بتحول السلطة التي اضحت رقمية ويمكن استداعاؤها بنقرة واحدة على الانترنت . فقد خلق عصرنا الحالي واقعاً مغايراً لعالم الصحافة المطبوعة، اذ حمل معه أبعاداً أخرى لمنظومة العمل الصحافي والإعلامي. عبر تدشين مرحلة الاتصال التفاعلي، فمنذ دخول أول كومبيوتر عالم التشغيل عام 1946 واستخدامه الفعلي كوسيلة اتصال تغير وجه العالم ، حتى باتت المؤسسات الصحافية اليوم تلجأ إلى الإنترنت كوسيلة لجذب القراء ونشر الإعلانات التجارية، بل حتى الاشتراكات في الصحف الإلكترونية عبر الإنترنت وستدفع التقنيات الالكترونية الجديدة والأجهزة التي من المتوقع أن تشجع الأجيال الجديدة على هجر الصحف المطبوعة، والاكتفاء بجمع معلوماتهم من طريق الحواسيب والهواتف النقالة والحاسبات الكفية التي تستخدم أقلاماً معدنية للتعامل مع شاشاتها. بل ان الربط على الانترنت بواسطة الهاتف الخلوي الذي يقوم بكل الوظائف قد يسرِّع أكثر من دخول الصحف المطبوعة في دوامة الانقراض المفاجيء ففي اليابان على سبيل المثال يتزايد بشكل كبير عدد الأشخاص الذين يطلعون على الأخبار بواسطة هاتفهم الخلوي، ونتيجة ذلك أن كل القطاعات الإعلامية خارج الانترنت أصبحت تخسر من جمهورها طالما أن المنافسة بين وسائل الإعلام قد أصبحت شديدة الى حد بدأت فيه مبيعات الصحف العالمية تشهد تراجعا مع لجوء العديد من القراء، وبخاصة فئات الشباب، إلى وسائل إعلام أخرى منها محطات الكابل والإنترنت لمتابعة الأخبار ومعلومات أخرى.حتى ان كل شيء يعرض اليوم على الانترنت : الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والأفلام والموسوعات والكتب والدوريات، إضافة إلى مئات الخدمات الأخرى التي يستفيد منها ملايين البشر حول العالم.
وما يدعم مثل هذه الرؤية الميزات التي تنطوي عليها الصحافة الالكترونية :
- من ناحية التمويل والكلفة: تتميز بقلة تكلفتها بالمقارنة مع الصحيفة المطبوعة ورقيا
- من ناحية التوزيع: فأنها تصل الى جمهور اكبر من المتلقين في كافة انحاء العالم ، اذ لا توجد عقبات جغرافية تعترض الصحيفة الالكترونية، فهي متاحة في كل مكان تتوافر فيه متطلبات الانترنت، في حين أن الصحيفة مرتبطة بعمليات توزيع ونقل وشحن معقدة ومكلفة.
- تجاوز عقبات الاصدار: كالحصول ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية فلا حاجة لترخيص من وزارة الاعلام ولا إذن توزيع او رخصة مطبعة او موجة بث اضافة الى ذلك فأنها باتت تعني الحرية شبه المطلقة في التعبير عن حرية الرأي بعيدا عن مقص الرقيب وقوانين المطبوعات والنشر
- الجانب التفاعلي : اذ تتيح امكانية مشاركة القارىء مباشرة في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الصحف الالكترونية للقراء، بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة.
- تقديم خدمات جديدة ومتنوعة: اذ اخذت مواقع بعض الصحف مثل موقع صحيفة «النيويورك تايمز» بتقديم خدمات قد لا تستطيع ان توفرها النسخة الورقية من نفس الصحيفة مثل حالة الطقس واسعار العملات والاسهم وحجوزات الفنادق والطيران والسوق الالكتروني للتبضع والشراء ومقارنة اسعار الحاجيات ....الخ

الاعلام التفاعلي و ثورة الديمقراطية الالكترونية

في سياق هذه الثورة التقنية جاءت الظاهرة الجديدة لكتابة المذكرات الشخصية على الانترنت او المدونات "البلوغ" تبشر بثورة ديمقراطية على الصعيد الالكتروني ستسحب نتائجها على مجالات الحياة كافة ، فالمدونات : جمع مدونة، أو blog باللغة الإنكليزية مشتقة من كلمتي web + log وتعني كلمة "لوغ" Log جدولاً تسجل عليه الأشياء بالتسلسل. ويُطلق اسم "بلوغر" على من يقوم بكتابة ذلك المزيح المتألف من جدول وسيرة على صفحة الكترونية وبصيغة الجمع بالإنكليزية تصبح "بلوغرز" .وقد اعتمد هذا المصطلح قاموسا "ويبستر" الامريكى، و "أكسفورد" البريطانى.
و قد عرفت المدونات في نسختها الأولى باسم ( المذكرات الالكترونية ) وترجع بداياتها إلى 1994، أما مصطلح weblog فقد ابتكر عام 1997 على يد مدون أميركي هو جورن بارغر. وبحسب أرقام الإحصاء فى أحد محركات البحث العالمية، فان11 % من مستخدمى الانترنت حول العالم هم قراء لمدونات، أى يبلغ عددهم 50 مليون شخصاً، كما ينطلق 75 ألف مدونة يومياً.
اخذت هذه الظاهرة الكتابية التي تستقطب الفئات الشبابية تعد نموذجا في استخدام وسائل اعلامية متعددة في ايصال الرأي والتواصل مع الآخرين بل عدها البعض نوعا من الصحافة الالكترونية البديلة لأنها تجمع بين سرد الاحداث وعرض المعلومات وابداء الرأي فيها او انها تمزج ما بين المعلومات والرأي، الوقائع الأكيدة والشائعات، التحليلات الموثقة والانطباعات الخيالية.. و تتم الكتابة عادة في موقع شخصي ويتم تلقي التعليقات والآراء عليه وقد يحتوي الموقع على صور فوتوغرافية للكاتب ويتم تمثيل التحولات الشخصية والاحداث عبر الصور فتكون الصفحة أقرب إلى الجريدة الإلكترونية, أو إلى يوميات "أون لاين".
وتتمثل الثورة التي تنطوي عليها هذه الظاهرة الاعلامية التفاعلية في وقائع يمكن تلخيصها على النحو الاتي :
1- مجانية الاستخدام اذ تتيح المدونات بوصفها وسيلة نشر الكترونية امكانية استخدامها من قبل كل مشترك فى الانترنت، دون مقابل، وذلك بأن ينشىء له موقعاً خاصاً، ويمنحه اسمه الصريح أو المستعار،(تدشين عصر النشر المجاني) وبذلك يصبح في استطاعة كل شخص يعرف التعامل مع الإنترنت، أن ينشأ صحيفته الخاصة أو مدونته الشخصية (تدشين عصر الصحافة الفردية) ، يحررها ويخرجها كيفما أراد، ويكتب فيها ما يرغب من صورً ومقاطع فيديو وافكار وتحليلات فتصبح اشبه بدفتر ملاحظاته ومرأة مشاعره وافكاره وحافظة ذاكرته.
2- التفاعل مع قطاعات كبيرة من الناس بشكل يومي حيث تتيح امام القارىء امكانية الانفعال المرئى الفورى وتلقي رد الفعل في شكل مخرجات كتابية، مما يتيح نوعا من التغذية العكسية (الارتجاعية) أو رجع الصدى مباشرة ومن خلال قياسات الفرد لعمله ، فلكل قراء المدونات الحق امام لوحة المفاتيح (الكيبورد) ان يصدروا رد فعل مكتوب فى لحظة القراءة ذاتها، ويظهر بعد الانتهاء من كتابته مختوما بكلمة "أرسل" ليظهر على الفور بجوار المدونة التى أثارت رأيه، وبذلك يتم النجاح فى الجمع بين المتلقى والمرسل من ناحية، وبين المتلقين وبعضهم البعض من ناحية أخرى،بينما تفتقر الصحافة المطبوعة لمثل رد الفعل الفوري هذا فكأن العملية اصبحت اكثر حيوية واشد فعالية وربط الكاتب والقارىء بصلة مباشرة وتواصل حقيقي ينعدم في حالة التأليف المطبوع ورقيا والذي يتميز ببطء الاستجابة .
3- تتيح المدونات اليومية معانقة الاحداث الآنية والتفاعل مع مخرجاتها اذ تصبح المدونات في خضم الاحداث السياسية البارزة وخصوصا الحروب والازمات والكوارث الطبيعية مصدرا من مصادر تتبع الانباء والحصول على استطلاعات الرأي حول موضوع معين لدى فئة الشباب من رواد الانترنت وغيرهم فكثيرا ما يتم تناقل أخبار لا تنقلها الوسائل الاعلامية ويعلقون عليها بحرية كاملة، كما يطرحون من خلاله آراءهم حول ما يحدث في الواقع والمجتمعات المحلية التي يعيشون في ظهرانيها.
4- أصبحت المذكرات الالكترونية بمثابة "سلطة خامسة" على حد تعبير هنري فايل- في مجلةForeign policy- تراقب وسائل الاعلام التقليدية، وغالبا ما تجبر سرعة كاتب المذكرات الالكترونية الفورية وسائل الاعلام على تصحيح الاخطاء في تقاريرهم الخاصة قبل تفشيها. كما ان عددا متزايدا من قادة وسائل الاعلام كالمحررين والناشرين والمراسلين وكاتبي الاعمدة الصحفية اخذوا ينهلون من المذكرات الالكترونية السياسية.
4- صياغة نوع من الخطاب المضاد او تقديم النسخة الاخرى من التاريخ غير الرسمي الذي هو اكثر حميمية ومعانقة لحقيقة الحدث وحرارته واتاحة نوع من التعبير الشعبي المباشر البعيد عن وساطة الصحافة المطبوعة التي تعد قيِمَة على حرية الرأي والتعبير فالمدونة تعبير مباشر عن ضمير الفرد دون وساطات وهي اذا ما استخدمنا تعبيرا سياسيا تمثل نوعا من "الديمقراطية المباشرة" المعروفة في "دولة المدينة" في اليونان القديمة والتي تظل بحسب "روسو" الشكل الامثل للديمقراطية الحقة ، وقد تكون هذه مبالغة منا لكن لايمكن اغفال تعزيز هذه الظاهرة لنوع من الثقافة الجماهيرية التي تحقق روح المشاركة والتضامن وتعززهما ، بعد غيابها بفعل ثقافة التنميط والبعد الواحد التي تميز قدرات الميديا الخارقة على تشكيل العقول وصورة الواقع وصياغة الحقائق ، سيما وان محرري المدونات اخذوا يستخدمون تقنيات كتابية تعتمد التحليل وتبتعد تدريجاً عن التسجيل الروتيني للسير الذاتية و التدوين الانطباعي للاحداث اليومية فمعظم الكتاب اكثر وعيا وثقافة من مرتادي غرف الدردشة ورواد ثقافة الفراغ الاستهلاكية . وهل هناك اجمل من تخيل مجتمع كامل من الكتاب المتابعين لاحداث العالم ولمشاعرهم ومتفاعلين مع الاخرين في كل انحاء العالم ؟ .لكن مع ان المدونات تتيح فضاءً اوسع من حرية التعبير بهدف ايصال الرأي وتحقيق الطموح المشروع لقطاعات مهمشة من المجتمع في التأثير والمساهمة في تغيير الواقع الذي يعيشونه الا انها تتميز بغياب الرقابة عنها فتظل تبعا لذلك سلاحا ذو حدين. فمن جهة قد يوجد منها ما ينقل الحقائق ويساهم بتفعيل الحق في الوصول للمعلومة والتنفيس عن المشاعر واطلاق الافكار لكنها من جهة ثانية قد تساهم في ترويج الاكاذيب والاضاليل وتحرض على العنف والتخريب سيما حين يكون صاحب المدونة مجهولا او يكتب باسم مستعار اذ تكون كتاباته ذات دوافع شخصية أو مبنية على معلومات خاطئة او تقصد مجرد الاثارة او تحقيق اغراض نرجسية وهو ما يشوه الحقائق ويضلل القارىء

العلاقة بين الاعلام والمؤسسة العسكرية من منظور الاعلام التفاعلي

في مقال كتبه كيفين اندرسون حمل عنوان "الحرب على العراق في نظر كاتبي المذكرات الالكترونية" ونشر في بي بي سي نيوز ، أشار الكاتب الى انه غالبا ما يشار إلى الحرب في فيتنام على أنها أول حرب تنقل على التلفزيون، أما الحرب على افغانستان و العراق فستعرف بأنها أول الحروب التي تصور في مذكرات الانترنت.اذ يلاحظ الكاتب ان هناك جيلا جديدا من كاتبي المذكرات على الانترنت (بلوغرز) من الجنود في الولايات المتحدة، والذين عرفوا باسم كاتبي المذكرات الالكترونية العسكريين (مل-بلوغرز)، فهم يقاتلون في الميدان ويكتبون عن خبراتهم ومشاهداتهم على شبكة الانترنت. وهذا بدوره يفتح نافذة جديدة على الحروب الحديثة ويخلق نوعا جديدا من الكتابة وهي الكتابة عن الحروب.
وفي رأينا فأن ذلك قد يؤدي الى ظهور افضل انواع السرد عن الحرب ، مباشرة من الميدان ومن قبل الاشخاص المنخرطين في النزاع والذين تبتعد رؤيتهم عن البرود العقلاني او التسجيل الانطباعي الباهت ، وسرعة التفاعل مع هذه الظاهرة وانتشارها دليل على أن القراء يفضلون الذاتية والحميمية والنزعة الانحيازية الواضحة والمباشرة التي تبدو ظاهرة في "البلوغ" على الموضوعية المزيفة والحيادية الكاذبة في الاعلام الرسمي وغير الرسمي يضاف الى ذلك ما تتيحه الظاهرة من كسر قيود الاعلام الموجه حتى ان الجمهور لايعرف مقدار الحواجز والقيود والتشويه الذي تتعرض له عملية تغطية النزاعات المسلحة ومن يقرأ كتاب بيتر يونغ وبيتر جيستر الموسوم "الاعلام والمؤسسة العسكرية" والذي قام بترجمته للعربية "مركز الامارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية" يعرف ان المشهد الذي غالبا ما يعرضه الاعلام عما يدور في النزاعات يتميز بالمبالغة والتشوية ففي حرب الخليج 1991 على سبيل المثال ظهرت بعد الحرب ، صورة مختلفة ، فهناك معارك لم تتم تغطيتها على الاطلاق ، وان صورة التقنية الفائقة التي لعبت دورا حاسما في الحرب قد تم تضخيمها كما توجد أدلة قوية على ان الاعلام قد تم التلاعب به بدرجة لم تعرف من قبل في الانظمة الليبرالية الغربية ولقد تم تهميش دور الاعلام ومنع من المشاركة الفعالة في رصد ما يدور بالفعل في مسرح العمليات وقد تحقق ذلك عن طريق نموذج من السيطرة تم اعداده جيدا بحيث يسمح للمؤسسة العسكرية والحكومة بكسب التأييد الجماهيري .
كتاب "الاعلام والمؤسسة العسكرية" يحلل العداء الراسخ والطويل الامد بين المؤسسة العسكرية والاعلام منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اواخر القرن العشرين ويصل الى استنتاج مهم مفاده ان نظام المؤسسة العسكرية للتلاعب بالاعلام الذي نشأ في حرب الفوكلاند وتم اختباره في حملة غرينادا ثم صقل في حملة بنما واستخدم على اكمل وجه في حرب الخليج الثانية سوف يكون هو الاسلوب المتبع مستقبلا .
هذا الاستنتاج صحيح بقدر كبير بالنسبة للحرب في العراق 2003 اذ جاءت المذكرات الالكترونية(البلوغ) كرد فعل او اصرار على وجود اعلام فعال وقادر في مواجهة المؤسسة العسكرية.والدليل ان الكثير من مذكرات الحرب التي كتبها عدد كبير من "البلوغرز" قد بدأت للرد على ما رأوا أنه تحيز في وسائل الاعلام وتشويه للحقائق وتحول كبريات وسائل الاعلام الى مجرد جهاز دعائي أو واجهة تضفي الشرعية وتحقق التعبئة الجماهيرية لاغراض الحرب وبالتالي عدم وجود فاصل او هوية مستقلة للاعلام عن المؤسسة العسكرية ، وربما تجاوز رد الفعل الكتابي هذا لغرض ابعد يتمثل بايصال الحقيقة للرأي العام بحقيقة ما يحدث بالفعل في الميدان وهذا تعبيرعن فقدان الثقة في عمل وسائل الاعلام وتصاعد الاحساس بمقدارالتحيز في تغطياتها و حجم الرغبة في الرد على الأكاذيب التي غرقت بها الصحافة الغربية خلال الحرب على العراق مثل امتلاك العراق لاسلحة نووية وما شابه مما أفقدها ثقة القاريء. وبذلك اخذت مذكرات الحرب تعرض نسخا تلقائية ومباشرة وغير معدلة عن "حقيقة ما يحدث" ازاء النسخة الانتقائية وغير المباشرة والمصححة عن الحرب ، والاهم انها مكتوبة من قبل جنود مقاتلين في الخطوط الامامية للحرب تتعرض حياتهم للخطر في كل لحظة وبالتالي يكون لايصال الحقيقة لديهم اهمية قصوى وليس من قبل صحفيين مرافقين للقوات يتلقون رواتبهم لاداء عمل يتعرضون فيه لشتى الضغوط وتتعرض قصصهم للتنميط واعادة القولبة .
الا ان المؤسسة العسكرية لم تقف مكتوفة الايدي ازاء هذه الظاهرة التي تتعارض مع طموحاتها الاستراتيجية اذ بدأ مسؤولون عسكريون حملة ضد كتابات الانترنت التي لا تقف عند حدود أو قيود .وتعرض بعض البلوغرز إلى عقوبات تأديبية لنشر معلومات حساسة أو مخالفة قيود عسكرية أخرى في كتاباتهم. لكن هذا لايعني ان كتابة مذكرات الحرب تنحصر في هدف تجاوز قود المؤسسة العسكرية على الاعلام فحسب مقال كيفن اندرسون فأن "البلوغرز" يكتبون لاسباب متنوعة فالكثيرون ينشرون مذكراتهم لاتاحة الفرصة لاسرهم وأصدقائهم لتقييم حياتهم في مناطق الحرب، وآخرون يفعلون ذلك كنوع من ممارسة التعبير عن الذات، وآخرون هم كتاب رائعون يبحثون عن منفذ لافكارهم ومشاعرهم.
مع ذلك فأنها من وجهة نظرنا تؤشر على الحقائق التالية :
1- "البلوغ" تفعيل حقيقي لحق الجمهور في الوصول الى المعلومة واكتشاف الحقيقة وهو الحق الذي لاتقوم حرية الرأي والتعبير بدونه
2- قد يصبح للمعلومات المنشورة اصداء دولية عندما تتبنى رواياتها وكالات الاعلام العالمية ومن ثم تصبح خطوة مهمة في الرغبة في التغيير وتحقيق التأثير المنشود
3- تكشف "البلوغ" مقدار الخضوع الذي يعانيه الاعلام من قبل المؤسسة العسكرية ومقدار التسخير والتلاعب الذي يتعرض له وانه محاصر بسياسات الاحتواء والرقابة وانه لا بد ان ينظم نفسه كهوية منفصلة عن المؤسسة العسكرية كي يؤدي دوره المنشود في رقابة الرأي العام.

الاعلام التفاعلي يتيح تدوين النسخة الاخرى من التاريخ

اذا كان الفضل في جذب الاهتمام العام لهذه الظاهرة يرجع الى الحرب في العراق عندما قام بعض الجنود بتدوين مذكراتهم، خصوصاً الجندي جاسون، الذي وضع صوراً رقمية قوية عن تلك الحرب ضمن مذكراته الالكترونية، فأن الجانب المدني في الحرب وجد هو الاخر متنفسا من خلالها اذ استطاع المهندس العراقي باسمه المستعار "سلام باكس" تقديم ما لم تلتفت إليه التغطيات الصحافية والتلفزيونية حين قام بكتابة مذكراته عن الحرب وتقديم صورة قريبة عن طبيعة الوضع في العراق خلال سير الحرب وذلك من خلال عرض وجهة نظر مغايرة واقصد هنا وجهة نظر المدنيين العراقيين ومعاناتهم وهم الطرف الاكثر تضررا جراء سير العمليات العسكرية فالمدنيون العراقيون افتقروا الى اعلام محايد يمثلهم ويدافع عن وجهة نظرهم او يعدهم القضية الاساسية بعيدا عن التوظيفات السياسية الرسمية، في الاشهر التالية لبدء الحرب ارتفع عدد قراء "كاتب المذكرات الالكترونية العراقي" الى الملايين مع اقتباس اقواله في صحيفة نيويورك تايمز وشبكة الـ بي بي سي وصحيفة ذا غارديان البريطانية وبصورة لم يحققها كاتب عراقي سابقا. واذكر انني اثناء الحرب كنت ادون مذكراتي في دفتر صغير واتعرض لشتى التأثيرات والمشاعر والصور التي وددت ان انقلها لاصدقائي في الخارج وللرأي العام العالمي ولو اتيح لي وقتها ان انشرها الكترونيا يوميا بيوم وساعة بساعة لقدمت صورة شخصية عن الاحداث مقترنة بالتحليل والتقييم ربما لم تتح لاحد غيري ، ويمكن قياس هذا الامر على الاف الصور ووجهات النظر التي يقدمها الكثير من الاشخاص ، مما كان سيرسم صورة اخرى عما حدث وربما كان التاريخ سيكتب منذاك من وجهة نظر مغايرة ، ولكانت الروايات الاخرى سترجع حتما للاحساس المباشر والتلقائي لواقعنا الشعوري .
والدليل على جاذبية هذه الظاهرة ان الكثير من الشباب الأميركي قد اخذوا يتابعون أحداث الحرب من خلال مذكرات الـ"بلوغرز" العراقي "سلام باكس" اذ عرض لهم وجهة نظر اخرى للاحداث ليست متاحة في وسائل الاعلام وساهم بانتاج نسخته الخاصة من التاريخ .
وقد اصبحت هذه الظاهرة التي انتشرت بعد حرب العراق اشبه بظاهرة اقليمية وعالمية ربما سيساهم الرأي العام من خلالها باستخدام تقنيات الانترنيت لاحداث التغيير المطلوب في المنطقة وتحقيق حلمها في التحول الديمقراطي فمن أبرز تجارب الـ"بلوغرز" في العالم بعد تجربة البلوغر العراقي "سلام" هو "بلوغرز" الإيرانيين الأوسع في المنطقة، حيث يوجد اكثر من 75 الف بلوغرز إيراني يدونون مذكراتهم باللغة الفارسية أما الموضوع الرئيسي المطروح لديهم فهو السياسة والتي تشكل بالنسبة لهم متنفسا للتعبير عن آرائهم وبديلا عن إعلامهم التقليدي سيما وان هذه الظاهرة تنشط من خلال مواقع تفاعلية للاتصال والنقاش . انه حقا عصر "الاعلام التفاعلي" يبشر بفتح آفاق جديدة وريادة فضاء تفاعلي ديمقراطي.

الاعلام التفاعلي يفتح آفاقا جديدة لحرية الرأي والتعبير

اصبحت ظاهرة "البلوغ" اشبه بالصرعة "الموضة" في ميدان حرية الرأي والتعبير فهناك جوائز عالمية لاحسن المواقع وكتاب اصبحت شهرتهم تطبق الآفاق واخرين يحظون باهتمام عالمي بعد اعتقالهم من قبل السلطات بسبب ما نشروه في مدوناتهم كما ان (الظاهرة-الصرعة) اخذت تحظى باهتمامات منظمات دولية تعنى بحرية التعبير والدفاع عن حقوق الانسان مثل "هيومان راتيس ووتش" التي اصدرت عدة بيانات تدعو فيه لحماية عالم المدونين بعد اعتقالهم في مصر وقد مضت منظمة "مراسلون بلا حدود" لتأكيد حرية التعبير على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنيت) وقد جاء في احدى توصياتها ان في الانترنيت أشكالاً مختلفة من وسائل الإعلام وهناك أدوات جديدة للنشر مثل المدونات (blogs) تلقى انتشاراً متزايداً. وعليه يجب أن يحظى كتّاب الانترنيت والصحفيون “الإلكترونيون” (Online Journalists) بالحماية القانونية سيراً على مبدأ الحق في حرية التعبير والحقوق المكملة له مثل السرية وحماية المصادر وكذلك تابعت المنظمة حملات الاعتقال والافراج عن المدونين المصريين. كما نشرت على موقعها أدلة توضيحية لمساعدة المدونين العرب المعارضين على التدوين من دون مشاكل مع أنظمتهم. مثل اختيار التقنية المناسبة لتفادي الرقابة أو كيفية التدوين مع الحفاظ على المجهولية. مما يعني ان هناك مراهنة كبيرة على قدرة هذه الظاهرة على كسر طوق سيطرة الحكومات على احتكار وسائل التعبير، واتاحة المجال امام الفرد للإفلات من اوجه السيطرة والتحكم المختلفة في تدفق المعلومات.
ونلاحظ بهذا الصدد ان استخدام "البلوغ" ينتشر في اوساط الفئات العمرية الشبابية (دون سن الثلاثين) كما ان عدد النساء اللائي ينشرن مذكراتهن الالكترونية يفوق عدد الرجال ومن الواضح ان التقنيات الجديدة والوسائل الجديدة غالبا ما يسارع لاستخدامها المهمشون و يستخدمها المكبوتون طالما توفر بيدهم سلاحا لتحدي الوضع القائم وهذا ما يحصل بالنسبة للنساء اللواتي يتحدين الهيمنة الذكورية على مؤسسات الاعلام ومفاصل الحياة في ظل حضارة ذات طابع ذكوري سيما في المجتمعات المغلقة التي اعطت للمرأة حقوقها شكليا وحرمتها من المضمون الحقيقي، ويتضح ذلك في ميدان حرية الرأي والتعبير وفي مجالات الصحافة المطبوعة اذ ان معظم صفحات الرأي في الصحف المطبوعة يكتبها الذكور كما ان بقية الصفحات المرتبطة بالشؤون المهمة كالثقافة والسياسية غالبا ما يحررها الذكور وتخضع لسيطرتهم مع وجود عدد قليل من كاتبات الافتتاحيات . وكذلك المراهقون المتمردون على سلطة الآسرة والمجتمع الذين يودون جذب الانتباه بأي ثمن. الا ان هذا لايعني ان هذه الظاهرة تستخدم فقط لاغراض التمرد وكسر طوق القيود والعزلة التي تفرضها المجتمعات على بعض الانواع الاجتماعية (النساء) والفئات العمرية (المراهقون والشباب) اذ انها توفر وسيلة رائعة للتعبيرعن الذات، كما أنها توفر منبرا للنقاشات حول السياسات الاجتماعية فضلا عن انها تطلق حرية التعبير والارتقاء بقدرته الى آفاق جديدة فهي وسيلة واعدة تساعد الذات في صياغة الهوية وتحديد الاهتمامات ومواجهة الخيارات وكسر طوق العزلة الاجتماعية من خلال التواصل مع الآخرين .ويمكننا تحديد عدد من المقتضيات الذاتية لانطلاق هذه الظاهرة:
1- التواصل عن طريق التحدث مع الاشخاص الاخرين والتواصل معهم كتابيا كبديل عن التواصل الحي في المجتمع المغلق حيث تقل فرص التواصل امام المرأة وتعترضها الصعوبات امام المراهق الذي يود بأي شكل على ان يحظى بالانتباه ويثبت وجوده
2- التنفيس عما بداخل النفس والوصول الى نوع من التطهر "الكاثرسيس" وتجاوز الاحراج الناجم عن عرض الافكار والمشاعر والرغبات امام الناس وجها لوجه سيما حين تعالج موضوعات حساسة كالعلاقة بين الجنسين او طبيعة التوجه الديني
3- تثبيت بعض المواقف والافكار والمشاعر التي قد يطالها النسيان كما كنا نفعل مع مذكراتنا المكتوبة في مفكراتنا الشخصية قبل ظهور الانترنيت وعرض بعض الاسرار الشخصية التي لايجرؤ الشخص على الافصاح عنها جهارا ، اي تقنين التاريخ الشخصي للفرد وتحولاته.
4- فضلا عما توفره الكتابة من متعة كبيرة ، من دون قيود او حواجز فتساعد الكتابة هنا على تنمية الذات وخلق موازن او معادل كتابي لصعوبات الحياة ومتاعبها كما هي وسيله لفتح المجال امام الحوار والرأي والرأي الاخر ومراجعة الذات وتفهمها او الوصول الى تقييم سلوكي .
سوف يأتي قريبا ذلك اليوم الذي يتحول فيه جميع سكان العالم الى كاتبي مذكرات معلنين تدشين عصر جديد يستغني عن مؤسسات الاعلام والسياسية وقدرات المؤرخين ، اذ يعرض فيه المهمشون والتابعون والفئات العمرية الشبابية تاريخهم الفعلي ، وسيصل الى الاجيال القادمة محملا بحرارة مشاعرهم والوان خوفهم واحلامهم ، معلنا ان التاريخ لم تعد تصنعه الجيوش وتحركه الحكومات ويدونه المؤرخون بقدر ما اصبحت الشعوب محركته و صانعته ومدونته.



#سعد_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة المجالس البلدية في العراق
- سؤال التعايش وامكانيات المصالحة
- في تحطيم الجدار
- التحكم بالحدث من تدمير برجي نيويورك الى تدمير قبتي سامراء
- المالكي ومعادلة الاستقرار السياسي : الامن هو التنمية-الفساد ...
- عراق الدولة... حلم ام اسطورة؟
- تسونامي عراقي لكل يوم
- حكومة سرية لشعب علني:اسئلة قديمة على طاولة حكومة جديدة
- عبد شاكر وقضية الحوار المتمدن
- حين تسقط التاء عن الثورة
- من نحن؟الهوية الضائعة بين العراق التاريخي والعراق الاميركي
- عام مسارات
- من يسرق النار هذه المرة؟
- هل من غاندي أو مانديلا عراقي؟ الانتخابات وعملية البحث عن رمز ...
- حرية الصحافة والاعلام في الدستور العراقي
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة السادسة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الخامسة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الرابعة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب: الحلقة الثالثة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الثانية


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة الفجر الجزائرية على الأقمار الصناعية ...
- “أمتع قنوات الطبيعة“ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 نايل ...
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي حول عدم نشر الأسلحة النوو ...
- موسكو: رفضنا المشروع الأمريكي حول منع نشر أسلحة الدمار الشام ...
- موسكو: نريد فرض حظر شامل على نشر الأسلحة في الفضاء
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول ...
- الديوان الملكي يُعلن مغادرة الملك سلمان المستشفى بعد إكمال ا ...
- طريقة عمل الآيس كريم في المنزل مثلجات صيفية بمذاق الفاكهة ال ...
- واتساب تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنتر ...
- العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان على مواجهة مخاوفهم


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - سعد سلوم - هل ستغير المذكرات الالكترونية وجه العالم؟