أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد سلوم - عام مسارات














المزيد.....

عام مسارات


سعد سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


1
في هذه الازمنة الراجفة: أزمنة الخوف، أزمنة التصارع والتناحر والدمار، أزمنة السؤال عن ماهيتنا ومن نكون، أزمنة البحث عن الدائم والانعتاق من لعنة المؤقت، ولدت مسارات. ومنذ يومها الاول، بل وقبل عام على تأسيسها، عندما كانت شعورا يعبّر عن حاجة، وحاجة تتطلع للوصول الى مرتبة الفكرة، وفكرة تتوسل بالامل لكي تصبح فعلا ينشد الهدف. لم تكن مساراتنا مترددة في زمن الحيرة. لا سيما وإننا نكتب من داخل كوة النار، وسط رماد انهيار الماضي وفوضى ولادة المستقبل.
في التاسع من نيسان من العام الماضي ولد العدد الاول من مسارات. آملاً بمستقبل منفتح وإبداع منتج مؤثر ومتفاعل مع محيطه. وبدأ تحطيم القفل الاول في سلسلة اقفال الثقافة العراقية. وفي أعدادها اللاحقة انتقلت مساراتنا الى انضاج اطار عام ينمو فيه افق للتلاقي في سبيل التأسيس لما هو دائم.
وفي التاسع من نيسان من هذا العام نحتفل بعام مسارات الاول. عام لم تخرج فيه دعوتها عن الاخلاص لوحدة وتماسك المسارات العراقية المتنوعة. عام انتهى بحيرة مسارات: أتلبس فيه السواد أم البياض وهي تتأمل زمن المحن والشرور يؤسس للانهيار في بلد برج بابل، الرمز البشري الاعظم للوحدة والبناء عبر التاريخ ؟
شاركوا عام مسارات في تأسيس ما هو دائم، ولنمض لبناء برج بابل.

2
تواصل “مسارات” سعيها، وقد أنجزت عامها الأول، في إضاءة موقعها في الثقافة العراقية، نافذةً مؤثرةً يمكنها عبر وعي دورها وإدراك ممكناتها التطلع إلى تجديد قيم الفكر والثقافة في حياتنا بوصفها اللحظة الأصعب في بناء الإنسان وقد تنازعته رياح التخلف والخراب، لتكون “مسارات”، في مثل هذا الدأب، جملةً عراقيةً نابضةً في مهرجان الكلام، سمتها أنها جعلت من قولها فعلاً، ومن رغبتها تحققاً، ومن أملها مشاركة حرّة للخروج من الوقت الحرام، حيث لغة القتل أعلى من لغة العقل ومواثيق الليل أبلغ من مواثيق النهار. إنها، بذلك، تعلن إيمانها بقدرة الثقافة على أداء دورها تحت مختلف الظروف، فالثقافة أرض تتسع باتساعها حياة الإنسان، وتنحسر بانحسارها فسحة أمله في التحرر والنهوض، مثلما توثّق، بما تحقق في عامها الأول، طموحها في الإسهام في إعادة إعمار الروح وقد أُريد لها أن تغيب في كهوف ما قبل الدولة حبيسة الإرادات الظلامية والمصالح الضيّقة، لتواصل، في عامها الجديد، تعبيرها عن رهان الثقافة العراقية في الخروج عن سلطة المؤسسة وسطوة معاييرها لاقتراح أفق يملك المثقف فيه أن يقول كلمته ويحدد إتجاهه، فالمسارات، وحدها، بتعددها وتباينها واختلاف متجهاتها تملك أن تؤكد الحوار أرضا خصبة لبناء العقل وصناعة الإنسان.

3
هل يمكن أن نخرج بشكل جديد في عامنا الثاني؟
الأحلام التي خضناها منذ ما يقارب العشرة أعوام كانت مخاضاً طويلا لأمل طالما راودنا بإصدار مجلة خاصة بنا، أقصد خاصة بالثقافة العراقية بعيداً عن توجيهات المؤسسة الثقافية ومحدداتها... من هذا المبدأ وهذا الأمل بدأت أحلامنا تتأسس بشكل واقعي بعد الحرب الأخيرة على العراق، زدنا السنوات العشر السابقة بعام آخر، استمر التخطيط خلاله حتى استطعنا ان نبدأ بتنفيذ (هيد) المجلة بيد فلاح حسن الخطاط لنبدأ الطريق.
وابتداءً من الحرف الأول حتى هذا العدد -الخامس- شارك أكثر المثقفين والكتاب العراقيين بإكمال حروف المجلة حتى استطاعت الوصول إلى سنتها الثانية... لا بد لنا في بداية عام جديد أن نشكر العقل العراقي والقلم الذي خط أول كلمة في تاريخ الإنسانية وما زال مستمراً حتى تكتمل مساراتنا العراقية من أجل وضع مانشيتات واضحة لها.

4
عام مضى... عام مسارات التي فتحت لنا أفقا للحياة، ومسارات أخرى ضاقت وتضيق. ستكون لنا على الدوام فرصة تأمل الخطوة بما تحقق لها وما لم يتحقق، وتهيئة عتبتها للخطوة القادمة، قائلين:
بين أصدقائها استحق مشروعها دفقا من الإصرار على إعمار بيتها والنهوض به صلبا طموحا، فيما تواشجت تحت ظلالها ومع رحابتها الصميمة باقة من شراكة محبة مسؤولة، كانت تؤازرها بإدراك ناجز يقي اخضرار البيت مخالب الظلمة والعطب.
وعلى الرغم من قطار المرارات الصاعد سيلا احمر على سكة قلبها العراقي، تصر “مسارات” على خيارها في انتشال كائنها المنشود من هوة الأزمان الضارة المستخفة بالإنسان وبقدسية حياته الحرة.
لذلك وسواه، لا بد أن الشغف العقلي والتسويغ الأخلاقي سيتواصلان في إنتاج حضور إبداعي لكلمتها السديدة، كلمة نبيلة لها أن تتمظهر بصيغ شتى ضمن مشهد ثقافي فسيح تؤطره رؤية منفتحة تحاول - فيما تحاول- إزالة الغبار عن الجسد العراقي حتى وان اصطدمت خطاها بما لا يمكن توصيفه وإحصاؤه من صور العجز والعبث والفوضى والموت المجاني.
في سعيها، بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، ثمة مسافة لازبة تحتمل ضروبا من الجدل والتأويل والطموح. ولبلوغ “مساراتنا” أعتاب التفرد والتأثير كان الوعي المحايث ساعيا لتخطي الاكتفاء بذاته، محاولا بروح الكلمات وحدها استيعاب الواقع العصي ومحاورته، تفكيكه أو مجاوزته، بما يشتمل عليه من ثقافات تضاد وممارسات إكراه وقوى عنف وتجهيل.
لكن محض التفكير بالهوة الحياتية الراهنة، التي ما انفكت تتسع بين حال وحال، يقتضي منا جميعا مواصلة البحث عن مسارات ومسارات أخرى؛ جميلة، محاورة... تردم الهوة الموحشة بثقة راسخة وهي تؤسس لنفسها طريقا جديدا للفهم والتسامح والتقدم.



#سعد_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يسرق النار هذه المرة؟
- هل من غاندي أو مانديلا عراقي؟ الانتخابات وعملية البحث عن رمز ...
- حرية الصحافة والاعلام في الدستور العراقي
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة السادسة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الخامسة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الرابعة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب: الحلقة الثالثة
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الثانية
- حرب قصف العقول وكسب القلوب:الحلقة الاولى
- المحافظون الجدد في بابل:الحلقة الخامسة
- المحافظون الجدد على ارض بابل:الحلقة الرابعة
- المحافظون الجدد على ارض بابل:الحلقة الثالثة
- المحافظون الجدد في بابل الحلقة الثانية
- المحافظون الجدد في بابل الحلقة الاولى
- محاكمة العقل السياسي الأمريكي
- حين تموت أحلام الفيلسوف على ارض بابل
- استراتيجية الساعة الخامسة والعشرين
- من دستور 1925 إلى دستور الاستفتاء الشعبي2005
- ديمقراطية الموجة الرابعة بين حلم الإصلاح العربي ومنطق الطموح ...
- كبش الفداء العراقي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد سلوم - عام مسارات