أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - يا بائي وبوابتي














المزيد.....

يا بائي وبوابتي


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


(1)
مع أنني أطلقتُ عليكِ اسم الباء
ثم أطلقتُ عليكِ اسم النقطة
(بعد أن قيل لي انّ كلّ الباء في النقطة)
فإنني لم أشفَ بعد من جراحي التي سببتها
سكاكينكِ وشراشفكِ وروائحك.
نعم، لم أشف َ
مع أنني كتبت
سبعين ملحمة في ذكراك
وسبعين قصيدة لتمجيدك
وسبعين بيتاً لعدّ دموعي المتساقطة
في الطرقاتِ من أجلك
وسبعين، سبعين
نعم،
فلقد سطا عليك الزمان
وتناهبتك اللذةُ ذات اليمين وذات الشمال
وحين كنتِ بين ذراعيّ
تلثغين بمفاتن نهديكِ وساقيك
سطا خدم العرش ليسرقوكِ منيّ
ونهبوا عرشَ ذهبكِ ومفاتنكِ وملابسكِ الداخلية.

(2)
كان المشهد أكثر كابوسية مما أحتمل
إذ كان يتطلّب أن أقلع عينيّ
كما فعل أوديب
وأن أقطع رأسَ الحروف
وأعلّقها على بواباتِ العبث
ولم تكن لديّ حروف بالمرّة.
وكان المشهد يتطلّب أن أخرج
إلى الشارع عارياً
عارياً تماماً
وما كان هناك من شارعٍ في الأرض
يمكن أن أمشي عليه
بقدميّ الملتصقتين ببطني
يا ملكة العري والفجيعة
يا بائي وبوّابتي
يا بليـّتي وبـَلبـَلتي.

(3)

كان خروجي مدوّياً
لأنني كنتُ مَن يحمل رأسه بنفسه
فوق رمح عظيم
وكانت النسوةُ والملائكةُ تهرب مني
وهي تحمل طبولها وأبواقها الكبيرة
خرجتُ
لم أجد مَن يقول نعم
لرأسٍ محمولٍ على رمحٍ عظيم
كانت الطرقات جافّة
والشمس ساطعة
والغرباء يتلعثمون
وهم ينظرون إليّ:
ما هذا؟
أهو جنّي أم أنسي؟
أهو صوفي أم ملحد؟
أهو قربان أم خرافة؟

(4)
وخرجت
عبرتُ الأسلاكَ والحدود
عبرتُ المعنى والكلمات المتقاطعة
عبرتُ النقطةَ والوحشةَ والحلم
عبرتُ الأحشاء الداخلية والأعضاء التناسلية
عبرتُ الذي خرّب البلاد
وباعها من أجل حفنة من الجراثيم
وعبرتُ الذين باعوا كلّ شيء
من أجل حفنة من الشتائم
واللواتي بعن أجسادهن في سرير الدنانير
وعبرتُ، عبرت
حتّى لم يعد هناك من شيء أعبره
يا فجيعتي
يا مَن قتلتني في سن العشرين
وظلّت تلاحقني حتّى السبعين
أما من راحة؟
أما من هدنة؟
أما من صواب
لهذا الخطأ الذي يحتاط لكلّ شيء،
لهذا الخطأ الذي يقودني من خطأ
إلى آخر أكثر فتنة وصوابا؟!

(5)
انظري
لقد تركت
- من أجل أن أنساك –
الفرحَ الذي يتصاعد من دربكة الخيول
والحمامَ الذي يتصاعد من حمحمةِ الرغبة
وتركتُ الأنهارَ المقدسة وغير المقدسة
والجبالَ التي يقفز عليها السكارى
وتنام عليها الوحوش
تركتُ – من أجل أن أنساك –
حتّى ما لا ينبغي تركه لأيّ عاقل أو مجنون
دون أن أنال ما أريد
يا كَرَبي وبلائي
يا بهائي ولوائي
يا شبابي المدمّى
وموتي الأبله الذي ينتظرني
ساهماً في آخر قارات العالم.

****************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجّة في آخر الليل
- تمثال
- هو أزرق وأنتِ زرقاء
- أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج
- القليل من التراب
- التباس نونيّ
- النِّفَّري: الشطح الخلاّق!
- بغداد بثياب الدم
- حوار مع الشاعر أديب كمال الدين:


المزيد.....




- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو
- من جنيف إلى الرياض: السعودية ومؤسسة سيغ تطلقان مشروعًا فنيًا ...
- وفاة بريجيت باردو أيقونة السينما الفرنسية عن 91 عاما
- تضارب الروايات بشأن الضربات الأميركية في نيجيريا
- مصر: وفاة المخرج داوود عبدالسيد.. إليكم أبرز أعماله
- الموت يغيّب -فيلسوف السينما المصرية- مخرج -الكيت كات-
- مصر تودع فيلسوف السينما وأحد أبرز مبدعيها المخرج داود عبد ال ...
- -الكوميديا تهمة تحريض-.. الاحتلال يفرج عن الفنان عامر زاهر ب ...
- قضية صور ريهام عبد الغفور.. نقابة المهن التمثيلية تتدخل وتتخ ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - يا بائي وبوابتي