أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي العراقي - الاستهتار بارواح ابناء الشعب سمة تميز النظام الصدامي














المزيد.....

الاستهتار بارواح ابناء الشعب سمة تميز النظام الصدامي


الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)


الحوار المتمدن-العدد: 69 - 2002 / 2 / 19 - 20:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعليق 2002/2/17



ليس معلوماً حتى اليوم ان كان زلة لسان أم اعترافا مقصودا، قول صدام حسين ذات مرة: ما لنا نذكر الخسائر في صفوف المدنيين التي يحدثها القصف الجوي المعادي ونحجم عن ذكر الخسائر في صفوف العسكريين؟ اليس العسكريون بشرا ومواطنين عراقيين؟

رغم ذلك فان اعلام الطاغية لم يشر حتى الان الى أي قتيل عسكري سقط في القصف الجوي الامريكي البريطاني منذ مطلع 1999.

وحتى في أم معاركه الخائبة وقادسيته المشؤومة دأب الطاغية واعلامه على إحصاء الضحايا المدنيين فقط دون أي ذكر للخسائر في صفوف العسكريين، التي هي في الغالب اكثر بكثير.

وليس بامر غريب على الذين عاشوا سنوات الحرب الثماني مع ايران ادراك ان احد استحقاقات الحروب هو بشاعتها، وعدم تمييزها وهي تلتهم البشر، بين رجل وامراة وطفل وشيخ.

وهذه البشاعة تتضاعف كلما كان الطرف المستهدف فيها لا ينظر اليه كباقي البشر، الذين ولدتهم امهاتهم احرارا، ولهم كل الحقوق التي اقرتها الشرائع والاعراف، والعهود والمواثيق الدولية والوطنية.

وصدام حسين نفسه حين كان يطلق صواريخه على المدن الايرانية كان يهلل كلما الحقت خسائر كبيرة بهؤلاء البشر، الذين يسميهم احتقاراً: " الفرس المجوس"! وهو نفسه لم يتورع عن ازهاق ارواح خمسة الاف طفل وامراة ورجل وشيخ في دقائق معدودات في حلبجة الشهيدة.ولم يكن لهم من ذنب سوى النضال من اجل حقوقهم ، التي تنصل هو نفسه عن الوفاء بها.

ومقابل هذه الجرائم من جانب الدكتاتور الدموي، كانت هناك الجرائم التي اقترفت بحق المدنيين من ابناء شعبنا، في القصف الجوي والصاروخي المروع الذي تعرضت له بلادنا ابان حرب"عاصفة الصحراء"، واكبرها وابشعها جريمة ملجأ العامرية ببغداد، التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء، من الاطفال والشيوخ والنساء.

وكانت الاشهر الخمسة التي سبقت "عاصفة الصحراء" قد شهدت سعياً محموما من جانب سلطات النظام الى اشغال الملاجئ، سيما في بغداد، بالملفات الحكومية ومعدات الدوائر الرسمية، في حين منع الناس من الدخول الى اغلبها. وكان قرابة ثلثي سكان بغداد قد غادروها الى المدن والقرى القربية، ولجأ آخرون كثيرون الى الاضرحة الدينية.

اما البقية الباقية فلم تجد مكانا يحميها من القصف الجهنمي سوى بضعة ملاجئ ومنها ملجأ العامرية.

وكالعادة ذهبت النساء والاطفال ليلة 13 شباط الى ذلك الملجأ، دون ان يخطر ببال احد منها ان صدام حسين نفسه كان قد حل في هذا الملجأ قبل يوم واحد، واجتمع فيه مع بعض السؤولين. ويبدوان اجهزة التحالف التقطت انذاك اشارة صادرة منه. كما لم يتصور احد ان هناك، تحت الملجأ، مركز اتصالات عسكري تابع للنظام، كما ذكرت مصادر عديدة لاحقاً.

وكان لافتاً ان اول مسؤول حكومي وصل الى ملجأ العامرية بعد قصفه هو وزير الاعلام انذاك لطيف نصيف جاسم. فالنظام لم يبعث وزير الصحة ولا وزير الداخلية ولا فرق انقاذ وانما ارسل فريقاً اعلامياً وكانت الغاية من ذلك واضحة، بل وصارخة بالنسبة للناس الذين تجمهروا حول الملجأ واستقبلوا وزير اعلام النظام بالسباب والشتائم.

ويبدو ان لطيف نصيف جاسم فهم اسباب الغضب الشعبي على نظام سيده رغم ان امريكا وهي التي كانت تقصف انذاك. فانسحب هاربا من الناس الذين اخذ منهم السخط على الحكام والحزن على الضحايا مأخذه.

ورغم ذلك، ورغم كل الجرائم البشعة التي اقترفها الطاغية ونظامه، بصورة مباشرة، في حق المدنيين من ابناء شعبنا والشعوب المجاورة، فانه واعلامه لا يوليان اهتماما الا الى جريمة ملجأ العامرية. وهو بالطبع اهتمام كاذب وزائف ومفتعل، غايته ابعد ما تكون عن الانسانية،وتنحصر في المتاجرة السياسية بتلك الجريمة، اضافة الى التستر على المسؤولية الجسيمة للحكام عنها.

فمن المعلوم انه قبل قصف ملجأ العامرية، ضرب الطيران الامريكي ملجأ مدينة الشعب. بعد ان لوحظ تردد سيارات حكومية عليه. ولحسن الحظ اصابت القذائف مدخل الملجأ فقط، ولم تسبب خسائر كبيرة.

ويبقى شعبنا خير من يعرف ويتلمس يومياً، وفي كل ميدان من ميادين حياته، مدى استهانة هذا النظام ورأسه الطاغية بالمواطنين، مدنيين وعسكريين، واستهتاره بارواحهم ومصائرهم. وهل غيره ساق عشرات الالاف من ابناء الشعب قسراً الى قصوره، ايام عمليات"ثعلب الصحراء" جاعلا منهم دروعا بشرية لحمايتها؟ وهل سواه من نصب وينصب مضاداته الجوية في قلب الاحياء السكنية والمنشآت السكانية؟ اليس هو من يتاجر حتى اليوم بالضحايا المدنيين، ويخفي الخسائر في صفوف العسكريين، رغم اقراره ان العسكريين ايضا بشر ومواطنون عراقيون؟



#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط القبول في الدراسات العليا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وال ...
- تحتفي بيوم الشهيد الشيوعي
- الى المقرر الدولي مافروماتيس
- ندوة جماهيرية للرفيق أبو داوود سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا ...
- لا منقذ للحكام ونظامهم من العاصفة الشعبية القادمة
- شباط الاسود - ومسلسل الجريمة
- وفاة اربعة سجناء بسبب المرض وسوء المعاملة اعدام ضابط طيار بت ...
- في هولنداندوة سياسية حول الوضع العراقي الراهن
- فشل دبلوماسية النظام من فشل سياسته
- غابي تسيمر رئيسة حزب الاشتراكية الديمقراطية ، في لقاء ودي مع ...
- لقاء وفد منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في السويد مع المناضل د. ...
- زيارة ناجحة ولقاءات واسعة في الدنمارك للرفيق حميد مجيد موسى
- ماذا وراء السماح لمافروماتيس بزيارة العراق؟
- نقل سجناء ومعتقلين سياسيين الى سجون «غير رسمية» في اماكن مجه ...
- المؤتمر التأسيسي/ لاتحاد تموز للتنمية الأجتماعية
- سيمنار سياسي عن العراق في مالمو السويدية
- الطاغية وتجليات أم معاركه
- مؤتمر أيام السلام في فنلندا
- أمام أنظار شعبنا بطيحان ينهض من جديد
- في الذكرى الحادية عشر لحرب الخليج الثانية


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي العراقي - الاستهتار بارواح ابناء الشعب سمة تميز النظام الصدامي