أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - بَدَدٌ على بددِ















المزيد.....

بَدَدٌ على بددِ


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


فتشتُ في قلبي فلم أجِــد ِ

إلآك ِ قنديلا يُضيءُ غدي

وفحـصت ذاكرتي : أفاتنة ٌ

أخرى يُنادِمُ طيفَها خَلَدي ؟

ونخلتُ حنجرتي لعلّ بها

بعضَ الصدى من هندَ أو دَعَـدِ

فوجدْتها تشدو لِيُثمِلها

ما فيكِ من طيبٍ .. ومن غَيَد ِ(1)

ووجدْتني من دونها شفة ً

خرساءَ .. أو جفناً الى رَمَــد ِ!

فكأنما الأرحام ُ قدْ عقُمت ْ

من بعدِ مَنْ أهوى .. فلمْ تَلِد ِ!

ما أنت ِ؟ قوليها علانية ً

هـلآ أجَبْت ِ ســـؤالَ مُــفـتأد ِ؟ (3)

أنساك؟ حاشى!عهدَ مُحْتنِفٍ

أهواك ما عمّرتُ مــن أمَـــدِ (3)

تبقينَ ما ظــلّ الفــؤادُ على

دين ِ العظيم ِ الواحـد ِ الأحـدِ

جسدي؟ رميتُ به إلى جَدَث ٍ

يمشي معي.. لا تحذري جسدي

فأنـا بخورُك ِ يا مُبَشـــــرة ً

بعَـفـاف ِ مسنود ٍ إلى عَـمَــــد ِ

وأنا صـداك ِ كتمتُ حشرجتي

وغدوت ُ رَجْعَ صُداحِكِ الغرِدِ

شُـلـّتْ إذا مَــدّت ْ لفاتـــــنة ٍ

أخرى مناديلَ الهيـــام ِ يــدي

وتهشمــتْ مرآةُ مــقلــتِهــا

عيني إذا تُغْوى بِمـُـنتهِـــــد ِ (4)

ما حُجّتي يومَ الحساب ِ إذا

شهَدَتْ علي ّ بنكثِهـــا عُـهُدي ؟

أوَلسْتُ مَـنْ أدّى يمينَ هدىً

جَهْـرا ً وأشهَدَ عِـزّةَ الصَــمَد ِ؟

أنْ لا يُبايعَ غيـر َ مُـفطِـمهِ

وســرابِهِ وِرْدا ً لثغر ِ صدي ؟

ولقد ظمِئتُ وكنتُ في غُـدُر ٍ

فشربـتُ نـيراني ولم أرِد ِ (5)

قنَعتْ بصابك ِ غـيرَ آسفة ٍ

كأسي .. فيا صابَ الحبيب ِ زِد (6)ِ

ورضيتُ من بحرٍ صبوتُ إلى

ياقــوتِهِ بالرمل ِ والزَبَــــد ِ..!

ما حيلتي ؟ فلقد خُلِقت ُ إلى

سوط ِ العذاب ِ ومِـدية ِ النَكد ِ..!

للموحشات ِ أكنتُ مُغتـربـاً

دامي الخطى أو كنتُ في بلدي !

للمـوت ِ يجفوني فأتــبَعُه ُ

أملا ً بعطفــِك ِ يوم َ مـُلتَحَـدي (7)

أنا "قيسُكِ "المطرودُ خيمتهُ

بين الخيــام ِ يتيــمةُ الوتَــــد ِ !

***

يا حزنَ ماضي العمر يا أبتي

يا صبرَ باقي العمر ِ يا ولــدي

رِفقاً بعكازي .. فقـد وهُـنَـتْ

ساقي .. وأحداقي بلا مَـــدَد ِ

أسْـرَفتَ في إذلالِه ِ عَــسَـفاً

فارْفِقْ به ِ يا حزنُ واقـتَصِـدِ

جِئني بها صَحْوا ًلِتوقِظَ بيْ

طفلَ المنى فيَشدّ من عَضُدي

عطفا ً عليّ ورحمة ً.. فلكمْ

نادى الرسيفُ وليس من أحد ِ(8)

يا مَنْ أسَرْتَ غدي أغِث أملي

إيّاكَ تـُرخي لحـظـة ً صَفَدي (9)

سَيَضيعُ لو أطلقتَ مُختبِلا ً

طارتُ حمامتهُ ولم تَـــعُـد ِ

نثرَتْ عليه ِ هديلها فـغـفـا

طفلا ً تهدهِدُهُ يـــدُ الرّغـَـــدِ

ونأتْ.. فعاد نزيل َوحشتِهِ

يمتارُ من جمر ٍ ومن كمَــد ِ(10)

يبُسَ الضياءُ على نوافذِه ِ

أمّـا ظلام ُ دروبــهِ ؟ فَـنَدي !!

فاحكم ْ عليه ِ وِثاقهُ حَرَداً

لمزيد ِ تِرحال ٍ بلا سَــنَد ِ (11)

أنا أنتَ ، حَدِّق ْبيْ تجدْكَ على

شفتيَّ مكــتوبا ً وفي كبَدي

أنا أنتَ.. فتّشني تجِدْ بدمي

ما فيكَ من جمر ٍ ومن بَرَدِ

تجد "الفراتَ" يسيلُ من مُقلي

دمعــاً فأشربهُ على جَلـدِ

تجِدِ الخرابَ "البابليّ" على

وجهي وذعرَالعاشقِ"الأكدي"

أنا "بابـــلٌ" وأنا حرائقهــا

ورمادُها .. وشريدُها الأبدي

و"السومريّ" الطفلُ أنسج من

عشبِ الضفاف وزهرها بُرَدي

وأنا "الرصافةُ"بات يُوحِشها

جسرُ الهوى حيث الزمانُ رَدِي

وأنا "السماوة"حيث نخلتها

سعفٌ وعِذقٌ غيرُ مُنتضِــدِ (12)

والمستجيرُ ببئر ِ غـــربتِه ِ

هلا مــددت ِ إليه من مَسَـدِ(13)

إنْ قد عُدِمتِ الحبل َ ينقذهُ

مدّي لــه ُ طوقا ً من الرَشـَد ِ

هل تسألين َ الان كيف أنا؟

أنا في الهوى : بدَدٌ على بدَد ِ

ً ***


(1)الغَيَد : اسم بمعنى الغنج والرقة

(2) المفتأد : المصاب بفؤاده

(3)المحتنف : الصحيح اسلامه

(4) المنتهد : الالمنتصب النهد

(5)غدر : جمع غدير . لم أرد : لم أشرب

(6)الصاب : العلقم

(7) يوم الملتحد : يوم الفن في لحد

(8)السيف : السجين المقيد

(9) الصفد : القيد

(10)يمتار : يتزود

(11) الحرد : المنع

(12) تضمين للأغنية الشعبية العراقية :

نخل السماوة يكول طرتني سمره

سعف وكرب ظليت ما بيّ تمره

(13)عذق غير منتضد : يخلو من نضيد التمر

(14) المسد : الحبل القوي المفتول من الليف او القنب



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة الغد العراقي
- مِسبَحَة ٌ من خَرَز ِ الكلمات
- القتلى لا يحييهم الاعتذار
- 4 مذكرات الجندي المرقم 195635
- جزّت ْ نواصيَها الكرامة
- تبرير ...
- - 2 -مذكرات الجندي المرقم 195635
- مذكرات الجندي المرقم 195635
- إنني أختنق ... أما من هواء ؟
- خلاصة التجربة
- كثرة السجون لا تعني تطبيق العدالة
- المدجج بالعشب والأقحوان
- إبق َ في وطنك المستعار
- حكاية مريم الناعم
- علام هذا الإحتفال ؟
- إعتذار متأخر
- أسئلة مشروعة
- لي مايبرر وحشتي
- رسالة الى العزيز سعدي يوسف
- سادن الوجع الجليل


المزيد.....




- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - بَدَدٌ على بددِ