أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة















المزيد.....

جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجولة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي" ديك تشيني" في المنطقة والتي زار فيها بغداد والمملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر والتقى بزعماء تلك الدول وبحسب ما أعلن مساعدو "تشيني" فانه ناقش مع الرؤساء و الحكام العرب قضايا العراق وإيران..الا ان أي تفاصيل عن مضمون ومباحثات الزيارة تلك لم تكشف حتى آلان..ومن المحتمل او المؤكد ان يكون قد بحث مسألة "امتلاك إيران أسلحة نووية ومساعي الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي في منعها" إضافة لبحثه للوضع العراقي الشائك والمعقد والحلول التي ستعتمدها الادارة الامريكية خلال الاشهر الثلاثة القادمة لوقف العنف فيه والتي وضعها تشيني امام صناع القرار في المنطقة وفي المملكة السعودية بالذات. وقد عمد نائب الرئيس الامريكي لان يتحدث من على متن اكبر حاملة طائرات أمريكية في مياه الخليج العربي وأمام جنود البحرية الامريكية حيث قال: "سنقف الى جانب دول أخرى مهمة في المنطقة وخارجها لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وتحكمها بالمنطقة". ثم من حاملة الطائرات غادر الى المملكة العربية السعودية والتقى العاهل السعودي الملك عبدالله.
لا يمكن للمتابع والمراقب تجاهل العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية ومعرفة مداها خاصة بعد احتلال النظام العراقي السابق للكويت وما تلاها عام 1991 والاتفاقات النفطية الكبيرة والعلاقات الاقتصادية-العسكرية وغيرها بين الجانبين وكذلك تبادل المعلومات والخبرات في حرب المملكة الشرسة الراهنة ضد خلايا الإرهاب العالمي التي استوطنت الأراضي السعودية. الإدارة الأمريكية التي تسعى لعزل إيران ووضع حد لطموحاتها النووية تعول على دول منطقة الخليج العربي وخاصة دعم المملكة السعودية في ذلك وحديث نائب الرئيس امام آلاف الجنود الأمريكان على متن حاملة الطائرات التي تقبع على متنها مئات الطائرات المقاتلة المتطورة غير البعيدة عن مياه إيران الإقليمية وحدودها و سمائها أيضا...حديثه هذا كان رسالة لإيران...رسالة غير مشفرة وواضحة بشكل لا لبس فيه من ناحية الزمان والمكان. إلا ان نائب الرئيس الأمريكي عاد ثانية في لقاء له مع محطة تلفزيونية أمريكية ليتحدث عن التدخل الحالي الإيراني في العراق واصفا اياه بـالـ "محدود" وقال "لا اعتقد ان ثمة حرباً بالوكالة حاليا في العراق". وأعلن: "انه لا يرى الأمور هكذا ". تصريحات نائب الرئيس الأمريكي وقبلها جولته ورسالته التي أعلنها في مياه الخليج دفع صناع القرار الإيراني للإعلان عن استعدادهم للتباحث مع الامريكين في الشأن العراقي مبررين ان ذلك جاء بطلب من الجانب العراقي الرسمي أولا وللحد مما يعانيه الشعب العراقي و لدعم الحكومة العراقية ومسعاها في تحسين الوضع الأمني ثانيا، وحسب ما أشارت له وكالات الأنباء فان لقاء التباحث سيعلن عن تاريخه والمستوى التفاوضي فيه لاحقا. و جاء الرد الأمريكي على الاستعداد الإيراني حول تلك المباحثات باسم نائب الرئيس الأمريكي ذاته من ان الولايات المتحدة على استعداد للمحادثات مع إيران حول العراق وعلى مستوى السفراء كما ذكر مصدر امريكي مطلع ان السفير الامريكي السابق في العراق "زلماي خليل زادة " سيشرف على المباحثات من الجانب الامريكي لما يتمتع به من خبرات في الشأن العراقي..الإعلان عن نوايا المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والإيراني جاء متزامنا مع ما ورد في صحيفة الـ"صنداي تاميز" البريطانية من ان المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية يخشون سيطرة "دولة العراق الإسلامية" المرتبطة بتنظيم القاعدة على العاصمة العراقية "بغداد و بعض المحافظات الأخرى وأهمها الانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وجزء من محافظة بابل بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق".وبحسب الصحيفة أيضا فأن المسؤولين الأمريكيين يحسبون بجدية إمكانية هيمنة القاعدة على "دولة العراق الاسلامية" وما يشكله ذلك من خطر على المنطقة و المملكة العربية السعودية بالذات مع ان الملك السعودي عبد الله كان قد انتقد وبوضوح على غير عادة الدبلوماسية السعودية ما وصفه بـ"الاحتلال الأمريكي غير المشروع للعراق" كما ورد نصا في كلمته عند افتتاح القمة العربية بالرياض وأحدث ذلك الانتقاد حراكا في الأوساط الحاكمة الأمريكية حتى ان الناطق بأسم وزارة الخارجية الأمريكية أعلن في مؤتمره الصحفي اليومي ان الوزارة ستطلب إيضاحا حول كلمة الملك عبد الله من مصادر عليا في المملكة. إيران من جهتها تعي المخاطر التي ستؤول لها الأوضاع في ساحة جارها العراق وما سيحل بنفوذها فيه ، وما سيرحل لها من ازمات، فيما اذا تمكنت القاعدة من إقامة "دولتها الإسلامية" في بعض أجزاء العراق.. خاصة تلك التي تقع على أطراف الحلة المحاددة لكربلاء وما تشكله كربلاء للرأي العام في إيران وغيرها.. كما لم يغب عن الطرف الإيراني مغزى جولة نائب الرئيس الأمريكي ورسالته وتصريحاته تلك؛ فبمجرد ان غادر "تشيني" مياه الخليج العربي وصل الرئيس الإيراني "نجاد" في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني الى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ان تأسست في عام 1971 متجاوزا في ذلك موقف الإمارات الرافض لأي تسوية حول جزر"طنب الكبرى والصغرى وابو موسى" والتي دأبت دولة الإمارات على تأكيد عائديتها لها في كل مؤتمر ومباحثات تحضره والزمت به كل بيانات ختام القمم الخليجية والعربية واعلنته على منصة الأمم المتحدة كذلك. في دولة الإمارات العربية وبعيدا عن الجزر الثلاث ومياه الخليج أكد الرئيس "نجاد" ، في ملعب لكرة القدم احتشد فيه آلآلاف ايضا ، على حق إيران في "امتلاك التقنية النووية" وأعلن ان إيران سترد عسكريا وبقوة على من يحاول الهجوم عليها لوقف مسيرتها وطموحاتها النووية التي وصفها بالـ"سلمية". في متابعة سابقة ذكرنا ان ما يحدث في العراق لن يقف عند حدوده وان ذلك بديهيا كما أكدنا إن ثمة مفاوضات ستحدث بالمباشر او عبر وسطاء بين الأمريكان وبعض الدول المجاورة للعراق والتي لها نفوذ واسع فيه حاليا.. وهذا ماحصل او سيحصل نهاية الشهر الجاري وفي بغداد تحديدا..ومع ان الخارجية الإيرانية أكدت ان هذه المفاوضات التي ستجري بين السفيرين الأمريكي والإيراني في بغداد سوف تتناول الشأن العراقي فقط ..إلا ان ذلك اللقاء ومباحثاته سوف لن تنحصر في الشؤون العراقية مستقبلا ؛ بين ما أطلق عليه من قبل طهران "الشيطان الأكبر" في الماضي وممثلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي سبق للرئيس بوش ان وضعها ضمن "محور الشر" وسابقا ايضا؛ وقد تواترت الانباء عن أن مئات السفن الحربية وبعض حاملات الطائرات وعلى متنها الاف الجنود الامريكان عبرت الى الخليج لتلتحق بالقوات الامركية هناك ، للقيام بمناورات عسكرية في مياه الخليج العربي وحول في ما اذاكان ذلك تزامنا مع مفاوضات بغداد؟ علق الناطق الرسمي للبنتاكون : انها مسألة عسكرية روتينية لاختبار جاهزية القوات الامريكية..واضاف :ان ما يجري يتم بالتنسيق مع الدول الصديقة في المنطقة!!.
الإدارة الجمهورية الأمريكية التي تخضع لابتزازات الحزب الديمقراطي عبر سيطرته على الكونكرس ومحاولته تكبيل ايدي الرئيس بوش في الشأن العراقي..وزيارة السيدة "بيلوسي" رئيسة الكونكرس الديمقراطية لسوريا والتي أعلنت أنها ستسعى لان تزور إيران أيضا..هذه الحراكات والوضع الصعب للقوات الأمريكية في العراق و غيرها من الظروف الامريكية الداخلية والمستجدات الخارجية .. ستؤدي الى بحث أمور أخرى بين الطرفين غير أمور العراق ولعل ان ما ستسعى الولايات المتحدة وإيران بحثه هو مواجهة مشروع القاعدة في العراق و"دولتها الإسلامية"فيه والتي ستكون محاددة لإيران بالذات.. ايران التي خلصتها سياسة العسكرة الامريكية من اهم عدوين لدودين جارين لها هما "حركة طالبان" و "نظام صدام" على ضعف الاخير بعد "ام مهالكه" التي مهدت وبررت التواجد الامريكي العسكري في المنطقة وبموجب اتفاقيات ثنائية بين بعض دول الخليج العربي والولايات المتحدة الامريكية التي اجهزت على نظام صدام بعد ان استنفدت واستثمرت كل مخطاطاتها العسكرية- الاقتصادية في وجوده.
ستبحث ملفات ساخنة اخرى بين المتفاوضين الامريكي- الايراني آلان او في المستقبل..وستعتمد بعض الحلول المقبولة والمعقولة للمسائل الشائكة المعقدة حاليا بينهما؛ فالزمن والاحداث التي تترافق معه، كفيلان و في ضوء تأمين المصالح السياسية-الاقتصادية في المنطقة الخليجية والعربية بجعل صورتي "الشيطان الاكبر" و كذلك"محور الشر" باهتتين ولا تثيران احدا.





#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قاسم عبد الأمير عجام--:.. بعيدا عن الرثاء
- العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2
- الجماليات المسرحية.. بين التاريخ والآركيولوجيا
- الزاوية والمنظور:.. اتهام النقد .. دفاع القص
- المستشارون العراقيون
- ماذا بعد الخطة الامنية الجديدة..؟؟
- الصمت والاهمال..*1-2
- الصمت والاهمال2-2
- الصمت والاهمال*1-2
- توثيقية المكان والاستذكار
- المعضلة العراقية نتائج..توقعات
- جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي
- كيف حدث ذلك..؟


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة