أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - أي سويد ماكرة هذه السويد















المزيد.....

أي سويد ماكرة هذه السويد


فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)


الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 09:03
المحور: الادب والفن
    



وجه رئيس اتحاد الكتاب في السويد، Mats soderlund، دعوة الى الأعضاء الجدد، من أجل التعارف والاحتفاء بنيلهم شرف العضوية.
كنت تقدمت، قبل ثلاثة شهور سبقت، بطلب انتسابي للاتحاد، رغم قناعتي بأني لا أمتلك كامل الشروط المطلوبة، غير أني كنت أعرف مسبقاً أن هناك بعض الاستثناءات التي يمكن أن تُمنَح لكتَّاب غير سويديين، وقد فوجئت بسرعة وصول الرد عبر رسالة من رئيس الاتحاد، يشير فيها الى أن المجلس وافق في اجتماعه الأخير على طلبي، وأن رقمي المتسلسل كما تشير بطاقة العضوية المرفقة هو: 7418.
مساء 21/4/2007 ذهبت الى مبنى الاتحاد في ستوكهولم، لألتقي هناك مع ما يقارب الأربعين كاتباً أو منتسباً جديداً.
بعد ترحيب الرئيس ونائبته، وتبادل بعض الأنخاب على عادة السويديين في مناسباتهم، دعي الأعضاء ليقدم كل منهم نبذة عن شخصه وسيرته الأدبية.
أكثر ما لفت انتباهي هو ذلك التنوع في لون بشرة المدعوِّين وتحدرهم من أوطان وجنسيات مختلفة: إيرانيون، أكراد، عرب، أتراك، وبالطبع سويديون وأوربيون.
هو اتحاد كتاب السويد، وليس اتحاد كتاب عالمي كما توحي ملامح الأعضاء الجدد، غير أن العيون الزرقاء والسوداء والبنية للأعضاء، إنما هي تحصيل حاصل لما يرصده المرء، في مدينة ستوكهولم بخاصة، من تنوع الأعراق واللغات التي يصادفها في الطريق والمترو والمسرح والجامعة والسوبرماركت والبنك والمستشفى...إلخ.
جميع الأعضاء الجدد قدموا أنفسهم بالسويدية، ما عدا اثنين من إيران، وأنا والكاتبة منهل السراج من سوريا، فقد اضطرتنا حداثة عهدنا في السويد الى التحدث بالإنكليزية.
في الحقيقة بدأت حديثي بالسويدية، ولكن بعد بضع جمل متلكئة، هي كل ما تعلمته في دورة اللغة التي بدأت منذ شهر، أكملت الحديث بالإنكليزية.
كنت مرتبكاً وموزعاً بين ما يشبه الفرح وما يشبه الحزن، أعني بين ما يشبه السويد وما يشبه سوريا.
بروق وظلال متخاطفة من هنا وهناك، تختلط حيناً وتعقد مقارناتها حيناً، وتؤجل ما يشبه نشيجاً مكتوماً في حضرة ما يشبه النشيد.
ما الذي يجعل كاتباً مثلي مرفوضاً ومحاصراً في بلده، ومرحباً به في السويد؟!
سؤال ينضح علقماً، ويكويه الجمر الوطني بكل ما فيه من لعنات.
رئيس الاتحاد السويدي في الأربعينات من العمر، كمعظم أقرانه ممن أوصلتهم أصوات الناخبين الى مواقع المسؤولية، الأمر الذي يبدو كما لو أنه ظاهرة في السويد.
تركت لبقايا حميتي الوطنية العمياء المقدسة، التي تجرعتها منذ الطفولة، أن تستحضر مأسوية ماضيها ولو على هيئة مهزلة، لتهجس: سوريا "الحديثة" سابقاً و"الأحدث" راهناً، ليست أقل شأناً من السويد في هذا المجال (سامحني يا رب) ذلك أن فيها اليوم مسؤولين كثراً ممن هم في أعمار مماثلة للمسؤولين السويديين، وإن كانت تؤرقني، وتثير حفيظتي وتهتك حواسي الخمس، بعض الاختلافات والنقائض الناجمة عن "الأصالة"، أو ما يسميها الخطاب السلطوي والقومجي بطبيعة الحال "خصوصيتنا" التي "كرَّمنا" وخصّنا بها الله دون جميع خلقه.
فإذا ضربنا صفحاً عن الشعارات والادعاءات والتلطي وراء بقايا بريقها الذي لا يزال يمتلك إمكانية تضليل أو استجرار مشاعر فئات ليست قليلة من شعبنا، أقول إذا ضربنا صفحاً عن ذلك، فإنه يتبدى لنا واقعياً أن أحد وجوه تلك الخصوصية، إنما يتمثل في مسألة الاستفتاء والتعيين والتزكية وليس الانتخاب، يترافق ذلك مع أنواع مختلفة من المراقبة والمساءلة والتهديد وما شاكل، في حين أن الخصوصية السويدية وشبيهاتها من الديموقراطيات الأقل بؤساً، إنما تقوم على الانتخابات وفق المعايير المعروفة والمرعية عالمياً، والتي لا سلطة ولا حزب ولا دين ولا طائفة ولا أسرة تعلوها، بما في ذلك أسرة الملك السويدي المسكين غوستاف السادس عشر.
أي سويد ماكرة هذه السويد!
ما من شيء فيها إلا ويأخذني الى نقيضه في سوريا!
لكأن السويد وسوريا تشكلان شاهداً "ملكاً" على ما يعنيه "الطباق" في دروس البلاغة.
للأسف تصلح سوريا أن تكون طباقاً نموذجياً، ليس فقط للسويد، وإنما لمعظم بلدان العالم، بما فيها موريتانيا أخيراً، وقد يكون هذا أحد أسرار "عظمة" سوريا وتفرُّدها وغناها المدقع!
ربما هي كوميديا غليظة وثقيلة الظل والدم، ولكن بربكم أليست "واقعية اشتراكية"، حتى لو أنكرتها أو استنكرتها وصال فرحة، على سبيل المثال فقط، أعني زوجة المرحوم خالد بكداش ووريثته الحصرية، في سياق أو سباق الوراثة "خاصتنا" و"أصالتنا" و"ميدان الفخر والمجد والريادة والخلود" في ربوع صحارينا العالية السعيدة؟
هنا في السويد لم يستطع رئيس الاتحاد، ماتس سودرلوند، رفض منحي العضوية ما دمت حائزاً على شروطها، أو حائزاً على شروط الاستثناء.
وكذلك بالضبط أيضاً لم يستطع رئيس الاتحاد السوري "البائد" علي عقلة عرسان قبول عضويتي، ما دمت غير حائز على شروط المخابرات السورية "الكريمة" والساهرة على خراب كل شيء، مع تركيزها في السنوات الأخيرة على خراب الثقافة بوصفها المعقل الأخير لمواجهة الخراب الشامل.
حدث اعتراض عرسان على قبولي منذ نحو سبعة وعشرين عاماً. أما وقد انتقل "المغفور له" بكامل عدته الى عربة النسيان، فلا بد من الترحم عليه، وأنا لا أمزح هنا، ذلك أن خليفته المدعو حسين جمعة يدفعك بكل ما لديه من قوة الجهل والفظاظة و"البجاحة" لكي تترحم على سابقه.
أي قدر من فكاهة الروح وركاكة العقل والأخلاق، يتوفر عليه حسين جمعة ليطعن حتى بأهلية كاتب من طراز سعد الله ونوس، ناهيكم عمن هم كحالي، ممن لا زالوا يجهدون لاستكمال ملامح ومقومات مشروعهم الكتابي.
في أواخر السبعينات كان لدي وهم الرهان على إمكانية الفعل حتى من داخل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية، غير أن مطالع الثمانينات كانت كالحة ودامية وخسيسة بما يكفي لتقديم الأدلة القاطعة على أن اتحاد الكتاب، مثله مثل أي منظمة أونقابة أو اتحاد أو بطيخ في سوريا، وأن خروج أي منها عن الخطوط التي ترسمها السلطات، سيفضي الى نفس المصير الذي أفضت إليه، في تلك المرحلة، نقابة المحامين أو المهندسين مثالاً لا حصراً.
وعلى الرغم من كل ما راكمته السنوات اللاحقة بعد الثمانينات، فإن بعض أعضاء الاتحاد، ممن لا يُشَك بإبداعهم ونبل نواياهم، ظلوا يدقُّون الماء وهو ماء.
أما الآن فقد بت أخشى ألاّ يبقى الماء ماء، إذ بعد وصول السلطات السورية الى أقصى ما لا تستطيعه الحكمة باعتقالها عدداً "وفيراً" من أبرز شرفاء سوريا ورموزها، بدءاً بمعتقلي ربيع دمشق وصولاً الى معتقلي إعلان بيروت¬ دمشق، وما بينهما وما يمكن أن يتبع، أخذت شياطين الهواجس تسلخ جلودها في داخلي، وتثير تساؤلاتي عما يريده أو ينتظره أو يصمت عليه بعض أعضاء الاتحاد الذين أعنيهم.
ترى.. ألا تنطوي الاحتمالات في المستقبل القريب على إمكانية أن ينبجس الدم من الماء الذي يدقون؟!



#فرج_بيرقدار (هاشتاغ)       Faraj_Bayrakdar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن الريح
- ذهاب
- ليس للبكاء.. ليس للضحك
- نزف منفرد
- الطائر
- رؤيا
- سوريا.. ليَّات
- دفاعاً عن الحرية
- بقية الكأس وسؤال أخير
- وِرد.. من أجلهنّ
- كأس
- تدمريات.. ما فوق سوريالية
- وَهْوَهات
- مقام خمر
- ما بعد منتصف الهذيان
- “أب.. إلى حد البكاء”
- حمامتان.. وقمر.. وثلج أيضاً
- الطريق
- دوائر ذات شهيق متصل
- “إلى الشرق”


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - أي سويد ماكرة هذه السويد