أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - الطائر














المزيد.....

الطائر


فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)


الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


ينقر الطائرُ قلبي
يرتديني
شجرٌ ينشقُّ عن أحزان
أهلي
شجرٌ
ينشقُّ عن أحزابهم
عني
عن الظلمةِ
في هذا المكانْ.
شجرٌ
صلّى على "العاصي" طويلاً
واشتكى من وجع الخضرةِ
يا آياتُ..
لا تتّضحي أكثر مما يستطيع الغيب
يا ناياتُ..
لا تسترسلي أكثر مما أستطيعْ.
شجرٌ
أعلى من الحلم قليلا
شجر أدنى من المعنى
بسيفٍ واحدٍ إلا قتيلا
شجرٌ من أول اليأسِ
بلى..
من أول اليأس إلى أقصى الرهانْ.

* * *

ينقر الطائر قيدي
ترتديني
امرأةٌ من خارج الوصفِ
سماءٌ تمطر الآن وراء السور
أحوالٌ من اللبلاب
وردٌ شائك المعنى
جنازاتٌ وأعراسٌ بزيّ واحدٍ
أرهاطُ ذؤبانٍ
وخيلٍ
وظباءْ.
يا لخمسين شهيداً في إهابي
كيف لي أن أوقظ الموتى
من النوم النهائي البعيدْ؟!
كيف لي أن أقطف الحكمةَ
مما لا يجيءْ؟!
لم أصل بعد إلى نفسي تماماً
لم أقلني مثلما لا بدّ لي
أن أكتب الصبح بحبر الليل..
أحلامي أمامي
وأرى ما لا ترى عيناي
في هذا المضيقْ.
بيد أني..
لم أصل بعد إلى نفسي
وما زلت حزيناً
ربما من أجل أعدائي
وأني واحدٌ منهم
ولا طائرَ لا يشبهني في الأسرِ
لا حكمةَ لا تَشرَقُ بي في آخر الكأسِ
ولا نجمةَ لا تسفحني ليلاً على دمعتها
لا ظلَّ لا يهطل ما ينأى عن الأسباب
مما لا لديه ولا لديّْ
فلماذا تنحني روحي على أنقاضها
هذا المساءْ؟!
شُدَّني يا ربُّ
شدَّ القوس بي ما تستطيعْ
واجعلِ المطلقَ مطلقْ
إنني أبعد من ظنك بي
أبعدُ أبعدْ..
والذي قالته لي أمي
يضيءْ.

* * *

ينقر الطائر قاموسي
وقيثاري
وكأسي.
ترتديني لغةٌ خرساءُ
لا تهدل غير الصمت والنسيان
يا أمَّ ابنتي
ماذا يقول الصمت والنسيان؟
هل يبدو سؤالي جارحاً؟
دقِّي على سبعين باباً
خلفها ما خلفها
سبعين باباً لا شهيق ولا زفير
ولا بروق ولا ظلالْ.
دقِّي السؤال بجرن صاحبهِ
السؤالْ.
دقِّي على..
لا ترسَ لي
لا سيفَ لي
لا بأس..
دقِّي مثلما ناقوس ذاكرتي
لكي أفهم أني
ترتديني لغة طائشة عمياءُ
ردِّيني إلى نفسي
وعنها
وعليها.
ينتهي الليل
إلى ليلٍ
إلى ليلٍ
فلا تأنسني نفسي
ولا أفضي إليّْ.

وعليَّ الآن أن أبدأ
من أسئلةٍ في منتهى الجمرِ..
أليس النأي والنايُ
جناحين لطير واحدٍ
يجترح الزرقةَ
أو تجرحهُ..؟
أعني أليس الضد والضدُّ
طريقين إلى المعنى؟
أليس الله أندى
كلما أصبح أدنى؟!

وعليَّ الآن أن أبدأَ
من أغنية في منتهى الضوعِ
ولكني..
سلاماً يا ابنتي
وقتي رمادٌ في التوابيتِ
رمالٌ
تشرب الصهدَ فيظميها
ويدميها السرابْ.
ويماماً يا ابنتي
هذي شؤوني
فاصطفي ما شئت منها
واتركي صمتي يهجِّي نفسه
هذا الغيابْ.
هل توغَّلتُ كثيراً؟
لا تخافي يا ابنتي
قلبي دليلي
و قطوفي فوق ما يُرجى على
كفر الزمانْ.
لم يزل نبضي يعزِّيني
ويكفيني إذا ما الحبُّ..
يكفي ويزيدْ.
غير أني
أشتهي أن أشرب الآنَ
وأن أهذي قليلاً
ربما أنسى قيودي ويديّْ.
هادليني كلما الليل
ولو بضعَ حمامات ونامي في
عيوني.
خبئي لي سوسناً أو ليلكاً بين ثيابي
ذاك إن كان تبقَّى لي ثيابْ.
خبئي لي موعداً لا يشبه اللهَ
فإني..
أعرف السوسنَ
من أختٍ تواسيكِ وتبكي.
أعرف الليلك من رعشته في
صوت أمي.
أعرف الله معي يوماً
وعشرين عليّْ.

* * *

ينقر الطائر صوتاً
ضرَّجته الأغنياتْ.
ينقر الطائر صمتاً
أخضر الحزنِ
رهيفَ الظلِّ
مخضلاً بما شاء من الغيبِ
ومسفوحاً إلى أقصى المواعيدِ
إلى أقصى الجهاتْ.

وحدنا الآنَ
أنا والطائر الغرِّيدُ
يا ربَّاهُ
يا رَيْبَاهُ
يا كلَّ حقول القمح
يا كلَّ الينابيع التي في البال
يا أفياءُ
يا أعتابُ
يا راياتُ
يا أغلالْ.
بعدُ لم أُكمِل أناشيدي
وما صالحت موتي
فلماذا افترش الطائرُ
في الحلمِ
جناحيهِ
وماتْ؟!

* * *

صرخةٌ
من غامض الرملِ
ومن يأس الرمادْ
سفحتْ آنية الليل
ورنَّت في الدهاليزكأصداء الأذانْ:
ياااااااا سماواتُ
خذي الطائر من أوَّلهِ
حرّاً وقدِّيساً
وما بين جناحيه وفي منقارهِ
كلُّ الوصايا والرسالات التي لم يستطعها
الأنبياءْ
يا سماوات خذيهِِ
واسفحي زرقتك الأنثى لهُ
لابدَّ أن يأتي
وأن يأتي
لكي يمضي الطغاةْ.


سجن صيدنايا 1999



#فرج_بيرقدار (هاشتاغ)       Faraj_Bayrakdar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا
- سوريا.. ليَّات
- دفاعاً عن الحرية
- بقية الكأس وسؤال أخير
- وِرد.. من أجلهنّ
- كأس
- تدمريات.. ما فوق سوريالية
- وَهْوَهات
- مقام خمر
- ما بعد منتصف الهذيان
- “أب.. إلى حد البكاء”
- حمامتان.. وقمر.. وثلج أيضاً
- الطريق
- دوائر ذات شهيق متصل
- “إلى الشرق”
- البرزخ
- صهيل
- تقاسيم آسيوية... ترجيعات
- تحية إلى أدونيس.. رداً للجميل
- تقاسيم آسيوية


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - الطائر