أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - تقاسيم آسيوية... ترجيعات














المزيد.....

تقاسيم آسيوية... ترجيعات


فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)


الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


إلى جميل حتمل مرة ثانية


لم يكن ثمة خيار آخر بين المنفى والسجن.
قال لي: لا أظنك ترضى أن تدفعني إلى موت عاجل؟!
قلتُ: بلى... فأنا أخاف عليك من موت أعجل.
وافقني ومضى باتجاه المصير الأول.
كان يبكي وهو يراني أنزلق بإحكام...
على شفرة المصير الثاني.

* * *

لا تَنَمْ
يا بقية كأسي
فبين زمانين أعمى وأطرشَ
هذا المكانُ
يرنُّ على صخرة الموت
ثم يكفكف أصداءه جثثاً
وينامْ.

* * *
لا تنم
يا بقية يأسي وحريتي
لا تَدَعْني إليّ
فبين مكانين
لا يبصران
ولا يسمعان
يرنُّ الزمان على أفُقٍ غامضٍ...
ليس هذا خريفكَ
لا يا قرير الهواجسِ
يا راعف الصوت...
قُلْ غير هذي القصيدةِ
يا ابن مراثيك
قل زنبقاً فارهَ الحزنِ
قُلني
فقد أذِن الله لي بدمائي
وأغمضَ عينيه كي لا أراه
فتكسره صورتي فيهِ
قل غير هذي الفضيحةِ
قل بعضها...
من سيشهد أن المناديل
تخفق مثل الحمام
وأن الحمام يرش على روحنا ريشَهُ
ويكحِّل عزبتنا بالحنينْ؟
عَتَبي!!
كيف تخذلني؟!
ضفتان لنهر الغياب الذي
يشهق الآن:
سجني ومنفاك
والنهر يجري طويلاً طويلاً
يقولون
والنهر يجري قتيلاً قتيلاً
تقولُ
وتدلف نحو السرير الأخير
بماذا أغطيك؟!
لم تُبقِ لي غيرَ أسئلتي
هل جميع الغِيابات
من أجل هذي الصلاة الضريرةِ؟!
لا...
لا تنم يا براءة ظنّي
أيكفي حريرٌ من الدمع
يا لا بلادكَ
لا أنبياءكَ
لا قاتليك؟!
بماذا أغطيك؟!
ما حيلتي
غير هذا القميص المطرَّز بالشوك،
هذا الوشاح المشلشلِ بين دمي
والظلامْ؟!

* * *
عشتَ أبعدَ مما نرى الحبَّ
أبعد مما تضيء الكتابةُ
لكنك الآن أبعدَ
أبعد...
فالموت أوَّلُ حرية ترتديكَ
وآخر حرية ترتديها
وتبحر في زورق الصمت والذكريات.

* * *
لا يسيل الردى
لا يسيل السراب.
ولكنَّ هذا دمٌ خالصٌ
أتراه...؟
دم يهمز الغيبَ
والبرقُ يجرح عتمتنا
فتسيل...
إلى أين تمضي
وتترك معناك لي؟!
كنتُ أطهو قيودي
على مَهَلٍ
كنت أقرأ ما تكتب الريح
خارج زنزانتي
وأصلِّي عليك غياباً غياباً
لئلاّ تجرِّدني منكَ...
قلتُ انتظر نجمةً
نجمتين
سنبني سماء بزرقة عينيك
أَرجئْ حنينَكَ بضعَ قصائدَ أخرى
ونبكي معاً
هكذا...
دونما سببٍ لو أردتَ
سنـزرع قمحاً
ونبكي.
سنكتب أحلامنا
بمناقير أحلى الطيور
ونبكي.
سندعو الذين تبقوا من الأصدقاء
ونرفع نخب الأمان ونبكي.
تُراني سألتك معجزةً لا سبيل إليها
سوى الموت؟!
حسناً
إمضِ بي.
إن أقصى الجسارةِ
أن لا تَردَّ القصيدةَ عن وِردها.
لا يُضِرْكَ
على جهةِ الدمِ
أم جهةِ الدمعِ
كن شاهداً
وشهيداً
وبينهما.
كن أمير الذهاب
أمير النهايات
لا يبدأ المرء حراً
ولكنه في الطريق إلى نفسهِ
في الطريق إلى يأسهِ
في الطريق إلى غير هذا الطريق
الذي ينتهي.
في الطريقْ...!
آهِ يا امرأةً يستحمُّ الأذان بأسمائها
يستحم الأذانْ.
سامحيه إذا أسلَمَتْه النبوَّاتُ
سيفاً لسيف...
وألوى بطائرهِ
لُهْلُهٌ لا سؤالَ له غيرُهُ
لا سؤالْ.
تعِبَ الظلُّ في الهاجرةْ.
تعبتْ نخلتي ألفَ عامْ.
نم قليلاً إذن
سأغطِّيك بالريح والذاكرةْ.
نم... ودعني
لعلي أحاول شيئاً
بهذا الحطامْ.



#فرج_بيرقدار (هاشتاغ)       Faraj_Bayrakdar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى أدونيس.. رداً للجميل
- تقاسيم آسيوية
- بيرقدار: السجن .. يا إلهي! هل يكفي أن أقول إنه حليف للموت؟
- ما يشبه بطاقة شكر من فرج بيرقدار إلى الشاعر محمود درويش
- ستة عشر يوما من الجمر


المزيد.....




- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بيرقدار - تقاسيم آسيوية... ترجيعات