ايران في الطريق الى شرم الشيخ : خوش آمديد

مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحققت رغبة الادارة الامريكية في مشاركة ايران في مؤتمر شرم الشيخ الذي سيعقد من أجل معالجة المشاكل العويصة في العراق ، ولم يكن أمر المشاركة محسوما قبل أيام قليلة ، ولكن مجموعة عوامل ساعدت على اتخاذ ايران قرارها الجديد ، فاتصل احمدي نجاد بالمالكي وأخبره بالموافقة على مشاركة ايران ، في الوقت الذي وصل فيه لاريجاني ، المفاوض الاممي ، الى بغداد ، من أجل الاتفاق على المطلوب اثباته في المؤتمر ، ووضع مطالب ايران امام كونداليزا رايس قبل ان يجلس الوفدان الايراني والامريكي وجها لوجه ، لشرب النخب الاول من الشاي المصري المعطر بالنعناع على شاطئ البحر الاحمر .
حاولت ايران الاستفادة من سقوط نظام صدام اقصى استفادة ممكنة ، فحشدت امكاناتها السياسية و طورت علاقاتها التاريخية مع القوى السياسية العراقية العربية والكردية ، من أجل خلق أرضية صلبة لوجودها في العراق ، ونسجت شبكة واسعة تستند اليها اثناء تحليقها في الفضاء العراقي المفتوح لجميع التدخلات الاقليمية . ولكي تزيد من نفوذها فتحت حدودها أمام زيارات الوفود العراقية وتبادلت الزيارات مع المسؤولين ورجال الدين فشيدت أطرا جديدة متينة كانت لها جذور تاريخية مع الشعب العراقي ، على الاخص في الوسط والجنوب واقليم كردستان .
من الواضح ان لحسابات امريكا متطلبات تستحق الانجاز من الجانب الايراني ، وان ايران سوف لن تقدم أية تسهيلات لامريكا دونما ثمن ، واذا اردنا ان نسأل عن الثمن المطلوب ، ستكون الاجابة أبسط من الاجابة على سؤال اخر في محله ، هو ما الذي تريده امريكا من ايران ، وهي التي دأبت على التصريح ان اجتماعها مع ايران سيكون بشأن العراق فقط ، فهل تريد من ايران ان تتحدث او تتفاوض من اجل العراق فقط ايضا ؟ !
هنا يكمن الجواب الحقيقي لجميع الاسئلة السابقة والاخرى التي لم نطرحها على الطاولة بعد .
لاشك ان الظروف السياسية المحيطة بالمؤتمر متوترة الى درجة لاتسمح لكوندليزا رايس أن تثرثر على شرم الشيخ مع السيد متقي وزير خارجية ايران كما ثرثر نجيب محفوظ على النيل، وان الساعات القليلة التي ستجمعها بالوفد الايراني ستكون حاسمة في تقرير الخطوات اللاحقة التي سترسم مسار العلاقات الايرانية الامريكية ، خاصة وان التخصيب النووي يشكل القشة التي ستقصم ظهر البعير الايراني اذا وصلت العلاقات الايرانية الامريكية الى نقطة اللاعودة ، وهي النقطة التي يحرص جميع الآيات في ايران على ان لاتصل اليها الامور في الوقت الحاضر ، رغم تصريحات نجادي الدونكيشوتية .

لقد تغير الموقف الامريكي تجاه ايران منذ اليوم الذي قدم فيه بيكروهاملتون تقريرهما ، ونصحا فيه الادارة الامريكية بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع طهران، وزاد في الطين بله نجاح الديمقراطيين في الحصول على اغلبية برلمانية تؤهلهم لفرض قرارات مشاكسة على ادارة بوش . وجاءت ثالثة الاثافي على يد السيدة نانسي بيلوسي التي طلبت زيارة ايران ، في سباق مع كونداليزا رايس للوصول الى عتبة الامام الخميني لاستطلاع الامكانات الايرانية في المناورة من أجل تمريغ أنف بوش في الوحل العراقي أطول مدة ممكنة حتى يتسنى للديمقراطيين نهش الجمهوريين حتى اخر لقمة ، والتي تجلت اليوم في مطالبتهم باستقالة بوش .
ان الورقة العراقية ، التي تختفي وراءها دول واحزاب تبحث عن فرصة في الاستفادة من الوضع الراهن في العراق الدامي ، تفتح شهية الجميع على الاقتراب من الشبكة طمعا في نيل اكبر سمكة ممكنة . الا ان سمكة العراق ستكون مثل سمكة شيخ همنغواي ، عظاما فقط، ولن يتذوق لحمها اي من الطامعين ، فليس من العدالة ان يعاني الشعب العراقي كل هذه المصائب ، ويستفيد الاخرون من هذا الوضع الجهنمي ، فتلك قسمة ضيزى .

#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل