أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها














المزيد.....

قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:37
المحور: الادب والفن
    



الكوابيسُ تعرفني
وتزاملني من قِماطِ الرضاعِ
إلي سنوات الترمُّلِ والثُكْلِ
حين أهُبُّ لجُرعة ِ ماءٍ أرى توأمي آتياً
بالسلاسلِ ( ميراثِنا ) مُطلِقاً في دمائيَ ُرخَّ الجليدِ
الذي ُيمطر الدِ بْـقََ ،
يُلصقُ أسماكي َالأرجوانيةَ المستجيرة َ
بالموج ِ ، والموجُ يعدو إلي أرخبيل ِ الفرار

**

الكوابيسُ تعرفني
وُتعرّفني في النسيءِ بجَرذِ الفصولِ ، يَدُقُّ
دفوفَ الإهانةِ سبعاً ، أري حبةَ الرملِ تُُضْرَبُ
سبعاً علي إليَتيها ، أرى في مرايا السكوت ِ
جبيني : خزائنَ موتَى قُدَامى وذقني فطيرةَ حزنٍٍ كثيف ٍ
فيلعَقُها الجَرََذُ
والشمسُ تدلُق ثعبانها
في شقوقِ الحشا , والنجومُ ذباب
**
أنا هذي المدينةُ في زجاجة
رسالتها التي لا ُتقرأُ ، انبقعتْ
بلحمِ غلافها الأختامُ ، ترحلُ في سفينة بعلها الأعمى
لذي رفعت له الدهماءُ عرشَ الغيم يمتدُ
له الديجورُ حاشيةٌ ، ومن شعرائه الإرغاءُ والزَبدُ
و إني بينهم ُحمّلتُ أطنانَ الخرائط ، لكنْ
لا أدِلُّ التائهين إلى ديارهمو
حذار الغدرَ منقوشاً علي سبابتي اليمني
ولا أحداً يخلّصُني من التخليط بين
براءة الأشياء في قلبي ، وبين ضراوة الأعضاءِ
أسراباً وأسرابا ً
ُتحلق في فضاء الَغيِّ
لا يصطادها رَشَدُ
**
غَرَرْتْ بي هذه الإسكندريةُ في الصبا
أوعزتْ أنْ سوف تأتي بالأحبة
ثم ولت
مثل وجهٍ ذاب في فنجان قهوته الصباحية
أتلف التذكارَ صحوٌ فاترٌ منه
فترجل
عن جواد الحلم يدعو مبغضيه إلي الفطور

**
حاولت مراراً وتكراراً
أن أحذف الإسكندرية من ذاكرتي
كما يحذف الشاعر الصَنَاعُ قصائده جميعا
تطبيقا لمبادئ اقتصاد اللغة
حاولت ، حاولت
فكانت تنشط في دمي كالأميبا
وتنشطر إلى دولتين
والدولتان نسختان من قطاط الليل يا زناة
تتبادلان النفط والمواء
والمواء والكبريت
وترفعان في وجوه الرهط مرةً
صوارمَ القهرِ
ومرةً بيارقَ الإذعان
وحينما تدعوهما لحضنها " سياتل "
أو تستحث الخطو منهما " ديربان "
تتبادلان الصمغ في الآذان
**
ترتدي الإسكندرية ُ
في عيد العلم وشاح " هيباشيا " الجميلة
وفي اليوم التالي
تعرضه في هيئة مِزَقٍ وخروق
وهي تقسم اللحمَ والعظمَ علي أوضام القصابين الورعين
وتكرر وتكرر وتكرر
أرضعتني َبْولها
ومشت بي في الحواري طفلةً ذات قضيب
أسحب النسوان ، أُلقي بالجماجم
تحت أضلاع الشتاء النخرة
كلما صحتُ استدارت
ورمتني باللهيب
**
في غرفة الإعدام
استطاعت جدتي الفاجرة هذه
ان تَبُخَ الرعب في قلوب المنَّفذين
حين قالت : نظرية تشومسكي خاطئةٌ يا سادة
ودليلي أنني قتلتُ هؤلاء المومسات
وكذلك الرب الحكيم فعل
**
للسنانير
وللجمال والحمير
أنديةٌ وجماعات
تَكَلَّمتْ فضج بالُسخام وجهُ هذه المدينة العليلة
فآن للقصيد أن يمد ساقه الخجولة
من قبل أن يغادر
إلى منافى التيه والشتات
*

ُكسِرَتْ زجاجة بندورا
فاندفعت الضفادعُ معلَقةً علي شظايا رأس التين
تتقافز إلى متحف الفنون الجميلة
حيث يَذبحُ تنتالوسُ أطفالَ الشوارع
لا الماءُ يغيض ولا الأغصانُ ترتفعُ
ثمة يفتح النقاد معلبات ما بعد الحداثة ، ويتجرعون
حيث الكواعبُ يصرن حيزبونات قبل أن
يرتد إليك طرْفُكَ
وحيث تُسْمَل عيونُ طروادة في تراتيل السَحَرْ
وتتآكل أنوفُ قرطاجةَ في الظهيرة
وُتدفن بغدادُ في القبر الممتد من المحيط إلى الخليج
حيث الحليبُ مصلوبٌ علي أسوار الرياح
والأشجار محشورةٌ بين أسنان أبي حامد ولثاه
**
من خلف سياج الليل المُعْوّج
تنقذفُ وتتكورُ في عيني كفٌ لا أعرف صاحبها
شبحٌ مستورٌ عريانٌ أعرج
يمشي للخلف ، وغايتُه
تأبيدُ الخوف علي أنفاسٍ تتحشرج
يمضي في مسح الأمخاخ استدراجاً
للألباب إلى الأفخاخ ، وما من
أحدٍ لا يُستدرج
... ... ...
قيل : فمن هذا الممسكُ بتلابيبِ الكونِ الُمْرتَجْ
قلت : هو الشعرُ الضدىُّ الأهوج
أطفأ أنجمَهُ
وأتي بذُبالِ الإلغاءِ وأ سرج
ثم استأجر قافلةً في صحراء اللغة اللخناء
أمطرها بعناجيجََ تحمحمُ
لكنْ
ليست ُتلجم للركبان الفرحين
أو للباكين علي طللٍ ُتسرج
**
قالت الإسكندرية ُ
نحن في الكهف لبثنا ألف عام
وأفقنا لحظةً في حُلمنا
ثم عدنا للمنام
فلماذا
قلّب الأجنابَ منا يا ُتري
هذا الغلام ؟!




#مهدي_بندق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير غير تآمري للتعديلات الدستورية المصرية
- إضراب عن الماء
- الإخوان -المسلمين- وغيرهم ثقافة مُحاصَرة ومحاصِرة
- * المدربون
- *قصيدة الكمائن
- مصر وثقافة الحصار
- البلطة والسنبلة - هل المريون عرب
- ثقافة الإرهاب تمهد لضرب الوحدة الوطنية
- *نورا العربية لا تغادر بيت الدمية
- *الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
- *الشعر يمحو باليد الأخرى
- إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي
- مسرح شعري في مصر الفرعونية ؟!-الفصل الثاني
- قراءة تجريبية في دراسات المسرح الشعري - الفصل الأول
- الطريق إلى المسرح الشعري - مقدمة منهجية
- * الكتابة على سِفْر الاختيار
- * المدخلُ إلى علم الإهانة
- *قراءة سوسيولوجية للوحة العشاء الأخير- شفرة دافنشي الأخرى
- *الحرية بين العلم والدين والفلسفة
- المسرح الشعري ..الغايات والوسائل


المزيد.....




- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها