أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - أيّةُُ -جنة- تلك التي يكون الإرهاب طريق اليها؟ هل أنّ -جنة- العروبة والإسلام هي واحة للإرهابيين؟














المزيد.....

أيّةُُ -جنة- تلك التي يكون الإرهاب طريق اليها؟ هل أنّ -جنة- العروبة والإسلام هي واحة للإرهابيين؟


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 573 - 2003 / 8 / 27 - 05:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



فقط نحن العرب والمسلمون من يختلف مع بقية البشر حول مفهوم وتعريف الإرهاب. والغريب في الأمر أننا نتذرّع بالعدالة والحقوق الثابتة، لتبرير هذا الإختلاف!

العالم بكل دوله وشعوبه يقول بأن استهداف المدنيين والأبرياء لأغراض سياسية هو إرهاب، أين الغلط في هذا القول؟ لماذا نختلف مع الآخرين على مثل هذا القول؟ أية عدالة وأي حق ندّعيهما من خلال قتل وترويع مدنيين أبرياء مُطمئنين؟

أكيد أنّ لغالبية اعلامنا العربي والإسلامي الرسمي أغراضه الخاصة في ترسيم مثل هذا الإختلاف، والتي، هذه الأغراض، ليست فقط لا تمّت بصلة لمصالح الشعوب العربية والإسلامبة ولا لأوطانها، وإنّما هي بالضد منها أيضا. ولكن عندما ينخرط الإعلام العربي والإسلامي "غير الرسمي" وحتى المُعارض منه في التحريض على الإرهاب وتبريره وتشريع ممارسته وتمويله، لصالح من هذا "الإنخراط"، وضدّ من؟.. لنُمعن النظر جيّدا في هذه الصورة: غالبية أجهزة ومؤسسات حُكام العرب والمسلمين يُمارسون الإرهاب ليل نهار ضدّ شعوب بلدانهم وأحيانا ضدّ الشعوب الأخرى والمُجاورة منها بالتحديد، وفي الجانب الآخر من الصورة نرى أن غالبية الأحزاب والتنظيمات خارج السلطة والتي يُفترض أنّها ( مُعارضة )، تدعوا للإرهاب داخل وخارج حدود البلد كطريق للشهادة والخلود في الجنّة!.. إنّها لوحة مُتكاملة لمهزلة التضامن الإرهابي والقناعة الإرهابية كضمير للحياة العامّة، والسياسية بشكلٍ خاص، في عالم العروبة والإسلام! ألنوايا والأفعال الهادفة لإلغاء ومحو الفوارق والحدود بين الظالمين والمظلومين في عالم العروبة والإسلام فيما يخص ممارسة الإرهاب والدعوة إليه، لصالح من يتمّ ارتكاب هذا الجُرم؟ ومن ربيب هذا؟ حاشى أن الله قد امر بذلك.

ومثلما أطلعنا العالم على مفهومه وتعريفه للإرهاب، علينا بدورنا أن نُطلع العالم على مفهومنا وتعريفنا للشهادة.. إنّها بشديد الوضوح ومُفيد المُختصر: رحلة إرهاب نحو الجنة. وهنا يتساءل العالم: يعني حتى وأنتم في الجنة فأنتم مطلوبون للعدالة!

عندما قال الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش: من ليس معنا في مُكافحة الإرهاب فهو ضدّنا، أوّلنا ذلك على أنّه قمع ضدّ "حرية الموقف" وأنّه "كيل بمكيالين"!!؟؟ والحقيقة لا هذا ولا ذاك، لقد زعلنا على الرئيس الأمريكي لأنّنا شعرنا - باطنيا- بالذنب وبأنّنا نحن المقصودون، فلقد تحوّل الكثير من بُلداننا العربية والإسلامية إلى مدارس للإرهاب ومُستودعات للإرهابيين، وأن "طريقنا إلى الجنة" بات مُهدّدا بالردم من قبل "الكفّار" أنصار الحرية و "المُنافقين" طلاّب الحياة الآمنة.

عودة قصيرة إلى أخلاقية "الكيل بمكيالين" التي ننتقد الآخرين لتحلّيهم بها، غالبية المثقفين وليس العاديين من العرب والمسلمين يقولون بأن صدام حسين هو مُجرم ولكن.....، كلمة مجرم تعني "كيل" وما يأتي بعد كلمة "ولكن" أيضا "كيل"، كم كيل صاروا!!؟؟ أحداث 11سبتمبر هي مأساة ولكن......، غزو الكويت "جريمة" ولكن..... وعلى هذا المنوال يمكننا سرد مئات النماذج والأمثلة.. إذن من هم الذين يكيلون بمكيالين؟ إنّهم بالتأكيد جماعة "بني لكن"، "اللاكنية" العربية الإسلامية هذه هي أخلاقية تبريرية مُنافقة مقيتة. يجب الإنضواء تحت لواء الجبهة العالمية لمُطاردة ومُكافحة الإرهاب، وإلاّ فكلمة "ولكن" هي إحدى أشكال التستّر على الإرهاب.

بعض أُمّهات وزوجات الجنود الأميركان الذين نذروا حياتهم لتأسيس الحرية والديموقراطية في العراق، يستعجلن عودة أبناءهن وأزواجهن، وهذا شعور إنساني طبيعي، علينا دعمهنّ ومساندتهنّ وتذكيرهنّ بأن هؤلاء الشبّان الأميركان ومن خلال تضحياتهم في العراق يؤكّدون ويبرهنون على إنسانيتهم وإنّهم النموذج لأرقى السلوك الإنساني، ولكن تعالوا لنرى كيف يتعامل غالبية "مُثقفي العروبة والإسلام" مع هذا الشعور الإنساني لأمّهات وزوجات الجنود الأميركان ومع التضحيات والمشاعر النبيلة لهؤلاء؟؟ لقد وظّفوا ذلك على أن تحرير العراق هو "عدوان وغزو واحتلال" وأن القائمين به لابدّ أن يعودوا أدراجهم كي تتسنّى الفرصة لعودة "سرسرية العروبة والإسلام" لحكم العراق!! ألا يجدر بكم يا غالبية مُثقفي العروبة والإسلام أن تناشدوا أمّهات وزوجات الإرهابيين العرب والمسلمين الذين يقتلون ويُروّعون العراقيين وأنصارهم ويُدمّرون العراق ويُعرقلون إعادة بناءه وإعماره، ألا يجدر بكم مُناشدتهنّ بدعوة أبناءهن وأزواجهن بالكف عن ارتكاب الجريمة؟ ولكنهم قطّاع طرق وأرباب جريمة مبتورو الأصل، وسوف يُقبرون حيثما يُوجدون.

ينبغي لخبراء علم النفس في العالم أن يُوظّفوا معارفهم ومُختبراتهم العلمية لتحليل ودراسة نفسيّاتنا نحن العرب والمسلمين، فنحن إمّا أرقى من بقية بني الإنسان أو أقلّ منهم، نحن لسنا سواء!!

ولكن قبل ذلك وقبل كل شيء لابدّ للعالم المتحضّر أن يكبح جماح الإرهاب ويُطوّق مصادره وبالوسائل التي يراها مُناسبة وأوّلها القوّة العسكرية ومن ثمّ بنعال "أبو تحسين".


عدنان فارس

26 -8- 2003

[email protected]

 



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوف لن -تفشل- أميركا في نُصرة شعب العراق
- لا تصويت على ثلاث: ألديموقراطية وحقوق المرأة والفدرالية لكور ...
- ما يُسمّى بالإرهاب... وفلسطين -المطب- الأول
- -قانون تحرير العراق- أقدس النصوص على الأرض
- ألتضامن العربي ضد شعب العراق
- ليس الدين عند الله مسبة أميريكا
- ألقلم والمزاج.. والسُمعة
- أنظمة حكم العقائد.. أنظمة مُعادية لشعوبها
- ألمصالحة الوطنية لبناء عراق ديموقراطي
- الحرام حلو- يا عبدالباري عطوان
- تنويه
- الشعب العراقي وأحزابه السياسية - الوطنية
- خطر على بالي
- ألواقعية السياسية والإنصاف - الوطني
- ألديموقراطية : شهادة حُسن السلوك السياسي
- إجتثاث البعث ومصير الإرهاب الفلسطيني
- مُطاردة فلول البعث وإستكمال مهام التحرير
- جامعه الدول العربيه : جمعية أنظمة معادية لشعوبها
- الى السيد محمد باقر الحكيم
- مكتوب على العراقيين


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - أيّةُُ -جنة- تلك التي يكون الإرهاب طريق اليها؟ هل أنّ -جنة- العروبة والإسلام هي واحة للإرهابيين؟