أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان فارس - الشعب العراقي وأحزابه السياسية - الوطنية















المزيد.....

الشعب العراقي وأحزابه السياسية - الوطنية


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 525 - 2003 / 6 / 26 - 17:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الشعب العراقي وأحزابه السياسية " الوطنية "
 
- عدنان فارس
 
مُهمة الأحزاب السياسية " الوطنية " العراقية ينبغي لها أن تتمثل ، كهدف مُشترك ، في الإرتقاء بالدولة ومُؤسسستها إ لى أفضل مُستوى يتم عنده تنفيذ الخطط والمشاريع ذات الصلة بحياة الشعب والمجتمع  - الشعب هم الناس ، أما المجتمع فهم الناس ومُجمل العلاقات العامة الرابطة بينهم داخل البلد - هذه الخطط والمشاريع إنما تُدرس  ويتم إقرارها من قبل جهات الإختصاص ، وعلى رأسها ألمؤسسة الدستورية البرلمانية . وإذا كانت هنالك  " مُهمة أخرى " للسياسيين ، غير هذه المُهمة ، فهذا يعني أن يبقى العمل السياسي بعيدا عن مصالح الناس ، ومع مرور الزمن وإتساع البعد هذا ، يفقد الشعب ثقته بهذا الحزب أو ذاك ، ويفقد هكذ حزب قيمته ، أو بالأحرى إنه يفقد مُبرر وُجوده .
 
تتميز الحياة السياسية للأحزاب "الوطنية" في العراق بمرحلتين أساسيتين :
 ألمرحةألأولى : وهي مرحلة تفكك الدولة العراقية أو تحللها في أجهزة قمعية ومؤسسات مُعادية ليس فقط لمصالح الشعب والمجتمع وأنما ألحياة في العراق قد أصبحت في خطر حقيقي ، وذلك من خلال تسلط مجاميع من الشقاوات واللصوص والقتلة تحت مظلة " حزب " البعث في دورتين إنقلابيتين . لقد تمكن صدام ، منذ بداية الدورة الثانية لسلطة البعث 1968 ، من إحكام وترسيخ سلطة الجريمة ضد الشعب العراقي بالإستعانة بعدة عوامل داخلية وخارجية ، تمثلت العوامل الخارجية بظروف الحرب الباردة وتهافت ألأطراف الدولية لجعل الكفة لصالحها في لعبة توازن القوى أنذاك . كان صدام حسين  ينهل أو يغرف دعما من الصوبين ! ، من الكتلة السوفييتية ومن خصمها الغرب في آن واحد . هذا إضافة إلى أن صدام قد عرف كيف يستغل الحاجة الى المال لدى بعض الأنظمة العربية وكذلك شراء الذمم والضمائر ، ناهيك عن دعم أنظمة وتنظيمات الإرهاب ، عربية وأجنبية ، له .
أما داخليا فلقد استفاد صدام من ارتباط أو ولاء الحزب الشيوعي العراقي للإتحاد السوفييتي الذي ارتبط " بمعاهدة صداقة وتعاون " مع صدام ، بعدها تم ترقية نظام صدام الى " رتبة " طليعة حركة التحرر الوطنية العالمية  ! ، وهنا فياويله الحزب الشيوعي العراقي وسواد ليله إن لم يدعم نظام صدام والبعث قاتل الشيوعيين قبل غيرهم، وبعد مفاوضات قصيرة عقد الحزب الشيوعي العزم على السير مع البعث وصدامه " يد بيد نحو الإشتراكية !! " ، اما بقية الأحزاب العراقية والتكتلات والشخصيات السياسية فقد تم إسكاتها بالتصفية والملاحقة ، ولم يسلم حتى الكثير من قواعد وكوادر الشيوعيين ( ! ) من تلك التصفيات والملاحقات بدعوى الدفاع الثورة و " الجبهة " . وتدريجيا أفرغ صدام الساحة السياسية العراقية له شخصيا واستلم كل مقاليد السلطة والتحكم في 1979 بعد أن هيأ لبناء منظومة واسعة من الشبكات الأمنية والقمعية ، وبعد أن استهلك أو رشف كل ما في الجبهة مع الحزب الشيوعي من " فيتامينات " ، وعلى إثر ذلك تم رحيل أو نزوح " القيادات الوظنية والدينية " بما خف حمله من القواعد ! خارج الوطن .
بعد سقوط نظام الشاه في ايران وتولي الملالي مقاليد السلطة ، توفرت لصدام مساحة أوسع  لطموحاته الإجرامية فشن حربه العدوانية ضد الشعب الإيراني ، هذه الحرب التي في حجم تدميرها تُعتبر أضخم حرب في التاريخ الحديث بين دولتين . الشعب العراقي أعزل، إلا من تسلط نظام الجريمة . وعلى مدى سني الحرب الثمان نزف العراق كل شيء ، بشر و ثروات وأرض ومستقبل ، والقوى ( الوطنية ) تسعى في مناكبها وتأكل من رزقها ! . وبعد أن حقق صدام ونظام الملالي " الإنتصار المُبين " ، إتفقا على إنهاء هذه الحرب 1988 . وبدأ صدام يعد العُدة لحرب جديدة ، فغزى دولة الكويت وخرّبها ليستكمل بذلك تخريب العراق ، وتحقق له ما أراد .
تمّ تحرير دولة الكويت ودفع الشعب العراقي الثمن باهضا ، وتم مُعاقبة العراق على جريمة غزو دولة الكوبت ، وتمكن صدام من تحويل قرارات الحصار من عقوبة ضد نظامه إلى عقوبة ضد الشعب العراقي ، وتحول الشعب العراقي المُنهك والمُثخن بالجراح الى شعب جائع ومُشرد ، والقوى ( الوطنية ) مازالت تسعى في مناكبها وتأكل من رزقها ! .
هب الشعب العراقي بانتفاضة مجيدة في آذار 1991 , ولكن وبسبب أنه شعب أعزل من القوى السياسية الحقيقية ، حيث لا يُمكن لأي شعب غير مُنظم سياسيا أن يُسقط سلطة ، وبسبب دس بعض الجيران أُنوفهم بمُجريات الإنتفاضة ، إضافة إلى خُذلان أمريكا وبريطانيا للشعب العراقي أنذاك ، قمع صدام الإنتفاضة بفعاليات إجرامية نادرة ، إن لم تكن فريدة ، من نوعها . قتل وأباد مئات الآلاف من أبناء الوسط والجنوب والأكراد وتم تشريد الملايين .
 
ألمرحلة الثانية :
في غمرة انشغال القوى (الوطنية ) التقليدية في السعي في مناكب الأرض و .... نشأت نواتات سياسية عراقية ديموقراطية على شكل تجمُعات أو حتى أشخاص ، تطالب باستثمار الوضع العالمي الجديد القائم على أنقاض الحرب الباردة ، وكذلك الرفض العالمي للإرهاب المُنظم  وتصاعد السخط العالمي ضد صدام ونظامه ، وعليه تقرر أن تصطف هذه القوى العراقية الجديدة الديموقراطية وبعض القوى التقليدية ، بتردد ، تحت لواء الجبهة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام وبأية وسيلة . قادت الولايات المتحدة الأمريكية حملة " حرية العراق " وأسقطت نظام صدام بوقت وخسائر دون التوقعات .
ولأن صدام قد أعاد بناء كل صغيرة وكبيرة في الدولة العراقية بمواصفات خاصة به وببعثه ، فإن سقوط نظامه يعني إنهيار كامل للدولة ، وأن كامل نظام صدام والبعث لا يمكن إنهاؤه بمجرد دخول قوات التحالف بغداد ، أذن لابد من البدء  ، من بغداد ، بمُطاردة فلول النظام المُندحر واستكمال مهام التحرير ، وهذا يتطلب تظافر الجهود بين الشعب العراقي وقواه السياسية ( التحرُرية ) مع قوات التحالف لتحقيق النصر المُبين والنهائي على بقايا النطام المُندحر .
 القوى الديموقراطية الجديدة في طور التكوين ، والقوى ( الوطنية ) التقليدية تطالب بتشكيل ( حكومة وطنية فورا ، من أجل إنهاء الإحتلال  ! ) ، وفلول البعث وصدام يراهنون على مشاكل الإنفلات الأمني والصعوبات الإقتصادية ، ايران وسوريا تحاولان تحجيم التحرير واقتطاع حصة لهما . هنا تكمن الإجابة على سؤال الموقع العراقي للتعبير الحرالديموقراطي (  كتابات  )على ألإنترنيت ، حول قدرة وجدارة ( القوى الوطنية العراقية الإسلامية والعلمانية ) بالقيام بدورها المطلوب من خلال تشكيل حكومة وطنية تُمثلها في انجاز مهمات بناء العراق الجديد .
إذا كان سقوط نظام صدام قد تم بتصميم وإصرار العسكرية الأمريكية والبريطانية ، فإن إعادة إعمار ما خرّبه صدام ، وبناء الديموقراطية وتأسيس المجتمع المدني ، يتم فقط من خلال النشاط الديموقراطي للقوى السياسية العراقية بمختلف توجهاتها واعتقاداتها ، وطرح البرامج السياسية والمشاريع من مُنطلق الواقعية السياسية وحرص هذه القوى والأحزاب على النظر إلى نفسها وتقييم أهليتها السياسية من خلال مصالح الشعب العراقي في بناء دولة احترام حقوق المُواطنة . أصحاب شعارات الإستهلاك السياسي والديني ، شعارات التلاعب بالعواطف " الديماغوجية " واستغفال الشعب وحرف أنظاره وإلهاءه بمشاكل مُفتعلة  مثل ( لا  للإحتلال و نعم للإسلام .. وغيرها ) ، هؤلاء لا يمتلكون حتى أدنى وأبسط شروط الأهلية في العمل السياسي وتمثيل الشعب .
فيما يخص الموقف من قوات التحالف، فعلى ( المتباكين ) على سيادة الوطن وعلى حُرمة الإسلام ، أن يدركوا ، وبحرص وطني حقيقي ،أن عملية تحرير الشعب العراقي من قبضة نظام صدام إستوجبت أحتلال هذه القوات للعراق وأن استكمال وتوطيد التحرير يستوجب بقاء قوات التحالف في العراق ، ومدة بقائها يتوقف على مدى جدية ( الوطنيين ) في إثبات جدارتهم على إدارة البلد وتسيير شؤونه . علينا أن نسعى إلى تفهّم حلفائنا والتفاهم معهم ، لقد قدمت الولايات المتحدة الأميركية أكبر تاريخية للشعب العراقي ، فعلى ( الوطنيين ) العراقيين إستثمار ذلك لإبعد الحدود . لا ينبغي توظيف الوقت والجهد لغير صالح شعبنا العراقي .
 
           مجموعة الليبراليين العراقيين

 



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر على بالي
- ألواقعية السياسية والإنصاف - الوطني
- ألديموقراطية : شهادة حُسن السلوك السياسي
- إجتثاث البعث ومصير الإرهاب الفلسطيني
- مُطاردة فلول البعث وإستكمال مهام التحرير
- جامعه الدول العربيه : جمعية أنظمة معادية لشعوبها
- الى السيد محمد باقر الحكيم
- مكتوب على العراقيين
- الديموقراطيه : شهادة عمل .. ونوايا
- العالم سيكون أفضل بدون صدام .. وأمثاله
- الموضوعيه و(( الحزبيه )) في الموقف


المزيد.....




- مصر.. سجال علاء مبارك ونشأت الديهي يشعل ضجة وساويرس وإعلامي ...
- إسرائيل.. فيديو ردة فعل نتنياهو على صوت خلفه خلال تفقد موقع ...
- السعودية.. الرقابة النووية والإشعاعية تعلق بعد استهداف منشأة ...
- هل يُشعل استهداف منشأة -فوردو- الإيرانية فتيل كارثة نووية؟
- المواجهة الإسرائيلية الإيرانية بالصوت والصورة من اللحظة الأو ...
- الجيش الإسرائيلي: 60 طائرة حربية نفذت غارات ليلية استهدفت عش ...
- هل يقترب العالم من لقاح يقضي على الإيدز بجرعة واحدة؟.. إعلان ...
- ما الذي حدث بالفعل؟.. نائب أمريكي يتهم سائقا بمحاولة دهسه حا ...
- تطورات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية لحظة بلحظة - اليوم الث ...
- إسرائيل.. فيديو ما حدث على الهواء خلال تغطية CNN لأضرار ضربا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان فارس - الشعب العراقي وأحزابه السياسية - الوطنية