أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - جامعه الدول العربيه : جمعية أنظمة معادية لشعوبها















المزيد.....

جامعه الدول العربيه : جمعية أنظمة معادية لشعوبها


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 492 - 2003 / 5 / 19 - 04:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

إن قيام كيانات إقليميه على شكل أتحادات أو تجمعات هو استجابه ضروريه لتنامي المصالح المشتركه بين دول هذا الإقليم أو ذاك في مختلف المجالات الإقتصاديه والتجاريه والإستثماريه إلى جانب الشؤون الحقوقيه والقانونيه والأمنيه وغيرها من إهتمامات وحاجات شعوبها المادية منها والروحية ، وفي سبيل تقوية أواصر تلك العلاقات لما فيه الخير العام ومساعدة الأطراف التي تعاني ضعفا في بعض النواحي للأخذ بيدها نحو الإكتفاء الذاتي وقد تصبح بدورها قادره على العطاء والمساعده لاحقا .

ومن أجل أن يكون الكيان الإقليمي عمليا في مهماته وناجحا في أهدافه ويمتلك مقومات الإستمرار لابد من توفر جمله من الشروط الضروريه على رأسها وقبل كل شيء وجود نظام ساسي ديموقراطي حيث سيادة القانون وترسخ مؤسسات المجتمع المدني واحترام الإراده الحره في الإختيار , بعدها وبالدرجه الثانيه تأتي أهمية توفر القاعده الماديه أو على الأقل ألإمكانيات الماديه لبناء بنيه تحتية بإمكانها التأثير التطويري داخل دول الكيان المعني , وهذا ما لاحظناه ولمسناه في تعامل الإتحاد الأوروبي مع دول أوروبا الشرقيه التي نُكبت شعوبها بالتجربه الإشتراكيه أو الشيوعيه .

ليس فقط من أهداف الكيان الإقليمي المعين مساعدة شعوب ودول هذا الكيان على النهوض والتطور والإصطفاف في طابور الحضاره وإنما أيضا من أجل احتلال موقع فعال في نهج العولمه الحديثه وفي إرساء أسس التعامل الإنساني والتوزيع العادل لثروات كوكبنا الأرضي .

في وقتنا الحاضر نرى أكثر من شكل لهذه الكيانات الإقليميه و ( القاريه ) المتباينه في طبيعة تركيبها وأهدفها , ولكن الغريب أن بعضها قائم على محسوبيات قوميه ولغويه ودينيه ليست لها علاقه بالسمات والأسس الموضوعيه والضروريه للكيانات الحقيقيه إنماهي بالأساس أجهزه تعتمد خدمة نمط معين من أنظمة الحكم المعاديه لشعوبها ولمنجزات الحضاره الإنسانيه , فلو أخذنا على سبيل المقارنه الإتحاد الأوربي وجامعة الدول العربيه أو حتى نقارن بين منظمة الأمم المتحده وجامعة ( دولنا ) العربيه , نرى أن المصالح الحقيقيه لشعوب البلدان الناطقه بالعربيه هي أولى ضحايا جامعة الدول أو الأنظمه العربيه !!

جامعة الدول العربيه هي ليست فقط غير نافعه وإنما هي ضارة ومعرقلة لتحقيق طموحات شعوب دولها ومعاديه لطموحات الحريه والسلام والتطور في المنطقه ، إنها تستحق بجداره أسم ( جمعية أنظمة معادية لشعوبها ) وخير دليل على ذلك أن أكثر فعالياتها نجاحا هو إجتماعات وزراء الداخليه العرب ..

إن أقصى خدمة تقدمها هذه الجمعيه أو الجامعة تتمثل في عقد مؤتمر قمة عربية حيث تنطلق مباراة التراشق بالألفاظ النابيه والصحون المُفلطحه بين أصحاب الجلاله والفخامه والسمو وتُختتم ببيان أُعد سلفا ، بيان مليء بالكلام المُكررالذي يتحاشى أو يطمس التحليلات العلميه ويشوّّّّش على المفاهيم والرُؤى الحقيقيه لمشاكل وهموم وطموحات شعوب البلدان التي يقودونها كما يُزوّّقون بيانهم الختامي بوعود وعهود لاينوون أصلا الوفاء بها ، والأخطرأو الأهم في البيانات الختاميه للقمم العربيه هو الجهد الكبير في محاولة حرف أنظار شعوب هذه البلدان عن مشاكلهم الحقيقيه ونقل إهتماماتهم خارج حدود بلدانهم بالإضافه الى دعوة هذه الشعوب للإلتفاف حول أولياء النعمة والتبارك بأذيالهم ، بإسم الصمود والتصدي والتحدي والتمسك بإطاعة أولي الأمر . كل ذلك يتم برعاية ومُباركة جامعة الأنظمة العربية .

هذا ما تقدمه الجامعه العربيه في أبرز جانب من نشاطاتها ، أما بخصوص الأمور ( القوميه الساخنه ) مثل المشكلة القديمه الجديده فلسطين التي تم تحويلها ( عربيا ) إلى أداة قمع ضد الأصوات الداعيه للحريه والديموقراطيه والتنميه في البلدان العربيه بدعوى أن هذه البلدان في حالة حرب مع ( العدو الصهيوني ) وعليه فكل شيء من أجل المعركه ولا صوت يعلو على أصوات دوي طبول وزمامير (( المعركه العربيه )) المستعرة ضد الحريه والديموقراطيه ، والغريب في الأمر أن اسرائيل المُهددة ، ومنذ نشأتها ، بالرمي في البحر لم تتعطل فيها ولا حتى دورة إنتخابيه واحده ولم تعلن فيها لا حالة طواريء ولا أحكام عرفيه ولم يُحل فيها أي حزب ولم تغلق أو تعطل فيها أية جريدة !! .

إن نكبة فلسطين ليس بقيام دولة اسرائيل وأنما بعدم قيام دولة فلسطين ، فحسب قرار التقسيم الصادر عن الشرعيه الدوليه إستلم اليهود حصتهم من الأرض وأسسوا عليها دولة اسرائيل ولكن ماذا فعل العرب بحصتهم من التقسيم ؟ لماذا لم يُأسسوا دولة فلسطين ؟ وماذا حل بالأراضي المُخصصه لإقامة دولة فلسطين ؟ الجواب طبعا لدى جامعة الأنظمه العربيه فهو طي الكتمان ومحجوب عن الفلسطينيين وعن كل مواطني البلدان العربيه .

بذريعة فلسطين أشاعت هذه الجامعه والإعلام العربي الرسمي وحتى الكثير من وسائل الإعلام العربي غير الرسمي ( الثورجي بأنواعه الثلاثه ) ثقافة التضليل والتغبيه السياسيه باسم القوميه تارة والدين أخرى واليسار أحيانا ، هذه الثقافه اللئيمه التي تفرّّخ على الدوام أنظمة وتنظيمات الإرهاب في العديد من البلدان الناطقه بالعربيه وتحت شعارات غاية في الكذب والتضليل والشعوذه السياسيه مثل ( الصراع العربي الصهيوني أو الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ) و ( القضيه الفلسطينيه هي القضيه المركزيه للشعوب العربيه ! ) .. أما قضايا الحريه والديموقراطيه واسترداد الإراده المسلوبه والحقوق المهضومه داخل حدود بلدان الشعوب العربيه ومسائل القضاء على المرض والجهل والتخلف فإن هذه كلها مهمات ثانويه وإنجازها مرهون بتحرير فلسطين ، كل فلسطين ، عن طريق عبادان والكويت وتعريب كردستان واختطاف وقتل السواح ....الخ الخ .

لقد دعمت جامعة الأنظمه العربيه ، بطرق عديدة ، نظام صدام المجرم ضد الشعب العراقي وخصوصا في عهد أمينها العام الحالي ، والآن يعبر عمرو موسى عن مشاعره القوميه أزاء الشعب العراقي ويطالب ( بطرد المُحتلين ! ) الذين حرروا الشعب العراقي من قبضة نظام صديقه المجرم صدام . كما يطالب هذا الأمين العام لجمعية الأنظمه العربيه بتشكيل حكومه عراقيه ( وطنيه ) على غرار وطنية صدام ، تعويضا عن الخساره الفادحه التي لحقت بجمعيته .


لقد دعمت جامعة الأنظمه العربيه ، بطريقة أو بأخرى ، نظام الأنقلابيين في السودان ومن قبلهم مله نُميري ، الذين يمارسون نهج الإباده الجماعيه ضد مواطني جنوب السودان ومحاولات تعريبهم وإستبدال ديانتهم .

هذه الجامعه لم تنبس ببنت شفه منذ نشأتها ولازالت صماء بكماء أزاء الجرائم العربيه الرسميه ضد أبسط حقوق المواطنه في العديد من بلدان الشعوب الناطقه بالعربيه .

جامعة الأنظمه العربيه وتحت مسميات وتبريرات مختلفة تشجع أنشطة تنظيمات الإرهاب القومي والديني المُنتشرة في العديد من الدول العربية .

ماهو موقف جامعة الأنظمه العربيه من حق شعب الصحراء الغربيه في تقرير مصيره ؟ في وقت نرى فيه أن منظمات دولية أخذت على عاتقها بحث هذا الموضوع .

ماهو دور هذه الجامعه في حل بعض المشاكل التي تنشأ بين الحكام ( الأشقاء ) مثل المشكله الحدوديه بين دولتي قطر و البحرين والتي حُلت بكل بساطه في محكمة العدل الدوليه في لاهاي ؟ .. أن الأمثلة عديدة والشواهد كثيرة على الدور غير المرغوب به الذي تلعبه جامعة الدول العربيه في دعم الأنظمة على حساب شعوب البلدان العربيه من جهة وعدم فاعلية هذه الجامعة أمام أبسط حاجة أو مشكلة تواجه البلدان العربيه ، من جهة أخرى . إنه كيان لعب ، بما فيه الكفايه ، دورا مُعاديا لشعوب البلدان الناطقه بالعربيه من خلال تزكيته ودعمه ومباركته أنظمة الإرهاب والإستبداد ألتي يُمثلها والتي لا شغل ولا مشغله لها ، هذه الأنظمه ، إلا قمع واضطهاد شعوبها .

تتزايد الآن وتتعالى الأصوات الحره في المنطقه مُطالبة بإقامة كيان إقليمي شرق أوسطي يضم في صفوفه الدول التي تحترم حقوق المواطنه وتنتهج الديموقراطيه ، كيان من شأنه تعزيز وترسيخ مُثل الحريه والسلام والتعاون واحترام الحقوق المشروعه والمصالح المشتركة لشعوب الشرق الأوسط ، في سبيل تعويض شعوب المنطقة ما خسرته من وقت وطاقات وامكانيات على أيدي أنظمة القمع والإرهاب , شعوب منطقتنا بحاجه إلى كيان أقليمي يُساهم بخلق وتعزيز الثقة المتبادلة ويأخذ بيدها نحو مُستقبل أفضل ورغيد .

عدنان فارس

عن مجموعة الليبراليين العراقيين _ السويد

 



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى السيد محمد باقر الحكيم
- مكتوب على العراقيين
- الديموقراطيه : شهادة عمل .. ونوايا
- العالم سيكون أفضل بدون صدام .. وأمثاله
- الموضوعيه و(( الحزبيه )) في الموقف


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - جامعه الدول العربيه : جمعية أنظمة معادية لشعوبها