أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي قاسم مهدي - الارهاب اداة تخلف














المزيد.....

الارهاب اداة تخلف


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 10:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن التحديات التي يواجهها العراقي حاليا ،مصيرية بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وبصيغ تاريخية شتى ،وأنها تشكل حيز كبير يتحدى وجوده ،ليس هذا فحسب بل شكلت تلك التحديات ملامح مصيره التي يجب عليه مواجهتها مواجهة حضارية واعية . لأنها أداة مباشرة لتعطل دوره في مسيرة البناء والتقدم ، وجاءت كحد فاصل لإيقاف تطوير الحياة بصيغها المتحضرة الجديدة. وان مسعاها مسعى شر . فلو رجعنا إلى بداية المواجهة للمسنا أنها تستهدف الإنسان العراقي المؤمن بالتغيير والتحرر،الذي صاحب بداية تلك المواجهة مع التحديات تلك ولا زال . نعم إنها تحديات مصيرية جودية لإثبات الذات . فمع بوادر التغير ،أي بعد أزالت الحكم البعثي ، انبرى خطان ، خط اخذ على عاتقه مسؤولية البناء والتغيير وخط تبنى إيقاف عجلة ذلك البناء ، اتخذ الخط الثاني ،أشكال عدة ، وأعنفها خطابا وتأثيرا ، الإرهاب المتبنى الأكبر والأخطر في ساحة المواجهة . فعندما لا يجد أي خطاب ، دورا في استقطاب الأنظار إليه ، بسبب القصور في المنهج وغياب الوعي التاثيري ، يحاول إثارة الفوضى ،لجلب الانتباه إليه، ومن ثم يجد في هذا السلوك ما يبرر له الاستمرار من خلال متبنيات معقدة ، انه وبلا شك العجز التام . فقد شكل الإرهاب ومنذ فترات طويلة من تاريخه،حلقة من القلق أربكته واربكة الحياة معه بتفاصيلها . لأنه ، مجرد أداة لإيقاف مجرى التطور الآني ، ولأنه لا يؤمن بالحراك الذي ينشأ طبيعيا في المجتمعات ونتيجة حتمية للتغير نحو الأفضل ، الموافق أو المتوافق مع مصلحة الإنسان ، وجد نفسه متخلفا ومنعزل عن استيعاب وفهم الحضارة ورقيها ، أوجد لنفسه ولخطابه المتهريء مساحة في عقله أولا، ومن ثم في البحث عن مبررات تاريخية حتى ولو عن طريق لوي عنق الحقائق ، وراح بشعور المنهزم يرسم في نفوس أتباعه اليقين بأنه الحق، وانه يستمد واقعه من خلال العقائد والمفاهيم الصحيحة . كي يؤكد شرعيته . فعندما ينهزم إنسان ويدرك انه مرفوضا ، ينزوي في مجاهل النفس وتنبري أمامه، ملامح يأسه عن المواصلة ويشعر بأنه غير مقبولة، وانه ليس لديه القدرة على استيعاب الواقع ، يعلن الرفض ، والرفض هنا ليس المقصود به البحث عن واقع أفضل ، بل المزاحمة والإقصاء والنيل من الآخر عن طريق القتل . هذا هو الإرهاب الذي مازال يعلن عن نفسه ،وعن عجزه في إيجاد صور مقبولة أو بديلة اجتماعيا وسياسيا ، تبرر له نهجه المتخلف عن ركب الإنسانية. لقد شاهد العراقيون وما زالوا أبشع صور الإرهاب من قتل ودمار . لقد اثبت الإرهاب من خلال مجرى الأحداث، انه لا يعرف المواجهة . اجل لا يعرفها ،فالديمقراطية منهج لتحديد سلطة التخلف وعقلنة التدبير في أمور السياسة من اجل التقليل من ارتكاب الخطأ في السياسة إلى الحد الأدنى ، والتحرك في عملية إصلاح الأمور بأدوات النصح والشورى والتفاعل السلمي في إطار معادلات النظام السياسي دون أن تكون هناك حاجة للاحتجاج واستخدام سلاح العنف .حيث يتم في النظام الديمقراطي عزل الحكام الفاسدين الذين يرون ضرورة استخدام أدوات القهر والخشونة . ومن هنا جاءت إرادة التمسك المتخلفة التي يؤمن بها الإرهاب.. لم يفهم الإرهاب وأنصاره إن ما حصل في العالم ويحصل من ظهور المقولات العقلانية والمعرفية من خارج دائرة التعصب والتخلف ، بحيث أصبحت تلك المفردات(التعصب – التخلف) غريبة على الحضارة الجديدة ، والذي يربط الدين بدائرة التعصب ، متصورا أن الدين يتعرض إلى التهديد والفناء ،في حين إن الأمر ليس كذلك ، فالإنسان كان لمدة ليست بالقصيرة يعتمد في مصادره المعرفية على مصدر واحد ، ولكنه الآن يمتلك مصادر متنوعة ، وقد انفتحت أمامه آفاق جديدة تشمل كل تطلعاته في حركة الواقع والحياة ، وهذه المقولات الجديدة أوسع أفقا من المقولات الدينية المرتبطة بالتعصب . "يقال في هذا الزمان أن احد عناصر التمدن هو الدين ، وهذا يعني أن التمدن اكبر وأوسع دائرة من الدين بحيث يكون الدين جزاءا من التمدن وعنصرا من عناصره المهمة ، إن عدم استيعاب مثل تلك المقولات المتحررة من قبل الفكر المتخلف والرجعي المتعصب ، أحدث تلك الفجوة الشاسعة بين التقدم الحضاري وبين بقاء الكثير من المجتمعات تحت نير الأفكار المتعصب وبقائها متخلفة عن ركب الحضارة ، فمازالت الأمم المؤمن بتصوراتها السلطوية، وبأنها الراعية الوحيدة لشعوبها تنتج الإرهاب وتساعد على استمراره ، مما جعلها تسير في طريق التخلف وستبقى تسير نحو انحطاطها ، ولا يمكنها أن تتحرر إذا استمر في تجاهلها للواقع المتحرر واليات التغيير الديمقراطي ،فإذا أصرت بالبقاء على حالها ولم تفهم إن الإرهاب هو احد أدوات التخلف، لا بل هو أداة التخلف بعينها . ستنقرض دون أن تترك لها تاريخ مشرف، أو اسم يذكر سوى أنها كانت متخلفة وهمجية .





#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة جديدة تعطيل ام نهوض
- من يوقف فضائيات الارهاب
- العنف سياسة ام عقيدة
- قمة الانحدار العربي
- استراتيجية الانسحاب
- الخلافات السياسية عامل من عوامل نهوض المجتمع المدني
- قصيدة
- النفط العراقي وصراع القوى الستعمارية-القسم الثاني
- العقل العربي وممارسة النقد السياسي
- المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب
- النفط العراقي وصراع القوى الاستعمارية-القسم الاول


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي قاسم مهدي - الارهاب اداة تخلف