أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي قاسم مهدي - النفط العراقي وصراع القوى الستعمارية-القسم الثاني















المزيد.....

النفط العراقي وصراع القوى الستعمارية-القسم الثاني


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 07:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تناولنا في القسم الأول الصراع التاريخي المتمثل بالشركات الاستعمارية الاحتكارية التي فرضت سيطرتها على نفط العراق ومقدرات الشعب والاتفاقات الخطيرة فيما بينها وكيف كانت الممثل الوحيد للقضايا المصيرية المتعلقة بتاريخ العراق السياسي سابقاً، وما آلت إليه في الوقت الحاضر. اليوم وبعد إن تربعت أمريكا على عرش السيطرة ودون منافس بقوة وعنجهية منفردة بابشع الأساليب لاستغلال ثروات الشعوب الطبيعية والبشرية ودون وجه حق لما تمتلك من إطماع وتصورات عن المستقبل حيث تعرف على وجه الدقة، ما ُيمكّن نفط العراق من قلب الموازين المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط، إذا تم استغلاله من قبل حكومات وطنية ذات قدرة على بلورة قضاياها السياسية بعيداً عن مساعدة الآخر معتمدة على حسها الوطني العقائدي، لهذا جاءت هي للسيطرة عليه خوفاً على مصالحها في المنطقة ودفاعاً عن ابنتها غير الشرعية (دولة إسرائيل المحتلة) فارضة خططها للهيمنة وبقوة لا احد يستطيع إن يردعها أو ينافسها، بالنتيجة هذه عاد العراق إلى سابق عهده، ليقع من جديد تحت الهيمنة والمنافسة على تمزيق ثرواته ومقدراته وجاءت الحرب وعدتها العسكرية مدمرة واقع العراق ومزيلة إي مَعلم يرتقي بالعراق إلى وجه الحضارة. كان المبرر لشن (حرب عادلة) كما يقولون الذريعة الأولى الأقوى لغزو العراق واحتلاله هي حماية (الطريقة الأمريكية في الحياة) فان العراق كدولة كان مصدر تهديد لطريقة الحياة الأمريكية.
لقد تآمر الكل على العراق وأولهم نظامه البائد. وكما إن الانتصار الإيديولوجي لرأس المال الأمريكي قد أعطى للسياسة الأمريكية حرية التصرف لحماية وتعزيز طريقة الحياة الأمريكية تلك. وهذه الطريقة يدعمها بصورة متزايدة ما يسميه (اندريه غونديه فرانك) الحامل الثلاثي (الدولار والنفط والمدفع) فلو نظرنا لتاريخ أمريكا الاقتصادي وعلاقتها بإنتاج النفط، نراها كانت في بداية القرن تملك مستودع احتياطي كبير من النفط، وكانت تصدّر إلى الأقطار الأخرى، وفي عام 1948 أصبحت في عداد الدول المستوردة وأصبحت استراداتها البترولية أكثر من باقي الدول المستوردة عشرات الأضعاف. وذلك لزيادة التطور الصناعي بشكل مذهل، فالنفط مادة أساسية تدخل في مجال الصناعات وكذلك النمو السكاني الكبير. ساعد كذلك في استهلاك النفط كمادة أساسية للطاقة، وليست أمريكا هي المستورد الوحيد، هناك أوربا والصين، مما جعل التنافس أقوى بسبب الاحتياج العالمي. حيث إن أوربا تعتمد كلياً على البترول المستورد حيث حرمتها الطبيعة من هذه المادة الضرورية لصناعاتها المتطورة. وبما إن الشرق الأوسط المصدر المهم منذ الحرب العالمية الثانية والذي يسد معظم احتياجات الاستهلاك العالمي، فقد حوّلت الرأسمالية الأوربية اعتمادها على بترول الشرق بعد تأميم قناة السويس وفشل العدوان الثلاثي على مصر 1956 بخلق منافسة مصطنعة بين البلدان العربية المنتجة في المشرق والمغرب بحجة (تنويع مصادر النفط) وبالفعل فقد بذلت جهود في تطوير منابع النفط (في ليبيا والجزائر) ورغم ذلك فان الشرق كان وسيظل المصدر الأساسي لمنابع لنفط.. وعندما بدأت الصناعات تتزايد حاجاتها للبترول بشكل مُلح بدأت المخاوف للظهور علنا.. كم ستعطي الأرض، ولأي مدى من الزمن، وما هي الأرقام الحقيقية لاحتياطي النفط. تشير كل التقارير إن الشرق الأوسط يحتوي على 70% من الاحتياطي العالمي ويبلغ إنتاجه 30% بينما الاحتياط الأمريكي مثلاً ومنذ سبعينات القرن الماضي بلغ 10% فقط،مما دفع أمريكا وبعض القوى المساندة لمنهجها الاستعماري للتفكير بالهيمنة من جديد على الشرق الأوسط مهما كلف الأمر من مخاطر وللسيطرة على منابع النفط الرئيسية منذ وقت طويل، فعدت عدتها نحو العراق البلد الذي يوجد فيه اكبر احتياطي للنفط في العالم، والأكثر اضطراب من الناحية السياسية التي قادته أمريكا إليه. فبعد احتلال النظام العراقي البائد الكويت عام 1990 ما ترتب على الاحتلال من مشاكل سياسية وضعت العراق في موضع حرج وهذا ما تريده أمريكا. فالحصار وما فعل بالشعب العراقي، ولجان التحرّي المرسلة من مجلس الأمن عن أسلحة الدمار الشامل الذريعة الأكثر تأثير على الرأي العالمي وما فعلته أمريكا بخصوصها من تهديد وزعزعة للاستقرار في المنطقة. ثم ربطت بين إزالة النظام وتسليم الأسلحة المزعومة والاحتلال. حيث هيّأت ورقتها الرابحة (الحرب) لتصنع من نفسها مصدرة للديمقراطية إلى الشرق ظاهراً، والمستفيد الوحيد من النفط لمصلحتها سراً.. وكل ما فعلته ما هو إلا للسيطرة على منابع النفط، لتظهر بوضوح (أسبقية اللعبة السياسية). حينما يُدرس استعمار العراق سابقاً وإعادة استعماره حالياً والضغوط التي مورست عليه إثناء استقلاله، ينكشف بهذا درجة الفقر السياسي الذي تعرضت له المنطقة وبخاصة العراق.إن احتلال العراق في هذا الوقت بالذات ليست حادثة عارضة في التاريخ لا يرتبط بلزوميات رأس المال العالمي،لان النفط يمثل مطلباً مناسبا وغير عادي لعملية التراكم ووسيلة سيطرة مهمة للإبقاء على مكانة الإمبراطورية الأمريكية، فان قيمة الاحتياطيات النفطية العراقية الثانية تقدر بـ (112) مليار برميل. ولو فرضنا إن سعر البرميل ثابت (50) دولار وهذا من شأنها أن تتجاوز في قيمتها (5.6) تريليون دولار، فإذا ما زاد إنتاج النفط العراقي إلى ستة ملايين برميل يومياً فان من شانه إن يستمر بالتدفق إلى (50) عام وهذا ما تريده أمريكا بالضبط إذا وضع العراق تحت سيطرتها كي تستخرج النفط والمال معاً. ما الذي يدفع أمريكا لتنفق مليارات الدولارات للمجهود الحربي قدرت (400) مليار دولار ومن المتوقع إن تدفع (700) مليار للسنوات الأربع القادمة (على الرغم من انه يوجد ثمة تدنِ طفيف في استخدام النفط كمصدر للطاقة فان استراتيجية الطاقة الأمريكية لم تتحول جذرياً بعيداً عن الاعتماد على الوقود الحفري نحو مصادر أخرى. ومن المتوقع أن تكون الذروة في إنتاج النفط حوالي (2006-2007) وهذا يجعله أكثر كلفة بقليل استخراج الكمية نفسها من النفط خلال فترة زمنية معينة) إن عجز أمريكا التجاري المزمن الذي يربو على 500 مليار سنويا قد ادخل مؤخرا تنافسية متدنية في مجالات كانت للولايات المتحدة زعامة فيها مثل الصناعات ذات التقنية العالية وتراجع الدولار الواضح في قيمته لذا يلوح في افقها عجزها التجاري، ويذهب كثيرون إلى إن تفوقها الاقتصادي ينبغي أن يضُمن عبر وزنها السياسي حيث يبقى مظهر ملائم منه هو تسعير النفط بالدولار. إن أمريكا وما تفعل هي مسألة تتفق برمتها مع مطلب رأسمالها الذي يعيد تفوقه بوسيلة الحرب وبإثارة عدم الاستقرار على نطاق عالمي، لذا يُعبّر مجلس الأمن القومي الأمريكي (مواردنا القومية من الخارج) إشارة وبشكل واضح إلى نفط الشرق الأوسط. أخيرا يجب متابعة الواقع الأمريكي على الصعيدين الداخلي والخارجي، لنرى التآكل الذي بدأ للتو يمخر بطن إمبراطوريتها اقتصادياً، وبات واضحاً
إن الولايات المتحدة ليست حتى بقادر على إدارة حرب واحدة دع عنك إدارة حرب في مسارح متعددة، وان الانسحاب من غزة وكسر إيران القواعد النووية كل هذه علامات حيوية ومؤكدة بشكل لا يقبل التأويل ينبغي ملاحظتها ضمن شروط الهيمنة والصراع الذي بدأت تفقده الولايات المتحدة. ومن الأدلة التي تؤكد بالدليل فقدانها للسيطرة المركزية المطلقة،هو بقائها في العراق لأنها لا تملك من القوة في مواجهة إي واقع سياسي في مناطق أخرى من العالم ومن المتوقع إن تبقى إلى مدة أطول لكي لا تشعر بالحرج الذي بدأ يقلقها.



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي وممارسة النقد السياسي
- المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب
- النفط العراقي وصراع القوى الاستعمارية-القسم الاول


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي قاسم مهدي - النفط العراقي وصراع القوى الستعمارية-القسم الثاني