أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم مهدي - الخلافات السياسية عامل من عوامل نهوض المجتمع المدني















المزيد.....

الخلافات السياسية عامل من عوامل نهوض المجتمع المدني


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد قطعت العملية السياسية في العراق شوط مهما دفع بها إلى الأمام ،لكن الحسم في بعض الأمور ظل معلقا، من تلك الأمور،الصراع مع الإرهاب الذي لم تفلح لحد ألان كل الخطط والإمكانيات من حسم ملفه. لأن استمرار عمليات العنف ولد حالة عدم استقرار، وهذا بالنتيجة أربك عمليات الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاجتماعية، وساعد على بروز إشكاليات من عدة عوامل نتجت عنه .منها تعدد إطراف المعادلة السياسية داخليا ، حيث شكل وجود ثلاثة تيارات كبيرة رئيسية شيعية- سنية- كردية، كل منها يسعى تعزيز مصالحة عبر زيادة نفوذه وتأثيره في القرار السياسي على الرغم من التقارب في بعض القضايا لكن القضايا العالقة لم تحسم بشكل فعلي مثلا قضية كركوك وما نتج عنها من ملابسات بجميع إسقاطاتها وإشكالاتها حيث يصر الكورد على تطبيق الفقرة الخاصة بكركوك من الدستور دون النظر إلى ما يحدث من عمليات إرهابية وتهجير على الهوية والتأكيد على تكريدها . هذا من جانب إما السنة فهم ولحد هذه اللحظة لم يعلنوا براءتهم رسميا من عناصر الإرهاب رغم مناشدة الجميع بإصدار موقف سياسي أو ديني يدين ويتبرأ من المجاميع الإرهابية . إما الكتل الشيعية فلازالت غير واضحة المعالم إزاء تدخل إيران في العراق . ولم تحديد مدى علاقتها بالسياسات الإيرانية . وهذا تناقض واضح وتصادم مواقف بين الإطراف سواء في أهدافها أو في أساليبها في التعامل مع الواقع السياسي الحالي ،على الرغم من اعتقاد أغلبية الأحزاب والكتل المنضوية تحت غطاء الحكومة وإيمانها "بالديمقراطية" بأنها وسيلة لتركيز وجودها وان الانجراف معها أو فيها يحقق لهم هذا الهدف إلا إننا لم نجد أي بوادر للديمقراطية بعملها "أي الأحزاب والكتل السياسية " فيما بينها . المتبصر يجد إن تلك القيادات لا تسير على أساس موضوعي لأنها رضيت بالحال الذي هي عليه . والسؤال المهم هل بامكان بدائل سياسية جديدة تؤمن في استمرار عملية التغيير نحو مجتمع يمتلك كل أدوات التحضر في تكريس الديمقراطية الحقيقية وقلب الهرم السياسي على أساس مشاركة الكل في تحديد الصور المقبولة سياسيا واجتماعيا ،ويعزز من دور تلك الأحزاب والكتل للتنازل عن مواقفها الغير مرنة في الشارع العراقي أم العكس ستبقى على نفس التناقض وأكيد ستجد الشارع العراقي يبحث عن بدائل تمكنه من مواصلة مشواره الاجتماعي بصور جديدة تنطلق مع انطلاق منظمات وحلقات نابعة من واقعه المدني وبعيدة عن التحزب السياسي أو العقائدي أو الطائفي . وكيف سيكون حال أحزابه وتكتلاته السياسية الحالية إذا عزلها المجتمع . وهل شعرت الأحزاب والتكتلات السياسية إن خلافاتها هي استمرار لدوامة العنف وتزايد التحديات أمام تطور العملية السياسية؟ وهل أدركت إن اختلاف الرؤية السياسية عامل أساسي في تصاعد واستمرار إعمال العنف؟ . متى ما جاء الجواب متحضر تتسارع وتكون التغيرات نحو الأفضل ونجد حسم الصراعات السياسية بطريقة أكثر جدية ويشهد العراق تراجعا في تخلفه السياسي .
واقع التحديات إلى أين ؟
إن للعراق أعداء يتربصون له وللأسف يساعدهم عن حمق وجهل من لا يؤمن بالحياة الإنسانية من بعض أبناءه ،فيقومون بإشعال نار الفتن عن طريق العديد من السلوكيات والأفعال التي تتنافى مع أي منطلق فكري أو عقائدي أو اجتماعي ولا نجد لها اثر في المجتمعات الإنسانية الواعية .سوى في تلك المتعصبة عقائديا وسياسيا ، التي يهمها بالدرجة الأساس بقاء أنظمتها على حالها وتكره التغيرات الديمقراطية ولا تؤمن بمفاهيم المجتمع المدني . وإذا نظرنا لما يحدث وحللناه بالمنطق والعقل ، فسنجد أنه يستحيل على مواطن حقيقي يؤمن بحق المواطنة أن ينتج أو يشترك في عمل يؤذي به مواطن من أبناء وطنه ، قد يحمل إساءة إلى دين أو مذهب أو عقيدة أو سياسة ما لكنه منخرط في صفوف المكون الاجتماعي ، إنما هي فتنة تولى نشرها نفر من المرتزقة والمرتدين والمرتشين من أمثال الصداميين والتكفيريين يحاولون طمس معالم التغيير وفق مقتضى مزاجي منحرف لا يؤمن بالأخر . وعلى الواعي المتحضر أن لا يقع في مهالك ما ينتجون من أساليب توشك أن تحبط من عزيمة التغيرات وارداتها التي تصدى لها الشرفاء واضعين أمام أعينهم الوصول إلى بناء مجتمع متحضر يؤمن بالمشاركة وحرية الرأي الذي بدأنا نلمس بعض خطواته . وان نفتح أعيننا جيدا لما يحاك ضد بلدنا من مؤامرات ونقف ضدها صفا واحدا المسلم بجوار المسيحي والسني بجوار الشيعي ، وهكذا حتى نضيع الفرصة عن كل من يتآمر ويتاجر بأرواح الأبرياء من العراقيين . وجاءت كل هذة الإسقاطات عن طريق الخلافات السياسية الواضحة بين المكون السياسي العراقي الحالي . فلو رجعنا إلى الوراء بعض الشيء نلاحظ إن نهوض المجتمعات المدنية جاء نتيجة حتمية لعدم رغبة تلك المجتمعات بواقعها السياسي الذي انعكست أفكاره وطروحاته بالسلب على واقعها اليومي ، مما حرك داخلها الرغبات الحقيقية بالتغيير ، واستطاعت أن تؤسس على ضوء ما طرح من قبل مثقفيها من أراء بخصوص المجتمع المدني واستفادة بشكل عملي من الطروحات الاجتماعية الكبيرة التي ساعدت على قيام التغييرات بشكل صحيح في بناء المنظومات الأساسية للمجتمع المؤمن بالتحولات الفكرية تلك . إن السمة الغالبة على تلك المجتمعات هي إيمانها الفعال في استخدام الفكر وتطبيقاته من خلال السماح للمنظمات الإنسانية بالعمل الميداني ودعمها المتواصل لتجاوز الأزمات السياسية والاجتماعية ، وتهئية القاعدة العريضة والواسعة لتأخذ دورها الفعال في إنضاج المشاريع الفكرية بجميع مستوياتها السياسية والاجتماعي والاقتصادية للفوائد المترتبة عليها. فلو استطعنا التركز على بناء مجتمع مدني بالصور الصحيحة والتي تتوافق مع واقعنا السياسي والاجتماعي لاستطعنا أن نتجاوز الكثير من مشاكلنا الحالية . علينا أولا أن نركز على القاعدة كأساس للانطلاق نحو التغيير ودعمها بشكل مباشر وحقيقي لفهم ما يمكن أن تحققه دولة المجتمع المدني من رفاه مادي ومعنوي ،يرفد الحياة بصور ديمقراطية ناضجة تحقق ضمان العيش بأمان . لان المجتمع المدني حسب تعريف "الموجز في المصطلحات والمفاهيم لنظم الدولة " رابطة اجتماعية تقوم على الاختيار الطوعي للفرد في الدخول إلى التنظيمات القائمة بلا إجبار يلتزم بمبادئها ويسهم بجد في أنشطتها ووجود هذه الرابطة الاجتماعية يحقق للمجتمع ككل مزيدا من الاستقرار والسلام والأمن من خلال الدفاع عن مصالح هؤلاء الأفراد وضمانها ، كما يضمن لتقييد سلطة الدولة ومنعها من الاستبداد . وعلى هذا الأساس تنظم العلاقة الإنساني فردا وجماعة مع الدولة ومنظماتها الاجتماعية وتتواصل حيويّتها ويتعاظم شأنها، لينهض المجتمع ببناء وحدته المتماسكة ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، وكذلك فإن المهمة الأساسية أمام كل المثقفين اليوم هو العمل الواعي والجاد لرفع الحالة المعنوية وتنشيط دورهم الفعال وإعادة الاعتبار لكل ما هو حي في عناصره وكشف الصِّلة بين مضامين القيم الإنسانية لإثبات الأصالة في ثقافتنا المعاصرة وتطويرها.




#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة
- النفط العراقي وصراع القوى الستعمارية-القسم الثاني
- العقل العربي وممارسة النقد السياسي
- المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب
- النفط العراقي وصراع القوى الاستعمارية-القسم الاول


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم مهدي - الخلافات السياسية عامل من عوامل نهوض المجتمع المدني