أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن ميّ النوراني - ستفشل أية هدنة قادمة وإسرائيل ستواصل اغتيال قيادت حماس والجهاد حتى تدميرهما















المزيد.....

ستفشل أية هدنة قادمة وإسرائيل ستواصل اغتيال قيادت حماس والجهاد حتى تدميرهما


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 572 - 2003 / 8 / 26 - 06:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


غزة - الدكتور حسن ميّ النوراني (تحليل)
تحمل عملية اغتيال الشهيد إسماعيل أبو شنب التي نفذتها المروحيات الإسرائيلية صباح الخميس الماضي في غزة الدليل الدامغ على أن الهدف الأول والرئيس لحكومة إسرائيل بقيادة إرئيل شارون هو تصفية المقاومة المسلحة الفلسطينية باعتبار أن تحقيق هذا الهدف يفسح المجال أمام السياسة الإسرائيلية لتنفيذ مخططها الرامي إلى قيام كيان للفلسطينيين لا يهدد الأمن الإسرائيلي وبالمواصفات الإسرائيلية التي تحظى بتأييد واسع من سياسة الإدارة الأمريكية بزعامة الرئيس جورج بوش الابن.
لا تريد الحكومة الإسرائيلية إنهاء حملتها ضد الشعب الفلسطيني قبل أن تتم مخططها لاغتيال قيادات المقاومة وفي مقدمتها قيادات حماس والجهاد. وعندما توصلت حكومة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في أواخر حزيران (يونيو) الماضي مع كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى اتفاق التزمت فيه الحركتان بتعليق عملياتهما العسكرية ضد أهداف إسرائيلية لمدة ثلاثة أشهر، أعلنت حكومة شارون أن هذا الاتفاق شأن فلسطيني وأنها غير معنية بالالتزام به. وأكدت حكومة إسرائيل حينها أنها لن تتراجع عن مواصلة تنفيذ سياسة الاغتيالات ضد قيادات وكوادر المقاومة الفلسطينية. وكان هذا التأكيد الإسرائيلي بمثابة حكم بالفشل على قرار الهدنة الفلسطيني الذي اشترط توقف عمليات الاغتيال في جانبه ووقف الإجراءات التعسفية الإسرائيلية المتواصلة والمتزايدة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول (سبتمر) عام 2000 وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التي أعادت احتلالها مباشرة بنشر قواتها فيها من جديد، واشترط اتفاق الهدنة أيضا الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لم يبادر الجانب الإسرائيلي باتخاذ خطوات مقابلة لدعم اتفاق الهدنة واكتفى باتخاذ بعض الإجراءات منها إزالة شكلية للحواجز الداخلية بين مدن منطقة الحكم الذاتي وفتح معابر الحدود وتنشيط حركة التجارة على المعابر التي تفصل بين الأراضي المحتلةعام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967.
والمقاومة الفلسطينية المسلحة تمتلك قدرا من الصبر على الانتهاكات الإسرائيلية باستثناء عمليات استهداف قياداتها وكوادرها التي تمثل بالنسبة لها خطا أحمر لا تستطيع تقبل اجتياز الإسرائيليين له.
الصراع المسلح بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير محكوم مباشرة في الوقت الحالي بالبعد الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية لدى كل من حماس والجهاد والذي ينطلق من عقيدة أن فلسطين بكاملها ارض فلسطينية يجب تحريرها من الاحتلال الصهيوني. ولكن المعركة الآن محصورة في دائرة القوة الفلسطينية التي تمتلك القدرة المسلحة على مواجهة الحلول الإسرائيلية التي تسعى إسرائيل لفرضها على القيادة السياسية الفلسطينية لمنظمة التحرير والسلطة بعد تعرية الأخيرتين أمام طغيان القوة الإسرائيلية.
تعتقد إسرائيل أن حماس والجهاد هما العقبة أما أية تسوية سياسية ستكون لصالح إسرائيل في ظل موازين قوة راجحة بدرجة عالية جدا ضد الفلسطينيين ومدعومة بتأييد دولي عام وأمريكي خاص وفي مناخ عالمي مجند لمكافحة ما يسمى بالإرهاب، خاصة بعد أن نجحت إسرائيل في تصوير المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب.
والجهاد وحماس تعترفان بأن الوقت الراهن لن يسمح لهما بمتابعة تحقيق استراتيجية تحرير كامل فلسطين. وقال قياديوهما وفي مقدمتهم مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين أن تحرير كامل فلسطين مسألة متروكة للأجيال القادمة. وقبلت الحركتان بفكرة إقامة دولة فلسطينية في أية أراض "تتحرر" بالمقاومة ولا "تتحرر" باتفاقات سياسية تجعل من هذا "التحرر" صورة بلا عمق حقيقي.
تحرير فلسطين بكاملها لم يعد هدفا آنيا للتيار الإسلامي المقاوم في فلسطين. ولكن الهدف الآني له بات هو الحفاظ على "شوكة" تعرقل التوصل إلى اتفاق سياسي جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقدم مصلحة الإسرائيليين ولا يبالي بالطموح الفلسطيني الذي تتطلع جميع اتجاهاته بما فيها الاتجاه الإسلامي إلى قيام دولة فلسطينية في جميع الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، شرط أن تتمتع هذه الدولة باستقلال حقيقي غير مقيد بمتطلبات الأمن الإسرائيلي في الحاضر والمستقبل.
المقاومة الفلسطينية الإسلامية ترفض دولة فلسطينية تلجم مواصلة الحلم بتحرير جميع أراضي فلسطين الذي لم يعد هدفا (معلنا على الأقل) لفريق الفلسطينيين المؤيدين لاتفاق أوسلو الرامي إلى إنهاء تام للصراع بين الفلسطينيين (ومعهم العرب والمسلمين) والحركة الصهيونية على فلسطين.
حماس والجهاد الإسلامي يقاومان الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة لتحريرهما ليس من الاحتلال فقط ولكن لتحريرهما من اتفاق أوسلو أيضا.
والجانب الإسرائيلي يواصل حربه ضد المقاومة الفلسطينية التي تمثل حماس والجهاد الإسلامي القوة الأساسية فيها من أجل تحطيم الإرادة الفلسطينية التي تتطلع إلى كيان سياسي يتمتع باستقلال حقيقي ويمنح الاتجاه الإسلامي قاعدة للانطلاق نحو مواصلة الجهاد لتحقيق حلم تحرير كامل التراب الفلسطيني.
كانت العقيدة السياسية لحركة الإخوان المسلمين، الحركة الأم لكل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين تذهب إلى أن تحرير فلسطين خطوة لاحقة على "تحرير" إقليم إسلامي من "حكم غير الإسلاميين"، واتخاذ هذا الإقليم "المحرر من حكم غير الإسلاميين" قاعدة لحرب تحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني.
وبعد أن "تحرر" أكثر من إقليم إسلامي (إيران والسودان وأفغانستان) من حكم "غير الإسلاميين"، وبعد أن اتضح أن هذا "التحرر" لم يمنح الحركة الإسلامية أرضا للانطلاق نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني, ركزت الحركة الإسلامية العالمية بلونيها السني والشيعي على أراضي السلطة الفلسطينية التي تصلح لأن تكون خط مواجهة ساخن ومباشر وذا مشروعية قانونية دولية لإدارة الصراع المسلح بين الحركة الإسلامية والحركة الصهيونية.
الصراع الدائر حاليا في فلسطين هو صراع على أرض (الضفة الغربية وقطاع غزة) تريدها حماس والجهاد الإسلامي قاعدة للمحافظة على بقائمها السياسي الحركي، وتريدها إسرائيل أرضا يقيم فيها (ليس فيها كلها) الفلسطينيون كيانا سياسيا لهم لا يهدد أمن إسرائيل ولكنه أيضا يحمي هذا الأمن.
عام 1993 عندما توصل مفاوضو منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل إلى اتفاق أوسلو قال وزير الخارجية الإسرائيلي حينها شمعون بيرس إن هذا الاتفاق هو انتصار إسرائيل الأكبر.
وبيرس ذاته وصف قيام دولة فلسطينية على قاعدة اتفاق أوسلو بأنه الكفيل بتجنيب إسرائيل لكارثة تهدد حاضرها ومستقبلها.
لن توقف إسرائيل حربها ضد حماس والجهاد الإسلامي قبل أن تتمكن من تحقيق هدفها المعلن وهو سحق هاتين الحركتين. ولن توقف حماس والجهاد معركتهما ضد إسرائيل لأن وقف هذه المعركة يعني نهايتهما. قد تتخذ الحركتان خطوات تكتيكية مثل خطوة الهدنة ولكن هذه الخطوة أثبتت أنها لا تصمد أمام إصرار إسرائيل على تنفيذ خطة إسرائيل المعلنة الرامية إلى تدمير كل من حماس والجهاد.
اغتيال أبو شنب مقدمة لاغتيالات أخرى بين صفوف الحركة الفلسطينية الإسلامية المقاومة. هذا ما أعلنته إسرائيل. وإسرائيل لا تواصل تنفيذ اغتيالاتها ضد قيادات وكوادر حماس والجهاد وقيادات وكوادر أخرى توازي مساراتها مسار الحركتين الإسلاميتين من باب الانتقام لعمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، ولكن إسرائيل هي التي تدفع حركات المقاومة الفلسطينية إلى تنفيذ عملياتها العسكرية لتجد الحكومة الإسرائيلية مبررات مباشرة لمتابعة تنفيذ خطتها لتصفية حركتي حماس والجهاد اللتين تمثلان العقبة الإستراتيجية أمام أمن الدولة الصهيونية في الحاضر والمستقبل.
سقطت الهدنة السابقة وستقسط أية هدنة قد تضطر حماس والجهاد إلى القبول بها لحسابات منها تجنيب الساحة الفلسطينية حربا أهلية تحرص حركتا حماس والجهاد على توفير مناخ يمنع وقوعها.
وحماس والجهاد تعلنان أن إنهاء الاحتلال لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة هو وحده الكفيل بوقف مقاومتهما الراهنة للاحتلال. وتؤكد الحركتان أنهما لن تقبلا بتسوية تغلق الأفق أمام طموحاتهما، لذا فإن قرارهما الأول في الوقت الراهن هو طرد الاحتلال بالقوة لا بالمفاوضات التي ستكسب فيها إسرائيل وحدها، وسيخسر فيها الشعب الفلسطيني كرامته عندما يقبل بحل يقيد حريته ويصادر حلم تحرير كامل التراب الفلسطيني.
صيانة الكرامة مطلب للمقاومة الفلسطينية المسلحة بدليل أن عملياتها ضد أهداف إسرائيلية تأتي في حالات عديدة ردا على عمليات الاغتيال للقيادات البارزة بين المقاومين الفلسطينيين الذين يمثلون "كرامة الشعب". وكرامة الشعوب في مفهوم المقاومة المسلحة للأجنبي المعتدي تتجوهر في تحرير أراضيها من الاحتلال الخارجي.

 



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُميّة
- المرأة لا تنجس بالحيض والنفاس
- الله نوراني
- سادية جنود الاحتلال تستهدفهم الأطفال يشكلون 24.78 % من العدد ...
- يا زمن الصَغار سجِّلْ
- جماعة حق البهجة
- وصايا
- نص عامي: الناسْ بـِدْها دَجَلْ
- كُنْ لَنَا نُوْراً يا وَطَنْ
- النورانية
- في: الله والحب والحرية والبهجة
- من الفاعل والفعل إلى اليكونية
- الفلسفة حبٌّ.. حبٌّ.. حبْ
- هاتِنْ.. نزرع الأرضَ بهجهْ
- موسيقى القمر
- مهر الزواج
- البحر يشربني!!
- بهجة الحب
- مجد الحب
- شريعة الحب


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن ميّ النوراني - ستفشل أية هدنة قادمة وإسرائيل ستواصل اغتيال قيادت حماس والجهاد حتى تدميرهما