أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - حسن ميّ النوراني - مهر الزواج














المزيد.....

مهر الزواج


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 370 - 2003 / 1 / 17 - 05:34
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    




(1)
كانت الجيوش المنتصرة في الحروب القديمة تأخذ نساء المهزومين غنائم لها، ويعاملن معاملة الرقيقات المستباحة جنسيا.
وكان اجدادنا القدامى يقومون بخطف النساء خلال غارات حربية عدوانية.
وما زالت القوة هي الوسيلة التي يجري بها  إلحاق النساء بالرجال، فيما هو معروف بالزواج. إن الزواج ممارسة إنسانية يقوم بها الذكور – باستثناء المجتمعات الأمومية - بأخذ النساء من ذويهن باستخدام القوة، لكن، بصورة أخرى من صور القوة، فالزواج لا يتم بالإغارة المسلحة، ولا باسترقاق ذكور الجيش المنتصر لإناث الجيش المنهزم، كما كان الحال في الماضي .. الزواج يتم بقوة المال، وهذه قوة من معطيات القوة الجسدية التي كان يستخدمها القدماء للهيمنة على النساء.
وقوة المال حلت محل القوة العضلية، والمهر الذي يدفعه الرجال للنساء المطلوبات للزواج أو لأهلهن، هو ممارسة لقوة المال، أو للقوة، بأسلوب عصري، أسلوب مزوق، وأقل همجية من أساليب الهيمنة على الأنوثة القديمة.
إن المهر،ن ذو جذور في تاريخ الإنسانية الهمجي. وهو صورة جميلة للدموية القديمة، ولكن، تبقى بينهما علاقة الشئ بأصله.
(2)
تتعامل بعض المجتمعات البدائية مع مسألة المهر باعتباره عوضا اقتصاديا يدفعه الرجل للمرأة التي يطلبها للزواج. وتنظر هذه المجتمعات للمرأة باعتبارها عاملا إنتاجيا، مباشرة بما تقدمه من جهد في العملية الإنتاجية الاقتصادية، أو غير مباشرة بما تمنحه لزوجها، وعائلة أو قبيلة زوجها من أبناء سيقومون، فيما بعد، بالمشاركة في الإنتاج. وعائلة المرأة، قبل زواجها، تخسر، بانتقال ابنتها إلى عائلة أخرى، هي عائلة الزوج، تخسر عاملا إنتاجيا، أو يدا عاملة. والمهر تعويض عن هذه الخسارة.
وفي الإسلام، اعتبر القرآن المهر هدية يقدمها الزوج لعروسه (وآتوهن مهورهن نِحْلَة {=صدقة } . وليس ما في الإسلام ما يشي بأنه ينظر للمهر بأنه عوض مالي يقدمه الزوج لأهل عروسه.
ومع هذا، فإن المهر، في الإسلام، أو  في المجتمعات التي تعتبره عوضا ماليا، فإنه- أعني المهر - لا ينقطع عن الجذور القديمة التي أشرت إليها، حيث اعتقد أنه صورة مهذبة عن الأسلوب القديم الذي كان يتم فيه اغتصاب النساء من أهلهن في غارات حربية، يكون فيها من طحق المنتصرين أخذ النساء عنوة وإلحاقهن بالرجال من الفريق المنتصر. وظل سبي النساء في الحروب من المظاهر التي تصاحب الصراعت الإنسانية وإلى وقت غير بعيد. والإسلام عرف هذه الظاهرة في حروبه ضد الكفار.
إن كلا من الهدية، والعوض المالي الذي يقدمه الرجل للعروس، هو تأكيد على أن من يملك القوة المادية (العضلية أو المالية) هو الذي يحتل المركز القوى في معادلة الزواج. وهو المركز القوى ذاته الذي كان يخول المنتصر في الحروب القديمة حق (باطل) سبي نساء الفريق المهزوم.
وسيظل المجتمع الذكري، هو المناخ الذي سيستمر فيه عامل الغلبة المادية (العضلية أو المالية) هو العامل المعادل لرجحان كفة معادلة الحياة الإنسانية لصالح الظلم الإنساني.
وعندما تتحرر الإنسانية من هيمنة الظلم على علاقتها، سيكون عقد الأزواج هو عقد الحب، لا يبرمه الرجل من جانب واحد، ولكن تبرمه المرأة والرجل معا، لتشييد عالم أجمل لهما وللناس أجمعين.
(3)
لون ثوب الزفاف الأبيض الذي ترتديه العروس رمز لقبول أهلها بمسالمة أهل العريس (الغزاة المنتصرين في العرف القديم)، وهي مسالمة تستدعي رفع راية السلام بيضاء اللون التي يرفعها المنهزمون في الحروب.

 



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحر يشربني!!
- بهجة الحب
- مجد الحب
- شريعة الحب
- صلاة بين يديك
- مريم عارية رواية سافرة تكشف المستور
- وَفي صَخَبِ الْلَهْوِ تُرَاقِصُنِيْ ... ونُصَلِّيْ
- تسألينني ما العدل ما الحرية؟!
- صفرية الوجود
- تجليّات الأمل / جماعة الواحديين- المبادئ
- نهوض الأصل
- الماركسية تضل الطريق
- يا كُلَّ النِسْوَهْ... هاتِنْ نخلعْ ...كلَّ الشَوْكْ
- بصوت عالٍ أُطالب بوقفه.. حكم الرجم غليظ ويضر بمصلحة الإسلام ...
- ... واشتعلْ... بحركِ غزهْ
- إنِّيْ أُحِبُّكِ فابْعثينيْ..طوفانَ فسْقِنْ
- فاعلية المسلم
- أنتْ.. وحدكِ أنتْ.. حقل الوردْ
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل الرضع الفلسطينيين بدم بارد
- عطشانْ.. يا صبايا


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - حسن ميّ النوراني - مهر الزواج