أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - كان كمازح في أعينهم















المزيد.....

كان كمازح في أعينهم


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تنغلق قلوبنا وعقولنا عن قبول كلمة حق , أو كلمة نصح وإرشاد من الآخرين يصير هؤلاء الآخرين كمازحين في أعيننا , والنتيجة!! نستحق بكل جدارة جزاء هذا , فتلتهب الدنيا حولنا , ويكون سقوط المكان بسبب عنادنا سقوطا عظيما.
في الحقيقة هذه الظاهرة ليست بجديدة ولكنها قديمة بقدم الخطية التي دخلت إلى العالم , لهذا هناك من يحجر قلوبنا وأفكارنا تجاه الحق والنصح والإرشاد , والذي يحجر قلوبنا هو نفسه الذي يريد هلاك البشر وهو الشيطان.
فيتحول الإنسان عدو نفسه .. يسعى لفناء جنسه .. يستبح ما حرمه الله .. يضع نفسه مكان الديان العادل ليقيم أحكامه على الآخرين فيكفر من يكفر ويقتل من يقتل ويخرب المعمور .. ويدمر الطبيعة والجمال ويقضي على شريعة الكمال.
ليظل العالم ناقصا !! فيحكمه الناقصون !!!
أي بمعنى آخر نترك الله ونتكل على قوتنا بل نقيم أنفسنا لندافع عن الله, وعندما يتكلم العقلاء بالنصح والإرشاد نقول لهم نحن لسنا في حاجة إلى نصحكم ,, فيصير العقلاء كمازحين في أعيننا .
نحن وكل من يرفض صوت الله في كلمة حق وكلمة نصيحة وإرشاد : لسنا أول الرافضين أو أخرهم فالله سبق فأخبرنا عمن على شاكلتنا في التاريخ وكان نصيبهم الفناء إما بمياه الطوفان أو بنار سادوم وعامورة..
أي أنه تم معاقبة الحائدين عن الحق عقابا جماعيا !!!
ويمكن أن يكون هذا العقاب الجماعي لكل المسكونة كما هو في فناء العالم بالطوفان ويمكن إن يكون هذا العقاب لمنطقة معينة أو بلد معين كما حدث في سادوم وعامورة .
ففي سفر التكوين من الإصحاح السادس حتى الإصحاح التاسع يحكي لنا عصيان البشر وغضب الله بالطوفان عليهم ولم يبقى غير نوح وزوجته وأبنائه الثلاثة, وهذا لأن نوح البار تقبل كلام الله له بكل إيمان فصنع لنفسه فلك النجاة والذي نجى به هو وأسرته من ماء الطوفان , أما من هم أغلقوا قلوبهم عن صوت نوح وإنذاره لهم بفناء العالم من جراء الخطية فهلكوا بالطوفان وكان صراخهم عظيما , وكان توسلهم أعظم لكي يفتح لهم نوح الفلك فيخلصوا ,, ولكن يأتي هذا بعد أن أغلق الله باب الفلك فلا داخل يدخل ولا أحد يخرج..
فلو تأملنا قليلا في هؤلاء الهالكين !! ألم يخلق الله لهم آذان كما لنوح ؟ فلماذا أغلقوا آذانهم عن صوت الله والمتمثل في نصيحة نوح لهم بترك الخطية ؟!!
ألم يكن لهم قلوب وعقول كما لنوح ؟ ولكنهم أغلقوها تماما بل صار لهم نوح كمازح ,, يضحكون عليه ويهينوه بسخريتهم له , ليثنوه عن سماع صوت الله ولكن صوت الله لدى نوح صداه أقوى , وربما قد اشتركوا في بناء الفلك , النجارين والحدادين وصناع الأبواق كل واحد في مهنته , ولكنهم اشتركوا للكسب المادي وليس لمكسب الخلاص, فقد استفادوا من نوح ماديا , وأهانوه معنويا , وبعد أن تحقق كلام الله لم يسمع منهم غير الصراخ والعويل وطلب النجدة ولكن الله قد أغلق الفلك فلا مفر من تنفيذ الحكم! والذي حكموا به على أنفسهم.
ويتكرر نفس المشهد تماما في الإصحاح التاسع عشر في فناء سادوم وعامورة بالنار والكبريت.
لنجد فارقا كبيرا بين علاقة إبراهيم بالله , والذي له دالة قوية وعلاقة لا تنقطع مع الله , فنجدها في توسله أمام الله لعدم هلاك سادوم وعامورة ,فنجده يقول له بكل الحب لطلب نجاة لسادوم وعامورة من حكم الله عليها بالفناء ,
فيقول :
حاشاك أن تهلك البار مع الأثيم !!!!
ويرجع فيقول له :
أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً
إبراهيم بعلاقته مع الله وإيمانه منقطع النظير يعرف تماما من هو الله!! وكيفية العلاقة معه!! , بل يعرف أحكامه!!! وقوة تنفيذها!! , ومن شدة تمسكه بالله عرف معنى المحبة!!! لأن الله نضح بها على إبراهيم ( هذا كله قبل نزول الشريعة ) , نتيجة لدالته القوية مع إبراهيم!!! فأحب إبراهيم العالم كله من ضمنهم هؤلاء الخطاة , وطلب من الله متوسلا لكي يعفو عن سادوم وعامورة ولكن تجاوزاتهم فاقت حدود الغفران فكانت يد الرب عليهم بالنار والكبريت ولم يبقى أحد!!!
وحتى النهاية!! فقد وضع الله لأهل سادوم وعامورة خطاياهم أمامهم , ليتجـــللا عدل الله المطلق .
فأرسل الله ملاكين لسادوم وعامورة , رآهم لوط البار بروح الإفراز فطلب منهم المبيت عنده, وصنع لهم وليمة , ولكن أهل سادوم أغلقت عيونهم بخطاياهم , فطلبوا فعل الشر مع هذان الملاكان , فأجبروا لوط على أن يخرج لهم الملاكان , لكن لوط تمسك بحماية ضيوفه !!! لهذا هناك شتان بين تفكير لوط والمتمسك بعلاقته مع الله وبين تفكير هؤلاء المتمسكين بفكر أنفسهم وخطاياهم!! بل أكثر من هذا لما طلب لوط من أصهاره أن يخرجوا من سادوم وعامورة لأن الله أعد لها الفناء بالنار والكبريت , فنجد قول الكتاب:
فصار كمازح في أعيون أصهاره!!!!
وأيضا في العهد الجديد تمسك كهنة اليهود والرومان بفكر الخطية ,, فصار قول رب المجد لهم بالرجوع للحق والإيمان بشخص المسيح :
كمازح في أعينهم!!
وقد غفلوا عن إنذاره لهم بهلاك أورشليم , فكان سقوط أورشليم عظيما في القرن الأول الميلادي, لأن قول الله بالنسبة لهم:
كمازح في أعينهم!!
وفي أيامنا هذه لم تبطل هذه النظرية , فتجدها على مستوى الأسرة وتجدها على مستوى الحكومات , وتجدها على مستوى الأفكار المتشددة , والعنصرية الدينية ليصير قول الحق بالمحبة والمواطنة وقبول الآخر
كمازح في أعينهم!!
لتتساقط حكومات !!! وتسقط ممالك !! وتجد أوبئة ومجاعات !! وتجد الفناء بالقتل والحرق والغرق سواء بيد الله متمثلة في الفيضانات والأعاصير والأمراض والأوبئة, أو بفعل الإنسان بنفسه كما في الثورات والاستعمار والحروب , والتصفيات الجسدية بفكر التكفير والتشدد الديني .
وكل هذه الأحداث ومازال الإنسان لا يرى منها شيئا , ليصير من يقدم النصائح من المحللين والصحفيين والكتاب , بل يصير كل من يدعو للمحبة ومن يطبق طبيعة الله, يصير كل هؤلاء:
كمازحين في أعينهم!!!
فيتمادى الإنسان , وينزل عليه غضب الخالق , والنتيجة كما ترون الآن على مستوى العالم وبالأخص الدول المتشددة دينيا.
الأمين وسط المرتشين والسارقين واللصوص
كمازح في أعينهم!!!
الشريف وسط أبناء الفجور والإباحية والتستر في الدين
كمازح في أعينهم!!!
المتكلم بالحق وسط مجتمع الرياء
كمازح في أعينهم!!!
وغيرها..... وغيرها....
ولكن ما الذي يجعل الإنسان مغلق القلب والعقل حتى يجد الآخرين
كمازحين في عينه ؟ !!!
هناك خطايا يرعاها الشيطان وينميها في قلوب البشر تجعل منهم متشددين ومقاومين للحق:ـــــ
أولا الكبرياء :
الكبرياء صفة من صفات الشيطان بل هي سبب سقوطه , وهذا الكبرياء ملازم لذو المناصب البراقة , والرتب العالية , وكل من طلب التعالي على مخلوقات الله.
فتجد المسئولين عن الأديان لا يتقبلون صوت الله ممن ينصحهم أو يرشدهم , قائلين في أنفسهم:
من هو هذا الذي يفرض رأيه علىّ ؟ لهذا يترك عنه صوت الحق وكلمة المشورة ولا يعمل بها فيغلق على نفسه باب من أبواب الخلاص.
وهذا أيضا ينطبق على الرؤساء والسلاطين وكل من في منصب, ممن يحكمون شعوبهم بالقرار الفردي بدون ديموقراطية , لتجد هذه البلاد تحكم دكتاتوريا , ودائما وأبدا تكون موضع انقسام وحروب داخلية , ويكون نصيبها السقوط العظيم.
الكبرياء يغلق مفاهيم الإنسان ولا يسمع صوت غير صوت نفسه!!
فيتصلب قلبه , تغلظ رقبته ليصير مثلا للشموخ والتعالي , فيكون سقوطه عظيما
ثانيا عدم المحبة أو البغض والكراهية :
أيضا هذه الأخرى صفة من صفات الشيطان , لأن الله محبة والكراهية هي الشيطان!!
فتجد من يتمسك بهذا, لا يقبل من ينصحه حتى ولو لمصلحته الشخصية, وعدم محبته للشخص تجعله لا يقبل فكره أو نصيحته . ويعمل عكسها حتى لو كلفه حياته.
فتجد من يرفض اليد الممدودة
ومن يرفض غصن الزيتون , بل يقابله بالسيف.
تجده منغلق الفكر تجاه أفكار من وضعهم أعداء له , بل لا يعطي لعقله فرصة التفكير فيهم أو في معتقداتهم, بل لا يعطيهم ما يعطيه لنفسه من حقوق , ولو ملك لقتل من عاداهم وكفر معتقدهم.
ليضع نفسه على طول حياته على الأرض رهن كراهيته لهم ومحاربته إياهم, ليجعل ممن يكرههم :
كمازحين في أعينه!!!
لهذا وفي الحقيقة هناك فضيلتان إذا خلت من حياة أي إنسان يصير الآخرين كمازحين في أعينه!!!
وهما التواضع أو مسكنة الروح
والمحبـــــة والتي هي أساس كل البنيان
ليتنا نستفيد من كل من يقدم لنا نصيحة أو إرشاد
ليتنا نمتلك روح الإفراز فنميز صوت الله
ليتنا نضع حدا للكراهية والكبرياء , ونبحث عن سلم الحياة بالمحبة والتواضع
لنظفر بالسلام على الأرض , ونظفر بملك السلام في الفردوس!!!!



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد
- الفأر الملك
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - كان كمازح في أعينهم