أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الكمال الذي نبتغيه















المزيد.....

الكمال الذي نبتغيه


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكمال الذي نبتغيه

ترددت كثيرا لكتابة مقال مثل هذا لسبب خوفي من أن يفكر أحد بأني أعظ داعيا للمسيحية , مع إني أعتبر نفسي غير مستحق لشرف الوعظ والإرشاد , حيث أن الوعظ والإرشاد من أسمى ما يمتهنه الإنسان .
ولكن في الآونة الأخيرة نجد هناك إطلالات كثيرة على الساحة العالمية تهدد الكمال المرجو في بني البشر كأحداث القتل والطائفية في العراق والعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص.
ونجد أيضا من يدعو لتميز العلاقات الجسدية عن العلاقات الروحية والمحبة في العلاقات الزوجية.
كما نجد من يدعو لتقديس الحياة الجنسية بين الزوجين وإعطائها الأولوية عن الاهتمام بزرع روح المحبة لأولادنا .
ما هو مفهوم الكمال ؟
الكمال شيء نسبي لكل فرد له ما يبتغيه في حياته والذي يختلف عن الفرد الأخر , وكل مجتمع يريد ما لا يريده مجتمع أخر, وهذه كلها كمالات في وجهة نظر كل ما يقتنيها أنها تحقق لديه طموحاته .
لكن كل هذا وبالرغم عن أنه يحقق رغبات ومطامع لدي الكثيرين ولكنه لا يحمل الكمال المطلق والذي يتوافق مع جميع الأفراد والمجتمعات بكامل أديانهم ومعتقداتهم.
إذا عندما نقول كمال : نبتغي كمالا يشبع الجميع !!!
معادلة صعبة ولكن تحقيقها غير مستحيل , وفي الحقيقة هناك معوقات كثيرة ضد الكمال :ـ
ـ الطمع !!!
والذي هو العدو العنيد ضد توحيد المجتمعات تحت هدف واحد وروح واحد.
فإذا وجد الطمع نجد المنازعات والحروب, قيام دولة على دولة, وقبيلة على قبيلة وأخ على أخيه ,وربما الزوجة على زوجها وأبنائها والعكس نجد الزوج طامع في زوجته ,,, الكل يبغي ما لنفعه هو, دون النظر لمن حوله !! حياه غريبة بعيدة كل البعد عن روح الجماعة , لذلك تجد أن الشعوب الطامعة في شعوب أخرى تدخل نفسها في سياسات دول أخرى مدعية نشر مالا تطبقه , الكل يحارب ويقتل ويبيح القتل وسفك الدماء بمسميات مختلفة فمنهم من يدعي الديموقراطية ومنهم من ينادي بإسلام البوادي المتشدد ضد كل من يحيط به من أفراد ومجتمعات !! غايته الأولى فرض سطوته وفكره على كل البشرية متكلما بصوت يدعي أنه صوت الله الذي يدعوه لجعل العالم كله ينطق الشهادتين ,ليتوالد فكر غريب يدعو للإسلام السياسي , يكفر كل من حوله بل يدعو لقتل الكفار, لتجد من يقاومه بنفس الأسلوب!! يقتل, وينتهك حكومات, بل يغزو ممالك مناديا بما يهدم الأفكار المتشددة.
الطمع يدخل ضمنه متعة الفرد على حساب الأسرة , فنجد الزوج الطامع جنسيا ,أو ما يوصف بالشراهة الجنسية يريد متعته على حساب أشياء متعددة كثيرة :
منها الحالة النفسية والصحية للزوجة , وطريقته هو في طلب ما يبتغيه وكأنه السيد صاحب الأمر والنهي مغتصبا حقه من اقرب مخلوق لحياته .
يريد مبتغياه غير عابئ بالوقت المناسب والوقت الغير مناسب تبعا لأفراد الأسرة جميعا , لتجعله عبد لشهواته ورغباته على حساب مصلحة الأسرة العامة .
لهذا وإذا توافرت هذه الصفات في رب أسرة تجد أسرته محطمة معنويا , يتعلم كل فرد فيها كيف يقتني ما هو لنفسه , لتجد على النطاق الأوسع قيادات تدربت تماما على الأخذ دون العطاء , ليدخل المجتمع في الرشوة والمحسوبية والفساد الوظيفي والفساد القيادي وكل هذا من جراء الطمع الذي تدرب عليه من الصغر.
وعلى صعيد أخر نجد من يبحث على حقه في إشباع مطامعه الجنسية فيلجأ للعلاقات الجنسية المشبوهة , وأنواع الزيجات المشرع بها بواسطة فتوى كثيرة تحقق مطامعه الشخصية , ليدخل المجتمع كله في كارثة تعدد الزوجات وكثرة الإنجاب العددي , لنجد أنفسنا أمام ظاهرة خطيرة تتميز بها كل الدول التي شريعتها تبيح المطامع الجنسية للرجال , وهي ظاهرة الانفجار السكاني !!! والتي يصعب حلها في ظل نفس التشريع.
الشره الجنسي يزيد من الشراهة في الاحتياجات الأخرى كالأكل , والملبس , والمنشطات الدوائية , وربما المخدرات والمشروبات الروحية , والتي تهدف لزيادة القدرة الجنسية كما يحسبها الكثيرين من ذو المطامع الجنسية.
مما ينتج عنه زيادة في الأعباء المصرفية للأسرة , وسد هذا العجز يعالج بطريق تتناسب مع أصحاب المطامع وهو السطو والسرقة والاتجار بكل شيء والغنى الغير مشروع , والرشوة أيضا والفساد الوظيفي .
وهناك أسباب أخرى كثيرة منها الكبرياء , وعدم المحبة , وغيرها والتي لا يسعني الوقت لشرحها ….
ولكن كيف نقتني الكمال ونطرح عنا الطمع !!!!!!
القناعــــــــــــــــــة !!!! والتي هي العلاج المثالي للطمع .
لهذا نجد أن الكتاب يقول أن التقوى مع القناعة تجارة عظيمة !!!!
هذا هو منطلق الكمال !!!
فإن التقوى تجعل الإنسان يعيش حياه تقوية تسعى لمجد أبدي, لتسعى لما هو أعظم من الحياة الدنيا , تسعى إلى حياة أخرى يتحرر منها الإنسان من كل أربطة الجسد والشهوة , لتسمو بالإنسان فوق كل العالم الفاني , بل تعتبر أن محبة العالم بشهواته عداوة لله.
التقوى تجعل الإنسان يخاف الله دون سواه شاهدا للحق حتى لو كلفه حياته .
التقوى تجعل الإنسان يحب قريبه كنفسه , بل يحب أعداءه لذلك لا خصومات , لا حروب , لا منازعات , لا جور أحد على حق أحد .
التقوى توجد التوازن بين احتياجات الإنسان الجسدية , ومصلحة الأسرة وشريك الحياة.
التقوى تمنع السيطرة الجنسية على رجالها أو مقتنيها , ليجد حياته في شريك حياته دون سواه , تجعل من الزواج وحدانية , أي أنها تربط نظيرين مبتعدين لتجعلهم شيئا واحد " ليس بعد أثنين بل جسد واحد " لهذا تجد قلما من يشكو من تناقص أو اضمحلال العلاقات الجنسية , وأنا هنا لا أعمم هذا المفهوم على كل معتنقي المسيحية ولكن أعممه على كل من يقتني التقوى.
لهذا لا تعدد زوجات لأن هذا ضد الخلق أصلا لأنه في البدء ذكرا وأنثى خلقهما .
ولا يجوز أن يصير الإنسان متكامل في وحدانية مع أكثر من واحد .
التقوى لا تبيح القتل وسفك الدماء لهذا نجد تكامل مجتمعي الكل محتاج للكل والكل محب للكل والكل يعمل لما هو صالح للكل .
بالضبط كما في فرق الألعاب الجماعية , ككرة القدم مثلا : الإحدى عشر لاعب داخل الفريق لا يمكن أن يستغنى عن أحدا منهم وألا يختل أداء الفريق , ونجاح الفريق يعتمد أساسا على روح التعاون بينهم , وروح التفاني , والمحبة .
كما في الجسد الواحد لا يمكن للجسد إن يحيا حياة طبيعية دون أحد أعضاءه حتى لو كان عضو صغير.
الله خلقنا , وفي خلّقنا آية أو عظة لكل من يتأمل فيها.
القناعــــــــــــــــــة !!!!!! هي بمثابة تهيئة للإنسان ليكون مهد جيد للحياة التقوية,
فتجعل الإنسان راضي يعيش بسلام في جميع الظروف المحيطة به , لهذا نجد أن القانع يملك كل شيء ولا ينقصه شيء , فلا فرق عنده لو أكل كذا ولم يأكل كذا , لا فرق عنده لو مارس حياته الجنسية بطريقة كذا وكذا , لا فرق عنده بين حياة وحياة , لأن هدفه الأساسي ليس في هذا العالم فالعالم عنده هو معبر لحياة أخرى يهواها أو يبتغيها.
لهذا نجد القانع مستمتع بحياته كما هي : يحب زوجته كنفسه , وليس حبا في جسدها بقدر ما هو حبا بشركته معها الحياة, يحب رؤساءه بل يحب مرؤوسيه , يؤدي ما يطلب منه بكل أمانة طالما يتقاضى عليه أجر بل مقتنع تماما بالأجر ولا يطمع في أجر أكثر من هذا , لهذا لا يحتكر مهنته يؤديها بالقليل القانع هو به.
لا يطمع في حق غيره , ولا يتخاصم على غنائم ظلم , بل يتركها عنه للطامعين , ويقول : أصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم .
هذا هو التكامل والكمال !!
حياة حرة شريفة تقوية تحترم الكل وتحيى للكل, تحترم الكل لا تستغني عن أحد ,
لا تصيح ولا تخاصم ولا يسمع لها في الشوارع صوت .



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد
- الفأر الملك
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية
- مصر!!ليبرالية مسلمة
- ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أ ...
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟!!
- إلغاء المادة الثانية من الدستور... مطلب قبطي فقط!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الكمال الذي نبتغيه