أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - الفأر الملك















المزيد.....

الفأر الملك


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 12:12
المحور: كتابات ساخرة
    


الفــأر المـــلك
ربما نسمع عن الأسد الملك, الفيل الملك, أو النمر الملك . وربما نسمع عن ملوك وملكات آدميين .
ولكن لا نسمع إطلاقا على فأر ملكا أو حتى ما شابه ملك .
ولكن جميع هؤلاء الملوك ليسوا في خطورة هذا الفأر.
وربما يكون أنجح الملوك والملكات البني آدميين هم من سلكوا أسلوب هذا الفأر الملك.
دخل بيتنا ضيف غير مرغوب فيه لم يختار ميعاد زيارته , بل لم يستأذن أحد لزيارتنا, لقد فوجئنا به يتسلل ليلاً , من بالوعة مجاري أو كسر في حائط أو شق من تحت البلاط, ولا أحد يعرف من أين يأتي وإلى أين يذهب ويختفي.....
فأر صغير هزيل جوعان يظهر عليه البؤس والحاجة , ولكنه يملك من الدهاء ما مكّنه من اختراق منزلنا المؤَمن , وله من الرياء ليجعلنا نشفق عليه.
فلم نعطي له اهتمام, ولأننا تربينا تربية سلامية نخشى القتل , نهاب الدم , نشفق على المسكين والفقير حتى لو كان فأراً, فلم نحاول أذيته أو طرده أو قتله.
فاستغل رقة أحاسيسنا , ليصنع له مملكة آمنة محصنة داخل أسوار مسالمتنا , محصنة من أي شر لأنه لا شرير بيننا يريد أذيته أو قتله.
فكان يسعى ليلاً يلتقط فتات موائدنا , ليس منه أي خوف لأنه كان يملك كل الخوف منا , يهاب ملاقاتنا , يختفي عند سماعه أقدامنا, لا يظهر في وجودنا مختبئاً في الشقوق والمجاري , وجحور الأرض.
كان كالأموات في يقظتنا.
ولكنه بدهاء عجيب راح يبني مملكته , مبتدءاً بتقوية بنيته ليظهر أكثر قوة , فأكل من فتات موائدنا بشراهة , وبعدها أخذ يصنع له من أدواتنا وأثاثنا مساكن, فكبر حجمه وزاد وزنه , ليظهر لنا بأكثر إزعاجا وأكثر رهبه.
ليته كان من الفئران الصغيرة والتي يطلق عليها المايس , ولكنه أكبر حجما وأكثر قوة ربما يكون من نوع فأر الغيط , أو فأر المجاري الذي يدعى النرويجي.
وفي فترة قصيرة بدأ يصنع له مسالك وطرق ودهاليز داخل منزلنا.
ونحن كما نحن نهاب القتل نخشى سفك الدم حتى ولو دم فأر.
وراح يظهر في كل مكان لا يهاب أحد ولا يهاب النهار وتبدل خوفه بالفجور , ومسكنته بالعدوانية.
وضع رائحته في كل مكان ليستدعي له قوم , ليكونوا باكورة رعاياه , وعلى رائحته دخلت الملكة المنتظرة , فصنع معها قصة غرامية أسفرت عن أبناء عراة مساكين كما كان هو حين مجيئه بيتنا, ليحتموا في ملابسنا داخل دولاب الأسرة مستغلا في ذلك انشغال الأسرة في سفر طويل , لترجع الأسرة لتجد المسكين الفقير الهزيل ملكاً له مملكة وله رعايا , وله حاشية من الفئران ولكنه الأكبر بينهم والأكثر جرأة والأكثر سطوة
ومن ذلك الحين فقط شعرنا بالقلق تجاه هذا الداهية
وحيث أنه بدأ يؤمن نفسه ومملكته , ويفسد كل ما يجده , فله من الأسلحة ما يكفي لقرض الحديد وأسلاك الكهرباء
راح يفسد حياتنا
بصمته في كل شيء حولنا
أفسد المخزون الإستراتيجي من الغلال والخاص بمخزون عام مقبل , وكان يأكل منه أطيب جزء في الحبة ويترك الباقي فاسداً من فعل رائحته وسموم يفرزها من جسمه وبوله,وهذا بمساعدة رعاياه وجنوده وحاشيته
ولم يكتفي بالمخزون بل راح يتلف صناعة الدواجن في الحظائر بحديقة منزلنا , ولم يكتفي بإفساد البيض واللحوم البيضاء , فكان يهاجم المواشي والحقول ويبور الأراضي الزراعية في حديقة منزلنا
لم يكتفي بهذا فقد تعلم سفك الدماء مبتدئا بدماء صغار الحمام ثم صغار الكتاكيت حتى تجرأ وأكل الدواجن الكبيرة مفسدا الإنتاج .
فأصبحت مملكته أكثر شراهة في الأكل والنهب ولا تبالي ماذا تأكل فهي تأكل كل ما تطوله أنيابها لحوم ألبان جبن حبوب دقيق وخلافه
أتلف المغازل والنول والذي نصنع به ملابسنا , وأخذ الخيوط والقماش ليصنع منه وسائد ولادة لنسائه ونساء حاشيته
باع ما نملكه لحاشيته
بل باع بيتنا لبني جنسه من الفئران
قطع خطوط الكهرباء , أفسد مياه الشرب بسمومه وسموم حاشيته, أزعجنا ليلا ونهارا بوسائل أعلامه , وصوته وصوت مشيه وحركته في المنزل هو وحاشيته
ونحن كما نحن نهاب القتل نخشى سفك الدم حتى ولو دم فأر
وقد تمادى في سطوته حتى أصبح لا يهاب إنسان , ولا يهاب أي شيء على الإطلاق
بيتنا ضاع منزلنا أصبح مهدد بالاستعمار الفئراني , حياتنا أصبحت في خطر , إنتاجنا ضاع , ثروتنا الداجنة ضاعت , ثروتنا الحيوانية مهددة , أماكن إيداع أموالنا هددها هذا الطاغية, المخزون الإستراتيجي أضاعه النرويجي , تسلل ليفسد غسالات ملابسنا , قطع خطوط الغاز عن مواقدنا, تسلل لثلاجة المنزل ليتلف المخزون المجمد من طعامنا
فكرنا بجدية!!! ماذا نفعل ؟؟؟!!!
ونحن كما نحن نهاب القتل نخشى سفك الدم حتى ولو دم فأر
واستقر تفكيرنا على إحضار منافس قوي يكره الفئران بالفطرة , لنربيه وندربه ونقوي بنيته ليفعل ما نخشاه نحن!!
ولكن من يكون هذا ؟؟ غير قط صغير لا يتعدى وزنه جزء من أوقية

خافت الصوت جميل المنظر وعيناه جميلتان , يداعب أيدينا, أليف عشري يحب أسرتنا, يأخذ أكله من أيدينا
ربيناه وعلماه كما نريد نحن ودربناه ليتعلم أصول اللعبة
ولكن الفأر الملك كان ينظر إليه باحتقار , وكان كلما تقرب له فكان ينشب مخالبه وأنيابه في جسم القط الصغير
لهذا تمادى الفأر أكثر فأكثر هو وحاشيته , وغير مبالي بالمنقذ المنتظر, وتحملنا الأيام والشهور والفأر يتمادى ويزداد ثقة في قوته وقوة حاشيته
أما القط فكان بذكاء شديد يترصد مداخل ومخارج الفأر, ويعرف بغريزته أماكن التوالد , وأماكن الجحور والمليئة بالعناصر الفعالة , وفرق الموت , والفرق الانتحارية, لمملكة هذا الفأر الملك
وفي اليوم الموعود وحينما كبر القط وأشتد عوده والفأر الملك على غفلته , وجهله بقدرات هذا القط , فخرج الفأر ينشب أنيابه في جسم القط كعادته , فكان القط أسرع منه وأكثر رشاقة وقوة فقبض على رقبته وكسر عنقه, والدماء تسيل من جرحه الغائر وكل هذا في لحظة , وقبل أن يتمكن الفأر التعيس من إخراج صرخة الموت كان قد مات الطاغية
فهربت باقي الفئران من هذا المنظر والرعب والخوف يتملك عليهم , وإذا فكر متجاسر أن يرجع مرة أخرى يجد حتفه بكسر رقبته كسيده السابق الطاغي
فاستراح بيتنا عادت حياتنا للسلام والأمن مرة أخرى!!!!
((((((ربما نجد القط المناسب لسطوة الفئران ليرجع لنا سلامنا ووطنا))))))




#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية
- مصر!!ليبرالية مسلمة
- ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أ ...
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟!!
- إلغاء المادة الثانية من الدستور... مطلب قبطي فقط!
- كنيسة مغلقة
- الذكرى السنوية الأولى لموقعة العديسات
- لماذا تنضب أقلامنا فلا تضبط فكراً؟
- كل طبلة ولها رقصة
- أيها الأمريكان ارحلوا
- آه !!!من ظلم السنين
- موت الطاغية
- ببساطة شديدة!! ماذا نريد من الحكومة ومبارك؟
- العام الجديد وميلاد الحبيب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - الفأر الملك