أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - حوار مع المسرحي العراقي حازم كمال الدين















المزيد.....

حوار مع المسرحي العراقي حازم كمال الدين


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 10:49
المحور: الادب والفن
    



العلاقة مع الوطن مشروع نقدي وليس ذاكرة للبكاء

تقديم
حازم كمال الدين فنان مسرحي حملَ هاجس التجديد منذ بداياته الأولى مع المسرح العراقي، وتحديدا مع فرقة المسرح الفني الحديث، إذ ساهم في أعمالها وهو طالب في السنة الرابعة في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1977-1978 . ولا يخفى على المتتبع لمسيرة المسرح العراقي، الدور المشرق لهذه الفرقة في تاريخ المسرح العراقي. بعدها غادر كمال الدين العراق ليصل الى بلجيكيا، في رحلة تراجيدية تخللتها محطات مؤلمة، مثّلت مأساة النزوح العراقي المتكرر للمنافي. ولم يكن المنفى عند كمال الدين وطنا نقيضا او لقيطا، بقدر ما كان مشروعا لاعادة العلاقة مع الوطن إبداعيا -نقديا.فكانت الأعمال المسرحية التي قدّمها في المنفى " تشير دون لبس الى سعيه لإلغاء الحدود الثقافية ، وتؤشر بوضوح الى ان نتائج مثل هذا العمل يمكن ان يكون مسرحا ناقدا لاستهلاكية عالمنا المعاصر. فمنذ زرقة الرماد، مرورا بظلال في الرمال، صور في العاصفة، دماغ في عجيزة، وسلالم الصمت. بات واضحا ان كمال الدين ، لا يتبع المفاهيم المسرحية السائدة ، والأساليب الفنية المتحجرة، والتسطيح الساذج، بل يجرؤ على اختيار طريق التجريب- التخريب" هذا ما جاء في شهادة دائرة السينما والمسرح العراقية، التي فتحت قنوات الاتصال مع المبدعين العراقيين المغتربين. وكان ثمرة هذا الانفتاح ، عملا مسرحيا بإنتاج مشترك بين بلجيكيا والعراق. وهو مسرحية " ساعات الصفر" التي قدمت على قاعة منتدى المسرح العراقي. وقد أثار هذا العمل الكثير من ردود الفعل، كان أهمها تأسيس فرقة (مسرح القرين)، التي سوف تأخذ على عاتقها تكملة مسيرة منهج الحركة الذي جاء به هذا الراهب برسالته المسرحية الحداثوية.
س- ان هجرتك المبكّرة نسبيا من العراق، لم تسمح لحوارنا ان يبدأ بالحديث عن واقع المسرح العراقي الآن. ما رأيك ان نبدأ من تجربتك الإبداعية الخاصة في المنفى ؟
-هذا مدخل صحيح، فليس من حقي ان أتكلم عن تجربة المسرح العراقي الآن، إذ لا تكفي السنوات الخمس التي قضيتها في فرقة مسرح الفن الحديث، لتقديم مشروعي المسرحي الذي نضج في المنفى.أود ان أصحح معلومة وردت في سياق سؤالك عن هجرتي، فأنا من جيل النزوح الثاني من العراق تاريخيا في ظل حكم البعث. إذ نزح العراقيون قبل هذا بتهمة التبعية الايرانية، وشرد اكثر من نصف مليون مواطن الى إيران، وجاءت الهجرة الثالثة بعد غزو الكويت. ومابين المهجّر العادي ، والمهاجر المبدع كانت في نفسي أمنية ، ان أعيد العلاقة مع الوطن مشروعا إنسانيا وإبداعيا –نقديا، وليس علاقة اجترار بكائية بين الوطن والمنفى.
س-إذن كان وجودك في المنفى تحقيقا لأحلامك ؟
-أكيد، إذا كنت تقصد أحلامي المسرحية
. نعم اقصد هذا .
سأصارحك باني كنت احمل عقدة النقص أمام المشروع الإبداعي الغربي.كنت مقلدا للمسرح الأوربي منذ ستانسلافسكي ، وبريشت وآرتو. لأننا في الوطن لم نستطع ان نكون شركاء مع الذهنية الجديدة. فكان المسرح بالنسبة لنا مجموعة من الأقنعة ، قناع تاريخي ، قناع ميثولوجي، لكي نمرر رسالة المسرح في حكم ظل الديكتاتور.وهنا جاءت أهمية ما يسمى بالمنفى ليّ، او بتعبير آخر كان المنفى هو وجود ظرف حياتي مستقر لإنجاز التجربة الإبداعية. في بيروت قدمت مسرحية ( الجنرال) للكاتب الإيراني (حسين ساعدي) ومن إخراج كاظم الخالدي.وهي أول مسرحية شعرت من خلالها، ان اُطّلق الرموز والأقنعة ، واسمي الأشياء بمسمياتها.وشهدت هذه المرحلة أيضا، إخراجي لمسرحية (محاكمة الرجل الذي لم يحارب) للكاتب ممدوح عدون… بيروت محطة مهمة في اختمار مشروعي المسرحي الذي نضج في بلجيكيا فيما بعد.
س- حتى لا نتشتت في تجربتك الإنسانية وقلقها وتأثيرها على تجربتك الإبداعية. كيف تسنى لك ان تُوفق بين مشروعك كأنسان مستلب في المنفى، ومبدع في معادلة القطيعة الفاعلة مع تاريخك الفني والشخصي في العراق ؟
إذا ما استثنيت حياتي الشخصية في محطات الترحال المتعددة، ستجد ان استقراري في بلجيكيا منحني مسارا نوعيا لفهم دور المسرح في الحياة. لقد تخليت عن دور المسرح السياسي التعليمي، أيقنت ان الأسئلة بدورها التجريدي قادرة على القيام بدور إشاري يتوافق مع تطور الإنسان الحليم الذي يفهم بالإشارة . فكان الجسد موضوعي الاول . الجسد هو المعنى الواقعي للإنسان ويمثل الإطار الحقيقي لوجوده وأحلامه ،عبر طرح الأسئلة.
س- أتيت الى العراق بمشروع مسرحي مختلف؟
. -نعم أتيت لوصل ما انفصل.
س- ما هو مفهومك الجديد لرسالة المسرح للعراق ، سيما وان المسرح العراقي قد شهد الكثير من التجارب التي تلاقحت مع المنجز المسرحي الأوربي ؟
- لا اعتقد ان أيّ جديد بالمنطوق الزمني يحمل حداثته المفترضة، فالحداثة رؤيا قبل كلّ شيء. لكن الظرف الذي أعيشه في بلجيكيا يسمح ليّ تحديدا لتأشير القطيعة بين المسرح العراقي ، وتطورات العلاقة ودوره في الحياة . فأنا بعد ربع قرن من الغياب العاطفي عن الوطن،أحمل لبسا غريبا بين مشاعري ومشاعر أمي مثلا ، هي الكائن الذي تجعّد من فراقي.فهل اسمح لنفسي ان أكون هذا الكائن المجعّد أمام مشروعي المسرحي!
س- ما هي ملامح مشروعك المسرحي الجديد؟
-لا يمكن تلخيص مشروعي نظريا دون مشاهدة أعمالي،ولكني على المستوى النظري أرى ان المسرح شيء جميل وله خطابه الخاص، وهو وسيلة لتبادل اللقاء بين البشر. في المسرح ليس هناك حدث مركزي وانما هناك إحساس عام تولده المسرحية بتأثيرها الجمالي على المشاهد.تماما كالرقص الفردي او الجماعي في حفلة عرس.كما أرى ان المسرح ليس المؤلف او المخرج فقط، وانما هو المثل والمشاهد. فعندما ارمي حجرا في بركة آسنة، ليس هدفي إحصاء الحلقات المائية المتكونة اثر رمي الحجارة، بقدر اهتمامي بعملية تحريك الآسن، والابتعاد عن النظرة الأحادية للعمل المسرحي عموما.
س- ان حديثك عن دور المشاهد في العمل المسرحي، يُشبه العلاقة الجديدة للقارئ والتي طرحتها نظريات القراءة الحديثة في إعادة الدور الحيوي للمتلقي في الرسالة الأدبية .فهل هذا هو تصورك لدور المشاهد الجديد ؟
- نعم للمشاهد دور حيوي في إنتاج المسرحية.وهذا ما ذهبنا إليه في معهد الحركة في مدينة(هانفرس) البلجيكية، ففي هذا المعهد لا يدخل الطالب على أساس المعدل او الاختبار . فكل المتقدمين مقبولين ،ومن خلال المشاركة الجماعية يتعزز دور الفرز للطاقات والمواهب، ثم ان المعهد لا يعتمد أسلوب الامتحان في نهاية الفصل الدراسي، وللطالب وحده القرار بالسير معنا او الرحيل عنا.إذ لا وجود لسباق يحتّم فوز او خسارة الطالب ، وان هذا الفهم للعلاقة المنفتحة على الممثل، سوف ينعكس إيجابيا على دور المشاهد في تحقيق الغرض الجمالي للعرض المسرحي أخيرا. إنها علاقة من الأسئلة الدائمة يشترك فيها أقطاب المعادلة بفاعلية متجددة، فالفنان لا يتشكل عبر الموهبة فقط، انه حِرَفي وعالِم وحالم، يفكك الواقع ويعيد قراءة العلاقات الجديدة من خلال طرح الأسئلة وليس من خلال الاستنتاج. في بلجيكيا عُرض عمل مسرحي طرح حوالي ( 3000) سؤال تدور حول مصير الكائن الشمولي، وكان العرض مخصصا لحوارية مفتوحة مع الجمهور. لذا نحد هنا غيابا كاملا للمؤلف والمخرج وحضور ثنائية الممثل والمشاهد، مع التأكيد على خصوصية المسرح في طرح الأسئلة بشكل جمالي. وهنا استطيع تلخيص مشروعي المسرحي نظريا بكون الإنسان هو المتكرر الوحيد بوصفه حالة مبدعة.
س- بعد ربع قرن من الغياب عن العراق ، عرضتم في بغداد مسرحية ( ساعات الصفر)، وقد أثارت الكثير من ردود الفعل والجدل الساخن. ما تعليقك؟
- أود الحديث أولا عن ثيمة المسرحية ، فهي متوالية من الأسئلة طرحتها في العراق عن سبب ظهور الديكتاتور الدائم منذ جلجامش وحتى صدام حسين. ولقد عرّجت بهذه الأسئلة على ذاكرة الطفولة وعلاقتنا بالميثولوجيا لنصل الى سؤال جوهري هو (من أنا وكيف أكون نفسي). لقد عرضنا المسرحية في قاعة منتدى المسرح في شارع الرشيد في ظل ظروف مناخية قاسية بلغت درجة الحرارة فيها الى 57 درجة مئوي، مع ظروف أمنية سيئة. واما عن الجدل الذي أثارته المسرحية فهو جدل صحي وطبيعي إزاء كل ما هو جديد ، وفي تقديري ان أهم فعل حقّقته رؤيتي الفنية للمسرح هو تكوين (فرقة القرين) من مجموعة من المسرحيين العراقيين الذين سيرسخون مفهومنا في المسرح العراقي.
س- ما هي المعايير التي افترضتها لاختيار الممثلين العراقيين لتوصيل رسالتك ؟
- لديّ مهمة واضحة تتمثل في معالجة القطيعة التي يعانيها المسرح العراقي مع المسرح العالمي بسبب الظروف السياسية، فأنا اعمل بجد على وصل ما انفصل. ولايماني بطاقة المبدع العراقي الخلاقة، تمت عملية اختيار الفنانين ليس على أساس انتمائهم السياسي السابق او الحاضر، ولا على أساس تاريخهم في المسرح العراقي، ولا على أساس العمر والليونة الجسدية او الحالة الصحية. اعتمت فقط على مبدأ الالتزام والصدق، ومن خلال هذا المعيار نجح الفنان العراقي باستيعاب منهج مسرحي جديد سيكون رافدا من روافد التنوع الجمالي للحركة المسرحية العراقية.
تركنا الفنان حازم كمال الدين ، يحزم حقائبه للعودة الى بلجيكيا، وواصلنا الحوار مع بعض أعضاء فرقة القرين . سألت الفنان العراقي حميد عباس جاسم، عن تقييمهم لمسرح الحركة وكيف تعاملتم في فرقة القرين مع رؤية حازم كمال الدين ؟ أجاب. "لقد جاء هذا الفنان بالكثير من الأشياء المُغيبة عنّا نتيجة عدم الاحتكاك والانغلاق على أنفسنا لاسباب معروفة للجميع ، فنادرا ما كنا نشاهد عملا استثنائيا. فدخلنا هذه التجربة لاكتشاف منهج الفنان كمال الدين بوصفه رافدا مهما في مسيرة المسرح العراقي الجديدة. ولقد حفّزنا على تشكيل فرقة القرين المسرحية. لقد اثبت الفنان العراقي قدرته على الأداء الراقي والمعبّر إذا ما وجدت مثل هذه العقلية الفاعلة لفهم رسالة المسرح" . وعقّب الفنان العراقي علاوي حسين عن منهج كمال الدين بالقول" يسعى المحرج للاستفادة من التطور في المسرح العالمي، مع مراعاة للخصوصية العراقية وإظهارها في رؤية معاصرة ، فأشتغل على الحكاية ودور الحكواتي في رسم المشهد المسرحي، أي ان هناك بحث في الجسد على الرواية. المخرج يعتمد على لغة الجسد لاداء مهمة الحوار، كما ان حازم كمال الدين ليس مُهمينا أوحد على العمل ، ويؤمن بالعلاقة المثمرة لكل أطراف العمل المسرحي "
أخيرا لابد من الإشارة الى ان فرقة القرين تتكون من ( عهود إبراهيم، حميد عباس، علاوي حسين، باسم الطيب، طه المشهداني، سامر الصرّاف، واسعد راشد)



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دريد السبتي ... المغامرة في الطرق على أبواب الإبداع
- أصفق بحرارة ليدي
- نواب العراق بين الملا عبود الكرخي والرصافي
- الشاعر خزعل الماجدي...لا يوجد أدب داخل/ أدب خارج ، هناك أدبا ...
- قراءة في رواية
- الخفافيش تزقزق في المرايا
- المعرفة والادب
- اديب كمال الدين يبحر بحروفه بحثا عن الحرية والحياة
- ما تيسر لمن ؟
- في الطريق اليّ
- الفن التشكيلي العراقي ابداعا ونقدا
- دور المثقف العراقي في المرحلة الراهنة
- الطريق الى الوليمة العارية
- أسرار الحكاية الجديدة
- الوجود في ظلمة النفق
- أيام على اسفلت البلاد


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - حوار مع المسرحي العراقي حازم كمال الدين