أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - دريد السبتي ... المغامرة في الطرق على أبواب الإبداع














المزيد.....

دريد السبتي ... المغامرة في الطرق على أبواب الإبداع


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:47
المحور: الادب والفن
    


لم يكن باب الفن يوما كباب الله يطرقه من يريد وبأي وقت يشاء. الفن ساحر منحوس والفنان رقيته وتعويذته الخالدة.
لكن السبتي دريد يطرق أبواب هذا العالم الملون ببراءة ووعي كافيين لدرء شبهات الذين يحومون حول نار الفن المحرقة..
الخبرة والفن
فتح السبتي عينيه على بيت مزدانة جدرانه باللوحات الفنية ، تتقدمها لوحة للمبدع الرائد جواد سليم، مع أرضية تستريح عليها أرقى أنواع السجاد الفارسي الكاشاني، هذا غير مشغل العائلة في خان الشاهبندر والمخصص لصناعة وصياغة الذهب، المهنة التي توارثها الصابئة المندائيون ، ودريد واحد منهم .وهم طائفة عراقية اشتهرت في صياغة الذهب في مدينتي العمارة والبصرة جنوب العراق.
من هذا المناخ خرج السبتي إلى أسواق بغداد " سوق الهرج " ليمارس هوايته الأولى باقتناء الانتيكات واللوحات ، وما تراه عينه المدربة باقتناص الدرر من ركام الأشياء.
وكان فائق حسن ولوحته " الطبيعة" هي الصيد الاول لصنارة الفتى الصابئي ، وبداية دخوله في عالم اقتناء اللوحات الفنية والمتاجرة فيها فيما بعد. وكان شغفه الاول هو اقتناء أعمال الرواد حيث بلغ ما اقتناه 100 لوحة لهم ، وصدق الناقد فاروق يوسف عندما وصف بيت السبتي ب" مقبرة الرواد" . لكن اهتمامه قد تواصل ليشمل كل الأجيال والاتجاهات والأساليب والرؤى. من جواد سليم ، ، عطا صبري، الدروبي، فائق حسن، شاكر حسن آل سعيد، علي طالب ، سعدي الكعبي ، إسماعيل فتاح الترك، محمد مهر الدين، إسماعيل الشيخلي ، ضياء العزاوي ، محمد غني حكمت ، نزار الهنداوي، طارق إبراهيم ، سعد شاكر، هاشم حنون ، فاخر محمد ، عاصم عبد الأمير ، هيثم حسن، كريم رسن، فهمي القيسي ، محمد الشمري.. وآخرون.
من هذا العالم الملون بدأ رفيف قلب السبتي لا ينتظم بالاقتناء والاتجار.. تجاوز قلبه نبضات الاقتناء وصارت روحه ولهانة إلى الدخول في دائرة النار، نار الإبداع.
الحقل وشروط الدخول
يقول دريد" لقد أغراني سطح اللوحة بأن أكون احد الخالقين للوحة بعد كل سنوات خبرتي البصرية" . فهل يحق لأحد أن يمنع هذا القلب من الخفقان، هل لأحد في الحقل أن يمنع السبتي من التجول في غابة الإبداع !؟ وهل أن العمر هو مقياس لشرعية الدخول إلى الحقل.
يقول السبتي" كان هاجسي الأكيد هو الدخول الناضج ، وكان الخوف يتلبسني من مسك الفرشاة .. الآن أشعر أنني تحررت من هذه العُقد وابتدأ سطح اللوحة يتناغم مع فرشاتي لرسم وترجمة أحاسيسي على اللوحة ، تلك التي أحلم يوما في انجازها" ... من له الحق بالإجهاز على حلم السبتي!!!؟
الحقل والوشاية
تعودنا أن تكون ثقافتنا " ثقافة إشاعة" و" ثقافة إخوانيات" و" ثقافة عصبة" و" ثقافة كارتلات" . وعلّمونا أن الإبداع شرط جمعي، فجاءت" الجماعات"، وقد فقّست هذه الجماعات جمهرة من الآباء والمريدين.
وكانت الوشاية أوالإشاعة رائدة في تسويق الأسماء متكئة على سلطة ما . حتى تحولت المعرفة وشروط الحقل إلى سلطة تنمطت إلى شكل من أشكال السيطرة والمراقبة ، فغدت قوة طاردة لكل جديد ووليد من خارج حاضنتها ومباركتها... تحول الحقل إلى فزاعة والوشاية إلى ناطور . وباضت الوصايا حزمة من الإجراءات الوقائية والأمصال المضادة لكل ذائقة أو تجربة جديدة " بمعنى الخارجة من مباخر دراويش الطريقة".
الموهبة والمرايا
يقف الفرد أحيانا أمام مرايا متنوعة " مقعرة ، محدبة ، مستوية، مستطيلة ، مربعة ، مدورة، .... الخ" وكل مرآة تنضح بما لها من المكيدة للإيقاع بالكائن المتمرئي بها. لكن الموهبة هي المرآة الوحيدة التي تعكس صورة الفرد الحقيقية إزاء الناظرين إلى انعكاسها في الواقع وفي الخيال.
مرآة الموهبة هي الحد الفاصل بين الكيل والمكيال، بين اللغو وبين الموسيقى، بين اللون وبين الملّون... وآخر كذبة العيّار في سوق الإبداع هي بيضة العنقاء المغشوشة.
هذا رهان الموهبة، فهي أما إن تكون شهادة وفاة، أو حياة بشهادة الموهبة.
الإعلان عن الذات
أليس من حق دريد السبتي أن يعلن عن دخوله بيت الفن منتجا بعد أن كان من أهل " هذا البيت" مقتنيا وتاجرا لسنين .. قد تكفي لتكوين خبرة بصرية في فرز الغث من السمين؟؟
أزعم أن خبرة السبتي في الاقتناء والاتجار والتسويق ، سوف تُدعم جرأته في الدخول الحر إلى عالم الرؤى والأفكار والصور الصامتة الملونة.
دليلي ليس محض شهادة أدبية قوامها النوايا المرصوصة بسيل الكلمات وأضغاث أحلام عابرة، دليلي انسجه من نتاجين فنيين لدريد السبتي " لوحتان" ، أرفقهما كشهادة على حق هذا الرجل بالوقوف بثقة على عتبة الإبداع، مقرونة بالرهان الأكيد على الموهبة في أكمال نصابها القانوني، في بلوغها سن الرشد والحكمة معا.
إن ذات دريد اللائبة للدخول إلى " بيت الإبداع" عليها أكثر من علامة استفهام منطقية ومتوقعة ، وعليه هو أن يتجاوز سلّة من المحضورات في حقل مليء بالألغام .
أنا أقدّم شهادة دريد السبتي البصرية، وهي التي ستعلن عن ذاته منتجا، وهي شهادة بوح وفضح ، قبل أن تكون شهادة ُمُباركة



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصفق بحرارة ليدي
- نواب العراق بين الملا عبود الكرخي والرصافي
- الشاعر خزعل الماجدي...لا يوجد أدب داخل/ أدب خارج ، هناك أدبا ...
- قراءة في رواية
- الخفافيش تزقزق في المرايا
- المعرفة والادب
- اديب كمال الدين يبحر بحروفه بحثا عن الحرية والحياة
- ما تيسر لمن ؟
- في الطريق اليّ
- الفن التشكيلي العراقي ابداعا ونقدا
- دور المثقف العراقي في المرحلة الراهنة
- الطريق الى الوليمة العارية
- أسرار الحكاية الجديدة
- الوجود في ظلمة النفق
- أيام على اسفلت البلاد


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - دريد السبتي ... المغامرة في الطرق على أبواب الإبداع