أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - ذاكرة الأصوات














المزيد.....

ذاكرة الأصوات


هناء شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


حفنة من تراب الأرض وإيقاع يحرك السكون في نبض وانفراط عناقيد الندى من رؤوس أزهار اندثرت قبل الموت لتحيى ،،،صراخ يعبئ الفناء، إيضاحات الطرف الآخر بعينيه الفاجرة تتخطى
حواجز الجنون وضبابيات الأفول.

كأس ٌ طافح ٌ بالهواء وأرجوحة ُ الحديقة تترنح بالأرجاء وثغرٌ بلا معنى يصدر أصوات وأصوات كأنه في وادٍ سحيق.
تلك امرأة تخيط ثوب طفلها المنتظر ،تنظر لتكور بطنها تتمتم وتحدق إلى الأعلى وكأنها تنظر للخالق وتحاوره ،،، تعود إلى أرضها ،،إلى حنين زوجها فتبتلع سـُمّ الرفض وتكتظم الروح احمرارا لتقتل الرفض في القبول ،،،تصحو من مهمتها ترتب أشياءها وكأن شيئا ً لم يكون .

تجيد التلاعب في الماضي ،،ً سَمّدت الأرض وزرعت ما يحرك بها النبض "عريشة الياسمين"
تعاهدت تحت ظلها على حب ٍ يطول للأبد ودفء يملأ المكان والجسد .
تقص حكاياتها لأعماقها تهرب من الآتي للماضي تقوى عليه بذاكرتها وتجتاز حواجزه ببراعة ،،
كلما رغبت بحضن الآن أشاح الآن وجهه عنها وسَمّرها بمكانها مرتديا ً وشاح اللا ممزوجا ً بدمٍ
شرقي يخاف النعم ويدغدغ رجولته امرأة تتنفس في ذاك الوطن .
تصرخ من جديد يلاقيها حضن من حديد ، يداعبها يمسد شعرها ويرقرق الدموع من على خديها وتقول بسرها : صبرك يا أيوب.

تبتلع الآهة وتتراقص حنجرتها من مُر إلى أمراه وتبرق عينيها بطيبة ليتجلى نور جديد . ترتدي الجسد الصبور وتمضي معه بحبور وترسم ابتسامة ذليلة لتفشي سر السرور.

تمضي الساعة والربيع يطرق الأبواب وبراعم العمر تتفجر أعينه بروح الشباب وهيكل يرسم أطراف القيود لتصحو على تلك الحدود.
كلما شَقّ النور ذهنها اشتد وصال القيد لعمرها تعود لتصرخ من جديد كأنها تمارس عادة رغبت تكرارها .
ردمتها الأيام بعد صراخ ٍ دام لأعوام فاصطبغت الذاكرة بالأصوات وتحول جسدها إلى صدى وقررت،،،قررت الصمت .

هناء شوقي
فلسطين



#هناء_شوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانية عشر عاما
- جدتي
- قصص قصيرة
- خلف نظارة
- سأعتزل أرض البوار
- يا جليس الفؤاد
- أهواك وما ادراك
- سيرة مجهول
- سلوى
- انا وكتابي في يومين
- حوار
- صوتك
- ديالا
- كلمات بين الذات
- الشارع الغافي
- بكل الالوان
- ماذا أكثر؟؟
- كان الموضوع
- تأتي لتغيب
- نصف نساء العالم


المزيد.....




- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - ذاكرة الأصوات