أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - الاختيار بين نفاق الشعوب أو خض سكونها















المزيد.....

الاختيار بين نفاق الشعوب أو خض سكونها


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


ربما يحق علينا أن نرى قناة (الحرة) بعين مختلفة.. لن ننسى بالطبع أنها بتمويل أمريكي.. ولن نتناسى طبعا أن المال الأمريكي يهدف من ورائها إلى شيء.. وقد لا يخفى على عربي من المحيط إلى الخليج أن هذا (الشيء) هو ربما أكثر من مجرد (تحسين صورة أمريكا) في ذهنية الشعوب العربية.. كما أعلن في أمريكا عندما بدأ بث تلك القناة باللغة العربية.. ربما يكون هذا الشيء هو استخدام الوسيلة الإعلامية الأكثر سحرا وتأثيرا- وهي الإعلام التليفزيوني- من أجل بناء (قابلية للأمركة) في نفسية المواطن العربي.. الأمركة بوجهها الاستعماري بالذات.. وإن كانت لفظة (استعمار) أصبح لها أسماء أخرى الآن، لكن.. دعونا نطرح كلمة (لكن) هنا كي نزيد من أبعاد الرؤية لتتجاوز الرؤية الثنائية في العقل العربي.. رؤية الأبيض والأسود.. الحلال والحرام.. نحن وهُم... إلخ، فعندما جاء نابليون في حملته الشهيرة على مصر في نهاية القرن الثامن عشر كانت مصر حينها غارقة في ظلمة وظلام و(سكون) القرون الوسطى.. لا تدري حتى أن هناك (حركة) على الشاطئ الآخر.. لا يختلف أحد حتى هذه اللحظة ومن جميع الأطراف على أن الحملة الفرنسية جاءت إلى الشواطئ المصرية (بغرض استعماري بحت).. لكن.. منذ تلك (اللحظة الاستعمارية) بدأت مصر تنتفض- من السكون على الأقل- فقد جاءت الحملة استعمارية صحيح لكن.. جاءت معها أيضا (مفاهيم حديثة) فعرفنا في منطقتنا ما جابت به (الحركة الإنسانية الفعالة) على الشاطئ الآخر دون أن ندري.. عرفنا الدستور وحقوق الإنسان كما عرفنا المطبعة والماكينات التي تطور حياة الإنسان بتطوير إنتاجيته لحاجياته، ثم ماذا حدث.. حركة التاريخ استمرت وانتهى (الاستعمار) لكن بقيت منه تلك (الدفعة) للخروج من السكون.. وحتى الآن ومنذ تلك الدفعة نحن في منطقتنا جيلا وراء جيل نحاول أن نخرج من هذا السكون التاريخي.. وبالتالي أولى الأشياء التي يجب أن نعترف بها هي أن (الشاطئ الآخر) متقدم علينا في مفاهيم كثيرة مادية ومعنوية.. وهو وإن كان يحاول بهذا (التقدم) أن (يستغلنا ويستغل مواردنا) فإننا يجب أن نقاومه لكن- ومع تلك المقاومة للاستغلال التي لابد منها كي لا ننقرض- يجب أيضا أن نتوقف عن (المكابرة) بشأن تقدم ذلك (الآخر).. ما يعني أن (ليس كل ما يأتي من جانبه شر) وأمريكا رغم بشاعة استغلالها للعالم وابتزازها له كي تستنزف منه أكبر ما يمكن من موارده.. فهي أيضا بجهود علماءها (حتى هؤلاء العلماء المهاجرين إليها من أمم أخرى) هي من نقلت البشرية إلى هذا المستوى من التطبيقات العلمية التي حسنت حياتها كثيرا.. بل وأصبح العالم كله سواء كان عالم أول أو ثان أو ثالث يعتمد بل وينتظر ما تجود به القريحة العلمية الأمريكية.. كل ما نعرفه الآن من تطور تكنولوجي هو بفضل ذلك (المناخ العلمي) الذي يسود الشاطئ الآخر الغربي عموما وفي طليعته أمريكا خصوصا.. فإذا كانت أمريكا هي (القوي الظالم) وهي من تمول قناة مثل قناة الحرة كي تؤثر بها على العقلية العربية.. فإن تلك العقلية العربية التي يثبت تاريخنا كم هي فاشلة في التعاطي مع العالم برؤية تعددية.. هي في حاجة إلى امتصاص بعض ما يتوفر لدى ذلك الطرف القوي الظالم.. وإذا كان مفهوم الديمقراطية هو مفهوم ولد في الشاطئ الآخر (الغربي عموما وفي طليعته ألآن أمريكا) فإن مقاومتنا للظلم لا يجب أن تجعلنا (نكابر) ونرفض المفهوم لمجرد أنه جاء مع الاستعمار.. كيف الحال لو رفضنا المطبعة لمجرد كونها جاءت مع الاستعمار الفرنسي؟! قناة الحرة تختلف عن مثيلاتها العربيات في أنها (متحررة من أسر النفاق للرأي العام الشعبي العربي) هي لا تنافقه.. ليست شعبوية.. لا تبث له ما يزيد من (غيبوبته الدينية).. لا تخاف منه.. ربما بسبب (استغناء ممولها).. هذا الرأي العام الذي هزمت أمامه كل محاولات المفكرين العرب التحرريين هزيمة نكراء (على حد تعبير محمد جابر الأنصاري المفكر البحريني).. لهذا السبب تحديدا ربما يجب علينا ألا ننفخ في الكراهية الشعبية لقناة الحرة.. ففيها مدرسة إعلامية تختلف عن مدرسة الفضائيات العربية الأخرى.. وهي مدرسة (مواجهة عقلية القرون الوسطى لدى الشعوب العربية) وليست مدرسة (مجاراة) تلك العقلية التي تتبعها معظم الفضائيات العربية الأخرى.. مع الانتباه بالطبع للتحفظ على (مدى نزاهة) تلك المواجهة.. تماما كما كان الاستعمار الفرنسي ليس نزيها تماما وهو يمد يده إلينا بالمطبعة، القناة تستضيف (عربا) وهم مثقفون من منطقتنا وليسوا من المريخ.. ولهم آراء مختلفة لا تهتم لها عمدا الفضائيات العربية الأخرى التي تنافق الرأي العام بدلا من محاولة إيقاظه من السكون.. وعموما أدرك بعض مفكرينا مبكرا هذه الإشكالية التي تتبدى في الفرق الشاسع بين.. (السكون) العربي و(الحركة الفعالة) عند الآخرين.. ففي عام 1929 زار بغداد المستر كراين الأمريكي.. فلاقاه معروف الرصافي بقصيدة تعبر عن شعور المفكر العربي بما ابتليت به العقلية العربية من سكون حتى لو جرت في بلادها انتخابات ديمقراطية (شكلية).. فقال في قصيدته:" وإذا تسأل عما هو في بغداد كائن.. فهو حكم مشرقي الضرع غربي الملابن.. قد ملكنا كل شيء في الظاهر.. لكن نحن في الباطن لا نملك تحريكا لساكن"..
** عين على الديمقراطية:
الحرية أولا..
برنامج عين على الديمقراطية الذي تبثه قناة الحرة هو مثال على مدرسة (عدم منافقة الرأي العام الشعبي الميال بطبيعته لتديين كل أوجه حياته) البرنامج ناقش مسألة (تأخر العرب دون غيرهم في امتصاص مفهوم الديمقراطية) الضيفان كانا من العرب.. أحدهما شاكر النابلسي وهو ليبرالي يعيش في أمريكا.. والآخر هو إبراهيم البليهي عضو مجلس الشورى في السعودية! وكلاهما طرح نقاطا هامة تتعلق بالثقافة العربية وموقفها الرافض نفسيا لمفهوم الديمقراطية- حتى قبل رفض الحاكم العربي لها-! قد تختلف أو تتفق مع كليهما ومع توجهاتهما لكن النقاط المطروحة ذاتها تستحق الوقوف أمامها.. النابلسي بدا متفائلا ببعض مظاهر الحركة في العالم العربي باعتبارها (خطوات) على الطريق إلى الديمقراطية.. مثل انتخابات موريتانيا وجرأة الصحافة المستقلة في مصر والمظهر الانتخابي لما تم في السعودية باسم الانتخابات البلدية والأردن وغير ذلك من أمثلة.. وهو واحد من أصحاب (إعلان زيورخ للدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة والأقليات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا).. ويحتج بالقول إن السود في الولايات المتحدة لم يسمح لهم بحق التصويت إلا في عام 62 والمرأة الفرنسية في عام 44 وعموم الشعب البريطاني في عام 18 أي أن النضال من أجل إقرار حقوق الإنسان هو تدريجي حتى في أعرق الديمقراطيات في العالم.. لكنه يقول بأنه (لا ديمقراطية للجياع) فطالما كان الناس جوعى وأميين كيف تطلب من أمي- حسب قوله- أن ينتخب ويختار اختيارا صحيحا! فأصوات الفقراء تشترى بالمال والخدمات.. يجب أن يكون هناك وعي حتى توجد الديمقراطية، أما إبراهيم البليهي الذي رد بأنه حتى من يحملون أعلى الشهادات من بين العرب لم يتوفر لديهم (قبول بالآخر).. وأن (الوعي لا يأتي إلا بالحرية.. الحرية أولا).. فقد كان أكثر لمسا للمشكلة العربية لهذا أعرب عن تشاؤمه! ورغم أنه عضو في مجلس الشورى السعودي إلا أنه كان أكثر مسا للعصب الفاسد في (الحالة العربية).. لقد عبر عن ضيقه بها.. (الثقافة العربية).. التي ترفض الاعتراف بحق الاختلاف ووجود الآخر.. الثقافة العربية قبل الحاكم العربي المستبد (فهي التي أفرزته على كل حال).. هي ثقافة (الإخضاع وليس الإقناع).. حسب تعبيره، نحن – يقول البليهي- احتلت عقل المجتمع لدينا وعقل الفرد ثقافة ترفض التعدد.. وحتى التجارب العربية التي توصف بالديمقراطية لا تتطور إلى الأفضل وإنما تتقهقر.. وضرب مثلا بالتجربة الكويتية التي تحولت فيها مؤسسة مجلس الأمة الموكل إليها بالبداهة تحديث المجتمع.. تحولت هي نفسها إلى وسيلة قهر للمجتمع ورفض تحديثه وأصبحت قيدا على التطور فيه.. العالم انتقل من حيز الإخضاع إلى فضاء الإقناع وهذا شيء غير معروف عند العرب.. يقول البليهي، وقال إننا في حاجة إلى (إعادة تأسيس الثقافة العربية) وعبر عن أسفه لأن العرب (لا يشاركون العالم إلا بما يعوق العالم)! حسنا.. كان هذا ملخصا شديدا للحوار في برنامج عين على الديمقراطية.. والذي لم يكن فيه (نفاقا) للنفسية الدينية عند المواطن العربي.. لو أن كل أو على الأقل عددا كبيرا من الفضائيات العربية ووسائل الإعلام عموما تكف عن القول بأن (الإسلام ديمقراطي!) من باب النفاق للعامة.. وتبدأ في مناقشة جذور ثقافتنا.. لأصبح لها دور حقيقي في (تحريك ساكن العرب).. فالإسلام دين ككل الأديان.. والأديان بطبيعتها- كلها- تقسم الأشياء إلى (ممنوع ومسموح.. حلال وحرام) الأديان لا تعرف التصويت ولا الأغلبية ولا التحديث ولا التطور.. كل الأديان ثابتة عند لحظتها التاريخية.. كلها جاءت لتقوم بتحسين العلاقة بين المخلوق والخالق.. أما العلاقة بين الخلق أنفسهم فهذه مهمتهم هم.. حسب عصرهم، ببساطة شديدة كما يقول أحمد البغدادي (ليبرالي كويتي) إذا كنت مؤمنا بأيديولوجية دينية فأنت بالضرورة لا يمكن أن تتوافق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان! نريد إذن إعلاما- خاصة ذلك الذي يصل إلى الأغلبية الساحقة من المواطنين العرب- يكون قادرا على (مواجهة) النفسية العربية الدينية (الساكنة) لا أن يشجعها.. نحن بحاجة إلى إعلام يقول للمواطن العادي أميا كان أو حاملا لأعلى الشهادات: قف.. لست وحدك في العالم.. استمع للآخرين.. لديهم ما ليس عندك.. فتعلم منهم.. أخرج من سكونك.. فالعالم حولك يتحرك.. أنت تملك في الظاهر أشياء صنعتها حركة الآخرين.. لكنك في الباطن.. لا تملك تحريكا لساكن..



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إوعوا تقولوا للشعب إن الأرض تدور
- مرارة بطعم النفط: عضة كلب أمير
- خراب يا مصر (2): خليني في حالي!
- قناة الحوار وتساؤلات عن التمويل وهموم الناس في البرامج
- خراب يا مصر!
- غضب المصريين على الفيلم الإسرائيلي أخطأ الطريق
- !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا
- التفاوت الطبقي في مصر مشروع انفجار
- شوية هموم بتوع كل يوم
- دستوركم يا اسيادنا
- عبدالكريم نبيل سليمان مثالا: الشغف بقتل المختلفين في مجتمع م ...
- إنقاذ المصريين من الهيافة
- فتيات هالة وفساتين هيفاء
- يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون
- برلمانيون لكن ظرفاء
- القصة الكاملة لما أثير حول فيلم الجزيرة الوثائقي عن التعذيب ...
- إقالة مبارك بخمسين قرشا
- الفضائيات تتحول إلى أحزاب سياسية، وجريمة تبديد أموال النفط
- معارك إعلامية بسبب الحجاب تخفي السبب الحقيقي للصراع
- موريتانيا مرة أخرى: الغضب من الحقيقة هو سر التخلف الحضاري في ...


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - الاختيار بين نفاق الشعوب أو خض سكونها