أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - خراب يا مصر (2): خليني في حالي!














المزيد.....

خراب يا مصر (2): خليني في حالي!


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوم الاستفتاء أمسكت بالريموت كنترول.. رحت أدور بين قنوات الحرة والجزيرة والعربية والحوار ودريم والمحور والتليفزيون المصري أرضي وفضائي.. شيء مدهش! لماذا كل هذا الاستنفار؟! ماذا تشرحون ولمن ولماذا؟! مراسلو الفضائيات راحوا يحكون من الميدان عما رأت أعينهم أو أعين مصادرهم من (غياب) الناخبين والمصوتين و.. وكأن جديداً هناك! برنامج القاهرة اليوم استمر لعدة ساعات.. وتعامل مع مسرحية الاستفتاء الهزلية بما تستحقه من هزل.. فراح مقدمه يبعث برسائل مناشدة إلى ضباط الشرطة ألا (يضربوا) الناس وإن ضربوا.. فبرفق! الناس فيما يبدو كانوا أحرص على كرامتهم فلم يخرجوا أصلا من بيوتهم.. واحد من المشاهدين اتصل بإحدى تلك القنوات وقال: بصراحة.. الفرجة على تمثيلية الاستفتاء في التليفزيون أجمل من المشاركة فيه! مّرت إذن التعديلات الهستورية! مّرت على قفا شعب لم يحمه الدستور القديم ولا يتوقع أن يرحمه ذلك المعّدل! أما لماذا مّرت على قفاه دون أن تأخذه حمية لدستور قديم أو اكتراث بدستور جديد.. فهذه هي مصر! لعدة أسابيع ظل السجال حول تعديلات الدستور- مع وضد- محصورا بين بضع من المصريين.. بضع من رجال النظام الحاكم ورجال المعارضة.. أضجروا المواطنين وهم يتجادلون حول تعديل الدستور باهتمام يثير الدهشة! فالنظام ظل طوال عقود يمارس (انتهاك الدستور) القديم والآن.. يريد (دسترة الانتهاك)! والمعارضة تتقدمها نخبة من المثقفين ظلت طوال تلك العقود (عاجزة عن التمرد) والآن.. فات الوقت أن يجدي ما تبديه من (تمرد العاجزين)! أما بقية أفراد (الشعب) فهم (كتلة هائمة).. هائمة برغبتها أو بدون رغبتها.. رغم أنها- تلك الكتلة الهائمة- هي من توضع الدساتير أصلا لاحترامها أو.. لسحقها، مّر الدستور الجديد إذن عبر ما يمكن وصفه بأنه أكبر عمليات (النصب والاحتيال على جماعة بشرية ضخمة) في أوائل القرن الحادي والعشرين! لأجل ماذا هذا الاحتيال على الشعب المصري؟! لأجل رجل واحد لم تكفه خمس وعشرون سنة من السلطة المطلقة والتحكم في ثروات البلد.. فأراد المزيد ليس فقط لنفسه حتى تجمد آخر قطرة من دمه بل.. ولذريته من بعدْ؟! لا يمكن لوم نواب مجلس الشعب المعارضين فقد قاطعوا مناقشة التعديلات وانسحبوا وهذا أقصى ما استطاعوا.. ولا يمكنك لوم الكتلة الهائمة فقد نـُكل بها قمعا وإفقارا وتجهيلا وتغييبا حتى هامت.. ولا يمكن لوم المثقفين فهم يتأرجحون بين حافتي الكتلة الهائمة والبضع المعارض العاجز قليل الحيلة.. ولا يمكن الاكتفاء بلوم المنافقين والمنتفعين فهم لا ينبتون إلا في تربة هي بالأصل ملائمة لنموهم.. إذا انحصرت إذن دائرة مستحقي اللوم بهذا الشكل.. فإن أصابع الملامة تتجه نحو شخص واحد.. رجل واحد احتل موقع رأس السمكة.. رجل أفقد المصريين ألق صيحتهم الشعبية التاريخية الشهيرة (عمار يا مصر) فراحت تتحول أمام أعينهم من خراب إلى خراب! معارضين كانوا أو منتفعين أو كتلة هائمة أو مثقفين.. جميعهم في نفس (الخرابة)! فإذا كان (الملوم) على أكبر عملية نصب واحتيال على شعب بأكمله هو رجل واحد.. فإن ما يستحقه ربما يكون أكثر من.. مجرد ملامة! لكن حتى (اللوم) لم يعد مأمونا حسب (الهستور) المعّدل! الآن.. وقد مرت التعديلات الهستورية.. ليس أمام من تسّول له نفسه أن يتمرد في تلك الخرابة إلا أحد أمرين.. إما أن (يعقل) ويسّـلم بالهزيمة.. ويركن جنب الحيط و(يخليه في حاله) ويقول (مليش دعوة).. أو.. أو يستمر في (حماقة التمرد) وحينها لن يكون سحقه خارجا على القانون.. فطبقا للدستور المعدل لا يحتاج سحقه إلى محاكمة وقضاء مدني وإذن نيابة وخلافه من وسائل (تدليل المشاغبين)! هذا الدلال اختفى من الدستور الجديد! أي أحمق يفكر في التمرد سيكون جزاؤه أن يُسحق .. دستوريا! معاوية حين أراد أن يوليّ ابنه زيد.. خيّر رعيته بين مبايعة ابنه يزيد أو السيف.. ولى زمن معاوية وبقي الخياران! لكن في أزهى عصور الديمقراطية ليس الخيار بين البيعة والسيف، الخيار الآن بين البيعة و .. الدستور!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الحوار وتساؤلات عن التمويل وهموم الناس في البرامج
- خراب يا مصر!
- غضب المصريين على الفيلم الإسرائيلي أخطأ الطريق
- !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا
- التفاوت الطبقي في مصر مشروع انفجار
- شوية هموم بتوع كل يوم
- دستوركم يا اسيادنا
- عبدالكريم نبيل سليمان مثالا: الشغف بقتل المختلفين في مجتمع م ...
- إنقاذ المصريين من الهيافة
- فتيات هالة وفساتين هيفاء
- يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون
- برلمانيون لكن ظرفاء
- القصة الكاملة لما أثير حول فيلم الجزيرة الوثائقي عن التعذيب ...
- إقالة مبارك بخمسين قرشا
- الفضائيات تتحول إلى أحزاب سياسية، وجريمة تبديد أموال النفط
- معارك إعلامية بسبب الحجاب تخفي السبب الحقيقي للصراع
- موريتانيا مرة أخرى: الغضب من الحقيقة هو سر التخلف الحضاري في ...
- العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك
- قنوات الأغاني وقنوات الإعلانات
- جمال النووي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - خراب يا مصر (2): خليني في حالي!