أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مركز دراسات المجموعات القومية والدينية في الشرق الأوسط ومشروع مركز الدراسات السومرية















المزيد.....

مركز دراسات المجموعات القومية والدينية في الشرق الأوسط ومشروع مركز الدراسات السومرية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:56
المحور: المجتمع المدني
    


عاشت في بلدان الشرق الأوسط مجموعات قومية ودينية متنوعة متعددة ولقد شادت تلك الشعوب مجد أولى الحضارات التي أنارت الحياة البشرية ونقلتها إلى عالم جديد من اعتماد المنطق العقلي في بناء الحياة الحرة الكريمة.. وولِدت دولة المدينة التي أعلت من قيم المعارف والعلوم ومن تثبيت حقوق البشر وحقوق الشعوب على وفق ما ورد في أولى الشرائع التي وردتنا مدونة في مسلات ما زالت تحتضنها اليوم كبريات المتاحف العالمية...

وكانت المدرسة الأولى والقرطاس والقلم وكان الحرف السومري وكانت مكتبة الشعوب السومرية التي راكمت إبداع العقل العراقي آنذاك. وصرنا شيئا فشيئا نقرأ في مراكز البحث والدرس حتى كانت بغداد يوما ودار الحكمة فيها مركز العالم بحوثا وعلوما ودراسات... ولم تكن مكتبة الأسكندرية أقل شهرة ومكانة ولم تكن شعوب دول شمال أفريقيا أقل إبداعا وشأنا بل كانت تقوم حواضر مشرقة وهويات شعوب ما زالت اليوم تحيا بقيمها وخصوصياتها الساطعة...

ولكن المشكل اليوم جاء على أنقاض نتائج الحروب الكونية الأولى والثانية وطبيعة الدول التي قامت مستمدة أصولها من رؤية أحادية تستند إلى القبول بواقع رسمه تاريخ ما بعد قيام الدولة العربية الإسلامية ورفضت جهات حكم في تلك الدولة كل ما عداها من رؤى وهويات وأفكار ومعطيات وجودية راسخة. وجرت أعمال قمعية مبررة بخلفية تدعي المرجعية الدينية والرؤية العروبية الشوفينية الاستعلائية...

وتمَّ اختلاق صراعات ومحاولة محو الوجود الشامخ للمجموعات القومية الأثنية والدينية التي تمتد إلى أعماق تاريخ المنطقة.. والمشكلة أن ما جرى من تصفيات ومحاولات محو أو محق الهويات والخصوصيات لم يكن يقف عند محو قيم اجتماعية أو أخلاقية أو تراثية ثقافية [حضارية البعد والمعنى] بل يذهب للتصفية الجسدية بطريقة الهلوكوست أحيانا كما هو الحال في كل من كردستان في العراق ودارفور في السودان...

وينبغي هنا أن نشدد على أن متغيرات عالمية جدية كبيرة حصلت في العقود الأخيرة وصرنا بمجابهة أفضل ضد كل أنواع تلك الجرائم.. وكانت الثورة التكنولوجية مساعدا في نقلة معرفية معلوماتية عميقة واسعة.. ما أدى إلى إتاحة فرص لدراسات موضوعية تدعم حركة التحرر والانعتاق من ربقة الاستغلال والمصادرة والاستلاب..

وبناء عليه وفي ضوء تتابع المؤتمرات المتخصصة بقضايا أبناء الشعوب المتعايشة في بلدان الشرق الأوسط.. وبناء على تراكم المنجز المعرفي الثقافي السياسي لأبناء تلك المجموعات القومية الأثنية والدينية، صار لزاما الاستجابة لضرورة إيجاد مراكز دراسات تُعنى بشؤون تلك المجموعات وتوثق لأنشطتها وتعمل للتحضير لمسيرة نوعية مختلفة تثبت المنجز وتتطلع للجديد بما يعزز من لغة الوئام والسلم والديموقراطية وسمة التعددية والتنوع واحترام ذلك على كل مستويات العمل والنشاط في هذه البلدان...

إنَّ ضرورة وجود مركز لدراسات المجموعات القومية والدينية في الشرق الأوسط صارت حتمية منتظرة اليوم.. وسيكون لمكانة هذا المركز في المستقبل غير البعيد أبرز الآثار الإيجابية المؤملة.. وهو ما يتطلب دعما جديا من الأطراف ذات العلاقة...

ويستهدف هذا المركز التخصصي البحثي شعوبا من مثل الكورد والكلدان الآشوريين السريان والصابئة المندائيين والأيزيديين والشبك وشعب جنوب السودان والفور [دار فور] والأزواد الطوارق والأمازيغ في بلدان شمال أفريقيا وهؤلاء جميعا وغيرهم جرى سحق ثوراتهم وقمع مسيرة شعوبهم ومنعهم من التحدث بلغاتهم أو ممارسة شعائرهم وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم وحتى من التسمية بأسمائهم القومية وهوياتهم المستقلة...

ومن الطبيعي أن يشتمل المركز على توثيق الدراسات المعرفية التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ورؤى معالجة المشكلات والعقبات والظروف المحيطة بهم بشكل متخصص بكل شعب أو مجموعة قومية أو أثنية أو دينية أو جماعيا بما يعود في النهاية على الأوضاع بحلول موضوعية رصينة تستجيب لتطلعات أبناء تلك الشعوب وتمنع عنهم أعمال التصفية والتنكيل وغيرهما من جرائم..

ويمكن لهيكل مركز الدراسات هذا أن يتشكل على أساس مجموعات الدول المغاربية ومجموعات وادي النيل ومجموعات وادي الرافدين كما تتشكل كل مجموعة من متخصصين في مجال بعينه بصيغة فريق عمل للبحث العلمي كأن يُصار للدراسات القانونية أو التاريخية والاجتماعية وغيرها...

وفي النهاية ينبغي أن توضع مساهمات مادية من مجموع تلك الدول المعنية بمثل هذا المركز إلى جانب منظمات الأمم المتحدة كاليونسكو وحقوق الإنسان.. على أنَّ المسألة لا تنتظر أن تتحرك تلك الجهات بل أن ينبثق المركز من أرضية مناسبة..

وفي الحقيقة فهذه مجرد رؤية موجزة أولية لمشروع متكامل معدّ من كاتب هذه الكلمات تهيئة لأجواء العمل اللاحق.. حيث توجد مساحة مهمة من الوثائق التي يلزم استكمالها لانطلاق الدعوة العملية لإرساء عمل المركز..

وعلى سبيل المثال تم وضع خيارين لمقر المركز هما أما في كردستان العراق أو في لاهاي ولكل خيار مسبباته ونتائجه الإيجابية اللاحقة. ففي كردستان توكيد لظاهرة التعددية والتنوع في العراق الجديد وتوطيد لمسيرة شرعت في ترسيخ معالم الانعتاق من زمن المصادرة فضلا عن أمور أخرى عديدة.. وفي لاهاي يكون القرب من الاتحاد الأوروبي والحريات وحجم الاتصال الإعلامي وجلب وسائل الدعم وفرص لتعاضد الجهود واستثمارها بسهولة أكبر بخاصة بشأن وجود ممثلي شعوب الدول المغاربية و وادي النيل...

وبشأن الصحف الأنترنيتية والدوريات البحثية العلمية المطبوعة هناك معالجة مخصوصة بصدد إطلاق الموقع الألكتروني المتضمن مساحات بكل قضية بعينها وتوفير قاعدة بيانات مناسبة تساهم في دعم الجهود الدراسية المطلوبة.. ومن الطبيعي أن يتم إطلاق حملة لجمع الوثائق والكتب والدراسات التي تمثل قاعدة تلك البيانات المنتظرة.



مشروع مركز الدراسات السومرية

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
أكاديمي ومحلّل سياسي - ناشط في حقوق الإنسان

11 2007/04/

[email protected] E-MAIL:





هناك أمل وطيد بأن تنطلق في الأشهر القليلة المقبلة مسيرة مؤسسة ألواح سومرية بوصفها مركزا للدراسات السومرية القديمة والمعاصرة.. وتمثل هذه المحاولة تطويرا لرؤية تلكأت طويلا قبل الانطلاق في محاولة لتوكيد وجود الجمعية السومرية الدولية التي تُعنى بالسومريات بوصفها علما متخصصا يمتلك حدوده وميادين عمله وقراءاته المعرفية..

ومركز الدراسات السومرية سيكون الحاضنة العلمية لكل بحث يتناول ولادة الحضارة البشرية ومجتمع دولة المدينة عبر شعوب وادي الرافدين وحضارتها السومرية ونتاجاتها المعرفية والمدنية.. وهو المركز الذي سيطلق دورية بحثية أكاديمية متخصصة كما يعقد المؤتمرات بهذا الشأن سواء منها على المستوى العراقي البحت أم الدولي والإقليمي...

وستعمل الدراسات على معالجة مسارات تخصصية منها ما تستفيد من علم الاجتماع، الآثار، التاريخ، القانون والعلوم الاقتصا سياسية ومن باب أولى ستُعنى الدراسات وجهود المركز بقضية الآثار من السومريات ومتابعتها في الميادين التي انتقلت إليها خارج موئل وطنها الأول لأية أسباب كانت. ومن الطبيعي أن تصب الجهود في العمل على المحافظة على تلك الآثار بوصفها ثروة إنسانية بل تراث البشرية عامة.. بمعنى الدعوة للإبقاء على تلك الآثار في الأماكن التي تكون أنسب للمحافظة عليها في اللحظة المعينة..

وسينهض المركز بمحاولاته العملية الجادة للحث على تقديم دراسات وافية عن أماكن وجود اللقى والتحف السومرية والآثار بأجزائها أو كامل حالاتها ويسجل توثيقا رسميا معتمدا بطلب الدعم المؤمل لمثل هذه المشروعات من جهات مختصة دولية كاليونسكو والأمم المتحدة عامة في مشروعات دعمها للدراسات المتخصصة..

على أن كل هذه الدراسات لن تنحصر في المعطى الآثاري البحت ولا في المتابعة الجمالية لما هو أدخل في القديم وفي التراث وجذورنا الرافيدينية، بل سيذهب بعيدا للانتقال والبحث في الخصائص المشتركة للشعوب السومرية الرافدينية وللقواسم الثابتة بينها ولما يفيد في دعم مشتركاتها اليوم...

وبقراءة التجاريب تلك ستقدم الدراسات كل نتائجها العلمية البحثية لكي تكون وسائل ناجعة في مسيرة جديدة معاصرة تحظى بمعالجات لثغرات الأمس وتوضيح وتعميد لإيجابياته وعوامل دفع التقدم التي مرت مع الشعوب الرافدينية السومرية...

وعمليا ستتحول مؤسسة هي محاولة صغيرة سابقة ممثلة بألواح سومرية معاصرة وكذلك الجائزة التي لم ترَ النور وبقيت مشروعا على الورق حتى الآن لموانع عديدة، ستتحول إلى واقع مؤسساتي موسع وعملي يحتضن الطاقات والعلامات المهمة المختصة لتنطلق بمهمة مركز دراسات جدي فاعل ومؤثر وهو الحلم المؤمل أن يعود بشعاعه الساطع ليكون الزهرة السومرية المثمرة في يومنا ومن أجل غدنا الأفضل والأجمل...

وبورك في كل جهد داعم لكل خطوة عمل علمي تنويري...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع لإعمار استراتيجي في كوردستان العراق؟
- تحية لهدير الإبداع في مسرحنا العراقي
- استراتيج الحكومة العراقية؟ ورؤية الحركة الوطنية العراقية!
- آراء وملاحظات في تطوير التعليم العالي والجامعة في العراق
- أبادة الأمم من منظور متنوري الأمم المسيطرة
- مَن يُنصِف عيون العراق وأعلامهم ويرعاهم؟
- التيار الصدري: مخاطر المراهقة السياسية!؟
- الأستاذ الجامعي العربي وبعض ظروفه المحيطة؟!
- هل توجد تحالفات سرية غير معلنة وراء كواليس المؤسسة الحكومية ...
- ما الثقافة؟ ومن المثقف؟
- مذكرة بشأن الجرائم المرتكبة بحق العقل العراقي من الأساتذة وا ...
- مؤتمر قادة الثقافة والفكر في العراق؟
- من أجل ثقافة لعراق السلم والديموقراطية
- بصراحة؟؟!
- توقعات الأشهر الستة المقبلة في العراق؟
- السيادة والمرجعية بين الشعب والفقيه؟
- ظاهرة استبدال الناس بالنخب السياسية والزعامات الطائفية؟!
- الحزب والناس والديموقراطية والعراق الجديد؟!
- كلمات في رمضان: نمطية العقل بين سلطة الرتابة وسطوة التكرار؟!
- العلم العراقي؟!


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مركز دراسات المجموعات القومية والدينية في الشرق الأوسط ومشروع مركز الدراسات السومرية