أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العلم العراقي؟!















المزيد.....

العلم العراقي؟!


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكل شخص أو جمعية أو ناد أو مجموعة بشرية أو شعب أو دولة رمز وراية أو علم.. ويلزم عندما يتعلق الأمر بجماعة أن يكون الرمز متوافق عليه وديا لا بالإكراه والفرض القسر وأن يكون معبرا عن طبيعة المجموعة وأهدافها وتصوراتها وعن مكوِّناتها كافة.. وبخلاف ذلك يكون الرمز أو العلم هنا غير معبر عن المجموعة ولا يوصل رؤستها إلى الآخرين أو لا يعكس طبيعتها ووجودها...
من هنا كان للدول التي تختار أعلامها أن تنظر إلى المسألة من جهة رسالتها إلى الآخرين من بقية الدول والشعوب وأن تلتفت لمسألة تعبيرها على وفق خيارات الشعب بالتحديد.. ولقد عملت الدولة العراقية على اختيار علمها انطلاقا من نظام الحكم الذي وُجِد في مرحلة بعينها. فكان علم الملكية مرتبطا بفلسفتها أولا وآخرا حتى جاءت ثورة الرابع عشر من تموز لتحاول تسجيل المعطيات التاريخية لعراق الحضارة ولشخصية العراق المعاصرة في علم تموز المعروف وهو أول وآخر مرة يرتفع فيه علم يحاول أن يعكس رؤى الشعب العراقي لا المؤسسة الحكومية..
لكن الانقلاب الدموي المعروف في سنة 1963 جاء برمز يتلفع بقومويته ورؤيته المدّعاة في الانتساب للقومية العربية بهوية بعثفاشية دموية مفضوحة وتابع الطاغية المستبد المزاعم ليخط بيده رمزا دينيا إسلاميا وهو الأبعد عن الالتزام بالقيم الدينية السمحاء وبجوهر الدين في التسامح والسلم والتحرر. وهكذا خلَّف لنا النظام البعث فاشي واحدة من تركاته التي تشير إلى أبرز انقلاب دموي تصفوي استهدف بالمعلن اليسار الديموقراطي العراقي عبر المذابح التصفوية المعروفة وقوائم المخابرات الأجنبية التي سُلِّمت للانقلابيين لكي ينهضوا بالمذبحة الجماعية الأولى في تاريخ العراق الحديث وهكذا كانت راية 63 راية للهلوكوست الذي طاول الشيوعيين العراقيين وقوى اليسار الديموقراطي عامة في أول أمره لينتقل إلى بقية الشعب العراقي لاحقا..
ويأتي علم (ألله أكبر بخط الطاغية صدام) ليمثل جرائم الحروب والجرائم المهولة بحق شعوب ودول الجوار كما في الحرب مع إيران وكما في غزو الكويت والأنكى كما في جرائم استخدام أسلحة الإبادة الشاملة بحق الشعب العراقي بمكوناته من أهل الجنوب والوسط ومن أهل كردستان في سلسلة الجرائم والفظاعات المهولة المؤكدة بالمقابر الجماعية المكتشفة اليوم...
لقد اصبحت تلك الراية رمزا لكل ما اُرتُكِب بحق شعبنا العراقي ومن هنا عمل المثقفون العراقيون والنخب السياسية الديموقراطية على اختيار شعار ثورة تموز والتوافق عليه وعلى رفع أول راية حاولت تقديم فروض الاحترام لرؤى شعبنا ولمكوِّناته راية تموز 58 في مؤتمراتهم الوطنية وعلى إنشاد نشيد وطني غير الذي اختارته الدكتاتورية الغاشمة.. وأنشدت حناجر الجاليات وأبناء شعبنا في ظلال تلك الراية التاريخية ونذكر هنا مجريات أغلب مؤتمرات المعارضة الوطنية الديموقراطية العراقية العربية والكلدانية الآشورية والمندائية والكردية ومجموع أطياف الشعب العراقي..
وهكذا كان الديموقراطيون العراقيون ممثلو الشعب أول من عمل على تحقيق رؤية أبناء شعبنا العراقي في التعاطي مع راية مغايرة لراية رموز الطغيان والجريمة الملطخة أيديهم وأفكارهم بدماء مجموع أطياف الشعب العراقي جميعا من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه.. ورفع مثقفو العراق باستمرار راية الشعب العراقي قبل سقوط النظام وتسليمه العراق أرضا يبابا خرابا لقوات الاحتلال ومن ثمَّ للحكومة المنتخبة التي تطلع شعبنا فيها إلى تغيير كثير من الأمور الجوهرية وغيرها..
لقد عمل مجلس الحكم على تغيير رموز معاداة الشعب العراقي ومكوناته ولكن المحاولة فشلت بسبب من طبيعة التركيبة والتوجهات الانقشامية والانشغال بأمور تقاسم التركة والسلطة وبسبب من تفاصيل كثيرة بعضها معروف معلن.. وكان أحرى بالحكومة الجديدة أن تلتفت إلى صياغة خطابها الذي ينتمي للصوت الذي انتخبها لا للصوت الذي يتحكم بالأجواء العامة بقوة أسلحة ميليشياوية متنافرة المصالح والرؤى... ومن ثمَّ اتخاذ شعار ونشيد وطني وراية أو علم عراقي يهدئ من أجواء الشحن المتفاقمة..
لكنها تغافلت الأمر ما قد يدخل في خدمة حسابات قوى بعينها.. ومعروف أن العلم العراقي يمثل بتشكيلته الحالية نظاما وسياسة معادية لمصالح مجموع الطيف العراقي ولكن قوى بعينها وهي قوى وزعامات معروفة بتوجهات أثبتت الأيام أطماعها الحقيقية وانشغالها في أمور الفساد المفضوح الذي نهب البلاد والعباد وفشلت حتى في تحقيق أقل تطلعات شعبنا وهو الحفاظ على حياته وأمنه وحل معضلات البطالة والجريمة وغيرها تلك القوى التي تريد الإبقاء على علم الجريمة بعبعا يهدد الناس ويستلبهم أحلامهم وتطلعاتهم ويُخضِعهم لفلسفة طائفية تتحكم بمسيرتهم من باب الزعم بالتمسك بدين..
إنَّ العراق بلد متعدد الأطياف ولقد اختارت قواه الشعبية مسيرة الديموقراطية أي احترام مجموع الطيف العراقي وبناء عليه فليس صحيحا أن يكون العلم العراقي ممثلا لمجموعة دينية ويستثني المجموعات الدينية الأخرى فمع المسلمين هناك المسيحيون واليهود والأيزيديون والمندائيون وكثير غيرهم فلماذا يكون العلم ممثلا لجهة دينية دون أخرى؟ ولنجمات الفكر القومي البعثي الخاصة بوحدة بعينها إشارة صريحة إلى فكر بعثفاشي معروفة جرائمه وما جرّه على العراقيين بفلسفة تلك الإشارة القوموية ومن ثم فهذا يتعارض عند تثبيته لرؤية قوموية عروبية مع تعددية البنية العراقية من غير العرب من الكورد والكلدان الآشوريين السريان والتركمان والصابئة وغيرهم.. فهل يجوز لعلم دولة تحترم أطيافها ومكوناتها أن تشير لفئة وتهمل أخرى؟
الكارثة أن تلك الرموز لا تشير لا إلى الدين ولا إلى القومية بل إلى جهة تزعم التدين والالتزام بدين وهي الأبعد عنه ومنه ومن ثوابته كما تشير لجهة لا تمثل القومية ولا القوميين ولا العرب التحديد لأنها كانت تمثل جهة زعمت كذبا انتماءها وهي الأبعد بل المعادية للعرب ولتطلعاتهم وهي التي خاضت الحروب وأعمال التمزيق والتشظي ضد العرب أنفسهم..
إذن يجب أن نمضي اليوم قبل الغد في تكليف مفكرينا ومثقفينا في دراسة فلسفة علمنا وفنانينا المبدعين المعروفين بجمالياتهم وتعبيريتهم الرائعة ليترسموا لنا علما نتوافق عليه فيمثلنا ويرتفع عاليا بأيدينا وبهاماتنا السامقة المنعتقة من ربقة الادعاء والزعم والتمثيل المخادع وليكن علمنا عراقيا صميما يمثل حقيقتنا كوننا أصحاب حضارة عشرة آلاف عام من الفكر التنويري ويمثل أطيافنا جميعا بلا استثناء أو إقصاء وعندها سنجد أن جميع مكونات شعبنا ودولتنا وعراقنا الجديد ترفعه عاليا حرا سيدا في كل شبر من أرض الوطن وفي كل نفس من أنفس أبنائه الأحرار..
وسنمحو ويجب أن نمحو كل ما يذكرنا جميعا أو يذكّر طيف عراقي أو فرد عراقي بضيم أو مظلمة أو تمييز أو اضطهاد ولن نتاعمل لا اليوم ولا غدا مع رموز فرضتها قسرا علينا قوى الطغيان التي أنشبت فينا أضفارها العدوانية فأحالت حيواتنا إلى جحيم بالأمس واليوم.. كما لن يكون لرموز الطغاة دور في تفريقنا وتمزيقنا واختلافنا ونحن نتفهم مواقف أي طرف عراقي من تلك الرموز البغيضة بوصفنا جميعا عراقيين أصلاء نحب بعضنا بعضا ونحترم بعضنا بعضا ونجلّ رؤى بعضنا بعضا..
ولن يُفرض رمز لقوى دمرت وأجرمت بحق كل أبناء شعبنا على طرف أو جهة وبئس القرار أن نمضي تحت رمز للطغيان ونحن نزعم أن جوهرنا الجديد يكمن في محو العداء والبغضاء ونريد السلم والعلياء.. وبئس أنْ يسمع أحد منّا لصياغات إعلامية تفرّق بيننا ولا تفهم لغتنا وطبيعتنا نحن العراقيين. ولنمضِِ سويا ومعا عراقيون لا نقبل بقسر وإكراه ونثبِّت أركان العراق الجديد التعددي الديموقراطي الفديرالي الموحد تحت راية الخير والعدل والمساواة والإخاء والتعاون وتضافر الجهود واحترام كل الأطياف ورؤاها وتجسيدها في رمز الدولة العراقية العلم العراقي الجديد...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون بين جذور العراق السومرية وتطلعات الحاضر والمستقبل ...
- الفديرالية بين رؤيتي الإيجاب والسلب؟؟
- المسرحيون العراقيون ومهام المرحلة؟
- العراق بين التغيير المؤمَّل ومطرقتي الإرهاب والطائفية؟
- لوائح التعليم العالي العراقية.. تساؤلات وتطلعات؟
- جيل الريادة في الجامعة العراقية وقرار ينصفهم ويدعم إبداعاتهم ...
- سنديانة الصحافة الشيوعية العراقية تورق في زمن العواصف
- بعض مثالب إعلامنا ووضعنا الراهن وتشوهاتهما؟
- نداء إلى أبناء الجالية العراقية وممثليهم ودعوة للقاء تداولي
- الزلزال وأشجان الهوية!؟
- متى وكيف يُطلق سراحنا من قمقم سطوة ذهنية العقدة وفسلفة الخشي ...
- حول مجلس الأمن الوطني؟؟
- الحقيقة والممكن والادعاء في الخطاب السياسي العراقي الراهن2
- الحقيقة والممكن والادعاء في الخطاب السياسي العراقي الراهن
- المهجريون مطالبون بمسيرات شموع لتنوير الدرب
- فلْنحذَرْ من أقلام السوء وأبواق الشقاق!!
- دَعْوَةٌ لِتفعيلِ مَسِيرةِ التّسَامُحِ والتّصَالحُِ وتَمْتِي ...
- أيامُ المدى الثقافية: مهرجانٌ ثقافيّ مُتجَدِّد يَسْتحِقُ الث ...
- دعوة للتصالح مع الذات
- العراق إلى أين؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العلم العراقي؟!