و..يسألنى..كم عمرك..!!! ؟؟

شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:28
المحور: كتابات ساخرة
    

كيف نحسب العمر..وما هو مفهوم العمر؟؟
=============
فى جلسة مع الأصدقاء..دار محور الحديث عن معنى العمر ..فسره البعض بأنه يحسب بأعمالنا وماذا قدمنا من أفكار واشياء تفيد كل من حولنا..وتطرق آخر بأن هناك عمر عقلى وعمر عاطفى ..وووو وأسهب فى التقسيم ..

قلت وما رايكم بمقولة الحياة تبدأ بعد الأربعين..؟؟؟

قال صديق بالنسبة للنساء لاأعتقد فهو يعتبر سن اليأس.. ممكن تصور للرجل ذلك.. فالهموم والأشغال والمتاعب الزوجية وأعبائها تقل إلى حد ما.

قلت وإن كان غير متزوج ..هذه ليست بالقاعدة..

ولكن إليكم دراسة امريكية ونمساوية تقول وتؤكد بأن الحياة تبدأ بعد الأربعين..وطبقاً للباحث من جامعة نيويورك وارن ساندرسون..فهو يقول بحتمية النظر للقادم من الحياة وإحتساب القادم من العمر وليس النظر لما فات ..و ما إنقضى منه..ولذلك يبدو الأشخاص متوسطى العمر ممن يتبعون هذه النصيحة ..أصغر سناً من عمرهم الحقيقى..

ولكن هناك ملابسات وظروف تحيط بالمرء أحياناً تمنعه من تطبيق هذه المقولة ..الحياة تبدأ بعد الأربعين.

وهنا.. بادرنى صديق آخر..بقوله ..أخبرينى ما عمرك؟؟؟

ضحكت .قلت عليك أن تحزر..والعمر ليس بالسنوات..كما أسلفنا!!!

ولكن دعنى أخبرك ما عمرى بطريقتى الرفاعية الخاصة بى..

قلت.. لا أقرب الطيور بكل أصنافها ولا أطبخها

قال..تخافى أنفلونزا الطيور؟؟؟

قلت لا ..بل العقول!!!!!

و.. لا أتناول اللحوم ..حتى .. لا يصيبنى الجنون..

و..لا اشرب الماء من الصنبور..وإلا خسرت الكلية ..وصارت فى ضمور.. و ..لا أتناول الفواكه ولا الخضراوات..خوفاً من السرطانات الموجودة فى المبيدات.. و ..لا أقرب الخبز البلدى المدعوم وغير المدعوم..من الفرن ..أو من على الرصيف

بادرنى فى سخرية ممزوجة بالذهول..ولماذا يا من تعيشين على الهواء؟؟؟؟؟؟؟

وفى تبسم وود تابعت الرد والسرد.. فى الأفران الخبز المدعوم مدقوق بالرمل والمسامير.. وعلى الرصيف..بالرصاص مملوء..

وأنا يا سيدى ..لا أعيش على الهواء..وإلا أصبت بالإختناق..من عادم المصانع و السيارت ..أو.. بثقب الأوزون مثل الكون.

ضحك الصديق ..إذن تأكلين الجاتوه؟؟؟

.......ساخرة ..لا ..بل البسكويت مثل الملكة مارى أنطوانيت..!!!

و ..لا أتناول السمك..وأخاف الألبان.


فى إستياء...السمك أيضاً..لماذا..وأيضا الآلبان ..كيف!!!!!!!؟؟؟؟؟

يا صديقى إن فعلت هلكت ....وإسأل صياد بالسم والديناميت ..للسمك ..يصطاد!!! أو .. الأفضل السؤال يكون للمصانع التى ترمى بالمخلفات فى المصارف و النيل..ليل .. نهار؟؟؟

وأما الحليب يا سيدى..مغسول بزهرة الغسيل البيضاء ومملوء ببودرة السيراميك..ان لم يكن بالماء أو البودرة مخلوط

و..أيضاً..... لا أسمع الأغانى الحديثة..ولا أتابع الأخبار فى الجزيرة..أخاصم الفضائيات بثرثرتها الجوفاء..فلا ألمس الريموت إلا مضطرة وفى أضيق الحدود ..

و هنا رفع محدثى الراية البيضاء..وأردف..منك ِ قد مللت !!!..ومعكِ قد إحترت..أليس لكِ عمر!!!؟؟


قلت يا سيدى من الآفضل أن يكون سؤالك ..هل إنتِ ..عايــشـــــــــــــــــــة..!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال..وقد بدت عليه الحيرة والدهشة...فعلا..هل أنت ِ عايـشـــــــــــــــــــــــــــة!!!!! ؟؟؟

إبتسمت ..فى سخــــــــــــرية.. بالطبع لا.. لست ..عايشــــــــــــــــــة !!!!!

ومتابعاً لهجة السخرية ..وماذا..إذن؟؟؟؟

وببسمة المنتصر ..بل..أنا..شهـــــــــــــــــــــد..!!!!

قال ..نحـــــــــــــــل و شهــــــــــــــــــــــد.. داء و دواء !!!!!!!

و ضاحكة ..ضحك الألم... يا سيدى ..النحــــــــــــــل ..منه الداء والدواء..ولكن ..ما نحن فيه ..داء..وبدون .. دواء..

وإن وصفت لك عمرى ..أخبرك....بصحة جيدة..وصادقة..والحب يملأ قلبى .. ولا أسىء لأحد وحتى إن هو أساء لى.. ولا يتعارض قولى مع فعلى..التسامح نبراسى الكل لدى إنسان فقط إنسان..لا تفضيل إلا بالتقوى ..لا أغش ولا أنافق..خير لى أن أكسب نفسى من أن أكسب العالم..والظنون فى الناس عنى بعيدة حتى لا أصاب بالجنون..لا أتلصص ولا أتوجس..و..هكذا أتمنى أن يكون الكون ..أمنية فلتسجلها لى قبل أن أموت..وو

وقبل أن أكمل ..إنتفض من جلسته واقفاً ..يكفى يكفى ...ليتنى
....قاطعته ..والآن..يا سيدى..فلك أن تخمن ..ما هو عمـــــــرى؟؟

قال ..لن يكون لكِ عمر لأنك من عصر لم يآتِ بعد..هذه صفات لآناس من كوكب آخر !!!!!!!!!!!!

ولكم تحيتى
بقلم شهد أحمد الرفاعى

#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل