هذا هو الوجه الحقيقي لجيشنا الوطني السوري ..؟؟

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذا هو الوجه الحقيقي لجيشنا الوطني السوري ...؟؟
أعادنا القائد المظلي السوري بسّا م العسلي مشكوراّ إلى الصفحات الوطنية المشرقة في تاريخ جيشنا الوطني يوم كان ملتزماّ بحماية الوطن والشعب والدفاع عن العروبة ضد أي عدوان خارجي , والدفاع عن خيارات شعبنا الوطنية الديمقراطية في العهد الجمهوري البرلماني المنتخب من الشعب وفق دستور ديمقراطي مبني على مبدأ فصل السلطات والإحتكام إلى صناديق الإقتراع .الحر...
التاريخ تشرين الثاني عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر , قائد الجيش السوري اللواء عبد الباقي نظام الدين ورئيس الشعبة الثالثة في الأركان العامة العميد أمين النفوري وكانت قيادة الجيش تضم يومها خيرة القادة الوطنيين الديمقراطيين الذين وقفوا بحزم وإيمان ضد محاولات الإنقلاب العسكرية اّنذاك وضد تاّمر حلف بغداد وعملائه في المؤامرة الكبرى على سورية بعد اغتيال الشهيد عدنان المالكي .... كانت سورية الشعب في غليان عارم في تظاهراته الشعبية الشبه يومية لدعم الشعب المصري الشقيق ضد العدوان الثلاثي الغاشم المكون من بريطانيا وفرانسا وإسرائيل . بعد تأميم عبد الناصرلقناة السويس وإعادتها إلى السيادة المصرية وإنذار المستعمرين لسحب قواعدهم العسكرية والمدنية من مصر ..
استدعى المرحوم أمين النفوري القائد المظلي المعروف المقدم بسام العسلي طالباّ منه وضع خطة عملية سريعة للإنزال المظلي في مطارات العدو الإسرائيلي وتدميرها وكانت الخطة تهدف لتدمير عشر مطارات عسكرية إسرائيلية دفعة واحدة بعملية إنزال جوي مباغتة . وشل حركة طيران العدو الذي يغير على مدن القنال والقاهرة وعلى بورسعيد الصامدة بشكل خاص... وقام القائد العسلي بإنزال تجريبي وتدريبي ناجح في سورية مشابه تماماّ للخطة المرسومة ... ثم قدمت الخطة الهجومية إلى عبد الناصر للموافقة عليها .. لكن عبد الناصر رفض العملية برمتها لأنه كان يعقد الاّمال على أمريكا لإنهاء العدوان الثلاثي بالطرق الديلوماسية . .. ثم جاء إنذارالرئيس السوفياتي بولغانين للمعتدين وإنذار الصين الشعبية التي أعلنت استعدادها لإرسال مليون متطوع صيني دفاعاّ عن مصر...وفشل العدوان وانسحب المعتدون .
كشف القائد بسام العسلي هذا ا لموقف الوطني والقومي الرائع لجيشنا وقيادة سورية السياسية في عهد الرئيس القوتلى ورئيس وزرائه خالد العظم .. لأول مرة في تاريخ سورية في تصريحه الشخصى لموقع سورية نت – نشره موقع كلنا شركاء مشكوراّ بتاريخ 21 شباط الفائت , كان هذا الموقف الرائع مطموساّ كغيره من المواقف البطولية التي تبرز التربية الوطنية والعربية لضباط جيشنا في العهد البرلماني الديمقراطي قبل اغتصاب الحيش السلطة من الشعب في 8اّذار 1963 والمستمر حتى اليوم تحت سياط الطوارئ والأحكام العرفية وسائر القوانين الفاشية التي حوّلت الجمهورية إلى نظام مافيا وراثية دمر البلاد وأذل العباد وسلّم جولاننا الغالي للعدو الصهيوني دون قتال كما رأينا ....
أعود إلى العدوان الثلاثي على مصر .. بعد جواب عبد الناصر السلبي على خطة المظليين السوريين . قام المرحوم النفوري ورفاقه في قيادة الجيش السوري بمبادرة وطنية رائعة .. بقطع أنبوب نفط شركة النفط البريطانية – العراقية الذي ينقل نفط الشركة من كركوك إلى مرفأ بانياس السوري وطرابلس اللبناني . كما منعت الطائرات البريطانية التي كانت تنطلق من قاعدة الحبانية العراقية لتقصف مصر , من التحليق فوق الأراضي السورية ...
وفي نفس الوقت سطّر بحار سوري أعظم بطولة في تاريخ البحرية العربية : إنه الطالب الضابط – جول جمّال إبن مدينة اللاذقية .. الذي انطلق في زورق الطوربيد ليدمر البارجة الفرنسية الحربية ( جانبرت ) انطلق بمبادرة فدائية شخصية دون انتظار أمر من قيادته .. إنها قمة الشهامة والأريحية الإنسانية وطهر الإستشهاد دفاعاّ عن الوطن الذي كان يسود جيشنا وشعبنا في العهد البرلماني الديمقراطي ...
أما حبيبنا البطل والشهيد الحي بسام العسلي فقد لايعرفني الاّن بعد كل هذه السنين العجاف التي مرّت على شعبنا ووطننا ... إنه بطل سلاح المظلات السوري وإبن مدرستنا الثانوية ( التجهيز الأولى ) ثم إبن خلدون الذي سجل الرقم الأول في العالم بالهبوط في المظلة كما أذكر . وكنا نعتز به في شيابنا .. إنه رفيق صديق العمر الرائد نصوح النعّال (1 ) الذي اغتاله الإنقلابيون المجرمون مع ثلاثة من رفاقه . في ثكنة القوات الخاصة في حلب في 20 اّذار 1962ورفيق الضابط الوطني جورج محصّل والضابطان الصديقان زياد علاّف وعبد الغني النابلسي والأصدقاء الاّخرين .... وغيرهم وغيرهم من الوطنيين الذين كانوا يرعبون العدو على الحدود وفي الجو والذين دمروا قوات العدو في البطيحة وعلى مشارف طبريا عام 1962 وحملوا اّلياته وأسلحته المدمرة التي تركها في ساحة المعركة إلى ساحة المرجة بدمشق ... سرحوا جميعهم أو قتلوا أو شردوا على أيدي الإنقلابيين الفاشست الذين دمروا البلاد وأذلوا العباد .. وحولوا جيشنا إلى بوليس ضد الشعب لحماية عرش القتلة واللصوص الذين استباحوا كل شيْ في سورية ولبنان ..... كلنا ثقة وأمل أن يستعيد جيشنا دوره الوطني لإنقاذ شعبنا من براثن نظام المافيا الأسدية نظام الفمع والإرهاب واللصوصية , وإعادة السلطة للشعب في انتخابات حرة وديمقراطية لبناء دولة القانون والحريات العامة في الجمهورية السورية الثانية وتحت حماية دستور وطني ديمقراطي جديد أساسه الأول مبدأ فصل السلطات , واستقلال القضاء , واستعادة استقلالنا الوطني المنتهك داخلياّ وخارجياّ , وتحرير جولاننا المغتصب بجميع الوسائل الممكنة وإعادة العلاقات الأخوية الطبيعية والإحترام المتبادل بين الشعبين السوري واللبناني .. وطي صفحة الماضي الأسود والمخزي للإحتلال الأسدي للبنان عام 1976 بموافقة إسرائيل وأمريكا السافرة التي يعرفها الجميع .. وذلك بتلاحم الشعب والجيش معاّ وإعادة تنظيم المقاومة الشعبية التي حمت سورية من جميع الأخطار الخارجية والداخلية طيلة العهد البرلماني الجمهوري بين 1954—.1958 .. وفي الختام أتمنى دوام الصحة والعمر المديد للأخ بسام العسلي والرحمة والخلود للقائد أمين النفوري إبن القلمون الذي نعتز به , ولجميع رفاقه من القادة العسكريين والسياسيين الوطنيين الذين حافظوا على الشرف الوطني والقومي وحموا النظام البرلماني الديمقراطي -- رغم كل الأخطاء – في تلك المرحلة العصيبة ------- لاهاي – 26 / 3
_______
(1) ذكر الفريق عبد الكريم زهر الدين في مذكراته أن أحد الضباط الذين قتلوا في محاولة الإنقلاب ( البعثية – الناصرية) في حلب في اّذار 1962 هو الذي قام بتفجير أنابيب البترول خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 – ص 225 -

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل