تسميم المناضل عبدالله أوجلان في سجن إيمرلي جريمة ضد الإنسانية

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أشكر الأخت المناضلة وداد عقراوي التي قدمت لنا على هذا المنبر الحر شرحاّ تفصيلياّ للمواد السامة والإشعاعية التي اكتشفها التقرير الطبي بعد التحليل المخبري لشعرات من رأس الأسير عبداللة أوجلان ومفاعيل هذه السموم في جسم الإنسان وأجهزته المختلفة ... والتي تسبب بالأمراض القاتلة الخبيثة وغير الخبيثة .....
وهنا لايسعني سوى تثمين وتقدير شجاعة محامي السيد أوجلان الذين حصلوا على الشعرات من رأس موكلهم وفحصها في مختبرات علمية لايرقى إليها الشك في أوربا وحصلوا على تقرير طبي موثق يؤكد دس السم للسيد أوجلان بواسطة الطعام أو الشراب أو التنفس , المؤلف من مادة ( الستروتسيوم المشع) ومادة الكروم السام التي كشفتها الفحوص المخبرية في شعره والتي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة وشل عمل الكبد والكليتين والمعدة وبالتالي الموت البطيْ دون علاج ناجع ..وهذه الحالة أخطر من حالة التسميم بمادة الثاليوم التي اغتيل بها الرئيس عرفات والمناضل الفلسطيني وديع حداد والمئات غيرهم في سجون أنظمة الإستبداد العربية والمنافي ...
إن جريمة السلطات العنصرية التركية وإدارة سجن إيمرلي هذه المرتكبة عمداّ لاغتيال القائد أوجلان لاتدخل في نطاق تعذيب السجناء السياسيين ومعاملتهم اللاإنسانية التي حرّمتها مبادئ القانون الدولي والمعاهدات الدولية الموقعة عليها الحكومة التركية وحسب .... بل هي جريمة قتل عمد ضمن مخطط مصمم ومرسوم بدقة مسبقاّ من قبل المسؤولين الأتراك , المصممون على الإستمرار بسياستهم العنصرية الإجرامية والهمجية ضد الشعب الكردي على أرضه القومية , وحرمانه من أبسط حقوقه القومية المشروعة التي صانتها القوانين الدولية, ومن حقه في تقرير مصيره كبقية شعوب العالم ..
وجريمة محاولة القتل العمد هذه تدخل في اختصاص محكمة الجنايات الدولية في روما , كما تعتبر جريمة ضد الإنسانية أيضاّ لارتباطها بجرائم إبادة الشعب الكردي وتهجيره وتدمير قراه في كردستان تركيا ... على محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أن تحرك الدعوى العامة ضد مرتكبيها ...
ويمكن مقاضاة السلطات التركية دوليأّ استناداّ للتشريعات التالية :
1- إتفاقية جنيف الرابعة وملحقاتها المتعلقة بحماية أسرى الحرب ومنع أية ممارسة قمعية تهدد حياتهم وتمس إنسانيتهم , وبما أن السيد أوجلان أسير حرب لاغير وتركيا هي الدولة المحتلة فهي تتحمل عواقب انتهاك هذه المعاهدة الدولية الشاملة
2- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , الذي حرّم التعذيب والإعتقال السياسي والكيفي ..
3- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي دخل حيّز التنفيذ في 23 اّذار 1976 وخصوصاّ المادة 8 منه التي تحرم تعذيب المعتقلين وتهديد حياة المعتقلين للخطر تحت طائلة العقاب الدولي
4- الإتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب وتحريم المعاملة والعقوبات اللاإنسانية للمعتقلين والبروتوكول رقم 1 الملحق بها التي دخلت حيز التنفيذ بتاريخ : 11/ 1 / 1988
5- إتفاقية المنظمة الدولية لمكافحة التعذيب , وسائرالمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم التي تحرم التعذيب وامتهان كرامة وحياة المعتقل السياسي بشكل خاص إلى جانب منظمة العفو الدولية
( الأمنستي أنترناسيونال ) ودستورها وميثاقها الإنساني المعروف
وجميع هذه العهود والمواثيق والمنظمات الدولية منضمة لها الحكومة التركية وتخترقها يوماّ شأنها شأن أنظمة الإستبداد والعبودية العربية وفي مقدمتها النظام الأسدي ..

- على جميع الغيورين على تطبيق حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحررها من الإلحاق والإحتلال والتمييز العنصري تحريك الدعوى العامة ضد الحكومة التركية لإنقاذ حياة المناضل عبد اللة أوجلان وإطلاق سراحه فوراّ لمعالجته وإنقاذه من المواد السامة التي أدخلها الجناة إلى جسده ... ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة
- إن السيد أوجلان ليس زعيم قبيلة أو عشيرة وليس حزبه حزباّ عشائريأّ أو شوفينياّ عنصرياّ – إنه إبن فلاح فقير انتخب ديمقراطياّ لرئاسة حزب العمال الكردستاني قاد الكفاح المسلح والسلمي في سبيل حقوق الشعب المشروعة إنه الممثل الحقيقي له لم يساوم ولم يتنازل قيد أنملة عن حقوق شعبه- رغم الأخطاء الماضية في سورية – حتى مؤامرة تسليمه للمخابرات الأمريكية والتركية التي ساهمت فيها المخابرات الأسدية والموساد الإسرائيلية أيضاّ في مسرحية اختطافه من دمشق إلى موسكو – روما – أثينا – إلى نيروبي ومنها إلى تركيا ...في عام 1999
- إن السيد أوجلان ليس قائداّ عسكريأ تقليدياّ , بل قائد فكري ربط الفكر العلمي بالواقع المعاش والممارسة الثورية والعملية للشعب الكردي المضطهد متحرراّ من الدوغمائية والقوالب الجامدة التي دمرت الكثير من حركات التحرر الوطني في العالم تجلى ذلك في سلسلة مقالاته : ( من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية ) على هذا المنبر ,,
- يمثل السيد أوجلان اليوم صملم الأمان لقضية الشعب الكردي في تركيا على وجه الخصوص ويمثل وحزبه اّمال وطموحات الشعب الكردي للإستقلال الوطني وحق تقرير المصير , أو الحد الأدنى من الحقوق المشروعة التي لايعترف بها العنصريون الأتراك . وهو صاحب مبادرات السلام ووقف إطلاق النار من جانب واحد المتكررة ... دون جدوى لأن العنصريين الأتراك الخدم الأوفياء للأمبريالية الأمريكية وإسرائيل هم أعداء شعوب المنطقة كلها أعداء وحدتها وتحررها من إستبداد الداخل والخارج أعداء تقدمها وحضارتها ... لذلك تستمر معاناة الشعبين الكردي والعربي في المنطقة كلها المهددة بمزيد من التمزق والإستبداد .,.
- وتبقى ثورة الشعب الكردي بقيادة حزب العمال الكردي وقوات حماية الشعب حركة التحرر الوطني الديمقراطي الوحيدة في العالم التي تحرر وطنها من فوهة البندقة بعد سقوط وتشرذم معظم الأحزاب التقدمية وحركات التحرر الوطني في المنطقة ,و بعد فشل جميع الطرق الأخرى مع عدو همجي متغطرس غيرقابل لسماع كلمة حقوق الشعوب , متوحش ولو ارتدى البنطال الأوربي وربطة العنق الأمريكية , وحلم بالدخول إلى المجموعة الأوربية ..... إن بصماته لاتزال في لواء اسكندرون السليب , وفي اغتصاب المياه بل في كل أنحاء الوطن العربي ...
- لتتضافر جميع جهود ونشاطات اليسار الديمقراطي العربي والكردي بجميع الوسائل الممكنة لإنقاذ حياة القائد أوجلان ومحاكمة المسؤولين عن جريمة تسميمه.....
- الخزي والعار لأعداء الشعوب ومغتصبي حقوقها وحياة أحرارها ... والنصر للشعوب المناضلة
- لاهاي - 4/ 3

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل