أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى غازي الأميري - مؤتمر زيورخ : صوت من أصوات المضطهدين والمهمشين على مدى العصور..من سيكون معه؟ ومن سيقف ضده؟















المزيد.....


مؤتمر زيورخ : صوت من أصوات المضطهدين والمهمشين على مدى العصور..من سيكون معه؟ ومن سيقف ضده؟


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 12:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


( ويل لعالم لايمنح من علمه وويل لجاهل منغلق على جهله ) (الكنزا ربا،الكتاب المقدس للصابئة المندائيين)
بفضل انتشار واتساع طرق الاتصالات والمواصلات ونقل المعلومات والأخبار بات كل إنسان في هذا العالم الفسيح الواسع يقرأ ويشاهد ويسمع بين لحظة وأخرى تبث على مدار الساعة أخبار جديدة ومعلومات أحدث وابتكارات افضل وأخر الكوراث الطبيعة والمصطنعة وأخبار الحروب والإرهاب والاضطهاد والاستعباد وأخبار وأفلام وتقارير وبحوث ودراسات لا حصر لها وبمختلف اللغات أنها ثورة حقيقة في نقل المعلومات بيسر وسرعة للجميع ، و أكيد تختلف طريقة طرح ونقل وإيصال هذه المعلومات حسب المصالح والأهواء وما أكثرها تنوعا ً في عالمنا هذا وكما يقال ( كل يبكي على ليلاه ) ..
من اكثر الإخبار التي تتناقلها العديد من وسائل الاتصالات وتخصص لها المحطات الفضائية العديد من ساعاتها أخبار الحروب والاضطهاد والإرهاب والتمييز بكافة أشكاله والديمقراطية ولاعبيها وملاعبها والحرية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات ومعاناتها.وسوف اركز على موضوع الأقليات ومعاناتها لكونه يتعلق بالعديدة من المواضيع التي تهم حياة المجتمعات وحقوقها ويهم موضوع مقالتنا هذه .
والذي أود إيصاله من هذه المقدمة المتواضعة هي كيف تستطيع القوى الضعيفة و المظلومة والمضطهدة من تجميع قواها المتعبة والمرهقة والخائفة والمتقطعة الأوصال والمتباعدة والمتشرذمة في بقاع عديدة والتي لا تكاد تستفيق من ضربة حتى تأتي الثانية أقوى وأحدث منها وخصوصا في عالمنا الثالث الذي تعاني الأقليات فيه من ويلات ومآس ِ وأزمات ونكبات وخوف ورعب واستبداد واضطهاد وتهميش وامتهان لحقوقها وكرامتها يضاف إليه الفقر والجهل والتخلف والتميز والتعصب والإرهاب والحروب التي تلف وتعصف في المجتمعات المتواجدين فيها.
لقد قرأت عن العديد من تجمعات الأقليات التي تشاركها منظمات وأحزاب بعقد المؤتمرات العالمية والاقليمية والمحلية التي تناصر وتسند وتدعم هذه الأقليات المغلوبة على أمرها والمضطهدة والتي يفتك بها الإرهاب وملحقاته وبالوقت نفسه تحاول طليعة هذه الاقليات جاهدة تجميع قواها المتشتتة وبلورة أهدافها وحشد ناسها ومناصريها من أجل الدفاع عن حقوقها التي سلبت رغم صراخها و نضالها المرير وتضحياتهم الجسيمة من أجل أثبات أنها موجودة وانها حية وما تزال تتنفس الهواء رغم كل محاولات الخنق المستمرة لؤدها !ا .ولم ألحظ أي دعم يقدم من حكومات هذه الأقليات المضطهدة لتلك المؤتمرات ولم تأخذ هذه الحكومات بعين الجد معاناة أقلياتها والحلول والمقترحات والنداءات والصرخات والاستغاثات التي تقدمها وتطلقها هذه المؤتمرات لتك الحكومات ! هكذا تشير الوقائع والحقائق .
أقرأ بشكل مستمر عن معاناة الأقليات في منطقة البحر المتوسط وأفريقيا واسيا والتي تتفاوت في قسوتها وعنفها من دولة إلى أخرى لكنها في كل الأحوال هي مآسي مستمرة ومتجددة تصل أحيانا ً إلى الإبادة الجماعية في بعض تلك الدول !!!

لقد أطلعت على معاناة إخواننا الأقباط في مصر وكفاحهم ونضالهم المستمر من أجل نيل الحقوق الطبيعة في بلدهم و قد تعالت أصواتهم في السنوات الأخيرة نتيجة اشتداد هجمات الإرهاب والتطرف التي تلف المنطقة وذلك من خلال ما تتناقله الأخبار والتقارير وقد قرأت عن مؤتمر تخطط له منظمة ( أقباط متحدون ) ودعوتها إلى ان يشاركها تجمعها هذا العديد من الأقليات الأخرى في منطقة البحر المتوسط واسيا التي تعاني من مآس ِ الاضطهاد والاستعباد والتطرف والإرهاب والتميز بشكل بات يهدد المنطقة برمتها بكارثة كبيرة .

أن ما تشهده المنطقة هذه من ويلات وفواجع وكوارث وتسليح وتناحر وحروب ونهب للثروات وتدخلات عالمية متعددة الأهداف والمصالح وكذلك اصطفافات لقوى متعددة منها دينية وسياسية وقومية وطائفية وعنصرية وشوفينية ومصالحية ولها تجمعاتها وأحزابها ومنظماتها الإرهابية وقواها العسكرية والقتالية السرية منها والعلنية التي تصول وتجول ولها مؤسساتها الإعلامية المتعددة انه وضع مضطرب ومرعب وخطير لكل هذه الأسباب وغيرها نلاحظ العديد من الأقليات بدأت بالتسارع بالرحيل من المنطقة منذ وقت ليس بقريب وقد زادت هجرتها من أوطانها بشكل متسارع في السنوات الأخيرة .
لقد قرأت بإمعان ما تناوله الأستاذ د. أحمد أبو مطر في مقالته الموسومة ( مؤتمر زيورخ : المضطهدون والمهمشون يوحدون جهودهم ) وفيها شرح عن الجهة الداعمة للمؤتمر وأهدافه وهيئته الاستشارية واعرف العديد منهم من خلال متابعتي لكتاباتهم ، وعرفت كذلك بعض من المدعوين للمؤتمر وهي شخصيات تقدمية مرموقة ولها حضور فاعل في ساحات النضال والإبداع ، كذلك سررت على تضمين بيانهم رسالة الأستاذ المناضل ( العفيف الأخضر ) وخصوصا ً فيما يتعلق بضرورة وأهمية توسيع قاعدة المشاركة للعديد من الأقليات المضطهدة بالمنطقة وهذا دليل انفتاح محمود لتوجه جديد في توحيد صوت النضال لهذه الأقليات !؟ وهذا مقطع من البيان بعد اجتماع الهيئة الاستشارية ودراسة رسالة الأستاذ العفيف الأخضر وما مطروح على جدول أعمالهم.
(اجتمعت الهيئة الاستشارية لـ (الأقباط متحدون) في مدينة زيورخ يومي 28، 29 من شهر نوفمبر لعام 2006، برئاسة الأستاذ المهندس عدلي أبادير يوسف، وضمت كل من:
الدكتور شاكر النابلسي والأستاذ مجدي خليل والدكتور أحمد أبو مطر والأستاذ مدحت قلادة والمهندس عزت بولس. وقد درست الهيئة بعمق ووضوح جدول الأعمال المقدم لها وقررت التالي:
أولاً: مضمون رسالة الأستاذ العفيف الأخضر
توافق الهيئة على الفكرة الأساسية الواردة في الرسالة، حول توسيع اهتمام (الأقباط متحدون) لتكون صوت كل المضطهدين والمُهَمَّشين في الأقطار العربية من كافة الطوائف والأعراق، مثل كافة المسيحيين في تلك الأقطار، والسُّنة في إيران، والشيعة في بعض الأقطار العربية، والأكراد في كردستان وسورية وتركيا وإيران وغيرها من الدول ) وقد قرأت كذلك مقالة الأستاذ د. احمد أبو مطر والمنشورة في موقع صوت العراق الإلكتروني الموسومة ( لماذا سوف أشارك في مؤتمر زيوريخ؟ ) والمتضمنة رده على الدكتور سلمان مصالحة الذي كتب اعتذاره عن المشاركة في مثل هذه المؤتمرات والمنشورة في إيلاف بتاريخ 16 فبراير. وكذلك قرأت العديد من الآراء والطروحات حول المؤتمر وأهدافه وتطلعاته .

أنها مبادرة كبيرة تستحق الوقوف معها ومساندها من كل مناضل ومدافع عن حقوق المضطهدين والمهمشين والمظلومين وكل دعاة المحافظة على الأقليلت ومساندة نضالهم ودعم تطلعاتهم والتقليل من معاناتهم، وإنها دعوة مفتوحة لكل دعاة حقوق الإنسان ومنظماته ومؤسساته إن تبارك وتساند هذا التجمع وأي تجمع بهذا الاتجاه وبهذه التوجهات والأهداف.
كل القوى الفاعلة والمسيطرة ( الأغلبية ) في هذه المنطقة حكومات أو المؤسسات المدعومة من تلك الحكومات وعلى اختلاف أنواعها،نسمع أخبار اجتماعاتها ومؤتمراتها وخططها وبرامجها المعلن منها طبعا ً وغير المعلن فالعلم عند الله والراسخون بالعلم والمخططون له. أنها مؤتمرات واجتماعات متعددة تدور جميعها لصالح قوى الأكثرية أو الأغلبية في المنطقة فهي مسموح لها بنشر أهدافها وبرامجها وتطلعاتها بكافة الطرق والوسائل وكذلك الدفاع عنها مسخرة كافة الإمكانيات المادية والمعنوية والبشرية والعسكرية لبلدانها لخدمة هذه المخططات وأهدافها ، لكن لم نسمع عن جهات حكومية أو مؤسسات رسمية كبيرة ترعى وتصرف على مؤتمرات الأقليات في المنطقة وتدافع عن حقوقها وتطلعاتها رغم صراخ تلك الأقليات وبياناتهم ونداءاتهم وتضحياتهم التي لم تتوقف لحظة واحدة . وابسط مثال على ذلك ما سوف أكتبه عن أقلية أنتمي أليها كي أكون شاهد عيان أو كما يقال شهد شاهد من أهلها !! فأنا أنتمي إلى العراق أولا ً وأخيرا ً .
و حبي للعراق وشعبة قبل كل شيء ، لكني انتمي إلى أقلية دينية عراقية لا بل هي أصل العراق وبلاد الرافدين ، نحن أبناء طائفة الصابئة المندائيين ويقدر عددنا في العراق 70 أو 100 ألف نسمة ( لعدم وجود إحصائية دقيقة ومعتمدة ) وهي ديانة موحدة بالله عز وجل وتتبع النبي يحيى بن زكريا ( ع ) وهي من الديانات المسالمة ! ولنا أخوة ً من نفس الديانة في إيران وهم يسكنون غرب ( إيران ) في المنطقة المتاخمة للحدود الشرقية لوسط وجنوب العراق منذ اقدم العصور إذ سكن الصابئة بشقيهم الذين في إيران أو في العراق في نفس الوقت منذ القديم أيام كانت اللغة الآرامية هي السائدة في المنطقة وهنالك بعض الآراء والمصادر ترجح قدمهم ابعد من ذلك !!!!!

يربطنا نحن الصابئة المندائيين سواء في العراق أو في إيران ديانة واحدة ولغة واحدة ( اللغة المندائية ) وتأريخ واحد ودم واحد وأسم واحد , ونحن دين مسالم غير تبشيري منذ زمن قديم جدا ً ويهمنا أن نتواصل ونلتقي فيما بيننا فلا يحق لنا الزواج من خارج ديننا، وديانتنا تحتم على معتنقيها التزاوج فيما بيننا فقط والذي يتزوج أو تتزوج من خارج ديانتها المندائية يعتبر أو تعتبر خارج عن الدين المندائي بشكل تلقائي هو ونسله وديانتنا تحرم الرهبنة وعدم الإنجاب ولنا معتقدات وشعائر وطقوس نختلف فيها عن المحيطين بنا من الأقوام والأديان وديننا يحرم القتل والقتال وهي ديانة مسالمة تتخذ من التعميد بالماء الجاري أهم شعائرها . لنرى ماذا حل بنا وأي مساعدة قدمت لنا على مدى الدهور والعصور فالتأريخ يقول لم يقدم لنا غير الذل والهوان والفاقة والحرمان والاضطهاد والاستعباد والقتل والتنكيل والترغيب والترهيب لترك ديانتنا وهنالك مآسي دونت وكتبت عن شدة أزمات و اضطهاد مفزعة مرعبة اجبر فيها أعداد كبيرة من الصابئة المندائيين على تغير دينهم بالقوة والبطش !! وووووووووووووووووو والى أخر القائمة من اللوعات والمآسي والأحزان التي تشيب لها الرؤوس وتنقبض من أحزانها الأنفس وقد دونت قسم من هذه المآسي والويلات على حافات وهوامش كتبنا المقدسة وبعض ما كتبه ثقاة المؤرخين والكتاب وما تناقلته إلينا حكايات الأجداد إلى الأحفاد ، رغم هروبهم وانزوائهم وتقهقرهم وسكنهم آلاف السنين بين القصب والبردي والماء في أقاصي المستنقعات والأهوار و قرب حافات الأنهار قاهرين الطبيعة القاسية النائية منتزعين منها لقمة عيشهم وعيش أبنائهم لغرض استمرار الحياة لا يعرفون غير ممارسة طقوسهم وتعالمهم الدينية، ومقدمين خدماتهم وخبراتهم الحرفية والفنية المتوارثة في الصياغة والنجارة والحدادة بصناعة ما يحتاجه الأقوام التي تجاورهم في أعمالها من منتجات هذه الصناعات ولدماثة خلقهم وتواضعهم ومبادئهم الدينية المسالمة تعايشوا بشكل أو آخر مع الأقوام المجاورة لهم رغم كل أنواع التمييز التي تمارس فوق رؤوسهم .


وهم صاغرون فلا توجد لهم قوة أو جيش يدافعون فيها عن أنفسهم ولم يسجل لنا التأريخ ان كفلت لهم سلطات الحكومات التي تعاقبت على حكمهم آلاف السنين أي رعاية أو حماية عدى فترة ازدهار أيام الانفتاح والتسامح الديني الذي ساد العصر العباسي الأول وقسم من العصر العباسي الثاني والذي شارك الصابئة فيه إلى جنب أبناء الاقليات الأخرى المسيحيين واليهود والمجوس في بناء الحضارة الإسلامية وكانت بداية ذلك منذ عصر الرشيد وبعض الخلفاء الذين ساروا على نهجه إذ بعد هذه الفترة الذهبية (بدأت موجات التميز والاضطهاد والظلم تنالهم بسبب انتمائهم الديني ) فهرب المتواجدون من الصابئة من حواضر المدن ملتحقين بإخوانهم في المناطق القصية النائية و في الأهوار وللأنصاف نقل لنا آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا ان الذي ساعدهم وحماهم من القتل والاضطهاد وخصوصا ً في الفترة التي سبقت تكوين و تشكيل الحكومة العراقية في 1920 وبعدها لسنوات طويلة فالذي ساعدهم وحماهم وأجارهم العشائر المجاورة لهم إذ كان الصابئة يستنجدون بشيوخها ورجالها المتنفذين ويعقدون معهم الأحلاف والمواثيق والتعهدات من أجل المحافظة عليهم ورعايتهم من الاعتداءات والسلابة والنهابة وكثير من شيوخ ورجال تلك العشائر يذكرونهم الصابئة المندائيين إلى يومنا هذا بالذكر الطيب والترحم لمن توفي منهم وكذلك تذكرهم وتبادلهم تلك العشائر ورجالها بنفس الطيبة والمحبة .... ولست مبالغا ً أن أكتب أنه لم يزل قسم من تلك العشائر ترعاهم وتدافع عنهم إلى يومنا هذا حتى بعد انتقال قسم منهم إلى العاصمة والمدن الكبيرة الأخرى وأني إذ أكتب ذلك ليس من باء تملق أو إشادة أحاول إرضاء طرف ما لكني اكتبها كما سمعتها من أفواه أهلنا وكذلك كشاهد عيان ؟؟؟ !!

وبعد تكوين الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي شارك الصابئة المندائيين بفعالية وعزيمة وهمة في بناء أسسها ومؤسساتها وأحزابها ومنظماتها السياسية والنقابية منذ السنوات الأولى فقد انخرط عدد كبير منهم في المدارس التي فتحت وتخرجوا ليشاركوا مع رعيل العراقيين الأوائل في البناء ، وغادرت أعداد كبيرة منهم الأهوار والقرى الجنوبية منذ ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي متوجهين إلى العاصمة و المدن الكبيرة وانخرطوا بحركة دؤبة وفاعلة في الحياة الجديدة ونهلوا بشغف ولهفة وقوة واندفاع من العلم والمعرفة وقدموا كل طاقاتهم وإمكانياتهم الحرفية والعلمية والمعرفية التي اكتسبوها من دراستهم ومن الحياة العامة من أجل المساهمة في بناء حاضر العراق وكذلك ساهموا بتقديم التضحيات الكبيرة بالأرواح والجهد قبل المال في سبيل الحرية والديمقراطية والتقدم ورفع اسم بلدهم ورغم قلة عددهم لكن لا يكاد أي عراقي يغفل مساهمتهم ومشاركتهم بصدق ونزاهة وإخلاص وتفاني وحب كبير للشعب والوطن فقد تركت مساهماتهم هذه ذكريات طيبة في نفوس كل من عاشرهم وجاورهم.
لنرى ما حل بالصابئة المندائيين الآن بعد تدهور وضع العراق السياسي ودخول البلد بدوامات الحروب وويلاتها وسياسة البطش والموت والفلتان الامني والنهب والقتل والإرهاب ، فما ان وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها حتى بدأت هجرة الصابئة للخارج ، فلم تهدأ دائرة العنف والقتل والموت والخراب في البلد بعد توقف الحرب بين العراق وإيران إذ دخل البلد بحرب أخرى وتبعها بأخرى ليزيد وضع الحصار من مأساتنا ومأساة الشعب وبالمقابل لم تهدأ استمرارية وزيادة أبناء الصابئة المندائيين وبقية الاقليات من الهجرة السريعة إلى المجهول خوفا ً من الموت والقتل بعد إن زجوا بالخدمة العسكرية الإلزامية( والتي وصلت من سنتين إلى ثمانية أو عشر سنوات متصلة ) لتتلقفهم طاحونة الحروب والحصار لتحصد منهم آلاف الشباب ، وبعد سقوط نظام صدام ازدادت الهجرة بشكل تكاد البلد تفرغ من الأقليات وعلى رأسهم الصابئة إذ تشير أخر التقارير إن عددهم بقي بحدود خمسة آلاف أو زيادة قليلة على ذلك ومن بقي منهم في العراق يعيش أقسى حالات الهلع والرعب والخوف وأما من خرج من العراق فهم الآن قسمين قسم دفع كل ما يملك من أموال حملها معه بعد ان باع كل ما يملك ( عقار أو محل أو تحويشة العمر ) وسلمها إلى المهربين كي يصل لاجئ في إحدى دول اللجوء ومن وصل منهم ينتشرون متبعثرين متباعدين موزعين على حوالي 20 بلدا ً وهنالك القسم الآخر المتبقي من الذين فروا من الإرهاب والعنف في العراق وهم بحدود 12ـ 13 ألف نسمة أو أكثر موزعين في بلدان الجوار أو النزوح كما تسمى الأردن وسوريا ومصر واليمن وإندونيسيا ينتظرون من ينقذهم من مأساة التشرد والضياع والفاقة والعوز.

هذا مختصر لحالة إحدى أعرق وأقدم أقلية دينية عراقية مسالمة بذلت كل شيء في سبيل وطنها وشعبها فماذا حل بها ومن يدافع عنها والصراع والتعصب والعنف والإرهاب والخراب قد وصل إلى أعلى درجة في مقياس رختر و لم يزل يضرب باستمرار إذ ما ان يهدأ قليل من الوقت ليضرب مجددا ً . وليس بقية الاقليات الأخرى من نسيج مجتمع العراق ( المسيحيين واليزيدين والشبك والكرد الفليين والكرد واليهود وغيرها من مكونات المجتمع العراقي ) بأفضل حال من الصابئة فلكل أقلية من هذه الأقليات العراقية مآسيها وفواجعها ومظلوميتها، لكن قلة تعداد نفوسنا ووضعنا الديني الخاص هو المختلف عن الآخرين لذا تكون مأساتنا أشد وجعاً وأقسى آلما ً وحزنا ً لقد غادر الصابئة المندائيون حملة ارث وتأريخ وحضارة العراق بعد ان دمرت الحروب وويلاتها آثارنا وتاريخنا وتراثنا ونفسيتنا وآمالنا وأحلامنا فمن يرحمنا؟؟ أليس وضع يدنا مع أخوة ً لنا في المآسي والفواجع ارحم ؟؟
ولنا ان نتساءل كم مؤتمر عالمي ساعدتنا الحكومات العراقية على عقده للملمة شملنا ودراسة أحوالنا ومساعدتنا في أحياء لغتنا وتراثنا وكم معبد تفضلت الحكومات المتعاقبة ببناءه لنا أو ساعدتنا ببنائه وهي بيوت الله للعبادة والتقوى وتعليم القيم النبيلة ؟؟ وكم دار للبحوث والدراسات الثقافية بنت وساعدتنا لبنائها ، كم مدرسة فتحن لنا واعدت لنا مناهجها لدراسة لغتنا وتراثنا وديانتنا ؟؟ هل فكرت إحدى الجهات الحكومية وليس فقط حكوماتنا حتى المنظمات الإنسانية الدولية هل فكرت فينا ولو مرة واحدة بمساعدتنا لعقد مؤتمر محلي أو اقليمي أو دولي لتدارس معاناتنا ومآسينا ولغتنا وتراثنا وطقوسنا وهجرتنا وتشردنا والضياع الذي يلفنا ؟؟ أو تسهيل زيارات متبادلة بيننا وبين إخواننا الصابئة في إيران هل فكرت حكوماتنا بتنظيم زيارات حج لمرقد نبينا يحيى بن زكريا ( ع ) في الجامع الأموي في دمشق ! أو زيارة الموقع الذي عمد فيه النبي يحيى بن زكريا ( ع ) سيدنا عيسى ابن مريم على ضفة نهر الأردن والذي أصبح رمزا ً ومزارا ً للحجيج ؟؟؟
تصرف مليارات من الدولارات على الحروب والفرهود وسماسرة السلاح وكابونات النفط والهبات والصدقات وتبذير مال الدولة على أشياء لا حصر لأنواعها ومسمياتها وقسم آخر على القصور والضيعات والسفارات والقنصليات وأقبيتها ؟ فهذه لها باب خاص ؟ و قمسيونات العقود مع الشركات ،وفرهود عقود النفط مقابل الغذاء والدواء، والتبرعات لدول وحركات ومنظمات لا نعرف حتى أسماءها قسم منها تأخذ رواتبها بالدولار وتجهز بالسلاح وقسم أخر منها تسرح وتمرح في العراق وقسم تدفع لها شيكات و كابونات نفط ،ولكن من ساعدنا وتصدق علينا ( بمليون برميل نفط ) مثلا ً حالنا من حال العبرية ( مثل عراقي يضرب على المسافر أو الراكب عندما يكون مع مجموعة كبيرة من المسافرين أو الركاب يكون حاله من حالهم أي مايصيبه يصيبهم ) ولم تزل ينابيع نفط بلادي تصدر ملايين البراميل يوميا ً وحصتنا منها نحن الصابئة المندائين مزيد الرعب والموت والفاقة والحرمان والتشرد والضياع و ......... ؟؟؟
لقد طرقنا كل أبواب الحكومات السابقة واللاحقة وناشدنا كل المتنفذين فيها من ساسة ورجال دين ان تساعدنا وترعانا فنحن أبناء هذا الوطن الأصليين المسالمين ولا قوة لنا تحمينا وتصد الظلم عنا، فماذا جنينا لم تنصفنا حتى الدساتير والتشريعات ووسائل الإعلام السابقة وقسم من اللاحقة، أنها قائمة طويلة من المعاناة والمآسى والويلات والظلم، وجاء الذي الآن الذي لا يرحم ولا ينصف الجميع ليسيطر على الساحة بالتمام والكمال والذي يتفق الجميع أن لا دين له جاء ( الإرهاب وملحقاته ) ليزيد الطين بلة .فهنا نسأل السادة المنصفين هل نسند اخوتنا من الأقليات المضطهدة و المهمشة ونضع همومنا ومصيبتنا سوية ( فجميعنا في الهوى سوى ) ونعمل لمساعدة بعضنا البعض ونوحد صوتنا وصراخنا كي يكون اكثر دويا ً حتى يسمعه المستبد والجائر ؟ أو الذي بالسلطة والمال حائر؟ أو الذي بالتجويع والترويع والبطش سائر ؟ أو الذي لا يريد أن يسمعه للعديد من الأسباب الأخرى ؟ أليس من حقنا ان نوحد صوتنا نحن المساكين والمهمشين ؟ ونطرق به مجددا ً أبواب السماء قبل أبواب الحكومات والمنظمات الدولية وأكيد أبواب السماء ورب العباد لمآسينا وصراخنا أرحم فبه نستجير واليه نرفع عيوننا واليه تهفو أفئدتنا .
.
أم الأفضل نبقى نستمع إلى الوعود والعهود التي لم نقبض منها سوى الوعود كما يقال (( القبض ريح ))
ومن مؤتمر زيورخ للأقليات المضطهدة والمهمشة والمتشردة سنطلق صرختها الموحدة ( باسم أقليات مضطهدة ومهمشة متحدون ) وستتبعها صرخات موحدة أعلى صراخا ً وأشد قوة وعزيمة . وأننا على ثقة سوف تكون معنا ومع صرخاتنا المستغيثة أصوات الملايين من المدافعين عن كرامة الإنسان وحقوقه والمؤيدين والمناصرين لحقوق الأقليات ومعاناتها من شتى أرجاء المعمورة !
وللحديث صلة !!



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي والشطري يتناغمان
- عام جديد وملايين شعبي تبكي على مأساة الحسين ومأساة الوطن
- الذكريات والأحداث وأهمية تدوينا،، نعيم بدوي ، يشوع مجيد في و ...
- صديقي يشوع فقدانك المروع قد زاد من آلامي وأحزاني
- لليدي دراور* .. من كاتبة قصص خيالية وخواطر قلميه إلى أكبر مس ...
- إلى الأستاذ المناضل عزيز سباهي
- ناجية المراني شمعة عراقية مندائية لم تزل تنير الطريق بثبات و ...
- تقرير اخباري عن اجتماع اليوم الثاني للمؤتمر الرابع لاتحاد ال ...
- آل ( قره ) وآل ( الصابي ) من النتائج الرائعة لثقافة التسامح ...
- الأستاذ الكريم العم الطيب فرج عريبي ( أبو نبيل ) المحترم
- المندائيون في بلدان المهجر معاناة قاسية وتطلعات من اجل استمر ...
- تقرير إخباري عن وقائع جلسات المؤتمر الرابع لاتحاد الجمعيات ا ...
- بطاقة حزن لك يا وطني في يوم العيد -عيد الصابئة
- شاكر جواد القره غولي.... طيبة قلب.... وخفة دم.... و بديهية ن ...
- الأخوة والأخوات الأفاضل في اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
- لا تلومونا على هذا الحزن وكثر البكاء
- جديد المناشدة بحقوق الصابئة المندائيين
- الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أ ...
- بين أمي .. وفيروز .. والإنقلاب .. شدة وفرج
- الاشاعات ومروجوها ..... جيف وقمامة لا تستحق إلا الطمر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى غازي الأميري - مؤتمر زيورخ : صوت من أصوات المضطهدين والمهمشين على مدى العصور..من سيكون معه؟ ومن سيقف ضده؟