الناشط السياسي جوزيف ليفي يتحدث عن المشاركة السياسية، أحداث 16 ماي، تهميش تاريخ اليهود، المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج

مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 11:44
المحور: مقابلات و حوارات
    

لماذا نجد اليهود المغاربة غير ممثلين بقوة داخل الأحزاب السياسية؟ ولماذا لا زالت الدوائر المعنية تصر على إقصاء تاريخ وثقافة اليهود من المقررات الدراسية؟ وأي دور لليهود في الحياة السياسية؟ هذه الأسئلة وغيرها تشكل محاور اللقاء الذي جمعنا بالأستاذ جوزيف ليفي الأمين العام المساعد لحزب الوسط الاجتماعي. وفي ما يلي نص الحوار:

ـ كيف تقيمون مشاركة المغاربة اليهود في العمل السياسي؟1


المشاركة السياسية في الحياة المغربية ضرورة من أجل بناء مغرب حداثـي ومتقدم قادرة على الانخراط في الدينـامية السريعة التي يعيشها العالم على مستويات متعددة. فالقرار السياسي لا يمكن أن يكون صائبا وعقلانيا في غياب مشاركة سياسية فعالة وفاعلة تمنح للقرار السياسي مصداقية.
واليهود كمكون اجتماعي وثقافي وديني وتاريخي، كان ولا زال حاضر من موقعه في الحياة السياسية.
صحيح، اليهود يشكل المغاربة أقلية عددية، يتواجدون بنسبة ضعيفة في الأحزاب السياسية، لكن دورهم كبير في الحياة الاقتصادية والمالية. فهم يتربعون على مواقع هامة في العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية...

2 ـ في نظركم ضعف تواجد المغاربة اليهود داخل الأحزاب السياسية يرجع إلى الأحزاب السياسية التي لم تستطع فتح الباب أمامهم للانخراط في العمل الحزبي أم إلى الطبيعة الانعزالية لليهود؟

أعتقد أن حضور اليهود في الحياة السياسية واقع لا يمكن القفز عليه نظرا للثقة الموجودة في الدولة. أكثر من ذلك أن الحب للوطن والعرش يدفعان اليهود المغاربة إلى البحث عن كل السبل لخدمة البلاد.
فاليهود نجدهم حاضرين في الأحزاب السياسي وفي منظمات المجتمع المدني، كما نجدهم في بعض المؤسسات العمومية وبنسبة أكثر في القطاع الخاص.
شخصيا، خلقت لدي أحداث 16 مـاي 2003 التي شهدتها الدار البيضاء وعيا وقناعة جديدين، حيث لم تعد لسياسة المقعد الفارغ أي دور. كما أنني اكتشفت من خلال لقاءاتي الثقافية في بعض المدارس والمعاهد أن الشباب المغربي لا يعرف جيدا تاريخ وثقافة اليهود المغاربة، إذ فوجئت في نقاش مع بعض الطلبة أن أحدهم قال لي أن تاريخ وجود اليهود على أرض المغرب يعود إلى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. هذه العوامل وغيرها دفعتني إلى الانخراط في العمل الحزبي.

3ـ لكن لماذا اخترتم العمل في إطار حزب الوسط الاجتماعي؟

بداية يجب أن تعرف أن أبي كان مقاوما في جيش التحرير، ثانيا أنني أحمل فكرا ليبراليا يميل إلى الوسط، لكن هذا لا يعني أن الوسط القريب من اليسار غير صائب.
أما اختياري العمل داخل حزب الوسط الاجتماعي فيعود إلى طبيعة أطروحته السياسية والإيديولوجية، فضلا عن علاقاتي التاريخية من الصديق لحسن مديح شجعتني للانخراط معه في هذا المشروع السياسي، ذلك أن وفاء والتزام سلوك ووطنية هذا الرجل، عوامل ساهمت بدورها في هذا الاختيار السياسي.
إن حزب الوسط الاجتماعي يشتغل باحترافية عالية وبعقلية جماعية وله أطر ومناضلين من مختلف الشرائح ويعكسون التنوع والتعدد الذي يعرف المجتمع المغربي، هـذا بالرغم من انعدام الإمكانيات المادية والحصار المضروب على الحزب من طرف جهات معينة. لكن إرادة وعزيمة شباب ونساء وأطر ومناضـلي الحزب من شأنها أن تواجه كل الصعاب التي تعترض طريقه.

4ـ كيف تفسرون الإقصاء الذي يمارس ضد تاريخ وثقافة اليهود في المقررات الدراسية؟

صحيح، إن تاريخ وثقافة اليهود المغاربة لا نجدهم في الكتاب المدرسي.
وقد سبق لنا أن نبهنا، في أكثر من مناسبة، إلى خطورة هذا الأمر الذي يتعارض مع طبيعة وخصوصية المجتمع المغربي، كما أن وسائل الإعلام الوطنية والدولية تناولت هذا الموضوع. فالطبيعة تخشى الفراغ، ونحن نتمنى أن تعمل الدوائر المعنية على تدارك هذا الأمر.
إن ميزة مجتمعنا هو كونه يتسم بالتنوع الثقافي والتعدد اللغوي والتعايش الديني.

5 ـ ارتفعت مؤخرا بعض الأصوات التي تطالب بتمثيلية المكون اليهودي في المجـلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج، ما رأيكم في هذه المبادرة؟

من الواجب تمثيل اليهود في المجلس الأعلى للجالية المغربية في الخارج الذي أحدثه جلالته من أجل إنصاف أبناء الوطن في الضفة الأخرى وإشراكهم في صنع القرار السياسي. إن اليهود المغاربة المتواجدين في الخارج يشكلون سفراء لهذا البلاد، وبالتالي يجب التواصل معهم وتحسيسـهم بالقضايا الوطنية الكبرى والحساسة.


6 ـ هل ستترشحون إلى الانتخابات التشريعية القادمة؟

القادمة ـ فعلا، طلب مني مجموعة من الأصدقاء الترشح للانتخابات التشريعية القادمة نظرا لعلاقاتي الواسعة، ولا زلت لم أحسم بعد في هذا الأمر.

#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات