أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود والثقافة اليهودية















المزيد.....

محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود والثقافة اليهودية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:04
المحور: مقابلات و حوارات
    


ـ ارتفعت مؤخرا بعض الأصوات المطالبة بإدماج الثقافة اليهودية في المقررات الدراسية، ما هي قراءتكم لهذا المطلب؟
هذا هو رأيي و هذه ةهي قناعتي. فاليهودية كديانة هي أصل التوحيد كفضاء روحي يجمع اليهودية و المسيحية والاسلام. و المؤرخون المسلمون الأوائل المؤسسون للتأليف التاريخي العربي الاسلامي، و أعني الطبري و اليعقوبي و ابن الأثير و ابن كثير و ابن حجر العسقلاني و من سار على نهجهم كابن خلدون اهتموا بتكوين شعب اسرائيل و تطور الديسانة اليهودية و أنبيائها و تركاتهم، و فصلوا في ذلك حسب مناهجهم و مستنداتهم و تصوراتهم. و قد استند هذا الاهتمام الاسلامي المبكر و المفصل باليهود و اليهودية على قوة الاستشهاد القرأني بتاريخ بني اسرائيل و أنبيائهم، الذين هم حسب صريح القرأن أنبياء الله ينبغي أن يؤمن بهم المسلمون، و استند هذا الاهتمام أيضا على وحدة القصص التوراتي و القصص القرأني و شيوع الكثير من الطقوس التوراتية بين المسلمين كعيد الأضحى.
و من جانبهم ساهم اليهود في اغناء الحضارة العربية الاسلامية باجتهداتهم في قراءة التوراة و علم الكلام اليهودي، و ليس ابن ميمون وحده هو المثال الأبرز في هذا المجال فالرابي عمران الفاسي يعتبر مدرسة رائدة في اللاهوت اليهودي و يعتبر سلطة مرجعية لدى رجال الدين اليهود و لدى دارسي التوراة و علم الكلام اليهودي.
أضف الى هذا أن اليهود ظلوا مكونا اجتماعيا و اقتصاديا لكيان اسمه المغرب، و قد براعوا في التجارة و الحرف و من خلال الملاحات يعتبرون جزءا لا يتجزء من تاريخ المدينة المغربية، و كل اهتمام بثقافتهم و ديانتهم و تاريخهم الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و ما الى ذلك ضمن مقرراتنا المدرسية هو بمثلبة اقتحام لمجال رئيسي من التاريخ المغربي و ينبغي أن يحصل ذلك بعيدا عن الحسابات الكلامية أو الاتنية، فالمقاربة التأريخية أو السوسيولوجية أو الأنتربولوجية المستندة الى التطورات العلمية في مجال العلوم الاجتماعية أو الدقيقة هي التي ينبغي أن تسود في برامجنا التعليمية و في مقاربتنا للاسلام و اليهودية و المسيحية و كل ظاهرة تاريخية أو اجتماعية و ما الى ذلك. و لا بد لنا من ايلاء المسيحية الأوربية مكانة في برامجنا التعليمية لأن تطور هذه الديانة الذي انتهى الى تصالح الدين مع الدولة الدنيوية و منهجيتها المتمثلة في الديمقراطية و الاقتراع العام و بالتالي قبول رجال الدين بحصر دورهم في العبادات و تكريس الدول لخدمة الناس و ترك هذا الدور لرجال و خدام الدولة جدير بالتأمل.
في هذا الباب أتمني لو يتفضل المسؤولون عن حيانتا الوطنية بتعديل اسم وزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية باضافة و العبادات و الحوار بين الديانات، و ان تخصص لليهودية و المسيحية في المغرب نسبة من عائدات الأوقاف.


ــ في نظركم ما هي الأسباب التي جعلت الثقافة اليهودية تظل علـى الهامش لدرجة تم إقصاؤها كمكون من مفهوم الهوية الثقافية المغربية؟
ينبغي الحذر في مقاربة هذه الظاهرة فالتعاطي مع الشأن الثقافي و الهوية الثقافية المغربية ما يزال مسكونا بالانفعالات و متأثرا بالأمزجة لا عتبارات كثيرة في مقدمتها أن الثقافة المغربية ما تزال غير ملقحة ضد مختلف أشكال التطرف و العنصرية، كما أنها ظلت وفية للنهج القديم و لم تنل حظها من التطور الذي عرفته التثقافة العالمية الا في العقود الأربعة الأخيرة. هناك مخاض للتدرج من الثقافة العالمة بمفهومها الفقهي الى الثقافة القومية ببعدها السياسي و الثقافة الجامعية ببعدها الأكاديمي، و ضعف الاهتمام بالجاني اليهودي يوازيه ضعف الاهتمام بجوانب أخرى من الثقافة المغربية لأسباب موضوعية بالأساس لكن و بالرغم من ذلك فالثقافة المغربية أكثر نضجا و رشدا من السياسة المغربية، و المثقف أكثر رشدا من السياسي و الميدان هو الحكم في هذا الرأي. و اذا كان من اقصاء فالعامل السياسي هو المتحكم فيه. أضف الى هذا أن الهجرة الجماعية المتوالية لليهود المغاربة منذ انشاء دولة اسرائيل حرم المهتمين من ذاكرة هذه الجماعات و مستنداتها التي كانت ماتزال الى عهد قريب مجالا بكرا، و هناك عامل الانغلاق التقليدي على الذات و الارتياب الجماعي من الأخر الذي يطبع الجماعات المغربية سواء مسلمين أو يهودا حضريين أو قرويين و الذي ليس ظاهرة مغربية بل هو ظاهرة كونية.


ـ في رأيكم هل يرجع هذا الأمر إلى طبيعة ثقافة اليهود المغـــــــــــاربة؟
لقد أشرت الى العوامل الذاتية في الثقافات و منها الثقافة اليهودية المسكونة بالأسرار و الألغاز. و قد زاد من هذا الانكماش قي الثقافة اليهودية المغربية خلال القرون الأخيرة هيمنة الطابع الأندلسي على ثقافة المدينة المغربية و على الحياة الاجتماعية في المدن و أو شك هذا الطابع أن ينحصر في الطقوس و الحفلات. لكم للثقافة اليهودية و لليهود المغاربة النصيب الأوفر من ضعف الاهتمام من الجانب اليهودي و العمق اليهودي في الثقافة المغربية، لأن ةاليهود لم يكونوا يفكرون في اشاعة ثقافتم خارج جامعاتهم تجنبا للصدام و احتياطا من الأخر.

ـ لماذا فشلت الأحزاب السياسية وخاصة المحسوبة على الصف الديمقراطي في إدماج اليهود داخل تنظيماتها؟
ظهرت بعض الفعاليات اليهودية كأطر رائدة لتجربة اليسار. فالحزب الشيوعي بالمغرب كان على رأسه اليهودي ليون سلطان قبل أن تؤول القيادة فيما بعد لعلي يعتة، و كذلك الشأن بالنسبة لأبراهام السرفاتي و سيون أسيدون و شمعون ليفي الذين لهم نصيبهم في تأسيس و قيادة و تأطير تجارب اليسار بالمغرب. لكن هذه الأمثلة لا تعني أن تطبيع وجود شخص يهودي على رأس حزب سياسي أصبح أمرا مقبولا، فمنذ عقدين أثار انتخاب جو أوحنا في مكتب مجلس النواب ضمن نواب رئيس هذه الهيئة الدستورية جدلا و اعتراضا لدي قيادات أحزاب المعارضة البرلمانية التي اعتبرت نفسها الممثل الوحيد للخيار الديمقراطي في المغرب، و قد كتب أحمد رضا كديرة مستشار الملك الراحل الحسن الثاني افتتاحية بيومية لو ماتان مغلفة لاستنكار هذا الموقف و هي على كل حال تعبير عن رأي الملك الراحل. و قناعتي أن أغلب الأحزاب المحسوبة على الصف الديمقراطي لا تختلف في الغالب عن الأصولية في موقفها من اليهود. و قد زاد من تعميق هذا الارتياب مشكل الشرق الأوسط الذي ترعرعت بموازاة تطوراته مل الأحزاب السياسية المغربية، و احتياط أغلب اليهود من الحركة الوطنية المغربية.

ـ كيف تفسرون نجاح اليهود المغاربة في المجال الاقتصادي والتجاري والمالي وفشلهم في فرض وجودهم في المجال السياسي؟
في هذا المجال هناك وزن التاريخ، فاليهود لم يكونوا يشاركون في الحروب باعتبارهم من أهل الذمة، و لذلك ظلوا بعيدا عن الوظائف السياسية لأن ذلك شأن المسلمين في دولة الاسلام. هذه هي القاعدة السياسية و كان اليهود فابلون بهذا لذلك توجهوا الى التجارة و الحرف بسبب استقرارهم في المدن، أي وجودهم في قلب السوق و قد ظلت ترسبات هذا الموقف حاضرة في الضمير اليهودي المغربي و هو ما سهل الاقتناع بالهجرة الى اسرائيل قبيل و في فجر الاستقلال. لكم لا يمكن نعث اليهود المغاربة بالفشل السياسي، فلهم رصيدهم من تشكيل اليسار الذي كان دافعا قويا للتغيير السياسي في المغرب و أدت عناصر بارزة منهم ضريبة النضال.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتحي بن خليفة، ناشط حقوقي ومعارض ليبي يتحدث في حوار عن نظام ...
- عبد العزيز بوراس، فاعل أمازيغي يتحدث عن سبب رفع مطلب إحداث ا ...
- عبد الرحيم الوالي إعلامي وناشط مدني مغربي يتحدث عن الحوار ال ...
- الدكتور محمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم حزب البديل ال ...
- أوزين أحرضان، الناشط الأمازيغي المغربي، يشرح دوافع تأسيس منظ ...
- عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتحدث في ...
- الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، يروي تفاصيل محاولة اغتياله
- مراد حنبلي، ناشط سياسي يتحدث عن قضية متابعة برلمانيين متورطي ...
- تبادل الإشارات بين الشبيبة الإسلامية والسلطات المغربية حول ق ...
- هل سينصف الملك محمد السادس الجالية المغربية في الخارج بعد إق ...
- فرحات مهني، الناطق الرسمي باسم حركة المطالبة بإقامة -حكم ذات ...
- الحركة الحقوقية تتحرك من أجل تنفيذ توصية الاعتذار الرسمي لضح ...
- إقصاء المغاربة المقيمين بالخارج من المشاركة في انتخابات2007
- قضية محجوبي أحرضان تعيد فتح النقاش حول الجهات المستفيدة من أ ...
- في أول حوار لإدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، بعد استدعائ ...
- مبدأ التصريح بالممتلكات بين هشاشة النص القانوني وغياب إرادة ...
- جماعة العدل والإحسان ولغة تبادل الإشارات السياسية مع الدولة
- المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج وبداية الإنصاف والمصا ...
- خالد الجامعي، صحافي ومحلل سياسي، يتحدث عن الأمير مولاي هشام، ...
- جدلية السياسي والاقتصادي داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود والثقافة اليهودية