رشيد نفيل، فاعل مدني ومستشار بمدينة زوريخ بسويسرا يتحدث عن مسألة إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج

مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:44
المحور: مقابلات و حوارات
    

ـ ما هي قراءتكم لمضمون الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الواحدة والثلاثين للمسيرة الخضراء؟
تأكد بالملموس أن قضية المغاربة المقيمين بالخارج تحتل مكانة متميزة في برنامج الملك محمد السادس، وقد أظهر خطابه الأخير بعد الرؤية وعمق النظرة في إدارته لهذا الملف. ولا يسعنا كفاعلين مدنيين داخل حقل الهجرة إلا أن ننوه بهذه المبادرة الجريئة والمتقدمة لكونها ستساهم من موقعها في مسلسل بناء مغرب الحداثة والدمقـرطة.
لقد انتظرنا منذ سنوات معالجة مشاكل المغاربة في الخارج، فالحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام لم تقدم بدائل ملموسة، مما ساعد على تعميق المشاكل، لكن مبادرة الملك هذه وضعت حدا للتردد الذي ميز التعامل مع مشاكلنا.
الأكيد أن نتائج هذا المشروع ستعود إيجابيا على المغرب والمغاربة جميعا في الداخل والخارج على عدة أصعدة سياسيا، اقتصاديا وثقافيا..إلخ، لكن يجب على الجهات المسؤولة التي كلفت بهذا الملف أن تحرص كل الحرص على ترجمة الخيار الذي رسمه الملك في خطابه السامي.

ـ من موقعكم ،ماذا تقترحون لإنجاح هذا المشروع؟

بداية يجب أن تكون هناك مشاورات واسعة مع كل الأطراف التي تنشط داخل حقل الهجرة، بمعنى ألا يكون هنا أي إقصاء أو تمييز أو ماشابه ذلك ضد أي طرف على حساب طرف آخر، وذلك لكي تتم مشاركة الجميع والاستفادة من كل الآراء والأفكار والتصورات التي من شأنها أن تخدم هذا الملف.
ثانيا أن يتم تجنب بعض الممارسات كالـزبونة والمحسوبية وغير ذلك لأن بعض الوقائع والأحداث أكدت وجود عناصر احترفت ملف الهجرة واستعملته كورقة لابتزاز بعض الهيئات الدولية والأوروبية على وجه التحديد لأغراض شخصية ليست لها أية علاقة بقضايا المغاربة في الضفة الأخرى.
وقد ساهمت هذه العناصر في تشويه صورة المواطن المغربي المقيم بالخارج..، وهي عناصر معروفة.. وممارساتها يعرفها الخاص والعام.. في حين نجد أناسا يشتغلون في الظل وبصمت، ويقدمون الشيء الكثير للمغرب والمغاربة وكانوا أحسن سفراء لهذا البلد. فالملك محمد السادس حدد معايير التمثيلية داخل المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج ويحب الحرص على احترامها خدمة لقضايا المغرب والمغاربة في الخارج.
وأعتقد أن الجميع يجب أن يتعبأ بجدية لخدمة هذا المشروع الطموح لأن المغرب في الظروف الراهنة في حاجة ماسة إلى مشاركة كل أبنائه في مسلسل التنمية والدمقرطة، وأيضا لكون التطورات التي يشهدها العالم لم تعد تسمح بـنوع من "اللعب" كما كان الحال عليه في السابق.

ـ كيف قرأتم قرار تكليف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بملف المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج؟
أكيد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضع الملف بين أيادي حقوقية آمنة.
أكثر من ذلك أن تجربة وحنكة وكفاءة مسؤولـي المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ستساعدهم، بدون شك، على تدبير هذا الملف بحكمة وجدية، مع العلم أن الرأي العام الوطني والصحافة المغربية والدولية (التي تهتم بالشأن المغربي) تتابع هذا الموضوع.
كما أن المنتظم الدولي وخاصة الدول الشريكة للمغرب تنتظر بروز مجلس مسؤول، مجلس يتوفر على المصداقية والأهلية وقادر على المساهمة في معالجة المشاكل التي تطرح في الداخل والخارج.

ـ كيف تتصورون هيكلة المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج؟
فعلا، لدينا اقتراحات في هذا المجال، وقد سبق لنا أن نظمنا مجموعة من اللقاءات في سويسرا حول هذا الموضوع، حيث اشغل هناك مستشارا في مجلس مدينة زوريخ في ما يخص الإدماج والهجرة، إضافة إلى كوني ممثل للجالية المغربية المقيمة بالمنطقة الألمانية بسويسرا. كما أن الاتصالات التي قمنا بها في مجموعة من البلدان الأوروبية( بلجيكا، فرنسا، هولندا..) ساعدتنا على جمع اقتراحات وأفكار في هذا الباب، تهم بالأساس الإطار القانوني وكذا تركيبة المجلس وآليات اشتغاله.. ونحن على أستعاد للمساهمة في هذا المشروع الطموح الذي يهم مستقبل المغرب.

ـ هل تعتقدون أن إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج سيكون بديلا عن مطلب المشاركة في الانتخابات؟

أعتقد أن النهج الديمقراطي الذي رسم جلالته في خطابه الأخير واقعي وصائب في الوقت الراهن.
فالباب مفتوح أمام المغاربة المواطنين المقيمين بالخارج للمشاركة في الإنتخابات في الداخل أي على أرض الوطن، كما أن إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج يعد مكسبا إضافيا، في حين مطلب تنظيم الانتخابات في الخارج سيبقى حاضرا بالنسبة لنا كمطلب ديمقراطي في المستقبل.
نحن سندخل تجربة جديدة بعد إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج في انتظار توفير الشروط الملائمة والمناخ الإيجابي لتحقيق هذا المطلب.

#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل