أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - التجاني بولعوالي فاعل مدني بهولندا يتحدث عن واقع الحركة الأمازيغية بالمهجر















المزيد.....

التجاني بولعوالي فاعل مدني بهولندا يتحدث عن واقع الحركة الأمازيغية بالمهجر


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


ـ كيف تنظرون إلى طبيعة التطورات التي عرفتها المسألة الأمازيغية بعد وفاة الحسن الثاني؟
كنت في مقالة سابقة معنونة ب(القضية الأمازيغية بين رد الاعتبار والتوظيف الأيديولوجي)، تناولت بالتفسير الملابسات العامة التي كانت وراء إقدام الحسن الثاني على التعاطي لملف القضية الأمازيغية، الذي ظل طوال ما يقارب النصف قرن طي النسيان والتغييب، وما ترتب عن ذلك من خلفيات وتداعيات، وقد شكلت تلك الخطوة، في إبانها، ما يمكن أن نطلق عليه رد الاعتبار للأمازيغية، لغة وثقافة، لكن بعيد مضي بضع سنوات على ذلك الحدث، أدركنا أن دار لقمان مازالت على حالها، وأن القضية الأمازيغية زادت تقهقرا وترديا، لأن ما كنا نراه رد اعتبار للأمازيغية لم يكن إلا توظيفا أيديولوجيا لها، وإلا فلماذا لم يف الملك بما قاله في خطاب ثورة الملك والشعب في صيف 1994، لاسيما وأن أكثر الوعود التي ترددت آنذاك (إذا ما استثنينا نشرة اللهجات)، من مثل تدريس الأمازيغية، دسترة الأمازيغية، إدماج الأمازيغية في الإعلام وغير ذلك، سوف تظل معلقة حتى بعد وفاة الحسن الثاني بحوالي سنتين، حيث سوف تشهد القضية الأمازيغية منعطفات جديدة، على عهد محمد السادس، أهمها إطلاق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي رغم السلبيات التي سجلت عليه، فإنه سوف يشكل لا محالة طفرة نوعية في عالم القضية الأمازيغية، ثم الاعتراف بخط تيفيناغ الأمازيغي الذي يعتبر إغناء للتراث المغربي عامة، ثم تجربة تدريس اللغة الأمازيغية ومحاولة إدماجها في التعليم، ثم إدراج اللغة والثقافة الأمازيغية في الفضاء الإعلامي، وغير ذلك من المنعطفات التي يمكن اعتبارها مؤشرات على أن ثمة تطورات نوعية تشهدها القضية الأمازيغية.

ـ ما هو موقع الثقافة الأمازيغية في هولندا؟
إن الحضور الثقافي الأمازيغي في هولندا، محكوم بعنصرين هما؛ أولا: طبيعة القوانين المنظمة لمشاركة الأجانب في الحقل الثقافي العام، وهي قوانين تمنح الحرية الكافية لسائر الأقليات الموجودة على التراب الهولندي، في القيام بأنشطة فنية وفكرية وعقيدية ونحو ذلك تمت بصلة إلى ثقافتها الأصلية، بيد أن التوجه الأخير للسياسات الغربية نحو إدماج المسلمين في بوتقة الثقافة الغربية، والتي نجم عنها تقليص الاعتمادات المادية التي كانت تخصص للأنشطة الثقافية التي كان يقوم بها ذوو الأصول الأجنبية، سوف يؤثر سلبا على الحضور الثقافي الأجنبي، ومنه الأمازيغي، الذي كان مدعوما في الماضي، مما سوف يدفع العديد من الفاعلين الثقافيين إلى خلق أنشطة جديدة مدعومة ماديا، مادام أنها توازي متطلبات الدولة الهولندية، كتشجيع سياسة الاندماج، وتعميم اللغة الهولندية، ومحاربة العنف المنزلي وغير ذلك.
أما العنصر الثاني، فهو طبيعة الجالية التي تقطن الديار الهولندية، التي يعتبر شغلها الشاغل تحقيق الرخاء المادي، أما الجانب الثقافي فهي لا تؤمن به أصلا، لاسيما وأن أغلب أفرادها منحدرون من مناطق المغرب غير النافع، التي كان يعشش فيها الجهل والتخلف، الذي ظل سمة متجذرة في معظمهم، رغم احتكاكهم المباشر واليومي مع عالم جد متحضر، مما سوف يؤثر سلبا على الحضور الثقافي الأمازيغي، الذي وإن استطاع تحقيق بعض المكاسب الهامة، كتأسيس عشرات الجمعيات الأمازيغية التي تنشط في مختلف الحقول الثقافية، من فن وأدب ومسرح وفكر وتراث وغير ذلك، وإصدار العديد من الأعمال الفكرية والأدبية بلغتها الأصلية أو مترجمة إلى اللغة الهولندية، وإدخال مادة اللغة الأمازيغية في بعض الجامعات الهولندية كجامعتي لايدن وأوتريخت، واستحداث برامج إعلامية أمازيغية تذاع عبر الأثير وغير ذلك.
رغم هذه المكتسبات فإن هذا الحضور الأمازيغي يعاني من خلل عميق، وهو طغيان الطابع الفردي في العمل الثقافي، وغياب التنسيق الجماعي، الذي من شأنه أن يوحد صفوف المثقفين الأمازيغيين، ليشكلوا بذلك نوعا من الضغط على السلطات الهولندية، فيكون من السهولة بمكان تلبية بعض المطالب المطروحة من لدن النخبة الأمازيغية بهولندا، بالإضافة إلى ذلك يمكن الحديث عن لاجدية بعض الجمعيات الأمازيغية التي أسست أصلا لتلقي الدعم المادي من الدولة الهولندية، فهي مسكونة بما هو مادي لا بما هو ثقافي أو فكري، لذلك نراها تقوم بأنشطة هزيلة تفتقد الجدة وروح الإبداع، حتى تقنع الجهات الهولندية بأنها قامت بشئ ما، وهي أنشطة لاتعدو أن تكون إلا سهرات غنائية الغرض منها تهييج الجمهور وتقديم الفرجة له، وهذا في اعتقادي لا يخدم الأمازيغية في شيئ، بقدرما يمسخها!

ـ أي دور لعبته الحركة الأمازيغية في المهجر لدعم مطالب مثيلتها بشمال إفريقيا والمغرب على وجه التحديد؟
في حقيقة الأمر، إن الحركة الأمازيغية لا وجود لها إلا في إطار ضيق هو الجمعيات الثقافية والمنابر الرقمية، أما على مستوى واقع الناس فلا صدى لها يذكر أو يسمع، إلا أن هذا الحضور الجانبي للحركة الأمازيغية ساهم في زرع وعي بالهوية الأمازيغية، لدى مجموعة من المثقفين سواء من الجيل الثاني أو الثالث، الذين بدأوا يتبنون القضية الأمازيغية، ويخدمونها باللغات التي يتحدثون بها، عبر الشبكة العنكبوتية، وعبر بعض الإصدارات بالأمازيغية، وعبر بعض المعارض المصغرة للكتب والتحف واللوحات الأمازيغية وغير ذلك، مما اقتضى منها أن تنسق مع الأطراف الأمازيغية الأخرى في الوطن وفي المهاجر، وتعتبر حالة الكونغرس الأمازيغي خير شاهد على التعاون بين أمازيغ الشتات وأمازيغ الداخل، هذا التعاون الذي أعطى أكله من خلال القيام بالعديد من اللقاءات والأنشطة والمؤتمرات التي كانت فرصا لتبادل الدعم المادي والمعنوي بين أطراف الحركة الأمازيغية الموزعين عبر الوطن والمهجر.

ـ أي مستقبل للغة الأمازيغة في هولندا مع العلم أن بعض الهيئات المدنية المغربية هناك طرحت مسألة إدماج الأمازيغية في مؤسسات الدولة بهولندا؟
إن الحديث عن إدماج اللغات الأجنبية في منظومة التعليم الهولندي، يعتبر من الأمور التي بدأت تعارضه الدولة الهولندية، لأن ذلك يعرقل عملية اندماج المسلمين في هولندا، كما تزعم! ثمة حقيقتين تجدر الإشارة إليهما وهما:
أولا أنه بناء على دراسات وإحصائيات تمت في هولندا حول مستوى التلاميذ الأجانب الأصل عامة، والمغاربة خاصة، توصلوا إلى أن سبب هزالة مستوى هؤلاء التلاميذ يرجع إلى أنهم يتلقون التعليم بغير لغة الأم، أي بغير اللغة التي يتحدثونها في المنزل، خصوصا وأن أقرانهم الذين يدرسون باللغة الأم يحصدون نتائج معتبرة، لكن فيما يتعلق بالتلاميذ المغاربة من أصول أمازيغية ما هي لغتهم الأم؟ أليست العربية حسب التعليم الهولندي، وإلا فلماذا نجد العربية حاضرة ولو بشكل اختياري في المنظومة التعليمية، ونجد التركية بالنسبة للأتراك، ولا نجد الأمازيغية، أليس هذا تقصير في حق الجالية الأمازيغية؟!
أما الحقيقة الثانية فإنه رغم إدخال العربية منذ زمن طويل في التعليم الهولندي فإن ذلك لم يؤت أكله، لذلك نرى الدولة الهولندية تقلص من إدماج العربية، بتسريح العديد من رجال التعليم الذي كانوا قد جاؤوا من المغرب خصيصا لتدريس اللغة العربية، لكن في مقابل ذلك يسجل إقبال كبير على تعلم العربية في المساجد والجمعيات الثقافية المغربية، لكن تبقى النخبة الأمازيغية متعاجزة عن وضع برنامج لتدريس اللغة الأمازيغية خارج إطار التعليم الهولندي، الذي يسعى إلى التقليص من وجود لغات المهاجرين في بنيته التعليمية، فكيف له أن يفكر في إدماج الأمازيغية في تعليمه!

ـ لماذا في نظركم لا زالت بعض الأنظمة بشمال إفريقيا كموريتانيا وتونس وليبيا ترفض الإعتراف بالمكون الثقافي الأمازيغي؟
في اعتقادي، أن ذلك راجع إلى وزن الحركة الأمازيغية في تلك البلدان، فكلما كانت تلك الحركة قوية وصلبة، كلما أرغمت الأنظمة على الاعتراف بها، وهذا ما جرى في الجزائر التي لبت بعض مطالب الحركة القبائلية، ليس حبا في عيون أمازيغ القبائل، وإنما خشية من خطر الوعي بالهوية الأمازيغية لديهم، أما في المغرب فقد بادر القصر بالتعاطي لملف القضية الأمازيغية إدراكا منه لأهمية الورقة الأمازيغية في تحقيق التوازن السياسي والثقافي والاجتماعي داخل المجتمع المغربي، وريثما يتصلب عود الأمازيغية في البلدان الأخرى سوف نرى أنظمتها وهي تقبل على المكون الثقافي الأمازيغي إقبالا لا مثيل له.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تعتذر الدولة للفنان الساخر أحمد السنوسي ؟
- سعيد باجي يكشف عن أسباب صدور كتاب-مختطف بدون عنوان- حول بوجم ...
- الناشط السياسي عبد الواحد درويش يتحدث عن أزمة الحركة الشعبية ...
- محمد حاتمي أستاذ جامعي متخصص في تاريخ الجماعات اليهودية المغ ...
- رشيد نفيل، فاعل مدني ومستشار بمدينة زوريخ بسويسرا يتحدث عن م ...
- محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود وا ...
- فتحي بن خليفة، ناشط حقوقي ومعارض ليبي يتحدث في حوار عن نظام ...
- عبد العزيز بوراس، فاعل أمازيغي يتحدث عن سبب رفع مطلب إحداث ا ...
- عبد الرحيم الوالي إعلامي وناشط مدني مغربي يتحدث عن الحوار ال ...
- الدكتور محمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم حزب البديل ال ...
- أوزين أحرضان، الناشط الأمازيغي المغربي، يشرح دوافع تأسيس منظ ...
- عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتحدث في ...
- الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، يروي تفاصيل محاولة اغتياله
- مراد حنبلي، ناشط سياسي يتحدث عن قضية متابعة برلمانيين متورطي ...
- تبادل الإشارات بين الشبيبة الإسلامية والسلطات المغربية حول ق ...
- هل سينصف الملك محمد السادس الجالية المغربية في الخارج بعد إق ...
- فرحات مهني، الناطق الرسمي باسم حركة المطالبة بإقامة -حكم ذات ...
- الحركة الحقوقية تتحرك من أجل تنفيذ توصية الاعتذار الرسمي لضح ...
- إقصاء المغاربة المقيمين بالخارج من المشاركة في انتخابات2007
- قضية محجوبي أحرضان تعيد فتح النقاش حول الجهات المستفيدة من أ ...


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - التجاني بولعوالي فاعل مدني بهولندا يتحدث عن واقع الحركة الأمازيغية بالمهجر