أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - استراتيجية النظام السوري الاستبدادي في الحياة؟















المزيد.....

استراتيجية النظام السوري الاستبدادي في الحياة؟


بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان هدف النظام السوري في سوريا بشكل خاص و العالم والمنطقة بشكل عام هو الحفاظ على طاقمه الديكتاتوري الاستبدادي و يمكن له ان يعمل اي شي او اي عمل يخدم مصلحته القمعية و يحافظ على مكاسبه من النهب والسلب و امتلاك البلد باهله ، و اعتبار سوريا مملكة لهم و لزمرتهم القمعية و كل من يبدي الرأي او يطالب بحقه في الحياة فهو عدوهم الاول و التهمة جاهزة خطر على امن الدولة لان الدولة في مفهومهم هي السلطة القمعية و الوطن في مفهومهم هي الحفاظ على اجهزتهم ، لان في ثقافة البعث الارهابي السلطة الاستبدادية هي رب الاعلى و قائد للدولة و المجتمع الى الابد و لايمكن ان يستلم اي مجموعة او اي شخصية اخرى السلطة لانهم هم فقط من لهم الحق وكل الحق في امتلاك سوريا من المهد الى اللحد ؟ وان هذا النظام يمكن ان يتنازل عن كل القيم و المبادىء القومية و الوطنية على الرغم انها تتمسك في الظاهر بالشعارات القومية العربية السلفية وتدعي دائما انها بوابة الامان للشعوب العربية في سبيل الحفاظ على الكرسي لان شعارها في الحياة هي الصمود على الكرسي و الكرسي فقط ؟ و التصدي و الدمار و الخراب لمن يتقرب من هذا الكرسي ، لذلك فان السلطة و الاجهزة الامنية منذ ان استولى حزب البعث العفلقي الاسدي على السلطة بانقلاب عسكري و بطرق ملتوية و زائفة ترى في الشعب السوري بجميع مكوناته القومية و الطائفية و المذهبية و خاصة اصحاب الرأي و الوطنيين و الديمقراطيين و الاحرار اكبر عدو لهم ، لذلك عملت الى انشاء زنزانات و سجون قمعية تحت الارض و تفوق عدد هذه السجون و الزنزانات تعداد الجامعات و المدارس ، وبدل ان تنشر الوعي الثقافي و تواكب العصر نشرت مفهوم القمع و الارهاب المنظم من خلال افكار حزب البعث العفلقي و ابدعوا في نشر ثقافة الارهاب المنظم من خلال كتب المدارس و خربوا عقول الاطفال و الشباب في المدارس و الجامعات ، من خلال العمل على غسيل الادمغة من المراحل السابقة التي مرت على سوريا و اجواء الديمقراطية النسبية الى حد ما قبل استلاء البعث ، لان الشعب السوري في عهد الاستعمار عملت بيد واحد في محاربة الاستعمار حتى نالت استقلالها ، و بعد ذلك مارست بعض المفاهيم الديمقراطية من خلال اجراء انتخابات حرة ، و لكن كل هذه المفاهيم تبدد منذوا استلاء البعث وتحت يافطة قانون الطوارىء و الاحكام العرفية ؟ لذلك اتصف النظام السوري في العقود الماضية من حكم البعث العفلقي – الاسدي بالطابع الاستبدادي و الفساد الاداري و سوء الفاضح من جانب الزمرة العسكرية الحاكمة و ازلامها من المدنيين و قد شهدت السنوات الماضية على وجه الخصوص نزعة مغامراتية سياسية و اقتصادية من قبل حكامنا الحاليين ، مما ادت الى تضيق اكبر لدائرة الممسكين بزمام السلطة ضمن النظام ،و في الواقع لايخفى على احد ان عملية صنع القرار باتت محصورة على عصبة صغيرة فاسدة تتمركز حول شخص الرئيس و افراد عائلته وازلامه المقربيين ، و جعلوا من المادة الثامنة من الدستور ( قميص عثمان )، لكي يشددوا قبضة الحديدية على رقاب الشعب و يمنعوا اي حركة سياسية بالظهور ، و حتى افراد حزب البعث الا امنيين و مرتبطين بالاجهزة الاستخباراتية ليست لهم مكان عند النظام ، ولكن المادة الثامنة والتي تعتبر حزب البعث قائد للدولة و المجتمع جعلت منهم زمرة ضيقة تتحكم بزمام الامور و تنهب البلد بثرواته الطبيعية و الاقتصادية و السياسية و العسكرية ، و كل ذلك تحت يافطة الاحكام العرفية و قانون الطوارىء ، التي حولت البلاد الى سجن كبير على اهلها منذ اكثر من اربعين عاما ، و ان فساد النظام الحاكم و طبيعتها الاستبدادية قامت بمهمة تمزيق النسيج المتمدن في البلاد ، مكرهة الناس على النكوص الى انماط بدائية من الانتماء و انماط متطرفة من التفكير ، مما يخلق بدوره مشاكل وجودية للنظام لايمكنها مواجهتها سواء بشجيع تصديرها الى امكان اخرى في العالم و المنطقة . و ان هذا الوضع الذي تعيشه الشعب السوري تعكس هشاشة النظام و فيه هشاشة الدولة و تغذيتها في نفس الوقت ، و من الخطأ تصديق كذبة النظام عندما يقولون ان النظام الاستبدادي الحالي يحفظ الامن و الاستقرار في سوريا و المنطقة ، لان ما يسمى بالاستقرار ليس سوى حالى جمود و تعفن و فساد و استبداد و اضطهاد سرعان ما ستنفجر عنفا و فوضى و حروب ، كما كان يدعى النظام البائد في العراق ايضا التوائم الحقيقي لها ، فالنظام الحالي الذي جاء بدعم غربي و معسكر الاشتراكي على وجه الخصوص في ظروف الحرب الباردة ، نتيجة توازنات دولية و الضحية كانت الشعوب و الحركات التحررية ، اطلقوا هذه الدول الكبرى ايدي هذه الانظمة القمعية في قمع شعوبهم و نهب ثروات بلدهم ، و في ذلك الظروف من التوازنات الدولية اختار النظام السوري نهجه الامني في تعامله مع الشعب و افتقاره الى اي مشروع للاصلاح و التغيير و التطوير في بنية الدولة و المجتمع ، بل بالعكس استمر في عملية نخر و تآكل ما تبقى من مؤسسات الدولة و برز ظاهرة الاسرة المالكة من قبل فئة صغيرة زادت من تسلطها على مقدسات البلد و المجتمع و الدولة بدون حسيب او رقيب ،هذا على الصعيد الداخلي ما عملت عليها النظام ، اما على الصعيد الخارجي فتحركت بعدد اتجاهات و منها : فاثناء الحرب الباردة كما قلنا ، و ضمن الاستراتيجيات الدولية و مسالة التوازنات تمكن استراتيجية الاسد الراحل في اقامة حوار بين الود و الرفض مع امريكا و اوربا ، و لكن ارتباطه الوثيق مع الاتحاد السوفيتي ذات اتجاه شمولي انذاك لم يمنعه من الاتفاق مع امريكا في الدخول على لبنان و القيام بدور الشرطي هناك ، و لكن هذا النظام تمكن من كسب ثيقة الولايات المتحدة الامريكية عندما شارك مع دول الخليج و مصر في حرب دول الحلفاء ضد النظام الفاشي في العراق عندما تم طرد النظام البائد في العراق من الكويت كل ذلك كان مقابل السكوت الدولي و العربي في هيمنته المطلقة على لبنان ، و جعل منه منصة وزريعة لمضايقة اسرائيل بحلفه مع حزب الله (( الشيعي)) و الفلسطينين مثل حركة حماس من دون تحريك جبهة الجولان .و الهدف الاساسي من الهيمنة هي تحويل لبنان الى محافظة سورية و نهب ثرواتها مثل ما نهب ثروات سوريا ، و لم تعترف بشكل رسمي حتى الان باستقلالية لبنان و خير دليل على ذلك رفضها تطبيع العلاقات الدبلوماسية و فتح سفارات بين البلدين .
و لكن الظروف العالمية و الدولية تغييرت كثيرا في عصر الابن الوريث ، لان الدول الكبرى لم تعد بحاجة الى خدمات هذا النظام الهش في الداخل ، و بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي الحليف الاساسي للانظمة الشمولية في المنطقة ، و عدم امتلاك الابن المدلل لمناورات الاب التسلطي في استغلال الظروف و هامش المناورة في مداراة الدول الكبرى او مضايقتها مما وسع الخلل الكبير في استراتيجية النظام ، كالتظاهر في الاستماع الى النصائح المصرية و السعودية و لكن في اليوم التالي تعمل ضدها و بعكسها . و لكن الغريب و العجيب توسع و ترسخ بشار الاسد العلاقة مع ايران و لم يستفيد من مناورات ابيه في فتح علاقات مع الدول الكبرى على الرغم ان هذه الاخيرة في ذروة مواجهتها و صدامها مع الولايات المتحدة الامريكية و اوروبا - برغم من سيطرة القطب الواحد على زمام الامور في المنطقة – بسبب برنامج ايران النووية ، و بالمقابل فان النظام السوري من اشد المعارضيين لحلفاء ايران في العراق و المتمثلة في الشيعة لان استراتيجية ايران تعتمد على تشكيل الهلال الشيعي في المنطقة لاعادة امجاد الامبراطورية الفارسية ، و يدعم السنة و الزرقاويين و التكفيريين و الصداميين لكي يثبت انه يدافع عن العروبة و القومية العربية من خلال افكار البعث العفلقي ، فان هذه الضبابية في المواقف زاد من غضب الولايات المتحدة الامريكية و الدول الاوربية و كذلك الذي ازعج هذه الدول هي ان النظام السوري تمنح الوصاية و المساعدة لحركة حماس في دمشق و ذلك عندما اتخذت قيادة هذه الحركة دمشق مقرا لها و عندما حصلت على اذن من قبل النظام للعمل من الاراضي السورية بعد ما طردت من الاردن في العام 1999 ، و ان قيادة الخارج و المتمثلة الان بخالد مشعل السكرتير العام للمكتب السياسي الذي يمكث اليوم في سوريا ، تعتبر اعلى مرجعية في الحركة و بطريقة تقليدية تنتهج هذه القيادة مواقف اكثر صلابة و تطرفا من قيادة الداخل ، بسبب قربها من النظام السوري و النظام الخميني الملالي في ايران ، و يتم توجيه الارهاب من القيادة في دمشق و ذلك من خلال تقديم المساعدة للنشاطات الارهابية بطرق مختلفة و باموال بترودولار الايرانية . ولكن استراتيجية النظام من فشل الى فشل و ذلك بسبب التفاهم الامريكي – الفرنسي ضد النظام السوري و ما تبعه من عمل مشترك في اصدار قرار من قبل مجلس الامن رقم 1559القاضي بخروج الجيش السوري و الاجهزة الامنية من لبنان و بعد تصويت الكونغرس الامريكي على قانون معاقبة النظام السوري ، قد وضع هذا الاخير في منطقة رمال متحركة و ان اي تصرف او حركة يقوم بها منذ ذلك الوقت للخروج من دوامة الازمة هذه لن تزيده الا غرقا فيها ، و هذا ما حصل بالفعل بعد التمديد للرئيس اميل لحود (( المحافظ المعين من قبل الاجهزة الامنية السورية )) الذي جاء ردا مسبقا على تبني قرار انسحاب الجيش السوري من قبل مجلس الامن ، و ما تلاه ايضا عندما تم العملية الارهابية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي بدا للجميع عالميا و اقليميا و عربيا و في مقدمتهم مئات الالاف من اللبنانيين الذين خرجوا الى الساحات منددين باجهزة الامنية السورية و اللبنانية ، لان النظام السوري و عملائه في لبنان متهمين الحقيقين في جرائم الاغتيالات الارهابية بحق السياسيين و الوطنيين اللبنانيين و بعد ذلك تم تصويت مجلس الامن على القرار رقم 1636 بتشكيل لجنة دولية في تحقيق في العمليات الارهابية في لبنان و بسبب عدم تعاون النظام السوري الكامل مع هذه اللجنة كما جاء على لسان المحقق الدولي و تعقيته في تشكيل المحكمة الدولية ، اصبح مصير النظام معلقا بشكل كامل و لا مهرب ، لذلك فان النظام السوري تقوم في عرقلة تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المجرمين و المتهمين في جريمة اغتيال السيد رفيق الحريري و ذلك عبر تحريك حلفائه في لبنان و يتوقف على استمرار الايرانيين في دعمه ، على الرغم ان النظام الملالي في ايران و من خلال ولاية الفقيه تحاول اعادة اجادها القديم في المنطقة و اعادة الاعتبار للامبراطورية الفارسية ، و ان السياسة الايرانية في سعيها لتعزيز تحالفها الرباعي التي تضم الى جانب النظام السوري حليف ايران القديم و الغير معلن في عهد حافظ الاسد ، و حركة حماس الفلسطينية و حزب الله في لبنان ، بالاضافة الى ذلك حشد غير معلن من الجماعات الشيعية الحليفة لايران و المشاركة في الحكومة العراقية و المتمثلة في حركة الصدر بشكل خاص ، ووسط تزايد تأثيرات ايران الاقليمية و لا سيما في بؤر التوتر الساخنة و منها العراق و افغانستان و فلسطين و لبنان ، و في ظل مخاوف متزايدة من القوى الاقليمية ، صار الحلف النووي الايراني الذي ركز عليه الايرانيين بصورة واضحة كمظهر من مظاهر القوة و السيادة ، مركز الصراع بين ايران و الولايات المتحدة الامريكية و قد تصل الى المواجهة العسكرية ، و هذا الصراع حاولت الاخيرة – و نجحت- في اعطائه بعدا دوليا ، ليس فقط من خلال كسب تأييد العديد من دول العالم و لا سيما الدول الاوربية ضده ، و انما في نقل الصراع الى الوكالة الدولية للطاقة و من ثم الى مجلس الامن الدولي و الذي اصدر قراره 1737 بفرض عقوبات على ايران بسبب ملفها النووي و تحاول الان تشديد العقويات .و ان النظام السوري ليس حليفا لايران فقط بل اداة استراتيجية بيدها ، لذلك يسود اعتقاد في اروقة النظام السوري و على لسان رئيسهم الشاب عندما ينظرون الى ترسانة النظام الايراني كبديل عن الترسانة السوفيتية و ينظرون الى الاعمال الارهابية في العراق كنسخة عن المفاومة الفيتنامية و نسيوا عن المقاومة الفتنامية كانت تعلن عن نفسها و تدافع ضد المحتل و ليست قتل الابرياء و العلماء ، و الى المقاومة الفلسطينية كتكرار لحروب الاستنزاف العربية في ستينات القرن الماضي و الى حزب الله كمدخل يمكن ان يقود الى احد الامرين : اما الانقلاب على الحكومة اللبنانية و الامساك مجددا بالقرارات الاستراتيجية الكبرى ، و اما الانقضاض على قوات (( اليونيفيل )) على غرار ما حدث في بيروت عام 1983 ، الامر الذي يمكن ان يؤدي في العملية الاولى الى شل القرار 1701 و تعطيل المحكمة الدولية ، و في العملية الثانية الى ضرب التدويل في بيروت تمهيدا لضربه في بغداد و ابعاده تماما عن الحدود السورية و الايرانية . و لكن سياسته فشل ايضا لان النظام الاسدي كان يأمل ان ينجح في لبنان ، و في دفن المحكمة الدولية ، و ان ينجح على قاعدة دفن المحكمة في استعادة نفوذ اكبر ضمن المعادلة اللبنانية اولا، و في استعادة نسبة من الحضور الاقليمي و العربي و الدولي ثانيا ، و في استعادة نوع من (( الشرعية )) التي لم يستطع ان يخلقها لنفسه عندما ورث بشار والده ثالثا ، فرصتان حاول نظام الاسد ايجادهما و استثمارهما في الاتجاه المذكور كانت حرب تموز – آب من قبل حزب الله على اسرائيل كان يأمل منها ان تؤدي الى تغيير في المعادلة السياسية لكي يعيد له دوره الاساسي في لبنان و على مستوى ازمة المنطقة كان يأمل منها ان تتمخض عن نتائج تؤدي الى اغراق المحكمة الدولية في بحر تطورات اقليمية جديدة و لكن الذي حصل تم اصدار قرار من قبل مجلس الامن رقم 1701 بانتشار القوات الدولية (( اليونيفيل ))، و الان يحاول المجتمع الدولي بايجاد صيغة لانتشار القوات الدولية على الحدود اللبنانية السورية لمنع هذا النظام من تهريب الاسلحة الايرانية الى حزب الله ، و الثاني : كان الانقلاب الذي دعا اليه من قبل حزب الله و حلفائه المرتزقة امثال الجنرال ميشيل عون ، و كان النظام السوري – الايراني يرعاه في الداخل اللبناني ، لاسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية ، و من الواضح هنا انه كان يأمل ان يعيد مصادرة القرار السياسي اللبناني ، و ان يعيد تحكمه بمفاصل القرار ، و بالتالي يقضي على المحكمة الدولية و اي قرار لبناني بصدد هذه المحكمة و ان يستعيد (( الملف اللبناني)) الى اروقته و قراراته . و بعد فشلها في هذه المحاولة ايضا ، تؤكد جميع تقارير دبلوماسية تلقتها اخيرا دول اوربية بارزة من سفاراتها في دمشق و عواصم شرق اوسطية اخرى ، ان سوريا تحاول العودة الى لبنان من (( الباب الاسرائيلي )) و ليس من الباب الامريكي او الاوربي او الغربي ، و ان احد الاهداف الخفية من الحاح الرئيس بشار الاسد على ضرورة اعادة مفاوضات السلام السورية – الاسرائيلية في اقرب وقت ممكن ، وحث حكومة ايهود اولمرت عبر وسطاء مختلفين ، للتجاوب مع انفتاحه السلمي هذا ، هو طمئنة الدولة الاسرائيلية الى ان عودة النفوذ السوري و الهيمنة على الساحة اللبنانية لن تشكل عملا معاديا لها بل ستساعد على ضمان مصالحها الامنية و ستؤدي الى وضع حد نهائي لتهديدات حزب الله العسكرية ضدها في حال تحقيق ذلك كله في اطار توقيع اتفاق سلام بين دمشق و تل ابيب . و من جهة اخرى حاولت النظام السوري التكيف مع المطالب الامريكية و لكن تحولت الى املاءات و افشل النهج البراغماتي السوري ، سواء في قبول العودة الى التفاوض مع اسرائيل بدون شروط مسبقة او التعاون الامني مع الامريكيين و محاولة ضبط الحدود السورية – العراقية ، و دور سوريا او النظام السوري لان الشعب برئي منه ، في مكافحة الارهاب المجابهة مع الادارة الامريكية ، و لكن فان الامريكيين ابلغوا النظام السوري ان ما قدمته دمشق على مدى السنوات من معلومات امنية لم يعد كافيا ، و ان المرونة السورية او النظام السوري تجاه المطالب الامريكية فقدت اهميتها و ليس لها تأثير في سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه دمشق ، و ان الادارة الامريكية قررت العمل على تغييير السلوك النظام السوري و ان وقت هذا النظام لاجراء الاصلاحات قد نفذ؟ و هكذا فشلت الاستراتيجية النظام السوري ايضا مع الدول العربية و تدخلت في توتر العلاقات مع مصر و السعودية و الاردن ، لانه كان يريد من الدول العربية السكوت عن تجاوزاته و هيمنته على لبنان .و كذلك فشلت استراتيجيته مع المتغيرات الاقليمية و الدولية و لم يبقى امامه الا شعبه ، الشعب السوري الوفي لبلده وارضه و لكن من بدل ان يبادر الى فتح حوار جدي في الداخل لمكافحة الفساد الاداري و الغاء الاحكام العرفية و قانون الطوارىء و تبيض السجون من المعتقليين السياسيين و اصحاب الرأي ، و اجراء انتخابات حرة و نزيهة و صياغة و كتابة دستور جديد للبلاد يضمن حقوق جميع المواطنيين بالتساوي امام القانون ، و اعادة الاعتبار للقضاء المستقل و الاعتراف بوجود الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد ، و الاعتراف بوجود الاقليات القومية الاخرى ، و الغاء المادة الثامنة من الدستور التي تقر بقيادة حزب البعث للدولة و المجتمع ، و الغاء المادة 49 من الدستور التي تقر باعدام كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين ، وفتح صفحة جديدة مع الشعب لطي صفحات الظلم و الاضطهاد و القمع طوال العقود الماضية ، و لكن عمدت الى القمع و الظلم اكثر و تقوم بمداهمات و اعتقالات يومية و تحارب اصحاب الرأي في لقمة العيش و حتى في مرضهم كما حصل مع الدكتور عبدالرزاق عيد ، و مسلسل الاعتقالات التعسفية مستمرة بحق الشعب الكردي و باقي ابناء الشعب السوري ، لان هدف هذا النظام الاساسية ليست سوريا كبلد و انما الحفاظ على مملكتهم القمعية الاستبدادية .



#بافي_رامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين حجاب السلفيين ؟ و الاتجار بافلام الخلاعية؟
- تلاحم الحركة الكردية في سوريا ضرورة تاريخية؟ ام مجرد فنتازيا ...
- الارهاب الفكري وتراث البعث السوري
- الانتخابات القادمة في ظل النظام السوري الاستبدادي
- قانون الاستثمار رقم 8 في ضوء فساد النظام السوري
- الحكومة اللبنانية بين كماشة النظام الايراني -السوري و حزب ال ...
- النظام السوري الاستبدادي قاب قوسين او ادني ، من خلال استراتي ...
- حكام العرب وصمة عار على جبين شعوبهم ؟
- اعدام النهج السياسي ام اعدام الاشخاص؟
- النظام السوري الاستبدادي في قفص الاتهام
- الاستبداد........ الفساد ................ الارهاب ؟
- لنجعل من يوم العالمي لحقوق الانسان يوم للشعب السوري؟
- لنجعل يوم العالمي لحقوق الانسان يوما للشعب السوري؟
- الاسلام...........الارهاب؟ الجزءالخامس
- طلاق النظام السوري الاستبدادي من قبل الشعب السوري ؟
- الاسلام........................ الارهاب ؟ الجزء الرابع
- الاسلام.........والارهاب؟ الجزء الثالث
- الاسلام ............................................ الارهاب ...
- الاسلام...............................الارهاب؟
- التسكع على ابواب الانظمة الاستبدادية و الفاشية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - استراتيجية النظام السوري الاستبدادي في الحياة؟