أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نبيل عودة - المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء مجتمع دمقراطي عصري















المزيد.....

المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء مجتمع دمقراطي عصري


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أيضا ، بمناسبة 8 آذار
حول استراتيجية التطور الاجتماعي للعرب الفلسطينيين في اسرائيل ، أشارت وثيقة " التصور المستقبلي "- التي اعدتها مجموعة ألأكاديميين العرب خلال سلسلة لقاءات نقاهة استمرت عاما كاملا في أحد فنادق القدس الفاخرة ( على حساب ولحساب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل ) الى اربعة نقاط ، اعتبرتها حاسمة وأساسية ، تتحدث هذه النقاط عن كون المجتمع السليم هو نتاج النشاط الاجتماعي الذي يتميز بالريادة والتضامن ، ودور الأفراد باقرار أهدافهم بأنفسهم ، وعدم ابقاء مصيرهم رهن السلطة الحاكمة ، وأن المشاركة النشطة تمنع الشعور بالغربة عن المجتمع ، أو فقدان السيطرة والشعور بأن مشاركتهم لا قيمة لها . وأن المشاركة الفعالة بقضايا المجتمع ، هي الأساس ، الضروري لبناء مجتمع دمقراطي .
هذه هي "الرؤية" الأستراتيجية التي ستنقذ العرب في اسرائيل من غول التمييز العنصري والطائفية السياسية والعائلية السياسية ، ونحقق المساواة في المواطنة ، وفي الحقوق المدنية والسياسية ، وفي مساواة المرأة في مجتمعنا ، وفي القضاء على التفسخ الاجتماعي والشرذمة الطائفية ، التي افقدتنا كياننا كشعب متماسك متضامن ، ويطرح التصور المستقبلي ، موقفا بالغ الخطورة في التغطية ، على شرذمتنا وتفككنا الاجتماعي بنظرية تقول ( ضمن النص الأكاديمي )أن : "الحمولة حافظت على جوهرها ولكنها غيرت مكانتها وتطلعاتها الاجتماعية التقليدية ، اذ بدأت تجري انتخابات مبكرة لانتخاب مرشح الحمولة ( القصد مرشح الحمولة لانتخابات السلطات المحلية ) وأن اكثرية مرشحي الحمائل متعلمون "...
عاش شعب الحمائل - العربي الفلسطيني المتعلم !!
وماذا مع الظاهرة الطائفية المستشرية ؟ مرشحو القوائم الطائفية متعلمون أيضا ، بل وأكاديميين من المستوى الأول ؟؟ هل نستطيع الادعاء أن مرشحي الحمائل والطوائف مقبولون على أبناء الحمائل أو الطوائف الأخرى ؟! بهذا الانحدار الطائفي والحمائلي القبلي نتقهقر الى الخلف اجتماعيا وفكريا ، ويتعمق تشرذمنا وتفككنا كشعب !!
حقا تحللون المجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل ، اجتماعيا ، بشكل صحيح .. ولكنكم تجمعون مع سبق الأصرار على تجاهل القضايا الجوهرية الحارقة والمؤلمة والمدمرة، والتي دفعنا بوحدتنا وتكاملنا الاجتماعي ، وبدمنا أيضا .. ثمنا رهيبا لها ، ومع تصور أكاديمي فوقي مثل تصوركم ، سندفع أثمانا مؤلمة أكثر ، قد تكون ضياعنا كشعب في واقع سياسي لم يتوقف لحظة واحدة في رؤيتنا كطابور خامس يجب التخلص منه .
ما تطرحوه ليس جديدا ، ولا يحتاج الى سنة كاملة من اللقاءات .. ويبدو ان متطلبات النقاهة في الفندق الفاخر ، تجاوزت في أهميتها ابحاثكم الأكاديمية .. فأطلتم ومددتم ليصير حالكم مثل الثعلب الذي دخل كرم العنب . أي سياسي متمرس في قضايا العرب في اسرائيل ، يمكن أن يصيغ تصور مستقبلي أفضل وأكثر عمقا من تصوركم ، الذي يتجاهل القضايا الملتهبة في مجتمعنا ،وعلى رأسها الطائفية والعائلية ، ومكانة المرأة ، التي لم أجد الا لمحة فوقية عنها وكأن المرأة في مجتمعنا ، حققت ما تصبو اليه المرأة العربية في سائر المجتمعات العربية ، ولم تعد مهمتها اعداد القهوة فقط للرجال " المناضلين " ، أو الحجب القسري بشكلية الاجتماعي والشخصي !! ما هو موقف "المناضلات " اللواتي ساهمن في اقرار هذه المهزلة ، من واقع المرأة العربية في اسرائيل ؟ هل كل نساء شعبنا يتمتعن بالحرية والاستقلال الذي تتمتعن به ؟ - اربعة من المشاركات في اعداد الوثيقة من وسط اجتماعي ليبرالي في تعامله مع المرأة واثنتان من عائلات ليبرالية ايضا في احترام مكانة المرأة وتقدمها ، والمشكلة أن صوت الأكثرية النسائية المسلوبة الارادة والحقوق ، وهموم المراة عامة ومعاناتها الحقيقية في مجتمعنا ، كان غائبا . ورغم ذلك ، هل نجحتن بتحقيق انجاز نسائي ضئيل في المساواة الاجتماعية والسياسية والحقوقية ، داخل مجتمعنا العربي الفلسطيني في اسرائيل ؟! حتى بالنص جرى تجاهل المشكلة النسائية ، ربما لكسب ود القوى المتزمتة من مسألة مساواة المرأة في مجتمعنا !!
بالرغم من انه تزداد الجمعيات الأهلية النسائية ، وترتفع الأصوات على مدار السنة بضرورة التمثيل السياسي للنساء في انتخابات الكنيست والسلطات المحلية ، الا ان مجتمعنا يزداد تخلفا ورجعية و " رجالية " في هذا المجال ، ويبدو ان بعض النساء يناضلن على مدار السنة للتمثيل النسائي ، فقط لأخذ الأموال من " الاتحاد الاوروبي ".وعند لحظة الامتحان ، تصبح المشاركة في تصفية الحسابات الشخصية بين الرجال ( الصراع بين الديوك السياسيين ) أهم من مكانة المرأة وتقدمها ومساواتها. اليس كذلك ايتها القائدة النسائية الجبهوية ، رئيسة جمعية " نساء ضد العنف "؟! اليس من العار أن أول عضوة كنيست عربية ،وهي الأخت حسنية جبارة ، وصلت عن طريق حزب " ميرتس " اليساري – الصهيوني ؟! واليس من العار أضعافا مضاعفة ، أن عضوة الكنيست العربية الثانية ، وهي الأخت ناديا حلو ، وصلت كذلك عن طريق حزب "العمل" الصهيوني ؟! اليس من العار أنه حتى الحزب الشيوعي ، وجبهته ، ومن يلتصقون كذبا بالماركسية والقومية العربية المتنورة ، يثرثرون في كل تصريحاتهم وخطاباتهم وأجندتهم الحزبية عن مكانة المرأة ومساواتها ، بل وأقروا تخصيص الثلث للنساء في كل قوائمهم الانتخابية .. وعند الامتحان يصبح نعل الرجل ، حتى الجاهل والمنتفع.. فوق جبين النساء ؟! لماذا يتلاشى صوت " المناضلات الباسلات " عند الامتحان الحقيقي ، ويقبلن باول مكان غير مضمون في القائمة الانتخابية ؟! واذا تجرأت شابة واعية ، مناضلة وتعتز بنسويتها .. للتمرد والمنافسة على مكان محترم ، تسن الحراب من محتكرات القيادة النسائية لهزمها واسقاطها .. اليس كذلك يا سيدتي من جمعية " نساء ضد العنف "؟!
حضرت عدة مؤتمرات نسائية للبحث في مكانة المرأة ، والمعوقات الاجتماعية التي تعترضها وتقدمها ومساواتها مع الرجل ، وتوهمت انه حقا نشأ جيل نسائي قيادي لا يتردد في الأصرار على حقوق المرأة المساوية داخل التنظيمات التي طرحت في أجندتها المساواة الاجتماعية والسياسية للمرأة .. بل وطرح شعار " ولا صوت لقائمة لا ترشح امرأ ة في مكان مضمون ".. فاذا المرأة ( القائدة ) هي أول من يتنازل عن الشعار ، وفي أول فرصة تتنافس فيها على مكان مضمون ، بل وتستقيل من المنافسة على ترشيح نفسها لضمان اسقاط مرشح وفوز مرشح آخر .. واذا تجرأت شابة مناضلة وغير ملوثة بالمؤامرات الشخصية ، على دعم مكانة المراة والاصرار على مرشحة نسائية بمكان محترم .. تشن ضدها حملة تشوية وتجند النساء لاسقاطها !!
من هنا غاب عن " التصور المستقبلي " طرح حقيقي لقضية المرأة العربية الفلسطينية في اسرائيل ، وجرى تجاهل مساواة المرأة ، كقاعدة اساسية وهامة في التطور الاجتماعي والثقافي .
" لقد كرمنا بني آدم ... " فلماذا يتواصل الانكار الاجتماعي للمرأة وآدميتها ، بهذا الشكل المهين ، حتى في وثيقة تدعي انها " تصور مستقبلي " للمراة العربية الفلسطينية في اسرائيل أيضا ؟!
آية أخلاق نربي عليها الأجيال الجديدة ، يا معدي الوثيقة .. حتى الامام العظيم علي بن أبي طالب قال قبل اربعة عشر قرنا : " لا تربوا أولادكم على ما أنتم عليه ، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم " !! فكيف تنفعنا وثيقة جبانة ومتخاذلة فكريا ومتهربة من الحقائق الاجتماعية الحادة والملحة ، خاصة حول واقع المراة ، في تربية أنفسنا وأجيال أبناء شعبنا الصاعدة ، وفي وضع استراتيجية المستقبل ؟!
ان المساواة للمرأة ودمجها الكامل في الحياة العامة ، بكل ابعادها ، يشكلان قاعدتان اساسيتان من قواعد بناء مجتمع دمقراطي عصري . وبدل ان يساهم اصحاب التصور المستقبلي في تحديث الوعي العام وتنويره بالتحليل الموضوعي للواقع الذي يبقي نصف المجتمع مشلولا ، الا من الثرثرة الشعاراتية .. يتسترون باصرار مريب عن ايقاظ الوعي بهز مجتمعنا داخليا هزة عميقة لاسقاط الأوراق والفروع اليابسة ... ولفتح الطريق حقا لمستقبل جديد من التجدد الاجتماعي والوطني والثقافي ، وتنشيط الحيوية الفكرية والسياسية عند شعبنا . ويؤسفني أن اشير الى أن القسم الخاص في التصور المستقبلي ،عن الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل ، لم يتجاوز طرح العناوين الفوقية ، ويكاد يكون تصورا لا ثقافيا .. وهو موضوعي القادم .



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسخ وشرذمة طائفية أم تعددية حزبية دمقراطية؟
- حول وثيقة التصور المستقبلي للعرب في اسرائيل
- مع الشاعر حسين مهنا في ديوانه - انا هو الشاهد -
- مؤتمر جبهة الناصرة
- حازم يعود هذا المساء ( رواية )
- رؤساء مجالسنا المحلية يصطادون السمك في البحر الميت
- مسرح الميدان في قفزة مسرحية نوعية مثيرة
- هموم ثقافية
- من قضايا الجماهير العربية في اسرائيل
- عن التطبيع الثقافي ومضامينه غير الثقافية
- الخدمة المدنية بين التشنجات الحزبية والواقع الاجتماعي
- المبادرة السورية ،الحسابات الامريكية و- التضريط- الاسرائيلي
- المسمار الأخير قبل الجديد الآتي
- سياسة نووية جديدة في الشرق الاوسط
- في الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- آلام ولادة لبنان الجديد
- دروس لبنانية للشعوب العربية
- النجار - حكاية عربية
- عن صحة الطريق ومراجعة النفس ،وعدم تزييف التاريخ اذا اردنا حق ...
- وثائق للاستهلاك الشخصي


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نبيل عودة - المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء مجتمع دمقراطي عصري