أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - العراق وبناء الدولة الحديثة














المزيد.....

العراق وبناء الدولة الحديثة


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 556 - 2003 / 8 / 7 - 04:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



قليل من الناس اصيبوا بالدهشة حينما وقعت دولة الكويت بعد ازمة الخليج الثانية اتفاقية للحماية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد كان من المقدر بعد المواقف العربية العاجزة عن ردع العدوان ان يتم اللجوء الى القوة الخارجية والاعتماد عليها، رغم صعوبة مثل هذا الخيار وكلفته العالية ليس على المستوى المادي فقط وانما على مستوى الشعور بالعزلة عن المحيط العربي والاسلامي.


ورغم محاولات الدولة لاعادة الاعتبار لمثل هذه العلاقات المتوترة مع عدد من الدول الا ان الغربة النفسية كانت لها تأثيراتها الواضحة حتى الوقت الحاضر، فلا يزال الشارع الكويتي يعيش تبعاتها، كما تعيش تبعاتها الشعوب العربية ولعل هذا ما يفسر بعض المظاهرات الصاخبة التي خرجت ضد الكويت تحديدا، وضد موقفها المعلن المؤيد للتدخل العسكري في العراق.


هذا السيناريو يتكرر اليوم في العراق، فثمة عجز عربي من تخليص الشعب العراقي من محنته المستحكمة برز واضحا طوال السنوات السابقة في مقابل مبادرة امريكية ـ بريطانية واضحة المعالم تدعو لايجاد حل جذري عبر ازالة رأس النظام البعثي ورفض الاصلاحات الجزئية والعمليات الترقيعية، وتشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي.


لم يكن في وسع الشعب العراقي ان يرفض هذا العرض المغري مع مرارة الحرب ورغم انها مكروهة بالنسبة لهم، ورغم ان الغالبية يتفقون انها حرب نفوذ ومصالح وليست حربا اخلاقية بالتأكيد، لكن الحكومة المقبلة أيا كانت هويتها مضطرة لابرام معاهدات امنية مع الولايات المتحدة، كما هي مضطرة للاعتماد عليها في اعادة البناء والاعمار، لكن الفرق الجوهري بين التجربتين الكويتية والعراقية، ان الاولى لم تتطلب تدخلا من الولايات المتحدة لاختيار حكومتها الموجودة سلفا، بينما «الحكومة» العراقية تخضع للتعيين الامريكي، وهو ما سيخلق تشنجات وتوترات مستمرة لا تصب في المصلحة الوطنية عموما.


ان أي حكومة قادمة في العراق هي بالتأكيد افضل من الحكم السابق بكثير ولا مجال للمقارنة اطلاقا بينهما، لكن السؤال يظل عن ماهية السلطة التي يمكن ان تكون محل اجماع وطني وقادرة على قيادة العراق مع القرن الجديد؟ قيادة يلزم ان تتجاوز سلبيات المرحلة السابقة بما فيها السياسات الهزيلة المتبعة من قبل دول المنطقة، واعادة النظر في نظام العلاقة بين النخبة الحاكمة وبقية القوى السياسية والاجتماعية، ومراجعة الأسس التي شيدت على اثرها العلاقات مع الخارج.


العراق الجديد بحاجة الى بناء دولة لا تصارع مجتمعها، ولا تقف حائلا امام تطلعات واحلام ابنائها فتقدر الكفاءات التي يحويها المجتمع، وتدفع الى المزيد من النمو والبناء الايجابي.
لا بد من الاعتراف ان القوى السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع العراقي والذي تشكل جزءا كبيرا منه في الخارج وفي ظل انظمة منفتحة وديموقراطية لم تعد قيادته ممكنة بالاساليب التقليدية المتبعة في الدول العربية.


فمعظم القوى والشخصيات الفاعلة تبحث عن موقع في السلم الاجتماعي، وترغب في ممارسة دور فاعل في هذه المرحلة الفاصلة في حياة المجتمع العراقي، ولا اعتقد من المبالغة القول ان معظم الطاقات تشعر بانها اكثر تفوقا من اهل الحكم والاجدر بالقيادة.


وهو ما يدفع لاعادة النظر في الأسس التي تقوم عليها الدولة الحديثة واعادة التفكير في تعريف الدولة القوية، فليست الدولة القوية هي التي تقمع شعبها وتجرده من صلاحياته، ولا تلك التي تكمم افواه الطامحين والمصلحين، بل هي الدولة التي تخرج من رحم الاجماع الوطني وتكون خيار الناس ورغبته وأداة تنفيذ ارادته، ان الدولة القوية في عالم اليوم هي الدولة المتصالحة مع المجتمع لتكون جسرا يحقق من خلالها آماله، وهو ما نأمله للدولة الحديثة في عراق المستقبل.

 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب
- العنف يبني مجده بالعنف.
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- فيديو يظهر تصرفا غريبا لشرطي أمريكي أمام حانة.. أشعل سيجارًا ...
- كيف كشفت صحفيتان كوريتان عن فضائح جنسية خطرة لنجوم كبار في ع ...
- غالانت يهاجم نتنياهو: هل بدأ تبادل الاتهامات بين الحكومة الإ ...
- حقوق مجتمع الميم في أوروبا.. مالطا تحتفط بالصدارة
- أغذية لا ينصح بها على متن الطائرة
- نتنياهو: منفتح على فكرة تولي فلسطينيين محليين إدارة غزة إلا ...
- سيرسكي: أوكرانيا تتخذ الاستعدادات للدفاع في مقاطعة سومي
- بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها -مثيرة ...
- بوتين يتحدث عن مهام بيلاوسوف وشويغو
- نزوح فلسطيني جديد من رفح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - العراق وبناء الدولة الحديثة