أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - أخطر ما يواجه سوريا اليوم














المزيد.....

أخطر ما يواجه سوريا اليوم


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان السؤال الدائم، كيف لم يلاحظ المواطن السوري، أي تغيير، في نمط السياسة السورية، بعد استلام الرئيس الشاب دفة الحكم والقيادة. وهو سؤال مشروع ، طالما عجزنا عن الإجابة عليه. وخلف هذا السؤال، سؤال أكبر وأكثر أهمية. هل حقيقة هناك تغيير ؟ أم أن الحال على حاله. منذ ثورة الثامن من آذار، والحركة التصحيحية ,----

حاول، ونجح الرئيس الشاب وبكل ما يحمل من شباب وثقافة وانفتاح وصدق وشفافية، في ملئ الخزان السوري الفارغ، في كافة المناحي ، وعمل كل جهده على ذلك، ولكن فاته، أن مقابل كل متر مكعب من المياه النقية، والتي كان يضخها في خزان الوطن، كان يتم زرع صنبور جديد . وكانت القصة دائماً، تمضي، هكذا، مياه تتدفق من الأعلى، وصنابير مفتوحة من الأسفل، تتدفق منها خيرات البلد. وبالتالي كيف للمواطن السوري العادي، أن يلحظ هذا التغيير، رغم زيادة معاشه، مائة بالمائة. وصنابير الفساد، من القطاعين الخاص والعام ، كانت تستنزف كل زيادة، وكل تغيير، وكل محاولة جادة لتحسين البلاد. ولا ننسى قصر النظر لدى بعض المسؤولين في تفسير المراسيم والقرارات ، التي تغير اتجاهها 180 درجة .

وهنا نتساءل جميعاً ، لم لم يُبرزالاعلام كل هذه الحقائق ، أم أن جل اهتمامه ، يقع على نشر الأخبار الرياضية والفنية ،كما نتمنى ، أن يضع بصمته ، على القادمات من الاستحقاقات الهامة ، التي تنتظر البلاد .فهذا دورهومهمته ، لمساندة العهد الجديد. بكل واقعية وشفافية.

المشكلة اليوم، أصبحت أخطر مما نتصور، وتُعادل الخطر الإسرائيلي الجاثم على الحدود، إن لم تكن تفوقه. ف الإسرائيلي، يبقى خطراً خارجياً، ممكن الاحتياط منه، والاستعداد له. أما هذا الخطر الداهم، والمختبئ والمنتشر في كل زاوية من البلد. والذي تُحركه، أيادي خفية، وكأنها تقطن السحاب. والمضحك المبكي، في الموضوع، هو أن أصغر طفل، في سوريا، أصبح يعرف أسماء، أساطين الفساد من المسئولين، وورثتهم الكرام. أما الحكومة، الدولة، السلطة. فهي لا تعرف أي واحد منهم.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جبناء الصحافة، أو الصحافة الجبانة، تنشر، وتنشر، وتنشر. ولكنها أبداً، لا تستطيع ذكر اسم فاسد كبير، خلاف خدام الذي هرب، وكأن حال هؤلاء الصحفيون الجبناء، تقول: ليهرب الفاسد حتى نتناوله في أقلامنا ونلعن أبوه وأمه، ولكن طالما هو موجود هنا، لا نستطيع أن نذكره لا بالاسم ولا بالرسم. وحتى نقوم بخدمته، فهو ولي أمرنا ونعمتنا، وهو الذي وظفنا.



مرة أخرى قضية وزارة الاتصالات، والتي نعتقد، أنها ستكون مثل كرة الثلج، والتي ستكبر، وتتضخم، وتجرف أمامها كل الوزارات، وتكنس الكثير من الفاسدين. ولكن ضمن نطاق معين، لا تستطيع أن تتجاوزه، ما دمنا نسمع حتى الآن، عن أباطرة وقياصرة، مستعدون، لدفع رشاوى، لا تقل عن مئات الملايين، لأشخاص في السلطة. من أجل حماية مصالحهم، والمحافظة، على شبكات العنكبوت العفنة التي يقودونها ويمولونها ويوجهونها. .



سابقا كانت مشكلتنا مع الأمن، الأمن الذي يقمع ويعتقل ويُعذب وينتهك حقوق المواطن. الأمن الذي يسرق وينهب ويسلب ويُسيء إلى سمعة المواطن السوري، سواء في سوريا أو في لبنان. ولكن التغيير الذي حصل اليوم وخاصة في مجال عسكرة المجتمع، والتي كنا نلحظها جميعاً، قد اضمحل، فقد أصبح كل مواطن، يشعر، أن قبضة الأمن لم تعد خانقة، وان كانت لا زالت تربت على كتفيه. ولم نعد، للحقيقة، نسمع عن ضباط أمن، بمستوى الكنعان والدوبا وغيرهم. على العكس أصبح لدينا ضباط أمن ، مثقفين، حقوقيين، مهنيين ، يحترمون الآخر. ونحن لا ننكر أننا مع أمن ، يُحافظ على استقرار الوطن ، والدفاع عن العيش المشترك وحماية أبنائه .

من الذي يستطيع أن يقول أن التعذيب ما زال موجودا لديناً ؟ . هذا التغيير، نعترف بحصوله جميعاً. ونقر به، في المعارضة، رغم دعوتنا الدائمة، وطلبنا الدائم، الإفراج عن معتقلي الرأي، ومحاورة المعارضة، بدلاً من قمعها وإلقائها في السجون وزنزانات الأفرع الأمنية.



ما لم يتغير، نمط حياتنا، وطريقة تفكيرنا ، فكل موظف في الدولة، هو مشروع لص، ينتظر الفرصة المناسبة له لينقض على المال العام. وكل مواطن، صاحب مشروع عمل، بقال، لحام، نجار خياط. هو مشروع نصاب، يُفكر قبل اختيار مكان العمل، بطرق النصب والغش، وبعدها يبدأ عمله، وهو يحسب قيمة الغش قبل قيمة الربح الحلال. هذه النفوس المريضة، التي لم تتغير، ولن تتغير، بغياب القانون. في سوريا يا سادة، ليس هناك قانون، هناك فوضى، هناك نصب، هناك سلب، هناك نفوس أفسدها الفقر والطمع والفوضى.



إن كلمة ((أزمة)) في اللغة الصينية، تتألف من كلمتين مجتمعتين إحداهما تشير إلى ((الخطر)) والأخرى تعني (( السانحة)). ويبدو أن هذا التلاقي يصح في الكلام عن الأزمة السورية اليوم.ففي الأزمات يواجه الإنسان قراراً وكأنه على مفترق طريقين. إحداها قد تقود إلى الخطر والأخرى إلى مجالات جديدة في التطور والنمو. وهكذا سوريا اليوم، أمامها أزمة، خطرها كبير، وفيما لو تغاضت عنها، وتركت حيتان النهب تسرح وتمرح في محيط من الفساد العفن، فان مصير البلاد سينتهي إلى خطر كبير، فنحن اليوم، نعيش وسط هذه الألغام القاتلة ، والتي ستنسف، كل حديث عن الإصلاح والتغيير، لا بل ستنسف الوطن كله.

أما طريق مقاومة هذه الحيتان، عبر الشرفاء، من الجنود المجهولين، فانه سيؤدي، ولو بعد حين، إلى الإصلاح والبناء، والتطور..وقد يكون هذا الطريق مكلفاً أكثر، ولكنه في النهاية يُنقذ البلاد من هذا الخطر الداهم.



يقول جبران: --------يظل الفرد فوق الشرائع البشرية حتى يقترف إثماً ضد المجامع البشرية. وبعد ذلك لا يكون فوق أحد -----



دمشق

3-3-2007



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصخصة الفساد في سوريا---
- سيدي صموئيل---حياتنا عبث
- مرمر زماني يا حكومة مرمر-----
- العقلانية في الاسلام ---وتمنى في نفسه لو أن أمه الحمارة لم ت ...
- انور البني----
- حزب الله ---شهيداً
- فرق المشاة السورية
- صنع في قبرص
- حوار مع رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي في سوريا
- من مار مارون الى حجي عبد الوهاب
- معضلة القرآن مع المسيح ، كما يُفندها معروف الرصافي
- رد على رد--العقلانية في الاسلام-هذه السورةالمقدسة 2-7
- قمة العقلانية في الاسلام
- رد على رد- العقلانية في الاسلام 1-7
- سوق الهال المحفوظ ومطعم العزة 5-5
- 4-5قالت مم تخافين؟ قالت:من مرور الشيف رمزي امام الخيمة !
- تعددت الأيدي والطبخة شوربة -3-5
- نعود الى قصة الشوربة يا نهرو--25
- 15وأنا أيضاً يا نهرو أحب أخوتي المسلمين وأؤمن أن القرآن محرف
- وفاء سلطان--ساحرة أخرجت من الوكر الثعبان


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - أخطر ما يواجه سوريا اليوم