أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين المنذري - ?من الاجدر بالتضامن الشعب العراقي ام الفيلق الثامن















المزيد.....

?من الاجدر بالتضامن الشعب العراقي ام الفيلق الثامن


تحسين المنذري

الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كيف حكم صدام العراق؟ سؤال يثير الدهشة للوهلة الاولى ، لكننا سنجيب عليه جميعا وبلا تردد ...انه حكم بالحديد والنار... بينما يبقى السؤال الاهم ماهي الادوات التي اعتمدها الدكتاتور صدام لتكبيل الشعب العراقي بالحديد وكويه بالنار؟ هل قام بكل ما قام بيديه فقط؟ ام هناك من نفذ مشيئة السلطان ؟ وهذا السؤال كما اعتقد كبير بحاجة الى اكثر من وقفه .
ان نظاما دكتاتوريا شموليا كالذي انشأه وقاده المقبور صدام ، لم يُحكم بافراد معددوين او بمشيئة ربانية ، وانما اسس وامتلك منظومة متكاملة من الاجهزة بدءا من السكرتير الشخصي للدكتاتور وحمايته الشخصية وليس انتهاءا باصغر بعثي يكتب التقارير عن كل صغيرة وكبيرة ومرورا بأجهزة ضخمة من القوات المسلحة والامن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والفيلق الثامن ، وهذا هو بيت القصيد الذي اريد التطرق الى جوانب من دوره التخريبي ، وتسمية الفيلق الثامن اطلقها نظام الدكتاتورية على جمهرة المطبلين والمزمرين والراقصين ( ادباء وكتاب وشعراء ومطربين واعلاميين وغيرهم ) وذلك ابان الحرب العراقية الايرانية حيث كان الجيش العراقي المسلح يتكون من سبعة فيالق تقاتل على الحدود وهؤلاء هم ثامن الفيالق المقاتلة لكن بطريقة اخرى وعلى جبهة اخرى وان حمل بعضهم السلاخ الشخصي علنا .
لقد لعب المداحون هؤلاء دورا تسويقيا هاما لنظام القتل والدمار الذي قاده الدكتاتور المقبور وساهموا بتظليل الشعب بتصوير بطولات لا وجود لها وتكميم افواه اهالي الضحايا بفرض صورة وهمية من الامجاد في محاولة لكسب رضى هؤلاء واستمرار ولاءهم العلني في الاقل لنظام المقابر الجماعية . ولعب الشعراء منهم على الاخص دورا تعبويا لاستمرار حكم الطاغية عن طريق تدبيج الكلمات التي تضفي صورة بهية للدكتاتور نفسه اولا ولنظامه ثانيا ، اخذ منها الملحنون والمطربون نهجا واساسا لايصالها عن طريق اجهزة الاعلام المكرسة اصلا لخدمة اغراض المقبور صدام ونظامه وحزبه ، وعلى دور الفيلق الثامن هناك امثلة كثيرة ، فإن يحول كاتب سياسي واعلامي مقوله تافهة للدكتاتور " سنطلق الرصاص على البغل المحتضر " ويعني به النظام الايراني ، ان تتحول هذه العبارة وفي اليوم التالي مباشرة الى مقال يحتل صفحة كاملة في جريدة الثورة يفلسف المقولة ويصورها بأبلغ الصور بل ويقربها حتى من الاقوال المقدسة ، فتلك قضية تستحق التوقف عندها ، فهل كان هذا عبثا ام محاولة للافلات من يد الدكتاتور ام ان الحبل كان قريبا من عنق الكاتب واراد الافلات منه، ام انه تطوع وتبرع عن قناعة لتسويق تلك المقولة كجزء من نهج الطاغية في اشاعة ثقافة القتل .وايضا حينما وصف احد الاعلاميين صداما بقوله انه لا ينطق عن الهواء ان هو الا وحي ..... لكن لا نبي من بعد محمد ، فهل كان هذا الاعلامي المدني المدير لدائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع يصف سيده هكذا خوفا ام عرفانا بجميل النِعَم التي اغدقها عليه سيده المقبور ولم يكن يحلم بها يوما .وكذلك حينما امتدح شاعر لبعض من حواشي حاشية الدكتاتور بعد ان تحول من ساكن لزريبة البغال الى زريبة اخرى ادنى مستوى تلك هي زريبة البدلات الزيتونية ومسح احذية المقبور الاخر عدي ، ويواصل نهجه في ابتزاز زملاءه الادباء والشعراء والكتاب عن طريق اجبارهم على التطوع في قادسية سيده او على الاقل الذهاب للمعايشة في الجبهة فلا اظن ان هذا الشاعر كان مخدرا حينما عمل كل ذاك بل انه قام بكل ما قام عن وعي وقناعة ومصالح ذاتية ... والملحن الذي قدم اكثر من ثلثمائة عمل خلال فترة حرب الثمانية اعوام ، اترى كانت تلك شطحة بسيطة ام غفلة ام كان مجبرا على اداء كل ذلك ؟ وهل يمكن المقارنة بين فنانتين مسرحيتين تشاء المصادفة ان تكونا اختين ، احداهن ارتضت لنفسها عيشة الكفاف والعزلة والمعاناة لكن بشرف عن ان تبيع نفسها لخدمة الدكتاتور ونظامه والثانية التي ادت كل ما عليها وزيادة في خدمة سيدها وحصلت على سيارة مكرمة منه لانها قدمت رقصة قصيرة في احدى اغاني الملحن العتيد ذو الثلثمائة لحن ... وهل وهل وهل كثير من الاسئلة والامثلة على ادوار هؤلاء المكملين لادوار اجهزة الامن والاستخبارات ومؤسسات القمع الاخرى التي انشأها ورعاها نظام صدام المقبور ...
على الضفة الاخرى كان هناك الشعب الذي يرزح تحت وطأة الحرب والحصار ، يئن من ثقل الضربات الموجعة ، وتزداد اعداد الثكالى والارامل واليتامى في كل يوم ، ويضرب الالم والفقر حتى نخاع العظم عند كل الشعب ، ويرفل الفيلق الثامن بمكرمات الدكتاتور وعطاياه من السحت الحرام ، من اموال هؤلاء الجوعى والمساكين والمحرومين ، فهل صحى ضميرٌ لفرد من افراد الفيلق الثامن وتنبه لما يجري حوله ام ان الاعين كانت مغمضة والاذان مسدودة والطريق الى خدمة الدكتاتورواحد يجمعه مع كاتب التقارير وشرطي الامن والجزار الذي ينفذ اوامر الاعدام وغيرهم من عبيد الجريمة ومنفذيها والمتسترين عليها .
وبعد فقد سقط النظام ، وفر مِن هؤلاء مَن فر ، وانتشروا في المنافي البعيدة والقريبة ، وبعضهم كان قد افلت قبل سقوط سيده مستقرئا المستقبل القريب ، ولم ينبس اي منهم ( ربما عدا عدد محدود فقط) بأي شئ يشير الى ما اقترف واذنب بحق شعبه ، بل ان اغلبهم ان لم يكن جميعهم صار يشتكي ويولول تهميشه وتغييبه ومحاولات صده ، وكأنهم اقتنعوا بان لهم المجد والامتيازات والسطوة والكلمة العليا اينما حلوا وفي اي زمان كانوا ، فهل يصح ان يتساوى الجلاد مع الضحية ؟ كما ان البعض منهم حاول ان يعيد تأهيل نفسه عن طريق تقديم اعمال مشتركة لهم جميعا ، او استدراج البعض الغافل للعمل معهم ، ورغم ان هذا البعض فاشل فنيا ومهمشا ، الا انه في جميع الاحوال لم يكن يوما مشاركا في الجريمة التي شارك فيها افراد الفيلق الثامن ، كما ان احد منهم غير اسمه منتحلا اسم فنان اخر في محاولة لتسويق نفسه ، واستمرار حصد الامتيازات والكؤوس .
والاغرب من كل هذا وذاك ان ينبري البعض للدفاع عن هؤلاء ، في نفس الوقت الذي يستكثر على الاخرين فضحهم او حتى نقدهم ، لكن محاولة الدفاع هذه محاولة يائسة ، بل انها تلقي مزيدا من ظلال الشكوك على المدافع نفسه ، فربما احس بخطر ما يقترب منه فاستخدم الهجوم وسيلة للدفاع أو انه سقط في فخ "يكاد المريب ان يقول خذوني ". وربما لايعرف المدافعون ان افراد الفيلق الثامن لم يكتفوا بدور ( المثقف) في خدمة الدكتاتور فقد ادى البعض منهم ادوارا رذيله في كتابة التقارير والابتزاز واخذ الرشى بل وحتى السرقة مما أتيح له من اموال الشعب ، فهل علينا السكوت عن كل ذاك؟ ام لابد من لحظةٍ للمواجهة وكشف المستور ؟ام ان الدفاع عن هؤلاء سيستمر وفي ذلك خطورة كبيرة ، فقد يجر الدفاع عن الفيلق الثامن لدفاع عن كتاب التقارير ومنتسبي الاجهزة القمعية الاخرى بحجة انهم كانوا موظفين ادّوا ما عليهم ، ويتصاعد الدفاع ليعم رموز النظام نفسه ، وقد يقول قائل ان علي حسن المجيد لم يكن الا عبدا مأمور في تنفيذ رغبات السيد الاعلى والقائد الاوحد وهكذا لنعفي عما سلف ، وشعبنا اكثر من اكتوى من سياسة عفى الله عما سلف التي اتبعها المرحوم عبد الكريم قاسم وجرت من بعده لاكثر من اربعين عاما ما جرت على الشعب من قتل ودمار وخراب .... مازال مستمرا الى الان.
والان ياترى هل تحولت انا الى جزار ومجرم كما كانوا هؤلاء لاني كنت قاسيا عليهم في ذكر الحقيقة المرة التي عاشوها ونفذوا فصولها خير تنفيذ ؟ بالتأكيد اجيب عن نفسي لا ، لا اتمنى لنفسي هذا الدور ولم احلم به يوما لكني اطالب ان يعترف هؤلاء ممن يريد ان يعيد تأهيل نفسه بكل ما اقترفت يداه بحق الشعب ، بكل ما ادى وقدم من عمل ، ادبا كان اوفنا او فعلا في ارض الواقع ، ويعلن ندمه وشجبه ، وان يعيد السارق منهم والمرتشي والحائز على هدايا ومكرمات سيده وكل ما حصل عليه بتلك الطرق الى الشعب المالك الحقيقي لتلك الاموال ، وان يقول الشعب كما يطالب المدافعون كلمته بحق هؤلاء لكن عن طريق القضاء النزيه المستقل ، وعندها وبعد ان يُنفذ حكم القضاء ليعد التائبون منهم الى جادة الصواب وليخدموا شعبهم لا جلاديه ووطنهم لا مكبليه .... والا فان دوامة التغييب والتهميش والشكوى ستستمر .. ولابد للتاريخ ان يسجل القول الفصل ، والا فأني سأبقى اؤمن ان تزوير التاريخ يبدأ من لحظة وقوع الحدث .



#تحسين_المنذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار في العلمانية
- اليسار :انتصارات .... وكبوات
- ما جدوى اشتراك القائمة العراقية في الحكومة
- عقدة الجعفري
- لمناسبة الذكرى 72 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي، المعلم الاول
- لننظر الى الغد
- الطائفة ام الوطن
- بين صدام وشارون


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين المنذري - ?من الاجدر بالتضامن الشعب العراقي ام الفيلق الثامن