أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - تحسين المنذري - لمناسبة الذكرى 72 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي، المعلم الاول















المزيد.....

لمناسبة الذكرى 72 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي، المعلم الاول


تحسين المنذري

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:47
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لم يكن شيئا عاديا ذلك الكيان الذي ولد في ربيع عام 1934 فقد نقل الحزب الوليد النضال الوطني الى مرحلة متقدمة في الصراع من اجل الحرية المنشودة للوطن ومن اجل سعادة شعب يستحق العيش بكرامة وانسانية متطورة ، ومنذ اللحظات الاولى للولادة فهمت الجماهير انها ازاء تغير هام في طريقة العمل السياسي والنضال الطبقي من خلال ما طرحه الحزب من شعارات ستراتيجية ليست ذات طابع مرحلي او وقتي وبذلك اعطى الحزب الدرس الاول للحركة الوطنية العراقية ، فلا موسمية ولا مزاجية في العمل من اجل مصالح الجماهير بل انها عملية نضال متواصلة دؤوبة ترتبط فيها الاهداف المرحلية بالاهداف الستراتيجية البعيدة المدى ، ولاول مرة يتحسس العمال والفلاحون ماهية اهدافهم الحقيقية فبعد ان كان كل نضالهم يتركز على مطاليب انية محدودة كتحسين ظروف العمل او زيادة في الاجور وما شابه ذلك صار لهم هدف ستراتيجي هو امتلاك وسائل الانتاج والارض وفهموا سر اضطهادهم ، واقتحم الشيوعيون ساحات النضال ضاربين اروع الامثلة في التضحية كافراد او كحزب متقدمين الصفوف في كل المناسبات مهتدين بشعارات واضحة تشخص الحاجة الموضوعية ومحددين الاهداف بكل دقة ، فقبل ان تنمو الحركة القومية الكردية وتتبلور مطاليبها رغم كل انتفاضات الشعب الكردي في فترة ما بعد الاحتلال البريطاني ولحد منتصف الثلاثينات والتي كانت جميعا انتفاضات بطولية الا انها في ذات الوقت لم تحمل المطاليب الستراتيجية للشعب الكردي ، فأن الحزب شخص تحديدا مطلب حق الاستقلال الكامل للكرد في العدد الاول من جريدته كفاح الشعب الصادر في تموزعام 1935 "طرد المستعمرين ، وضمان حرية الشعب والاستقلال الكامل للاكراد وضمان الحقوق الثقافية لكل الاقليات" وعاد الحزب ليؤكد ذلك في البرنامج الذي اعتمده في اذار 1953 عندما اعترف "للشعب الكردي بحقه في تقرير المصير ، بما في ذلك حقه في الانفصال" (1) وربط الحزب كل النضال الوطني بضرورة انهاء الاستعمار بكل اشكاله وضمان الاستقلال غير المنقوص وعمل لاجل ذلك بشتى الطرق من انتفاضات واضرابات ومطالبات سلمية وغير ذلك ،منفردا او بالتعاون مع القوى الوطنية الاخرى وكان اول حزب يطرح التحالفات المبرمجة كاهم ستراتيجيات العمل السياسي بما امتلكه من نظرة موضوعية بضرورة تحفيز وتثوير كل القوى ذات المصلحة في ازدهار الوطن وتقدمه فرفع شعار "قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية " لتكون وثبة كانون 1948 اول ميدان اختبارلهذا الشعار اثبت الشيوعيون فيه صدق نواياهم وشعاراتهم وتكلل الجهد المشترك بين تلك القوى بقيادة الشيوعيين بانتفاضة باسلة اخرى عام 1952 حصل الشيوعيون فيها على شهادة القيادة الجماهيرية من اهم حزبين للبرجوازية الوطنية انذاك هما الوطني الديمقراطي والاستقلال(2) وتتوالى قيادة الشيوعيين لمختلف اشكال النضال الوطني العراقي الى ان تكلل كل ذلك النضال بالثورة الوطنية الكبرى عام 1958 وليتصدر الشيوعيون النضال للمحافظة على مكتسبات الثورة وعلى جبهة الاتحاد الوطني التي ساعدت بشكل حاسم على انجاح الثورة ، الا ان تكالب القوى الرجعية والخاسرة من نجاح الثورة ادى الى اجهاضها والاجهاز على اغلب منجزاتها التقدمية ليتقدم الشيوعيون الصفوف في التضحية والنضال ضد كل اشكال الحكم الرجعية والدكتاتورية الى يومنا هذا وليثبتوا احقيتهم وجدارتهم في التصدي لتمثيل الجماهير وتشخيص مصلحتها الحقيقية.
ان شيوع افكار ومفاهيم مثل البرجوازية والاقطاع والاشتراكية والشيوعية وصراع الطبقات ونضالها لم يكن بمعزل تماما عن دور الشيوعيين في تثبيتها في اذهان الناس ، مفكرين ومثقفين وسياسيين وغيرهم حتى صارت مفردات يومية يتداولها عامة الناس ، وكذلك ابرازه اهمية ودور الطبقات المسحوقة في المجتمع كاهم الشرائح الاجتماعية التي يتوجب النضال من اجلها والاهتمام بمصالحها مما جعل الجميع من الاحزاب السياسية والافراد بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية وغاياتهم يسعون لكسب رضى تلك الطبقات وممثليها بل ان الكثبر منهم تبنى الخطابات السياسية والشعارات والمفاهيم التي اشاعها الشيوعين كاهداف ومسميات لعملهم وتنظيماتهم وفي هذا يقول بطاطو" وفي السنوات الاخيرة من العهد الملكي صار حزب الاستقلال اليميني ، وبالرغم من كل ابتعاده عن الروح الماركسية ، يتحدث ويرطن بطريقة ماركسية. وفي العام 1951 ، وقبل ان يتعلم العامة التمييز بين (الاشتراكية)و(الشيوعية)سمّى صالح جبر ،الذي كان ذات مرة رئيسا للوزراء والمستند كليا الى ملاك الاراضي والمشايخ القبليين اشباه الاقطاعيين، الحزب الذي اسسه (حزب الامة الاشتراكي)، ولم يكن الا واحدا من كثيرين لبسوا في ذلك العقد عباءة الاشتراكية بأمل كسب شئ من الشعبية التي لها ، ويكفي القاء نظرة سريعة على بيانات البعث (الحالية) او على خطابات عبد الكريم قاسم ، او حتى عبد السلام عارف المغرق في الاسلام للتحقق مما قدمته الشيوعية لجيل كامل من العراقيين الذين لم تكن اتجاهاتهم الفكرية قليلة التنوع "(3).
بل وحتى على مستوى التنظيم الحزبي ، كتشكيلات مثل المكتب السياسي واللجنة المركزية والهيئات القائدة الوسطية والدنيا والكادر وغيرها ، كان الحزب الشيوعي اول من اسس لها وادخلتها احزاب اخرى ضمن طرائق عملها ، فهاهو الشهيد محمد باقر الصدر يستعين بالنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي ليضع الاسس التنظيمية لحزب الدعوة الاسلامية (4) . ولم يبخل الحزب الشيوعي العراقي في تقديم العون والمساعدة للاحزاب الاخرى سيما منها الناشئة التكوين سواءا عن طريق المشورة او الاسناد او حتى على مستوى الدعم الطباعي فالطبعة الاولى من كتاب( فلسفتنا) للشهيد محمد باقر الصدر تتم عام 1959 في مطبعة (الفرات ) التي كان يمتلكها الحزب الشيوعي العراقي في النجف ويشرف عليها الشهيد حسن عوينة (5).
ولئن تبرز هنا وهناك مشكلة سياسية او فكرية فما لنا الا العودة الى الحزب وادبياته وتراثه فبها لابد ان نجد الحل وبهذا الصدد اشير الى ما اثير خلال عملية كتابة الدستور اخيرا عن هوية العراق وعلاقته مع الدول العربية اوجامعتها فأن الحزب وقبل خمسين عاما قد وضع النقاط على الحروف بصدد ذلك ولنقرأ في وثائق الكونفرنس الثاني المنعقد عام 1956 ما يلي:
1- ان الارض التي يقطنها الشعب العربي في العراق ، هي جزء لا يتجزأ من ارض العروبة وان الشعب العربي في العراق جزء لا يتجزأ من كل الامة العربية التي مزقتها المؤامرات الاستعمارية ، فالامة العربية هي امة واحدة تمتلك جميع الخصائص القومية للامة الواحدة.
2- ولكن العراق ، بحدوده الجغرافية الحالية التي رسمها الاستعمار يضم جزءا من كردستان ، الممزقة الان بين دول تركيا وايران والعراق وفقا لاتفاقات بين الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية الاولى وان الشعب الكردي في العراق هو جزء من الامة الكردية الموزعة في اجزاء كردستان الممزقة والامة الكردية لها جميع خصائص الامة.
3- في العراق قوميتان رئيسيتان عربية وكردية ، لذا فأن حركة الجماهير العربية في العراق في الوقت الذي تنتهج فيه سياسة عربية تحررية ينبغي لها ان نؤازر وتشجع حركة الانبعاث القومي الكردي الرامية الى التحرر والوحدة . ومن الناحية الاخرى ليس ثمة طريق اخر امام القوى الوطنية في كردستان سوى طريق الكفاح المشترك مع الجماهير العربية في العراق ضد الاستعمار واحلافه ، طريق الكفاح المشترك مع الحركة التحررية العربية الصاعدة في سبيل التحرر الوطني والقومي لجماهير الشعب العراقي ، وتأمين الاستقلال الذاتي لكردستان العراق وفق اتحاد اختياري كفاحي اخوي يفتح امام الشعب طريق التحرر الشلمل والوحدة القوميةبأسرها.(6)
ان تراث الحزب ونضاله لغني بمثل هذه الدروس والعبر ، وهو في ذات الوقت لا يعطي حلولا جامدة او ابدية فأن التغير والتطور اهم سمات الماركسية التي بها يؤمن الشيوعيون وبهديها يهتدون وهم المؤهلون ابدا لقيادة حركة الجماهير الرامية للتحرر والانعتاق ونيل الاستقلال والبناء .
لقد استحق الحزب مقولة الراحل حسين مروة (لا استطيع ان ارى العراق بدون دجلة والفرات والحزب الشيوعي ) واكدها الراحل بطاطو في سفره الخالد عن العراق حينما قال ان الحزب الشيوعي جعل من (الشيوعية عاملا من عوامل الحياة في العراق)
فليهنأ الشيوعيون بحزبهم المعلم الاول للحركة الوطنية العراقية والقائد التاريخي لكل نضالات الشعب الوطنية والذي يستحق ان يُكتب اسمه (فوق النجم عالي وحروفه من ذهب)
____________________________________________________________________
(1) بطاطو ، حنا :العراق ج2 الحزب الشيوعي العراقي ص 90
(2) نوري ،بهاء الدين:المذكرات ص 169 وص 175
(3) بطاطو، حنا : مصدر سابق ص 120
(4) الخرسان ،صلاح :حزب الدعوة الاسلامية –حقائق ووثائق ص52
(5) الخرسان ، صلاح : مصدر سابق ص 98
(6) ناجي يوسف ، ثمينة : سلام عادل سيرة مناضل ج1 ص 138



#تحسين_المنذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لننظر الى الغد
- الطائفة ام الوطن
- بين صدام وشارون


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - تحسين المنذري - لمناسبة الذكرى 72 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي، المعلم الاول