أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تحسين المنذري - بين صدام وشارون














المزيد.....

بين صدام وشارون


تحسين المنذري

الحوار المتمدن-العدد: 160 - 2002 / 6 / 14 - 09:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تهن مصيبتنا علينا حينما رأينا مصائب الآخرين، ذلك إن ما قاسيناه وما زلنا نقاسيه نحن أبناء العراق يعتبر بكل المقاييس فريداً من نوعه ولم نر أو نقرأ عنه. ولهذا، فرغم حزننا الشديد وغضبنا على ما يحل بالأشقاء الفلسطينين واعلان تضامننا ودعمنا اللامحدود لنضالهم الباسل ضد الصهاينة المجرمين وزعيمهم شارون، فإن ما يقوم به هذا السفاح لا يرقى الاّ لمستوى أزلام صدام الصغار وليس جلاديه المعروفين. ولو أراد أي منصف أن يقارن بين السفاحين لأستنتج أستذة صدام بالنسبة لشارون.
الدرس الأول

ذكرت وكالات الأنباء أن الصهاينة راحوا يعتقلون ذوي المناضل الفلسطيني لكي يجبروه على تسليم نفسه وإنقاذ عائلته، وكان من بين هؤلاء والدة البطل مروان البرغوثي. و اعتبرت هذه الوكالات ذلك شكلاً جديداً للقمع، متناسية بأن هذه التصرفات الخرقاء معروفة في بلادي وكانت سببا ربما في تثبيط كفاح العديدين من أبناء شعبنا، حيث لا تعتقل العوائل كرهائن بل وتذاق أيضاً كل أنواع الإهانات والتعذيب والتجويع وحتى القتل. وكي يكون الصهاينة طلبة مجدين فقد تعلموا من العفالقة كيف يحجبون الحقائق عن العالم فراحوا يمنعون التصوير ويغلقون بعض المكاتب الصحفية ويطردون الصحفيين.غير إن طغاتنا بقوا أبرع منهم فهم يعتقلون ويقتلون عائلة المناوئ لهم حتى لو سلم نفسه و أحيانا يقتلونهم جميعا في آن واحد، كما إن تصور وجود صحافة ومراسلين ومصورين محايدين في العراق لنقل أخباره أمر من قصص الخيال العلمي.

الدرس الثاني

كم كانت بشعة ومثيرة لاستنكار العالم، محاولات الصهاينة إخفاء معالم جرائمهم عن طريق دفن جثث الشهداء في مقابر جماعية أو رميها في مصارف الصرف الصحي ، مقلدين حكام بغداد الذين طالما أذابوا أجساد المناضلين في أحواض الأسيد لتطرح من مجاري قصر النهاية بنهر الخر في بغداد، إضافة لإبادة قرى كاملة في الغازات السامة في عمليات الأنفال وحلبجة ضد الشعب الكردي‍‍ ‍‍.

الدرس الثالث

ويبدو أن الشارونيين يؤمنون بالمثل المصري ( مفيش حد أحسن من حد ) فكما دمّر العفالقة وبصواريخ أرض – أرض مراقد أئمة المسلمين الحسين (ع) والعباس (ع) في كر بلاء و العديد من المساجد والكنائس فقد دمر الصهاينة أجزاء من مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة المهد.

الدرس الرابع

ولعل صدام سيسخر من الوقت الذي يصرفه شارون في تحديد البيوت الفلسطينية التي يجب أن تحرم من الماء والكهرباء إذ قام هو وبسياساته الخرقاء بحرمان كل الشعب من نعم التطور العلمي وتعاون في ذلك مع أسياده في الغرب.

   دروس كثيرة تلك التي قدمها صدام لحلفائه الحقيقيين، ويبقى الشارونيون عاجزين عن تقليد ديماغوجيته، حيث يجهد نفسه لكي يظهر بمظهر المتعاطف مع الشعب الفلسطيني عسى أن يستفيد من المصائب في تبيض وجهه الكالح  و إعادة تأهيل نفسه للشارع العربي، في نفس الوقت الذي تتخلل ما تبثه الفضائية العراقية من أخبار الدمار الذي لحق بالأشقاء في فلسطين، خبر الاجتماع الذي عقدته اللجنة العليا لاحتفالات ميلاده المشؤوم والمتكونة من جميع أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث وما يسمى بمجلس قيادة الثورة ، وبرئاسة نائبه " المفكر" عزت الدوري، والتي قررت أن تستمر الاحتفالات أربعة عشر يوماً لا غير وتبدأ بتكريت مسقط رأس الطاغية وتنتهي بأخر قرية عراقية، على أن يبتهج بها قسراً الجميع بدءً بعزة الدوري وانتهاءً بأصغر شرطي عراقي!! وفيما كانت " القيادة " مجتمعة في تكريت، كان الطاغية محاطاً بآلاف الحرس المدججين يفكر في حل فقرر إيقاف ضخ البترول لمدة شهر ! لماذا شهر ؟ لا أحد يعرف! ولماذا لا يصّدر الى دول تدعم العرب أو كان لها موقف إيجابي منهم في هذه المحنة كبلجيكا والسويد مثلاً لا أحد يعرف!

وما نعرفه نحن العراقيين أعظم، فمليوني برميل يوميا لا تؤثر على سوق النفط الذي يعج بملايين البراميل تصدرها دول من أعضاء الأوبك أو من خارجها !! كما إن صدام لم يوقف يوماً التصدير عبر السوق السوداء.  إن ما قام به الطاغية لم يهدف الاّ لذر الرماد في العيون والظهور بمظهر السند للفلسطينيين من جهة ولمضاعفة معاناة الشعب العراقي المحاصر ودعم الاحتكارات الغربية التي استغلت مهزلته فرفعت أسعار الطاقة على شعوب العالم ملقية مسؤولية ذلك على العرب من جهة مكملة.  وأخيراً نتساءل : هل لا يوجد مشترون للنفط العراقي غير الأمريكان وإسرائيل ؟ وكيف نزود عدونا بالبترول إذن؟ وما العمل إذا ما رفضت واشنطن يوماً شراء نفطنا ؟!

ونتساءل أيضا ما إذا كانت مهزلة اليوم أشبه بالبارحة حين ضرب صدام إسرائيل بصواريخ لم تنفع سوى إظهار الصهاينة أمام العالم " كحمائم سلام " وقتل عدد من فلسطيني 48؟ ألم يحن الوقت لبعض الواهمين بأن يروا الحقيقة فاللبيب تكفيه الإشارة ، وواقع الحال أكثر من ذلك بكثير !!

 

*       *           *           *           *           *          

 



#تحسين_المنذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تحسين المنذري - بين صدام وشارون