أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تحسين المنذري - اليسار :انتصارات .... وكبوات















المزيد.....

اليسار :انتصارات .... وكبوات


تحسين المنذري

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 08:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في وقت يشهد العالم صعودا تدريجيا لليسار في مختلف بقاعه ، فأن اليسار العربي وفي منطفة الشرق الاوسط مازال يعاني مصاعبا جمة تعيق عملية النهوض المنشودة ..... لقد انتصر اليسار في عدة بلدان من اميركا اللاتينية ، وهو يحكم الان في بولونيا وبلغاريا وتوحدت احزاب اليسار الدانماركي في حركة واحدة ، وانتصر اليسار الفرنسي على اليمين الحاكم في معركة قانون العمل ، وهاهو تحالف اليسار - الوسط يمسك الان دفة الحكم في ايطاليا .... بالمقابل فأن اليسار العربي وفي منطقة الشرق الاوسط تحديدا لم يستطع ان يستثمر كل تاريخه العظيم في مناهضة الاستبداد والمشاريع الامبريالية ، ومناصرة قضايا الشعوب ، ولم يتمكن من العودة الى الريادة في العمل الجماهيري ، وابرز مؤشر لذلك الانتخابات البرلمانية في فلسطين والعراق.
فقد اثار فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية وقبلها القوى الدينية العراقية في الانتخابات البرلمانية على حساب القوى اللبرالية والعلمانية واليسارية عموما ، الكثير من علامات الاستفهام والتعجب ، فحماس الحركة الحديثة التكوين قياسا بالحركات العلمانية اليسارية تحديدا قفزت على جواد الانتفاضة الفلسطينية الجامح وتصدت للوضع الفلسطيني بطريقة العنف والعنف المضاد ، لاتملك البرنامج السياسي الاشمل لحل واقعي للقضية الفلسطينية ، في حين ان القوى الاكثر تجذرا في الساحة الفلسطينية والتي بدأت وقادت الانتفاضة لم تستطع ان تجاري التيار الجارف لحركة القوى الدينية الفلسطينية رغم امتلاكها الخلفية التاريخية والبرنامج السياسي الواقعي وارث النضال المسلح والسلمي ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية . وكذا الحال مع القوى الدينية العراقية التي فازت في الانتخابات العراقية مرتين وخلال عام واحد ،لم يكن اغلبها ذو تأثير سياسي داخل العراق فبعضها تشكل خارج العراق (ايران تحديدا) والاخر تشكل بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، كما ان برامجها السياسية التي طرحتها وبرامجها الانتخابية لم تحمل المشروع الوطني بقدر تركيزها على الهوية الطائفية (سواءا كانت شيعية ام سنية) مقابل القوى العلمانية الليبرالية واليسارية التي امتلكت تأريخا نضاليا حافلا في مقارعة الانظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق اضافة الى برامجها السياسية الاكثر ملائمة للواقع العراقي الحالي .
ورغم الاختلافات البينة بين الوضعين العراقي والفلسطيني الا ان هناك ثوابتا مشتركة وخلفيات سياسية متقاربة يمكن على ضوءها دراسة الظروف التي ادت الى هذا الفوز والتصدي السياسي للقوى الدينية - السلفية في كلي البلدين والمنطقة عموما اذا ما نظرنا الى النجاح الذي حققه الاخوان المسلمون في مصر في الانتخابات التشريعية الاخيرة.
-لاشك ان للفكر الديني ارضية خصبة في واقع بلدان المنطقة نتيجة عوامل عدة لعل اهمها ظهوره الاول وقدم تواجده في المنطقة اضافة الى وجود رموز تتعلق بنشأة الفكر الديني وتطوره مثل بيت المقدس وقبور الكثير من قادته وزعماءه التاريخين وكذلك الدور الاصلاحي الاجتماعي الذي يقوم به رجالات الدين منذ القدم والى الان مما سهل لقوى الاسلام السياسي عملية احتواء الجماهير تحت يافطات الفكر الديني بما تقدمه من حلول سهلة الفهم لاغلب مستعصيات الجماهير لكنها طوباوية غير واقعية ، وايضا تأجيل حل الاكثر صعوبة منها الى الغيب المطلق مما يجعل الجماهير تتعلق بأمل النهوض القادم من خلال القوى السياسية الاسلامية.
- استفادت التنظيمات السياسية الاسلامية من كل اساليب عمل وتنظيم القوى السياسية التي سبقتها (يسارية ويمينية) في تنظيم الجماهير وقيادتها وفي بناء التنظيم الحزبي الداخلي ، واستوعبت دروس النجاح والفشل التي رافقت سابقاتها من الاحزاب السياسية بمختلف مشاربها.
- تمتلك الجماهير في عموم المنطقة العربية موقفا مناهضا لقوى الاستعمار القديم ولامتداداته الحديثة المتمثلة بالدول الرأسمالية الكبرى ، والذي لم يأت هذا الموقف بمعزل عن نضال قوى اليسار المحلي والعالمي التي كانت المتصدي الاول للمشاريع الامبريالية بمختلف اشكالها سياسية ام اقتصادية ، مما ولد ارضية فكرية قوية عند عموم الجماهير لمناهضة الامبريالية وخصوصا الاميركية لوقوفها العلني ضد تطلعات تلك الجماهير ومساندتها للمحتل الاسرائيلي وبقية الانظمة الرجعية في المنطقة.
- ان الموقف الجماهيري هذا لم يرتق بأية حال الى اعتناق الفكر اليساري كمنبر اوحد لمناهضة المشاريع الامبريالية ، بل ان مشاربه متنوعة وقاعدة عدو العدو صديق تكاد تكون الاقرب الى تحديد النوازع السياسية لحركة الجماهير الشعبية غير الواعية سياسيا بالقدر الكافي ... ففي حين كان الاتحاد السوفيتي وبقية منظومة الدول الاشتراكية والحركات اليسارية عالميا هي الصديق الاوفى عند عموم الجماهير تلك لمناهضتها المشاريع الامبريالية عموما والاميركية تحديدا ، انقلبت تلك الجماهير الى التمسك بمثل الدين الاسلامي بعد ما توجهت الاجهزة الاميركية بالعداء لفكر الدين الاسلامي بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة البلدان الاشتراكية وما رافق ذلك من تراجع حاد في فكر وجماهيرية اليسار العالمي والمحلي
- حصلت قوى الاسلام السياسي على دعم معنوي وسياسي واحيانا مادي ( افغانستان نموذجا) من لدن البلدان الامبريالية وخصوصا اميركا ومن حلفاءها الانظمة الرجعية في المنطقة لتقوية شوكة تلك التنظيمات كمد جماهيري مقابل لقوة وجماهيرية اليسار الذي يمتلك تحالفات وامتدادات عالمية مع قوى التحرر الوطني وبلدان المنظومة الاشتراكية.
- لاقت قوى اليسار المحلي منذ بدء تشكيلها صعوبات جمة تتمثل في المقدمة منها محاربة الانظمة الرجعية لتلك القوى وقمعها واستخدام العنف السياسي كأسلوب للحد من تحركها الجماهيري .
- استثمرت القوى الدينية والرجعية الاخرى التحليل المادي للماركسية ، شر استثمار واستطاعت ان تشوه صورة اليسار وان تستثير الكوامن الروحية عند عامة الشعب في موقف مزدوج مناهض لليسار ومؤيد لها (القوى الدينية ) في آن واحد.
- تبني بعض الانظمة والقوى السياسية البرجوازية لشعارات يسارية وتشويه تطبيقها والقيام بممارسات خاطئة وصلت حد قمع القوى السياسية الاخرى بما فيها اليسار نفسه مما عكس صورة مشوهة عن حقيقة اليسار .
- انغلاق قوى اليسار على شعارات محددة ربما لا يلاءم بعضها واقع الحال لكنها تكفل لها التشابه امميا مع الاحزاب الحاكمة في البلدان الاشتراكية وبعض حركات اليسار العالمي مما اصابها احيانا بعزلة عن الجماهير .
- انهيار الاتحاد السوفيتي وانظمة البلدان الاشتراكية الاخرى مما انعكس سلبا على وضع اليسار عالميا وعزوف الجماهير عن تأييده بحجة فشل التجربة نهائيا ، وكذلك ادى الانهيار الى غياب المثل المتقدم لليسار نفسه.

لكن رغم هذا التراجع في قوة اليسار فأن اميركا وحلفائها التقليديين لم ينسوا يوما الحركات اليسارية كعدو دائم لما يحمله فكر اليسار من بديل مكافئ للفكر الامبريالي ولما يطرحة من برنامج اقتصادي بديل يكفل حل اغلب مشاكل الجماهير ويضمن التفافها حوله فأستمرت اميركا مثلا في محاربة الحركات اليسارية في امريكا اللاتينية ودعم الانظمة المناهضة لليسار ، وليس غريبا ان تظهر اصوات في البرلمان الاوربي تدعو الى اجتثاث الشيوعية في اوربا على طريقة اجتثاث النازية التي ظهرت كقانون بعيد الحرب العالمية الثانية .
ان انتصارات اليسارالمشار اليها انفا تعطي بالتأكيد الدعم المعنوي لحركات اليسار العالمية الاخرى ومنها حركات واحزاب اليسار في المنطقة العربية ودول الجواروالتي لابد لها من الاستفادة من تجاربها وتجارب الاخرين لمعالجة الازمة الراهنة التي تمر بها ، ان ذلك يتطلب :
-ان تشخص قوى اليسار مهامها المحلية بصورة دقيقة وترسم البرامج المناسبة لمعالجتها حتى وان اختلفت تلك المهام من بلد لاخر
- العودة الى تحفيز الجماهير وتثويرها عن طريق تشخيص مشاكلها ورسم شعارات مطاليبها والقيام بتحركات جماهيرية تقودها احزاب اليسار نفسها مثل الاضرابات والمظاهرات ورسائل الاحتجاج حتى وان بدأت صغيرة او ضعيفة
- تحديث الخطاب السياسي لليسار بما يلائم المستجدات العلمية والسياسية العالمية
- ضرورة اعلان موقف واضح وصريح من الدين والتركيز على العلمانية وتطبيقاتها كنظام للدولة الحديثة وبث شروحات واضحة عن حقيقة العلمانية تستطيع الجماهير هضمها وفهمها.
- الاستفادة من هامش الديمقراطية او من الديمقراطية الناشئة في بعض بلدان المنطقة والمساهمة الفاعلة في العملية السياسية بمختلف اشكالها المتاحة لكي لا يصاب اليسار بعزلة عن الجماهير من ناحية ومن ناحية اخرى ان تلك المساهمة ستدرب كادرا متمكنا يستطيع النهوض بالمهام الجديدة واستيعاب التطورات التي تحصل لاحقا.
- عقد لقاءات او مؤتمرات فكرية سياسية لاحزاب وحركات اليسار في المنطقة لمناقشة المهام والطروحات الفكرية الجديدة وتحديد سمات المرحلة واهدافها السياسية على ان تُحترم خصوصية كل بلد وايلاء الثقة بالبرنامج المطروح من قبل الحزب اليساري المعني بذلك
- تأسيس معاهد تنظم دورات تثقيفية لكوادر واعضاء الاحزاب اليسارية في المنطقة وتقديم الدراسات المتخصصة في شؤون الفكر اليساري وان استدعت تلك العملية استقدام اساتذة ومحاضرين من خارج بلدان المنطقة.

ان الماركسية مازالت فكرا ثرا يمكن الاستفادة منه وتطويره،وان ارضية تحرك اليسار مازالت خصبة في كل بلدان المنطقة ولابد للاحزاب اليسارية استثمار ذلك لكي تحول ماجرى لها من تراجعات الى الان الى كبوة والا فأنها سوف تتحول الى هزيمة يصعب معها العودة الى كامل عافية اليسار المعهودة.



#تحسين_المنذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما جدوى اشتراك القائمة العراقية في الحكومة
- عقدة الجعفري
- لمناسبة الذكرى 72 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي، المعلم الاول
- لننظر الى الغد
- الطائفة ام الوطن
- بين صدام وشارون


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تحسين المنذري - اليسار :انتصارات .... وكبوات